لماذا اخترت هذه القصص؟

لماذا اخترت هذه القصص؟

ارتبطت هذه القصص الثلاث بالشخصية العربية في مراحل عمرية مختلفة، فالقصة الأولى «هذيان صاروخ مجنح» تمثل الاندفاع إلى التأويل التلقائي، والقصة الثانية «قلم وممحاة» تعبر عن نرجسية التخييل، والقصة الثالثة «دموع الحناء» تتناول التأثير التربوي للأم. 
أظهرت القصص تنوع توظيف التقنيات الإبداعية مثل الاستعارة والتجسيد والأنسنة، بالإضافة إلى التناظر الأرسطي. ركزت القصص على الجانب الانفعالي للشخصيات الذي تراوح بين روح الدعابة وشجن الحزن. كما برزت الحكائية بشكل لافت تنوعت فيه أنماط المشكلة والحل. جاءت اللغة بسيطة ساعدت على وضوح الرؤى وسهولة التلقي.

المرتبة الأولى: قصة «هذيان صاروخ مجنح» لمحمد خالد علي/ مصر
تتجلى في هذا النص تقنية أنسنة الأشياء بمفارقة كبرى وهي أن الأشياء تصبح أكثر إنسانية من الإنسان. تتحول الأشياء (عندما تكتسب وعيًا) من آلية تحدد موضع الدمار بدقة إلى وسيلة للانفجار في الخلاء وتفادي الخراب. أي أنها تتمرد على صانعها بمبرر أخلاقي. 
كما يبرز النص بسخرية لافتة سذاجة تفكير المواطن البسيط - إمعانًا في تصوير براءته - المواطن الذي يدلي بدلوه في أمور يفتقر القدرة على إدراكها وتأويلها ورغم ذلك نجده - على خلفية بلاغية - يوظف دور الأجنحة - رغم التخلي عنها تقنيًا - بإبراز التوافق الاستعاري بين جناحي الصاروخ وجناحي الطائر الأكثر حنوًّا ورفقًا أثناء تحليقها في السماء.

المرتبة الثانية: قصة «قلم وممحاة» لحمزة آيت أحمد/ المغرب
تتجلى في هذا النص تقنية المونولوج الداخلي، وينجح الكاتب في صياغة حكايته من مفردات بسيطة. أبرز التناظر بين مضغ أنبوب الحبر لدفع الحبر المتلاشي وقضم الطعام لدفعه إلى معدته الفارغة بحيث يرتبط الإشباع الكتابي الذهني بالإشباع الغذائي المادي. كما صاغ حلًا فنيًّا مناسبًا للتغلب على مشكلة/ عقدة افتقار الأقلام والخجل من استعارتها ببلورة القيمة النسبية للممحاة وتفوقها ماديًا ومعنويًا.

المرتبة الثالثة: قصة «دموع الحناء» لأسامة بن فورة/ الجزائر
تتناول هذه القصة الصراع الداخلي المضطرم في نفس شاب يخلف وعده مع أمه بالامتناع عن التدخين مما يضطره إلى تأجيل زيارتها لفترة. يستدرجنا الكاتب في خضم البحث عن مدخل مناسب لمقاربة المشكلة ثم يفاجئنا بنهاية تثير الشجن عندما نكتشف وفاة الأم.