الألوان في السينما دلالات متنوعة وعلامات متعددة

الألوان في السينما  دلالات متنوعة وعلامات متعددة

اللون مكون أساسي من مكونات الحياة، ويعد من أبرز العناصر الجذابة في الكون والمحيط والطبيعة. فهو جزء ضروري في حياة الإنسان والمجتمع، ومن ثم فإن اللون هو ظاهرة وظيفية وجمالية وفنية، تتشكل من قوانين ومبادئ البيئة الطبيعية والحضارية. والعمل الفني المحكم يستلهم ألوانه من عناصر خارجية متعددة، فيتحول إلى إنتاج بصري بديع، يمزج مجموعة من الألوان المتنوعة في قالب الصورة السينمائية. 

 

وهذا المنتوج التشكيلي لا يبدعه الفنان من فراغ، فهو يوظف المواد الخام الأولية للون، ثم ينظمها ويرتبها ويدمجها في فكرته الإبداعية، وأخيرًا يركبها بشكل فني بديع مع باقي مكونات الصورة السينمائية، حتى تكتسب، هذه الأخيرة، أهدافها التعبيرية وأبعادها البلاغية ومقاصدها الجمالية. وتتمثل الوظيفة الأساسية للون في كونه يضاعف الإحساس الجمالي للصورة الفيلمية، وخصوصًا أن له لغة تعبيرية ودلالية خاصة به.
وتلعب الألوان دورًا أساسيًا في تكوين الخلفية الجمالية والتشكيلية للصورة في عصرنا هذا، خاصة بعد أن اجتاحت الصور الملونة كل مجالات الحياة المعاصرة. وقد اهتم الإنسان بالألوان وإيحاءاتها منذ القدم، من خلال ربطه إياها ببعض الحمولات الفكرية والثقافية والدينية والسياسية والتاريخية... وهذا الربط هو محصلة لتفاعل الإنسان بصريًا مع منتجات الصورة وما تخلفه من تأثيرات حسية وشعورية على نفسيته وأفكاره. وقد تعاملت السينما مع الألوان منذ فجرها الأول من خلال توظيفها اللونين الأسود والأبيض في الأفلام التي رافقت الانطلاقة الأولى، ثم ما لبث أن ظهرت الملامح الأولى لمحاولة إدخال الألوان المتنوعة إلى السينما على يد المخرج جورج ميليس الذي كان يقوم بتلوين صور الشريط. واعتمدت السينما في البداية على التلوين باليد، ثم تلى ذلك اختراع آلات خاصة بالتلوين مثل kinemacolor وdufaycolor، إلى أن تم اختراع تقنية technicolor المتطورة. ويعتبر شريط «ذهب مع الريح» لفيكتور فليمنغ أحد أبرز الأفلام المنجزة بواسطة هذه التقنية (التيكنيكلور). ولم يظهر الفيلم الملون بشكل كامل إلا في العقد السادس من القرن الماضي عام 1953 في فيلم «بيت الشمع»، ثم جاء بعده فيلم «شبح شارع مورغ» عام 1954، ثم صدرت بعدها العديد من الأفلام الملونة بالتزامن مع بعض الأفلام بالأبيض والأسود إلى أن غابت هذه الأخيرة تدريجيًا، وتحول التصوير بالأبيض والأسود إلى خيار تعبيري وليس حتمية إمكانيات.
واللون من المكونات الأساسية في القراءة السيميولوجية للخطاب البصري، لهذا فهو يشكل قوامًا أساسيًا في تركيب الصورة السينمائية، خاصة وأنه يقرب المتفرج أكثر فأكثر من الواقع المصور، كما يساهم في بلورة أحاسيس وانفعالات سيكولوجية تكتسي قيمة نفسية ودرامية تجنبها السقوط في رمزية بسيطة، ومنه يمكن القول إن بصمات الألوان تترك تأثيرات أفضل في تجسيم الحالة النفسية، وأنجح في إبراز الاختلافات بين ملامح معينة لواقع الفيلم.

وسيلة إبداعية
ويؤدي اللون وظيفة فنية أساسية تنقله من التعبير السطحي المباشر إلى التعبير الجمالي المجازي، لأنه ليس مجرد تشكيل منسوخ عن الواقع المباشر، بل هو وسيلة إبداعية يستثمرها المخرج في التعبير عن فكره السينمائي عن طريق الإيحاء والرمزية. وفي هذا الصدد يؤكد أرنهايم أن اللون لا يوظف لمجرد واقعية الصورة وإنما لإيصال الخصال الجوهرية التي ليس لها مقابل في العالم الطبيعي. فالصورة التي نشاهدها سينمائيًا هي ظلال للواقع وليس الواقع نفسه، والألوان التي تشكلها هي ألوان الفيلم السينمائي وليس ألوان الواقع، إذ إنها تدعنا نرى الواقع تقنيًا بواسطة الآلة، فنرى الواقع إنسانيًا بعيوننا العادية.
إن التوظيف الجمالي للألوان في بؤرة الفيلم يرتبط أساسًا بالسياق العام للشريط السينمائي، وهذا يعني أن الألوان لها دلالات درامية مقرونة بطبيعة الحبكة الفيلمية وتنظيمها الذي يخضع لرؤية المخرج الإبداعية. يقول المخرج الروسي سيرجي ايزنشتاين في مقولة شهيرة تناسب سياقنا هذا لا تقل ملونا، ولكن قل بالألوان. وعندما نفكر باللون علينا أن نفكر قبل كل شيء بالمعنى المرتبط باللون المستخدم. 
وتنقسم هذه الألوان عمومًا إلى نوعين: ألوان باردة وهي الأزرق والأبيض والرمادي والتي توحي بالسكينة والاستقرار، والألوان الدافئة المتمثلة في الأصفر والبرتقالي والأحمر والتي ترمز للتوتر والعنف والحركية. ومن أهم المعاني الدرامية والنفسية التي تؤديها هذه الألوان في السينما نذكر:
- الأصفر: اللون الأصفر من الألوان الحارة، ويعتبر أكثر الألوان جذبًا وجمالاً واستضاءة، فهو لون الشمس يوحي بالحرارة والحياة، وهو رمز للنشاط الفكري والذكاء والمرح والإبداع، بالإضافة إلى دلالاته الغنية الأخرى مثل: العلم، النور، الدفء، الحقيقة، المزاج المعتدل، لون مهدئ للروح... أما عندما يكون داكنًا، فهو للتعبير عن الغش والخداع والحكمة.
- الأحمر: جمالية هذا اللون تتجلى في تعدد معانيه وأبعاده الرمزية، وذلك لارتباطه بعناصر تثير الفرحة والبهجة والسرور أحيانًا، وبأشياء تزرع الألم والخوف والهلع أحيانًا أخرى. فهو لون الحيوية والنشاط، الحب، والعلاقات الرومانسية... وهو لون الحرب، الدم، القوة، الصراع، العنف والوقوف.
ويرى مختصون في تقرير نشرته مجلة «هيلث لاين» الأمريكية أن ارتداء اللون الأحمر يوحي بثقة عالية في النفس وقوة كبيرة، وأشار هؤلاء إلى أن اللون الأحمر يعتبر لونًا مميزًا للرومانسية والعاطفة المتدفقة، الشجاعة والمغامرة والقوة والحب والفحولة والغضب والقسوة والخطر. كما يثير عين المتلقي بسهولة نظرًا لجاذبيته المغرية، ويوظفه المخرجون في الأفلام الدينية كرمز للاستشهاد والفداء والتضحية... فاللون الأحمر، إذن، له تأثير كبير على المشاهدين، يثير فيهم الانفعالات والأحاسيس والرغبات المكبوتة، ويخلق في نفسيتهم الرغبة والنشاط والحب والحيوية.
- الأزرق: وهو من الألوان الباردة التي تؤثر على كينونة الإنسان، وتساهم في تهدئة مزاجه وضبط ذهنه وانشراح نفسيته واسترخاء أعصابه... له دور في التحكم في المشاعر وخلق الإحساس بالقوة والاستقرار النفسي والمعنوي، وتقليل التوتر والانفعال والغضب لدى المتلقي. له دلالات متنوعة في الصورة السينمائية، منها: السلام، الوفاء، الاستقرار، الهدوء، الصدق، الإبداع، التعلم، العمل، الحكمة، الخلود، مريح للأعصاب، محافظ وحساس وخيالي.
- الأبيض: اللون الأبيض هو لون الجمال والصفاء والنقاء يوحي بـ: السلام، الإيمان، العفة، الطهارة، الخير، الكمال، التواضع، الرقة، التضحية، الضعف، الهدوء، الانفتاح، البراءة... وهو لون يستعمل بكثرة في عالم السينما، فيظهر في الملابس والديكورات والإكسسوارات، ويترك أثره واضحًا على الجمهور، حيث تميل إليه النفس، وتنشرح إليه العواطف، وتحس نحوه بالصفاء والسكينة والسرور والسلام الروحي.
- الأسود: للأسود، في السينما، معان جمالية ودلالية كثيرة، نظرًا لكونه يجر المشاهد نحو عالم الخوف والرعب والحزن والتعاسة، ويوحي بعوالم: الشر، الموت، الليل، الجهل، الوحدةـ الخوف، التمرد، العصيان، الانتقام، الخطيئة، الإدانة، الحزن، العداء، المجهول... ويوظف هذا اللون كثيرًا في أفلام الرعب والحرب والحركة حيث إحساس المشاهد يتراوح بين: الخوف والنفور والتوجس والترقب... إلخ.
- الأخضر: وهو لون فاتح حيوي ودافئ، يعد من الألوان التي تخلق الهدوء والراحة للنفس البشرية، لذا يلجأ العديد من الأطباء إلى توظيفه في العلاج النفسي للمرضى في الطبيعة الخضراء الفسيحة التي تخلق الأمن والاستقرار والطمأنينة في نفسيتهم، فهو لون منعش رطب يضفي السكينة على الروح، حساس رهيف يدعو للثقة والاتزان، استعمله المخرجون في أفلامهم للدلالة على: اخضرار الطبيعة، الخصب والعطاء، الامتداد، الهدوء، الأمل والحلم، الاستقلال، التحدي، الوعي، البهجة والسرور، يوحي بالراحة والسكينة والإحساس.
- الرمادي: وهو من الألوان المحايدة التي برزت خصوصًا في أفلام الأبيض والأسود، لأنه يمزج في تركيبته بين هذين اللونين. يخلو من الإثارة والتعبير، ويوحي بـ: الملل واليأس، الرتابة، الهدوء، الكآبة، الغموض، السلبية.
- البرتقالي: لون جمالي مشع وحار ومنير، وهو من الألوان الساخنة التي تملك القدرة على التأثير في نفسية المشاهد، لكونها منشطة وفعالة، ترتبط بدلالات عديدة: الدينامية والحيوية، القوة، الدافع، الطاقة، المجد، الانتصار، العظمة، الدفء، التوتر.
- البنفسجي: لون ملطف ومهدئ، يملك سحرًا لونيًا قادرًا على بسط الارتياح والانشراح في وجدان الإنسان. وهو خليط من الأحمر والأزرق، يوحي بـ: المثالية، التقوى، الإيمان، الطهر، الحب، الحكمة، الغنى، الحزن، التعاطف، الاستسلام، الحماية، الحدس، الندم، السكينة.
- البني: يوحي بـ: الراحة، الأمن، التوازن، الحزن، الهدوء والصمت.
- الوردي: يدل على معاني: اللطف والألفة والحنان.
وهذا التوظيف الفني للألوان يختلف باختلاف الثقافات والأفكار والعادات والأديان، فاللون الذي يحيل إلى دلالة معينة في ثقافة ما، قد يرمز إلى أبعاد مغايرة في بقاع وثقافات أخرى، ذلك لأن الخصوصية الثقافية هي المحدد الأساسي في التعامل مع اللون... لأنها ترجع إلى البيئة ونمط العيش واللغة والدين والعادات، وبطبيعة الحال فإن المخرج السينمائي هو فرد يمثل بفكره وحسه الفني الثقافة التي ينتمي إليها في إنتاجه السينمائي.
تتأثر الألوان، إذن، بخاصية الثقافة المحلية وتأويلها للدلالة. ومقصدية كل لون تختلف من بيئة إلى أخرى، ومن سياق حضاري إلى آخر، تبعًا لتفسيرات دينية وثقافية، أو تأويلات اجتماعية ونفسية، مرتبطة بالفرد والجماعة التي ينتمي إليها على السواء. فثوب المأتم في بعض الثقافات هو اللون الأسود، وفي ثقافات أخرى هو الأبيض. ويدل اللون الأصفر في الثقافة البوذية على الزهد والطهر، ويرتبط اللون الأحمر في نفس الثقافة بكل ما هو مادي وموجود على الأرض، بينما اللون الأبيض النقي يمثل النور والصراحة أي لون الصدق، أما اللون البنفسجي فيرتبط بالعلاقة بين النفس والروح (النرفانا) والخالق...، وكل هذه التفسيرات راجعة بالأساس إلى التركيبة الثقافية اللاشعورية (الجمعية) التي يرثها الفرد في تفسيره للرموز والألوان والأشكال.
والألوان من العناصر الأساسية في التشكيل السينمائي، ونظرًا لأن الصورة الحديثة انتقلت من طور الاعتماد على الخلفية الثنائية اللون: أبيض - أسود، إلى طور التنويع في الألوان، والاستفادة من مصادرها المتعددة في المجال الطبيعي، فإن قيمة اللون ستزداد وتتضاعف في جميع الحقول الإبداعية التي توظف الصورة وخلفياتها التشكيلية. والسينما ركزت كثيرًا على هذه الدعامة الفنية في جل إنتاجاتها التي تلت مرحلة الأبيض والأسود، نظرًا للأهمية التي أسندت لهذا المحتوى، على اعتبار أن الفنان لا ينتقي اللون بشكل اعتباطي وعشوائي في أعماله الفنية، بل لصلته بدلالات وحمولات مرتبطة بالحياة والكون والمجتمع. وهي دلالات توافق النسق الجمالي الذي اختاره المبدع، وتتحد مع رؤاه الفنية وميوله الثقافية والفكرية. فللون قوة ودلالة على النفس البشرية اكتسبت عبر التاريخ من قديم الزمن، بما أجادت به الطبيعة من معان ومفاهيم جعلت الشعور والعاطفة الإنسانية تتأثر بهذه الألوان المختلفة كنوع من محاكاة مدلولها الطبيعي.
 والتوظيف الفني للألوان في الفن السابع يراعي، كذلك، السياق العام للفيلم ومضامين النص السينمائي بالإضافة إلى مستوى التلقي وفاعلية التأثير الذي تؤديه الألوان في النفس البشرية، خاصة وأنها توهم المُشَاهِدَ بواقعية الأحداث واقترابها من الحقيقة، حتى وإن كانت الصورة قد جهزت فنيًا بطريقة تبتعد عن الواقع العيني بمسافات فاصلة. فاللون يبرز آثر الواقع، باعتباره يعبر عن قدرة الصورة على ألا تظهر كما هي، وإنما كما العالم نفسه في كماله وملموسيته، وقد تدحرج نحونا في غلافه الصوتي الطازج.
وللألوان - في الشريط السينمائي - فاعلية في التشكيل البصري، إذ لها قيمة مركزية في قراءة الصورة السينمائية ودراسة خصائصها، لا سيما وأنها تقرب المشاهد أكثر فأكثر من الواقع المجسد. أما عن التلقي الجمالي للون فهو يتنوع بتنوع مستوى المتلقي وثقافته وموسوعته المعرفية حول وظائف الألوان في السينما. 
وتعتمد السينما الحديثة، في تشكيلها الفني، بشكل كبير على اللون، كونه يساهم بشكل كبير في تقديم رؤية واضحة عن شخوص العمل وحالاتهم الفزيولوجية والسيكولوجية، المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمشاعر النفس المتقلبة وأحاسيسها العميقة وعلاقاتها الخفية بالانتماء الثقافي والاندماج الاجتماعي واللاشعور الجمعي. 
أما عن قيمة اللون في علاقته بالفضاء السينمائي، فتبرز بشكل كبير في اللقطات الخارجية، وتتجلى أساسًا في نقل الإحساس بالمكان والتعبير عن رحابة المجال ودلالاته الإنسانية والحضارية، الثقافية والفكرية، الاجتماعية والنفسية... فتنوع الألوان يعطي رونقًا جماليًا للصورة، مما يجعلها واضحة وجلية ومفهومة يستقبلها المتلقي بكل سهولة وانجذاب لا شعوري. واللون علامة سيميائية ولغة غير لسانية، وهو أحد المعايير التي نحكم من خلالها على الأعمال، إنه أحد محددات التمييز بين الإنتاجات الفنية البصرية (الجيدة والرديئة).
وقد تركت الألوان بصماتها الفنية في عالم الفن السابع، وجعلت المنتجين السينمائيين يعملون على الاستعانة بها في أعمالهم، وألهمت أذواقهم الفنية بزينتها وزخرفتها المثيرة، باتساقها وتناسقها الجذاب، بنصاعتها وصفائها المغري... رغم تنوع مكونات اللون ومصادره وهيئاته التشكيلية، خصوصًا وأن للون جاذبية وتناغما يبهر الناظرين، ومدلولًا ثقافيًا يسهم في إيصال رسائل ومقاصد عديدة للمشاهدين، وذلك عبر التأثير اللاواعي على عقل ونفسية المتلقي. 

علاج نفسي 
فقد أكد علماء النفس أن الألوان تملك سحرًا فنيًا وسلطة إبداعية وسطوة جمالية، تستحوذ بها على العاطفة وتسيطر من خلالها على الإحساس، فتخفف بذلك من الطاقات السلبية التي تكبل وعي الإنسان المعاصر. ولهذا، فقد أصبح العديد من الأخصائيين النفسيين يوظفونها كعلاج نفسي بديل، يريح الشعور ويحمي اللاشعور ويبعد المشاعر الغريزية التي تهدد الكيان وتقهر النفس. 
وتلعب الثقافات دورها في تحديد الدلالات الخاصة بالألوان، وفي تصنيف جماليتها لدى كل فرد، فالجمال مطبوع بكثير من الذاتية، ومعايير الحسن تختلف بحسب الأفراد والجماعات والتكتلات الثقافية والدينية والفكرية...إلخ. لذا فإن التفسيرات المرتبطة بمقاصد اللون، تتباين من بيئة إلى أخرى، ومن موطن لآخر، ومن حضارة إلى أخرى.
ختامًا، نخلص إلى أن للألوان  في الصورة السينمائية تأثير واضح على نفسية المتلقي، وذلك عائد لعدة أسباب اجتماعية ونفسية و ثقافية ودينية... فلكل فرد ميوله اللونية الخاصة به، لأن اللون يخلق في النفس أحاسيس خاصة، ويترك تأثيرًا واضحًا على شخصية الإنسان على اختلاف مداركه ومستوياته الفكرية والثقافية... فيصدر، بذلك، عواطف ذاتية وخواطر تنبع من أعماقه، لها سحرها الخاص في التعامل مع الفيض الجمالي الذي تتلقاه النفس عبر الألوان. 
وكل لون سينمائي يخلف أثرًا معينًا في مشاعر وأعماق المشاهد، ويستثمر المخرج القيم الجمالية والفنية والدلالية التي تزخر بها الألوان في الصورة السينمائية، ليبصم على لوحة تشكيلية بديعة، تتميز برونقها اللوني المبهر الذي يسرق لب الجماهير، ويستولي على انتباههم وذوقهم، ويخطف أنظارهم وإعجابهم ■