أبنائي الأعزاء

يقارب العام 2023 على انتهائه، وما هي إلا أيام وندخل عامًا جديدًا، تتجدد فيه الأهداف ونتأهب لإنجازها. وبين ما حققناه وما عجزنا عن تحقيقه تكمن الإرادة والعزيمة، والإدارة الحكيمة التي يفترض أنها نابعة من أنفسنا، وبناء على ما تعلمناه واختبرناه تكون النتيجة. إن للأفراد المحيطين بنا، والظروف التي نعيشها من الأشياء التي قد تؤثر سلبًا وإيجابًا على النتيجة المرجوة، وعليه فإن التقبل والتكيف مع كل ما هو خارج عن إرادتنا وإدارتنا أمر مهم للشعور بالرضا في النتيجة مهما كانت. 
يعيش بعض من أطفال العالم العربي، وتحديدا أطفال غزة، خلال هذه الأيام ظروفًا عصيبة ليس بأيديه تغييرها، حالت دون تمكينه من رسم أهدافه وتحقيقها، فأربكت سنته الدراسية وأخرتها، وزعزعت أمن واستقرار وطنه، وأزعجت تفكيره وسلامه النفسي، في الوقت الذي يفترض أنه يقضي سنوات طفولته في متعة وأمان ورفاهية. ولأن العالم يحتفي في 20 ديسمبر باليوم الدولي للتضامن الإنساني، فإننا متضامنون مع كل الأطفال في العالم، الذين يعانون من الحروب والصراعات، الظلم والطغيان، الأذى والتعسف والاضطهاد، بالقلم والكتاب، وبالصوت والكلمة، وذلك تعزيزًا لروح المشاركة ومن أجل أن يحظى كل الأطفال بالحب والسلام. 
أبنائي الأعزاء، في هذا العدد نتعرف في باب راوية تروي على حكاية الشهور الاثني عشر، وهي حكاية من الحكايات الشعبية التشيكوسلوفاكية، والتي تحمل في طياتها الكثير من الدروس والعبر، وأهمها أن التغيير والحركة من سمات الكون، ومن الدلائل التي تشير إلى وجود الحياة واستمرارها، وبالتالي فإن العدل سيأتي وإن دام الظلم، والمساواة ستتحقق وإن سادت التفرقة، وستتحقق الأهداف وإن تعرقلت وغلب عليها الفشل. ولنتذكر دومًا مقولة من التشيك تقول "إن الإنسان الطموح لا يشيخ"، وكذلك الطموحات.