المِنْسَرُ في العصر المملوكي

المِنْسَرُ في العصر المملوكي

عرف العصر المملوكي (648-923هـ/1250-1517م) ظهور ما أطلق عليه عصابات «المنسر»، التي عاثت فسادًا في طول البلاد وعرضها، خصوصًا في المرحلة الأخيرة من حكم المماليك. وكلمة المنسر هي كلمة تاريخية معروفة في العصر الإسلامي وردت في المعاجم العربية على الشكل التالي: 
- المِنْسَرُ: ما بَيْنَ ثلاثينَ فارِسًا إِلى أَربعين، (تاج العروس).

أما أصل الكلمة فهي تعود كما يبدو إلى «منقار الطائر الجارح» كما ورد:
- منسر والجمع مناسير تصحف مناسر: منقار الجوارح. إلا أن اللغويين يستعملون هاتين الصيغتين دون تفريق بينهما أي بين منسر الذي هو منقار طير الفريسة ومنسر التي هي: الفريق من الناس أو الكتيبة (تكملة المعاجم العربية). 
كما ورد في تكملة المعاجم العربية توضيح للمعنى: «منصر والجمع مناصر: عامية منسر: فرقة، عصابة لفافة». 
الجدير ذكره أن لفظة المنسر عُرفت قبل العصر المملوكي، حيث ورد في حديث عن الخليفة علي بن أبي طالب قوله: «كُلَّمَا أَظَلَّ عليكم مَنْسِرٌ من مَنَاسِر أَهْل الشام أَغلَقَ كلُّ رجلٍ منكم بَابه». 
والمعنى هنا هو جيش الشام حيث ورد: الدينوري في الجراثيم ورد المنسر: الجيش الذي لا يمر بشيء إلا نسره، أي اقتلعه.
 وبالتالي فإن أصل كلمة المنسر هي منقار الطائر الجارح يختلس فريسته فجأة وقد شبه العرب بعض فرق الجيش بالمنسر خصوصًا تلك التي تهاجم فجأة وتنهب كل شيء في طريقها.
وتوسع المعنى من المنسر ليطلق فيما بعد على العصابات التي تهاجم فجأة وتنهب ثم تختفي.
وفي معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي ورد تعريف المنسر على الشكل التالي: 
«واشتهر المنسر في العصر المملوكي بجماعة اللصوص الذين كانوا يدخلون البلدة شاهرين ورافعين للسلاح إلى الأسواق الغنية فيسلبونها وينهبونها ثم يخرجون سالمين». 
- فما هي العوامل والظروف التي ساعدت على ظهور هذه الفئة من اللصوص؟
- وكيف كانت تعمل؟
- وما هو دور السلطة والمجتمع المدني تجاهها؟
 
المناسر في المصادر التاريخية
كانت المناسر تهاجم الأسواق والمنازل وتنهبها، وقد وردت العديد من القصص حول هذه العصابات في تلك المرحلة التاريخية الحساسة من المشرق العربي، وهي إن دلّت على شيء فتدل على تفشي الفساد وتوسع دائرة الطبقات الفقيرة، وازدياد الفاقة كما والمجاعة التي طالما عرفها المشرق الإسلامي خلال العصر المملوكي، وخصوصًا العصر المملوكي الثاني، فالمماليك في البداية استخدموا الحزم والقوة وسهر بعضهم على الأمن وحاربوا الفساد ومنهم الظاهر بيبرس الذي أنزل أشد العقوبات على مَن تسول نفسه مخالفة القوانين حتى من أتباع الوالي والأمراء، فبعد أن هجم المنسر على القاهرة وضواحيها سنة (663هـ/1261م) وكثرة أعمال النهب والقتل أمر بيبرس بقطع أيدي عدد من نواب الوالي وكبار المقدمين فمات عدد منهم، كما اتخذ إجراءات سريعة منها وضع القناديل للإنارة ليلاً على الطرق والدكاكين، للحد من تحرّك المناسر (الطبابي، الموت في مصر والشام - النكبات الديمغرافية في العصر المملوكي).
 
نماذج وقصص عن عمل المناسر 
نلاحظ أن معظم الروايات حول المناسر تتواجد عند ابن إياس وعدد من المؤرخين المصادر وقد يعود ذلك إلى سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية خصوصًا زمن السلطان الغوري، فيقول د. محمد رجب النجار في «حكايات الشطار والعيارين في التراث العربي - عالم المعرفة - : «تجمل الإشارة إلى أن أرباب المناسر - تاريخيًا وأدبيًا - يقترن عادة ظهورهم أيضًا بالفتن والاضطرابات واختلال الأمن، ومن ثم ضعف الدولة...»، وهذا ما نجده في طيات كتابات ابن إياس وشعراء هذه المرحلة.
وقد توزعت عمليات المنسر على عدة أشكال، بعضها كان يسرق الدكاكين ليلاً ويقتل الحرس، وتطورت عمليات المناسر إلى مهاجمة المدن والأسواق، خصوصًا في المرحلة الأخيرة من العصر المملوكي ومن أبرز ما وجدت في المصادر التاريخية عن المناسر التالي: 
عن المؤرخ ابن إياس (852 - نحو 930هـ -  1448 - نحو 1524 م):
- ابن إياس عن السنة 891هـ / 1486م، «هجم جماعة من المنسر على سوق باب الشعرية، وقتلوا البواب، وفتحوا عدة دكاكين وأخذوا ما فيها، وخرجوا من الباب ولم ينتطح في ذلك شاتان».  
- عن العام 901هـ / 1495م: «وفيه هجم المنسر على سوق التجار بجامع ابن طولون، وكسروا منه عدة دكاكين، وأخذوا ما كان فيها من القماش وراحت على أربابها». 
- ابن اياس عن السنة 901هـ / 1495م في عهد السلطان الأشرف قايتباي: «نزل جماعة من المنسر على علاء الدين بن الصابوني ناظر الخاص، وكان في تربته التي أنشأها في رأس دور الحسينة، فأخذوا جميع ما كان عنده، وجرح ابن الصابوني في يده، وكانت واقعة مهولة».
- عن السنة 905هـ/ 1499م: «هجم المنسر على سوق الدراقين وسوق الهرامزة، وكسروا عدة حوانيت ونهبوا ما فيها، وقتلوا ثلاثة من الخفراء، وكان المنسر نحو مائة نفر، ما بين مشاة وركاب، ومعهم قسي ونشاب، فنهبوا قماشًا بنحو عشرة آلاف دينار ولم تنتطح في ذلك شاتان، وكانت من الوقائع المهولة». 
- عن ابن إياس عن السنة 913هـ/ 1507م: «إن جماعة من السراق نقبوا قاعة الذهب وذبحوا البواب وأخذوا من القاعة سبائك ذهب وفضة بنحو عشرة آلاف دينار، فراحت ولم تنتطح في ذلك شاتان».
«وفي هذه الليلة نقبوا في سوق مرجوش أربعة دكاكين، وفي ليلة الثلاثاء... هجم ذلك المنسر على شخص أعجمي تاجر، وكان في سعة من المال وكان ساكنًا عند باب سر مدرسة الصالحية، فذبحوه وذبحوا عبده معه وأخذوا كلما في داره من مال وقماش، فتتبع الوالي أمر هؤلاء السراق حتى ظفر بجماعة منهم فشنقوا على باب ذلك التاجر الذي قتل».
 ونحن لم نلاحظ بأن الوالي تدخل بشكل جدي إلا في هذه الحالة، وقد يكون ذلك لأن الضحية كانت أحد الأغنياء من التجار ممن لهم نفوذ وعلاقات كبيرة.
لقد تفلتت الأوضاع بشكل أن المناسر صارت تهاجم علنًا ولا مَن يردعها، خصوصًا في السنوات الأخيرة من عصر المماليك مما يظهر تردي الأوضاع الأمنية إلى جانب الاقتصادية والسياسية - عن ابن إياس عن السنة 918هـ / 1512م: «وفي ليلة الجمعة... هجم المنسر ليلة السبت على سكان الزربية من المتفرجين، فدخلوا المقاصف ونهبوا عمائم الناس وقماشهم وعبيهم وقتلوا شخصًا من الخفراء وكانت ليلة مهولة، وراحت على من راح».
- عن ابن إياس عن السنة 918 نفسها هـ / 1512م: «سرق من سوق الباسطية ثلاث دكاكين، وكذلك من الصاغة، فراح على التجار جملة أموال لها صورة، ولا يعلم من فعل ذلك ولا نقب لهم حائط، وراحت على من راح». 
- واستطاعت السلطة إلقاء القبض على البعض من اللصوص وأعدمتهم توسيطًا (أي تقطيع من وسط الجسم): 
- ابن إياس عن العام 891هـ / 1486م: «رسم السلطان بتوسيط شخص من أعيان المفسدين في الأرض يقال له حمّور، ووسط معه شخص آخر، من المفسدين، فنزلوا بحمور من القلعة وهو مسمر على لعبة من الخشب غريبة الهيئة تجّر بالعجل، ولها حركات تدور بها، فرجّت القاهرة في ذلك اليوم، وكان يوما مشهودا، فتوجهوا به إلى جزيرة الفيل فوسطوه هناك، وأراح الله الناس منه». 
- عن ابن إياس في السنة 922هـ/ 1516م في عهد السلطان قانصوه الغوري ورد: «رسم السلطان بتوسيط خمسة أنفار من المنسر الذي شاع أمره في القاهرة، وقد قبض عليهم شيخ العرب ابن أبي الشوارب، فرسم السلطان بتوسيطهم في ذلك اليوم وكان فيهم شخص يسمى أبوعزراييل وهو كبيرهم فوسطهم أجمعين».
- أما المقريزي (766 - 845هـ -  1365 - 1441م) في السلوك، فقد ذكر المناسر في اكثر من موضع:
-  السنة 820هـ/ 1417م: طرق الْقَاهِرَة منسر عَددهمْ ثَلَاثَة وَعِشْرُونَ رجلا مِنْهُم فارسان ومروا على الْجَامِع الْأَزْهَر أول اللَّيْل وَقتلُوا رجلَيْنِ برحبة الأيدمري ونهبوا عدَّة حوانيت وعادوا على حارة الباطلية فَكَانَ هَذَا مِمَّا لم يدْرك مثله فِي الشناعة ببلدنا.
- السنة 744هـ : حتى إن الأمور خرجت عن الحد مع تجرؤ اللصوص على تهديد الأغنياء وفرض الخوات عليهم: كثر تخوف النَّاس من منسر انْعَقَد بِالْقَاهِرَةِ وَذَلِكَ أَن رجال هَذَا المنسر كبسوا عدَّة بيُوت وَكَتَبُوا أوراقًا يطْلبُونَ فِيهَا مَالا من الْأَغْنِيَاء وَمَتى لم يبْعَث لنا ذَلِك كُنَّا ضيوفك وأعيا الْوَالِي أَمرهم فاتفق أَنهم كبسوا بَيْتا ببولاق وَكَانَ أَهله قد أنذروا بهم فَاسْتَعدوا لَهُم وَتركُوا أَبْوَابهم مَفْتُوحَة فَدَخَلُوا نصف اللَّيْل وَإِذا بالنشاب قد وَقع فِي صُدُورهمْ فَأصَاب مِنْهُم ثَلَاثَة وَرجع باقيهم منهزمين. فَخرج مِنْهُم أَيْضًا اثْنَان والطلب فِي أثرهما فَقتل مِنْهُمَا وَاحِدا وقبضوا مِنْهُم على ثَلَاثَة وَأتوا بهم الْوَالِي فأقروا على جمَاعَة بالجزيرة وَغَيرهَا فتتبعوا إِلَى أَن ظفر بِجَمَاعَة سمروا وشهروا.
-  السنة 788هـ: وَفِي خَامِس عشره: سُمر من رجال المنسر ثَمَانِيَة عشرَة على جمال وَثَلَاثَة سمرت أَيْديهم فِي الْخشب وألبسوا فِي أَرجلهم قباقيب خشَب ثمَّ سمرت أَرجُلهم فِيهَا. وأكرهوا حَتَّى مَشوا وهم مسمرون كَذَلِك وشهروا جَمِيعًا بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ وسطوا إِلَّا وَاحِد مِنْهُم وأبقي عَلَيْهِ ليدل على بَقِيَّتهمْ. 
 
عصابة المنسر تهاجم منزل ابن دانيال 
- في قصيدة للشاعر المملوكي ابن دانيال  (647 - 710 هـ - 1250 - 1310م) يصف لنا ما حصل معه بالتفصيل عندما هاجم منزله منسر وعانى ما عاناه منهم وهي صورة من مصدر شاهد الحدث وكان جزءًا منه: 
ولا يتورع هؤلاء المنسر الملثمون والمسلحون عن استخدام كافة الوسائل لمعرفة أماكن الأموال والذهب المخبأ، كما أساليب التعذيب المختلفة حتى يعترف المستهدف من السرقة بكل شيء، فهدّدوه بالسيوف والرماح وضربوه بالسياط التي اصطبغت بدمه، لكن اللصوص أدركوا أنهم دخلوا منزل شاعر فقير لا يملك سوى برذونه وبعض صحاح الجوهري، وأوراق كتب عليها بعض من الأشعار، فعرض عليهم أن يمدحهم بقصيدة، ثم يظهر كيف أحكموا وثاقه أمام أطفاله الصغار الذين كانوا يبكون على والدهم، وعصروا كعابه، ووضعوا على رأسه طاسات محماة بالنار كي يقر بالأموال التي يخبئها، وأمام كل أساليب الترهيب هذه اعترف بأن جاره الخواجا الصرصري هو تاجر غني، عندها تركوه. 
يقول ابن دانيال ناقلاً لنا ما وقع معه: 
يا سائلي عن ليلتي بالمَنسر
يُغنيك منظري عن مَخبري 
نَزَلت بداري عُصبة فتّاكة
هتكت حجابي بعد طول تستُر
من كل منقفل اللثام مُفتّع
أقفالها بشَبا الحديد الأخضر 
بمُلثم ومُكمم ومُعمم
ومخرّص وموشّح وموَذّر 
مزجوا القساوة بالجهالة وانبرى
كلّ يهددني بلفظ حوتري 
طرقوا بساطي بالطوارق والقنا
متلاعبين بأبيض وأسمر
لم أنتبه الا بكوزة رامح
منهم أقامتني إلى الحال الزّري 
وبضربة من ذي حسام منتض
يقزي الفريسة من جهول مفتري
صفحا بلا صفح فليت تبدلت
بالعين حاءً بالأديم الأحمر 
في شر نوروز بدا لي نطعُهُ
بالسيف مقترنا يلاحظ منحري 
فجُررت بعد الرفع في ايديهم
ونُصبت ذا نصب بحال مُسمّر 
هذا يقول المال أين خبأته
فأجبته خوفًا جواب مُحيّر 
وأقول مالي غير برذوني وأث
وابي وجُزءٌ صحاح الجوهري 
فكيف صغاري إذا رأوني بينهم
مثل الأسير وما أنا بالموسر
قالوا اقتلوه وأطرحوه إنه
عينُ الأمير وياله من مخبر 
عصروا كعابي بالبلاط وشوطوا
رأسي بطاسات حُمين بمجمر 
ناديتهم في السطح عندي تاجر
متموك مثل الخواجا الصرصري
يامالكي لا تعجبنّ لمنزلي
إن عاد مسروق الأثاث مَضيعا 
أعديته بالجود لمّا زرته
كرمًا فجاد بما حواه جميعًا 
 
عوامل تدهور الأوضاع وانتشار المناسر 
لقد عاش الأمراء المماليك في ترف فوق العادة في الوقت الذي كانت فيه الطبقات العامة ترزح معظمها في فقر مدقع، فكان الفساد هو السبب الأول في انتشار العصابات ومن مظاهر هذا الفساد العديد من القصص التي نقرأها عند ابن اياس والمقريزي وابن تغري بردي وعدد من شعراء هذه المرحلة.
وقد كانت السلطة متواطئة وشريكة في الفساد وأغمضت عينيها عن اللصوص الذين نهبوا البلاد من المناسر خصوصًا المناسر من  المماليك الأتباع، وشارك الولاة في صناعة الجريمة وجمع الأموال بطريقة ملفتة ومن غير حياء، فانقسم المناسر إلى قسمين في هذه المرحلة وهي آخر عصر المماليك: المناسر التي تعمل بغطاء من الحكام والولاة  ولهؤلاء حصة من المسلوبات، والمناسر الذين عملوا منفردين، واشتهرت أسماء بعض زعامات هذه المناسر وعلا صيتهـــم: أبو عزراييل، وابن سالم، والمخدوم، ومطر المعصراني... وحمور.
وقد ساهم انتشار الفساد في انتشار الفاقة والمظالم،  ينقل المقريزي عن عصر السلطان المنصور صلاح الدين (763-765هـ/1361-1363م): «وَحدث فِي أَيَّامه تجاهر النَّاس بالبراطيل فَلَا يكَاد أَن يَلِي أحد وَظِيفَة وَلَا عملا إِلَّا بِمَال فترقى للأعمال الجليلة والرتب السّنيَّة الأراذل وَفَسَد بذلك كثير من الْأَحْوَال. وَكَانَ مُولَعا بِتَقْدِيم الأسافل وَحط ذَوي البيوتات وغيَّر مَا كَانَ للنَّاس من التَّرْتِيب...».
هذه كانت حال البلاد خلال حقبات من العصر المملوكي، فالمنسر قد يكون حرامية وقد يكون الجند انفسهم كما يقول المثل (حاميها حراميها) وعلى رأس هؤلاء السلطان والوالي والحرس، لذلك نلاحظ أن العصر المملوكي استخدمت خلاله كلمة المنسر بشكل واسع، وزادت الأمور سوءًا مع تسلم الموظفين الفاسدين الوظائف بالرشوة ومع تعيين القضاة ورجال الدين في المراكز الحساسة بالرشوة أيضًا، مما أدخل البلاد  في فوضى يتحكم خلالها القوي وصاحب السلطة، بينما تحول العامة إلى ضحايا، إما لمنسر الحرامية أو لمنسر لصوص السلطة، وكلاهما سيان، لكن الأول غير قانوني والثاني مغطى من رجالات الدولة.
كما أصبح للجماعات الخارجة على القانون شيخها وكبيرها: شيخ الجعيدية وشيخ النشالين وشيخ المنسر، وأحيانًا كان هذا الشيخ يتدخل لإعادة المسروقات، أو معاقبة بعض السرّاق وتسليمهم للحكومة، وفي المرحلة الأخيرة من عصر المماليك كان السلاطين يلجأون إلى شيخ المنسر أو غيره من الجماعات لمساعدتهم في بعض الأمور  الداخلية (سيد عشماوي، الجماعات الهامشية المنحرفة في تاريخ مصر الاجتماعي الحديث). 
فقد تطور دور  المنسر وترقى ليقيم العلاقات مع كبار رجال السلطة، وأصبح جزءًا من النظام الحاكم في البلاد - وإن كان بشكل غير رسمي - وهكذا تكون أحوال البلاد التي يولى عليها الفاسدون ■