روح الأزياء في فيلم «The Outfit»

روح الأزياء في فيلم «The Outfit»

ما ترتديه ينبع من ذاتك، ويخرج من روحك، أنت هو ما تختاره من الألوان والملابس التي تناسبك، والأقمشة التي تتلاءم مع حساسية روحك، إن ما ترتديه يكشف أعماقك، ويظهر مكنون شخصيتك، فاختيار الأزياء يعبّر عن ذوقك، وربما عن حالتك النفسية، وحالتك الاجتماعية، ما ترتديه هو أنت ما دمت قد اخترته بحريتك ورغبتك، وهو ما تريد أن تعبّر به عن نفسك أمام العالم، إذا أردت أن تشاهد حساسية التعامل مع الأزياء، وعمق مكنونها الداخلي؛ فلتشاهد فيلم The Outfit (الزِّي) أخرجه غراهام مور، سيناريو من تأليف غراهام مور وجوناثان ماكلين، بطولة مارك ريلانس، زوي داتش.

 

يبدأ الفيلم بأقدام رجل تتجه نحو مبنى عتيق من طابق وحيد، متجر (إل. بورلنج) الذي يديره ليوناردو، المتجر في طلّته الأولى يميل للون الأخضر الغامق العتيق، جاذب بسحر مخفي داخله، وكأن لحجارته روحًا غامضة، مبنى معتَّق بروح قديمة تسكنه، حتى عمود الإنارة الموضوع في الشارع جانب المبنى يبدو له سحر العتاقة مع الثلوج المنتشرة في الطريق، فنحن في شيكاغو عام 1956، وصوت ليوناردو صاحب المتجر في الخلفية يردد: «‫من الواضح أن البدلة‬ ‫تتألف من عُنصرين على ما يبدو، ‬‫سترةٌ وبنطال،‬ ‫لكن يبدو أن هذين العنصرين المهمين‬ ‫مكونين من أربعة أقمشة مختلفة،‬ ‫القطن والحرير والموهير والصوف،‬ ‫وهذهِ الأقمشةُ الأربعة‬ ‫مُقطَّعة إلى 38 قطعة منفصلة،‬ ‫إنَّ عملية تحديد الحجم‬ وخياطة تلك القطع‬ ‫تتطلبُ ما لا يقلُ عن 228 خطوة». ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
يستمر الإحساس بالسحر الخفي مع فتح الأبواب، وصوت ليوناردو في الخلفية، فيظهر لون ملابس ليوناردو مائلة للأخضر الغامق، تبدو فتنة ما وغموض في الجدران والأبواب، وحركة ليوناردو التي تتعامل مع الأبواب بحساسية زائدة وكأنه يفتح للمشاهد عالمًا مليئًا بالسحر والغموض: المقاعد والجدران، ألوان الملابس المعلَّقة، الأقمشة، النوافذ، كلها مغلفة بسحر غامض، ويغزو القلب رغبة في معرفة سر هذا المتجر العتيق، حتى الإبريق الذي يغلي فيه الماء وفنجان الشاي كانا لهما جاذبية من نوع عتيق بطعم مغاير.
حين ظهر وجه ليوناردو بدا منظمًا للغاية في خلع سترته وقبعته، وبدت ألوان ملابسه متناسقة ومرتبة بعناية فائقة، حتى شعره ظهر بدون انحراف شعرة واحدة، وجهه الحليق كأنه خرج من الحمام توًا، كل شيء في محيط رؤيا المشاهد بها روح العناية ولمسة التنظيم المتقن، بدت عنايته فائقة وهو يقوم بتحضير أدوات الخياطة: الأوراق الخاصة بالمقاسات، المقص، الإبر، الطباشير، المساطر، كانت يده وهي ترسم مقاسات الملابس كمهندس يضع خطوط مبنى فائقًا بحذر ودقَّة ولمسة سحر.

بطولة التفاصيل
هذه البداية المتقنة للفيلم تجعلنا ننجذب بشغف ووعي نحو ليوناردو، الذي قام بدوره بإتقان واثق الممثل البارع مارك رايلانس، فظهر كخيَّاط حقيقي من طراز خاص عتيق وأنيق، يقوم بعمله بنظافة وسحر وإتقان وكأنه يمارس طقسًا روحيًا على القماش. 
كانت الكاميرا تتحرك في براعة داخل المتجر، وصوت ليوناردو يأتي في الخلفية كراوٍ للأحداث بنبرة منظَّمة، متناسق التنفُّس، متناسبًا تمامًا مع حركة الصورة، حتى الموسيقى كانت في الخلفية تتابع الصوت وتتماشى مع حركة الكاميرا، تعزف بثقة واطمئنان كرقصة منتظمة الحركة متلاحمة مع الصورة والصوت بما يجعل الحواس منتبهة في استمتاع. 
كان دخول الممثلة زوي داتش، والتي قامت بدور مابل للشاشة دخولًا مميزًا من وراء الستارة الخارجية للمتجر وهي ترتدي معطفًا بلون دم الغزال، مما أضفى على الشاشة بهجة متوترة بدت في ملامحها وحركتها القلقة والمشوبة بأمر خفي يدور داخل عقلها، وما إن دخلت مابل المتجر حتى خلعت معطفها، وظهرت ملابسها متناسبة تمامًا مع روح المكان.
ما يقرب من خمس دقائق نتابع الصوت في الخلفية والكاميرا تتحرك مع سحر الإبرة والمقص والأقمشة ولمسات يد ليوناردو وتتابع من يدخل ويخرج لغرفة الملابس في المتجر، وكأن المتجر يتحرك كساعة كمنتظمة لا تحيد عن شخصيتها، وبالفعل كانت للمتجر كينونته الخاصة التي ستعتمد عليها كل الأحداث، بألوانه المميزة وإضاءته المتقنة المعبِّرة، حتى إن الكاميرا لم تكد تتحرك خارج المتجر، وهو ما يعطينا إحساس العرض المسرحي المتقن، مع استخدام الكاميرا البارع الذي لم يشعرنا بالملل مع أننا طوال مدة العرض كنا داخل المتجر، وهذا الحيز الضيق لصناعة فيلم ربما يقتل الفيلم، لكن صناع الفيلم نجحوا في خلق حالة من التوتر الشائق لدى المشاهد، بل على الأرجح لو خرجت الكاميرا بعيدًا عن قلب المتجر ربما وقع الفيلم في معضلة التشتُّت، وهذا ما أعطى بطولة لكل التفاصيل الصغيرة الموجودة داخل المتجر والتي ركز عليها صناع الفيلم بمهارة واعية. 

بداية التكشُّف
كانت أول كلمة نسمعها في حوار الفيلم: «مستر بويل» قالتها مابل، فأدركنا أن بويل أو ريتشي سيكون له دور مهم في الأحداث، وحين دخل ريتشي، ظهرت إضاءة ساطعة أظهرت زيّه الأنيق وبدأت الأشياء الغامضة في الفيلم تتكشَّف، فظهر بالمكان صندوق خطابات أخضر موضوع على جانب الحائط لا تلاحظه العين، موضوع في حجرة ليوناردو الخاصة بتفصيل الأزياء، ونظرًا لأهمية الصندوق في الأحداث فقد دخلت الكاميرا في عمقه واستعرضت الخطابات المحملة بالأموال التي تحصل عليها عصابة روي والد بويل، وبدأنا نعرف أن بويل هو اسم العائلة، وأن ريتشي هو ابن زعيم العصابة الإيرلندية روي بويل، وبان في الأفق أن هناك شيئًا يريد الفيلم كشفه، حتى أن ريتشي حين طلب من ليوناردو صاحب المتجر أن يترك غرفة الأزياء وينتظره بالخارج، بدا الضيق على ليوناردو وتحدث مع مابل وأخبرها عن ريتشي الذي خرج من الغرفة في اللحظة نفسها: «ما إن تذكر الشيطان يحضر فورًا»، كان وجود ريتشي يعبّر عن حالة من القلق الخفي، وحين خرج ريتشي من المتجر بدا المتجر يفقد سحره ويميل للأصفر المريض، وكأن السحر تحول لكآبة بوجوده داخل المتجر، مما يعطي للمتابع أن حالة المتجر تتغيَّر بدخول ريتشي وأفراد العصابة، وهذا يمنح المتجر حياة.
بدأت الأحداث تتوتر بشدة حين دخل ريتشي وهو مصاب بطلق ناري في بطنه، وتبدأ خلفية الأحداث المختفية تظهر متناسبة تمامًا مع حالة الغموض التي تحيط متجر الخياطة، فريتشي الذي يعمل في العصابة مع والده، هجمت عليه عصابة لافونتين، لأنه كان يحمل شريطًا مسجلًا به معلومات مسجلة للمكتب الفدرالي للتحقيقات، داخله معلومات مفصّلة عن عملية تقوم بها العصابة، هذا الشريط فيما يتصور ريتشي أن في منظمتهم جاسوسًا، ففيما يظهر أن عائلة لافونتين ترصد كل حركة لهم، ويعتقد ريتشي أن التسجيل سيكشف حقيقة وشخصية الجاسوس.

المقصّات حياتي
عمل ليوناردو كخياط كان له دور بارع في إنقاذ حياة ريتشي من موت محقَّق حين قام بخياطة الجرح في بطنه، الرصاصة دخلت بطن ريتشي وخرجت من ظهره، وقد ظهرت شخصية ليوناردو في منتهى الهدوء القاتل وهو يقوم بخياطة الجرح كجراح متمرس، بدا متماسكًا في أشد اللحظات توترًا، وفي الوقت نفسه كان ينظر لملابس ريتشي الملطخة بالدماء في حزن، والتي خاطها بنفسه، ثم قام بتبديل الأجزاء المتسخة بالدم.
حين قال ريتشي لليوناردو: «أنت خياط لعين»، أنكر ليونارد قائلًا: «‫إنني قاص قماش، ‬‫أنا لستُ خياطًا، ‫لقد درستُ على مدى ‫عقود؛ لأصبح قاص قماش‬». كان ليوناردو يعبّر عن كينونته الخاصة؛ فالخياط بالنسبة له هو من «يخيطُ الأزرار، ‫والبناطيل، ‫يمكن لأي شخص لديه إبرة، ‫وخيط و15 دقيقة من الوقت أن يكون خياطًا». كان ليوناردو يشعر بأنه يصنع الخلود في البدلة التي يقوم بقصها وتفصيلها، فالملابس الجاهزة ستنتهي، أما بدلته فخالدة.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إن ليوناردو يحب مهنته ويعتبر نفسه فنانًا، فنه في كيفية قصّ الأقمشة ومطابقتها على شخصية وروح من يرتديها، يعتبر أن الزي يجب أن يطابق من يرتديه من حيث اللون والمقاس، يجعله يبدو مميزًا، يريد أن يصنع من الزي شخصية تعبّر عن من يرتديها؛‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ لذلك نجده يعتز كثيرًا بمقصاته، حين يقول: «‫بعض الأشياء يجدها المرء ‫في كل مكان يا عزيزتي، ‫لذلك لا يهم كثيرًا مكاني؛ ‫لدي مقصّاتيّ». فما دامت معه مقصّاته وصنعته فبإمكانه أن يكون في أي مكان، هذه الجملة هي محور الفيلم، ومحور شخصية ليوناردو، فهو لا يهمه سوى مقصّاته، أدواته، ‬حتى أنه يعترف لروي رئيس العصابة: «‫كل ما كان لدي هو اسمي‬،‫ ومجموعة من المقصّات». فالمقصّات حياته، لذلك هو يعتبر نفسه قاصًا يقصّ الأقمشة على حدود الأجساد، وليس خياطًا، فالذي يقصّ الأقمشة يعرف الأجساد ويعرف الشخصيات، إنه فنان، أما الخياط فهذا عادي. حتى أنه كان يفخر بالمقصّات ويقول: «‫كل قَصّة قمت بها، فعلتها‬ ‫ باستخدام هذهِ المقصّات، ‫لقد تدربتُ على هذهِ المقصّات، ‫هم كل ما أحضرتهُ معي‬ ‫عنّدما أتيت إلى شيكاغو»،‬ المقصّات روح عمله، وهذا ما سيحدث في نهاية الفيلم، سينقذ المقص حياة ليوناردو حين أراد فرانسيس أن يقتله، فطعنه ليوناردو بالمقص ونجا.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ثلج يسبح على بركان نار 
في قلب أحداث الفيلم والبحث عن الواشي، وفي حوار متقاطع ممتع زرع ليوناردو في قلب ريتشي الشك من فرانسيس الرجل الثاني في العصابة، اقترح ليوناردو على ريتشي أن فرانسيس هو الجاسوس الواشي، وكان المشاهد هو الوحيد الذي يرى الخدعة، ويدرك مكر ليوناردو، وكان هذا جاذبًا وممتعًا في الوقت نفسه، ودار بين ريتشي وفرانسيس حوار هادئ قاتل، وكان تحت سطح الحوار اشتعال بالشك، والمشاهد يدرك أن الشك تسرب إليهما عن طريق ليوناردو، الذي كان يشعل نار الشك بينهما بجمل بسيطة، حتى أن ليوناردو حين أخبر ريتشي أنه هو الواشي أخذها ريتشي على ملمح التهريج، واعتبر أن ليوناردو يمازحه، وما يزال الشك بأن ليوناردو له علاقة بالأمر بطريقة ما، ومن هنا تمت المواجهة بالأسلحة بين ريتشي وفرانسيس، وانتهى الأمر بقتل ريتشي.
في مشهد بارع حسّاس حين دخل روي زعيم العصابة ووالد ريتشي لمتجر ليوناردو، سأل روي عن ابنه ريتشي، وكان ريتشي مقتولًا داخل الصندوق ودمه يقطر قطرة قطرة ببطء على الأرض، مما يدفع لحالة من التوتر والترقُّب للأحداث، كان المشهد مميزًا حين حاول روي اكتشاف أين ابنه ريتشي، وليونارد ما يزال يتمتع بأعصاب باردة كالثلج، صلبة كالحديد، والحوار يثور كبركان تحت سطح المشهد، بدا المشهد مشتعلًا في هدوء، ثلج يسبح على بركان نار، أراد صناع الفيلم أن يحدث كل هذا التوتر مع كل هذا القدر المحسوب من البرود وهذه الأعصاب الهادئة الباردة من القتلة، أن يبدو الأمر هادئًا وتحت الأعماق غليان، تخرج الكلمات متقنة وتحتها رصاصات تريد أن تحرق.
كان الهدوء المسيطر متناسبًا مع تكوين الخياط ليونارد وتكوين رجال العصابة، ومتناسبًا مع حالة المتجر، والابن داخل الصندوق والأب يبحث عنه، والقتلة في محيط القتيل.
مع ارتفاع التوتر في هذا المشهد القوي بدا الهدوء الشد، وكان الأمر جيدًا أن يكون المشاهد عين ترى ما لا يراه الأب، وتعرف ما لا يعرفه المتواجدون في الفيلم، وعلى الرغم من أنهم عصابة إلا أن هناك رغبة ربما تريد أن تخبر الوالد أن ولده في الصندوق الذي يجلس عليه أحد أفراد العصابة.
في لقطة بارعة حين أخذوا الف نسبيًا على روح الأب كي يريح أعصاب المشاهد من تاة ماربل كي يتخلّصوا منها من أجل أن تعترف أين ريتشي وأين الشريط، لأنهم ظنوا أنها الواشية، تغيرت تعبيرات وجه ليوناردو، ولأول مرة يحكي عن سبب قدومه إلى شيكاغو: «‫كان هناك حريق في متجري... لم ألاحظ ذلك في البداية،‬ ‫كنتُ مشغولًا جدًا بالعمل، ‬‫اشتعلت الأقمشة، ‬‫وكل شيء ‬‫احترقَ بسرعة... ‬‫زوجتي وابنتي الصغيرة،‬‫ كانوا يعيشون في الطابق العلوي، ‬‫لذا أنت تتفهم الآن.‬‫ كانت المقصات هدية من زوجتي، لقد سمعتُ صرخاتهم‬». لقد حكى لهم هذه الحكاية ليكتسب مزيدًا من الوقت كي يستطيع تخليص ماربل من أيديهم.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
كان الموقف في حيرة، ورن الهاتف فأخبر ليوناردو الزعيم روي أن ابنه ريتشي هو المتصل، وفرانسيس القاتل يعلم أن ريتشي في الصندوق، لقد أدى الممثل مارك ريلانس الكذبة ببراعة، كان ممثلًا ماهرًا في التنقل بين الحالات النفسية التي يتطلّبها الموقف الذي يتعرض له، وكان باردًا جدًا متمالكًا لكافة أعصابه. 

ابدأ من جديد
وعلى أعتاب النهاية تنفجر المفاجأة حين يتخلّص ليونارد من جميع أفراد العصابة، فقد خدع عائلة ريتشي بنشر رسائل مزيفة من المجموعة، وكان لديه علم أن مابل مكَّنت المكتب الفدرالي للتحقيقات من وضع ميكروفون في متجره، وكانت المفاجأة أن التسجيل الذي أخذته فيوليت تسجيل مزيف، وأن التسجيل الحقيقي في المتجر، وقد سجل كل أحداث الليلة، وبالتسجيل الآن ما يكفي من معلومات لإدانة المتبقين من بويل، إلى جانب تورط لافونتين، أعطى ليوناردو لمابل التسجيل الحقيقي كي ترسله للمكتب الفيدرالي للتحقيقات وأعطاها أموال لافونتين لتعيش أحلامها.
وانتهى الفيلم بحديث الراوي ليوناردو في النهاية وقد تخلص من المتجر بحرقه، كانت تعبيرات وجه مارك ريلانس في النهاية في غاية البراعة، بدا كأنه شخص آخر، وكانت الجملة الأخيرة (ابدأ من جديد)، وكانت النهاية عكس البداية، فالفيلم ابتدأ لحظة دخوله المتجر الساحر، وانتهى بلحظة خروجه من المتجر المحترق؛ للبدء من جديد مع مقصاته وأدواته التي يكشف بها الأرواح داخل الأزياء التي يصنعها ■