البطاطا أو البطاطس قِيَم غذائية وفوائد صحية

تعد البطاطا من النباتات ذات الأهمية الكبيرة في تغذية الإنسان، فهي من الخضراوات الأكثر انتشارا، باعتبارها تمثل غذاء رئيسيًا للعديد من الدول، حيث تأتي في المرتبة الرابعة بعد القمح والأرز والذرة، وبذلك تعتبر من أشهر الأطعمة إطلاقًا. وللبطاطا قيمة غذائية عالية، وإن كانت قد تسبب أضرارًا صحية.
يُعتقد أن أمريكا الجنوبية هي الموطن الأصلي للبطاطا، حيث اكتُشفت أول الأمر بهذه المنطقة أولى الأصول البرية المتميزة بدرناتها الصغيرة والمرة والمقاومة للأمراض البكتيرية والفطرية. ثم نُقلت بعد ذلك لأوربا، خاصة إسبانيا وإيطاليا وألمانيا عقب الغزو الإسباني للبيرو، لتنتشر بشكل واسع خلال منتصف القرن السادس عشر. وقد دخلت إلى مصر في عهد محمد علي أواخر القرن التاسع عشر.
البطاطا محصول درني تنمو ثماره تحت الأرض، عكس باقي الخضر التي تنمو فوق أغصان الشتلات، وتحتاج لرعاية فائقة عند الغرس والتخزين، فهي تحتاج للتربة الصفراء الخفيفة التي تتميز بمسامات مفككة تسمح بتسلل الهواء، مع توافر كل من الرطوبة والري والصرف، ويستحسن أن تكون تربة ذات حموضة لا ملوحة. أما حاجة نبات البطاطا إلى الحرارة فتختلف باختلاف الأصناف (مبكرة أو عادية أو متأخرة)، لذا وجب احترام موعد زراعتها، لأن عملية الإنبات تتأثر بدرجة الحرارة، ونسبة رطوبة التربة، فهي تحتاج إلى فترة إضاءة طويلة في اليوم لأن ذلك يساعد على تشكل الدرنات. 
البطاطا من الخضر الغنية بالمواد الغذائية، إذ بها النشاء والبروتينات والأحماض الأمينية الأساسية لجسم الإنسان، وهي مصدر للعديد من العناصر المعدنية (الحديد والبوتاسيوم والفسفور) والفيتامينات خاصة فيتامين "س" وفيتامين "ب “، كما أنها مصدر غني بالبوتاسيوم ومضادات الأكسدة، وغنية بالنشويات المقاومة. لذلك تعد من الأغذية المساعدة في التحكم في الوزن، بالإضافة لكونها تخفف من اضطرابات المعدة، أو عند إصابتها بالقروح، كما أنها تستخدم كمدرّ للبول.
 تعظم فوائد البطاطا وتتعدد، ومنها: تسهيل عملية الهضم، وتعزيز وظيفة الدماغ، والسيطرة على نسبة السكر، والوقاية من الأمراض المزمنة، ودعم صحة العظام. وبقدر ما تكثر الفوائد هناك محاذير، ومنها: مطالبة مرضى السكري بتناول كميات مناسبة منها، شأنهم شأن أصحاب السمنة. وتشتد هذه المحاذير وتظهر الأضرار بتناول البطاطا التالفة أو الخضراء التي تمتلك بعض البراعم المحتوية على مواد كيميائية سامة والتي لا تتحطم بالطبخ، أما البطاطا الناضجة والجيدة فهي تعد آمنة وبعيدة عن كل أسباب المرض.

   تنوعت وتعددت أنواع البطاطا تبعًا للتعديلات الجينية التي أدخلت عليها وتبعًا للدول والقارات، ومنها:
البطاطا الزرقاء: من مميزاتها قشرتها الجافة، ولونها الأزرق من الداخل والخارج.
اليوكون: (الذهب) سميت بذلك لكونها ذهبية من الداخل، وبنية القشرة.
نورلاند الحمراء: من الخصائص المميزة لها؛ لونها الأحمر من الداخل، وداخلها الأبيض، وهي رطبة ودسمة.
البطاطا الأرجوانية: تتميز بلونها البنفسجي الغامق، مستطيلة الشكل، وهي رطبة وطرية.
بطاطا الذهب الأحمر: حمراء خارجيًا، ذهبية داخليًا، نسيجها ناعم ورطب ولها طعم حلو.
الهلال: من مميزاتها أن لونها أصفر من الخارج، وأصفر من الداخل، وهي نمساوية المصدر.
البطاطا الشمعية: متميزة بقشرتها الحريرية الملمس.
الإبهام الأحمر: متميزة بداخلها الوردي، وقشرتها الحمراء.
البطاطا الحلوة: قشرتها فاتحة اللون.
البطاطا اليابانية: حلوة المذاق، تكسوها قشرة وردية، أما داخلها فلونه أبيض.

وفي الأخير تبقى البطاطا ثروة غذائية، الأمر الذي يجعلها نظامًا غذائيًا صحيًا مقارنة مع مثيلاتها من الأطعمة الغنية بالبروتين والألياف. إذ حبة البطاطا الكبيرة تحتوي على 284 سعرة حرارية، وتتوفر على 81 % من احتياجاتنا اليومية من فيتامين "س" و64 % من احتياجاتنا من فيتامين "ب 6" و64 % من الكربوهيدرات. هذه المكونات إذن تحتم علينا أن نتناولها باعتدال وألا نكثر حصصها الأسبوعية، وأن ننوِّع طرق طبخها لتحصل الفائدة بشكل فعال.