ورد ثانٍ على «ظاهرة الاستشراق مساحات رمادية وأخرى بيضاء»

ورد ثانٍ على «ظاهرة الاستشراق مساحات رمادية وأخرى بيضاء»

حضرة الأستاذ الدكتور سليمان إبراهيم العسكري المحترم رئيس تحرير مجلة «العربي» الغراء..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.. فقد قرأت في العدد 619 (يونيو 2010) مقالاً للدكتور بركات محمد مراد بعنوان «ظاهرة الاستشراق مساحات رمادية وأخرى بيضاء»، ولي ملاحظات عدة على هذا المقال وهي:

1 - عنوان المقال الأصح أن يكون «مساحات رمادية وأخرى بيض» لأنها وصف لجمع لا لمفرد.

2 - قال الدكتور بركات عن الاستشراق ما نصّه: «الاستشراق هو علم الشرق أو العلم الشرقي وكلمة المستشرق بالمعنى العام تطلق على كل عالم غربي يشتغل بدراسة الشرق كله: أقصاه ووسطه وأدناه، في لغاته وآدابه وحضارته وأديانه. أما المعنى الخاص لمفهوم الاستشراق الذي يعني الدراسات الغربية المتعلقة بالشرق الإسلامي في لغاته وآدابه وتأريخه وعقائده وتشريعاته وحضارته بوجه عام»، وهذا الكلام عام واسع فضفاض لا تخصيص فيه، ويبدو أن صورة أو مفهوم «المستشرق»، غير واضحة تمامًا عند الأخ الدكتور بركات، ولكي تكون الصورة واضحة لا لبس فيها أقول للأخ بركات إن المستشرق كلمة تطلق على العالِم الغربي الذي يحسن أكثر من لغتين شرقيتين نحو اللغة العربية والفارسية والتركية والهندية والصينية واليابانية.

والمستعرب تطلق على العالِم الغربي الذي ينقطع ويتخصص بالدراسات العربية، والمستهند على العالِم الغربي المتخصص بالدراسات الهندية، والمستصين على المتخصص بالدراسات الصينية وهلم جرا.

علمًا أن هذه الفائدة هي من بنات أفكار الكاتب العراقي الراحل عبدالحميد العلوجي - يرحمه الله -.

3 - ذكر الدكتور بركات عددًا من المستشرقين ولكن بصورة غير التي نعرفها، فقد ذكر «سيلفستر ساسي» والمعروف أن أنطوان إيزاك سلفستر دي ساسي Antoine - Isaac Silvestre de Sacy أستاذ اللغة العربية في مدرسة اللغات الشرقية بباريس. من كتبه باللغة العربية: «الأنيس المفيد للطالب المستفيد»، و«المختار من كتب أئمة التفسير والعربية»، وقد نشر عددًا من الكتب العربية التراثية من ذلك: مقامات الحريري، ورحلة عبداللطيف البغدادي، وألفية ابن مالك وغير ذلك كثير وتوفي سنة 1838م.

وذكر أيضًا «جولد سيهر» والمعروف أنه إجناس كولد صهر أو زيهر وهو مستشرق مجري يهودي عرف بكتابه «العقيدة والشريعة في الإسلام» الـــذي حوى الكثير من الآراء المنحرفة عن جادة الصواب بشأن الإسلام والقراءات القرآنية، وقد ردّ عليه جملة من العلماء الأفاضل من فطاحل علماء الشريعة الإسلامية.

4 - تصحفت كلمة «جذوره» فأصبحت «جزوره»!

وربما كانت من أخطاء الطباعة.

ختامًا تحياتي لكم وأمنياتي لـ«العربي» بدوام التألّق.

مهند مجيد برع العبيدي
تكريت / العراق