معرض استعادي للفنان البحريني الراحل حسين السنّي
أقام متحف البحرين الوطني في المنامة معرضًا استعاديًا للفنان البحريني الراحل حسين قاسم السنّي (1938-1998) خلال الفترة من أكتوبر الماضي على مدى شهرين، ويعد المعرض أول استطلاع متحفي مخصص للفنان الراحل والأكثر شمولًا لأعماله بمجموعة متنوعة تزيد عن 100 عمل فني من لوحات ورسومات ومطبوعات وصور فوتوغرافية وكتب ومواد أرشيفية ومدونات خاصة بالفنان عكست مسيرته الفنية من السبعينيات حتى وفاته في عام 1998 وضم المعرض مجموعة من أعمال السنّي الفنية التي لم تعرض من قبل تضمنت أعمال فنية على الورق، بالإضافة إلى مجموعة منتقاة من الفنون التعبيرية التجريدية والتكعيبية والخطية والفن بالتنقيط والفن الانطباعي، استخدم فيها الفنان الألوان المائية والأكريليك والطلاء الزيتي بالإضافة إلى الحبر الصيني.
برزت موهبة الرسم لدى الفنان حسين السنّي وهو لا يزال في السادسة من عمره وساعده في صقل موهبته شقيقة الأكبر الذي كان مدرسًا لمادة الرسم، وبدأ برسم المناظر الطبيعية ورسم المنظور الذي كان أمامه كنوعٍ من الأسلوب المغاير وأخذ يبتكر وينقل بعض لوحات الفنانين الأوربيين من المدرسة الانطباعية وتميز بأسلوبه من حيث اختيار الألوان وموضوعاته المنتقاة من البيئة الشعبية والبحر وقد تأثر أثناء دراسته بكلية الفنون الجميلة في بغداد ببعض الفنانين من الناحية التقنية وتناوله للمواضيع المحلية من الناحية الجمالية وجاءت أعماله بعد الدراسة متأثرة بأساليب جديدة وتقنيات حديثة حيث كانت أعماله الأخيرة تتألف من تكوينات لونية اختفت منها الألوان الترابية المستمدة من البيئة المحلية، كما حاول أن يدخل الخط العربي كوسيلة فنية يعبر فيها عن الفن الشرقي والإسلامي.
وقد شهدت فترة السبعينيات توسعًا فنيًا في البحرين مع إنشاء جمعيات فنية مختلفة وافتتاح معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية حيث بدأ الفنانون بتجربة تقنيات مختلفة، ومنهم السنّي، الذي اكتشف مقاربات مختلفة للفن التجريدي من خلال التنقيط وحقل الألوان والتجريد الهندسي والتعبيرية التجريدية وشمل المعرض مجموعة أعمال كبيرة على القماش عكست إبداعات السنّي الملونة الأكثر شهرة بالإضافة إلى مرحلته الأولى في الفن التجريدي، وشملت الأعمال المعروضة قيام السنّي بتحويل المشاهد التقليدية للمجتمع البحريني إلى تعبيرات تكعيبية وعلى مجموعة أعمال سلطت الضوء على الأساليب المختلفة التي اتبعها في التعبير عن الثقافة الشرقية والإسلامية بالإضافة إلى مجموعة مختارة من اللوحات الزيتية التي تمثل المرحلة الأولى من لوحات الفنان المتمثلة في المدرسة الواقعية حيث كانت الموضوعات والأساليب التقليدية واضحة طوال السنوات الأولى من ممارسته الفنية.
ويمثل هذا الاختيار للوحات الزيتية نقطة تحول في ممارسة السنّي حيث تمكننا من مشاهدة التحول من الواقعية إلى التجريد والتي انتهى من إنجازها في أوائل الثمانينيات.
ويوفر المعرض فرصة لدراسة مسيرة الفنان الراحل المهنية والدور الذي تلعبه أعماله في تاريخ المشهد الفني البحريني. يذكر أن المعرض يقام بالتزامن مع مشروع بحث وترميم فني ضخم في متحف البحرين الوطني وذلك بالتعاون مع عائلة الفنان الراحل ■