أبنائي الأعزاء

في تاريخ 20 مارس 2024 سيحتفي العالم باليوم العالمي للسعادة، الذي بدأ الاحتفال به عام 2013، وقد أقرته الأمم المتحدة للتوعية بأهمية أن يشعر الإنسان بالسعادة في كل أنحاء العالم، كما ضمت لها قيمة الرفاه، لكونهما من القيم التي يسعى كل البشر لبلوغهما، وهما النتيجة المرجوة لسعي الإنسان واجتهاده في الحياة. ووضعت الأمم المتحدة 17 هدفًا للتنمية المستدامة، وجميعها توصل إلى الشعور بالسعادة والرفاهية. 
  الجميل في أمر السعادة، أنها (قرار) وهي كذلك بالفعل، فمن دعا إلى إقرار يوم السعادة، هي دولة بوتان، التي كانت دولة منغلقة على نفسها، وتعد من أكثر البلدان عزلة حتى عام 1999، عندما رفع الحظر عن استخدام التلفاز والإنترنت، ورغم ذلك فإن البوتانيين يصنفون من أسعد شعوب الأرض! فهم مرتبطون كثيرًا بثقافتهم التقليدية، وهويتهم الوطنية، وبيئتهم الطبيعية، بل ويعتبرون الحفاظ على البيئة من أهم مقومات السعادة لدى الشعوب. وفي الوقت الذي يتجه فيه الجميع نحو التصنيع والتكنولوجيا، نجد بوتان تتجه إلى إنتاج الكهرباء الهيدوليكية الصديقة للبيئة، للمحافظة على نقاء أجوائها وأراضيها لكونها محاطة بدول صناعية كبرى. 
ونستدل من ذلك أن السعادة شعور بالراحة والرضا والسرور، يتزامن مع العمل الذي تحب القيام به، والنتائج التي ترغب في تحقيقها. وفي شهر مارس من هذا العام توجد مناسبتان جميلتان لنسعد بهما ونجعل من حولنا سعيدًا أيضًا، ففيه بداية شهر رمضان الكريم، ويوم الأم العربي. هذا وعلينا أن نتذكر دومًا أن اكتشاف مواهبنا وتطويرها والاستثمار فيها يجعلنا سعداء أيضًا.  
أبنائي الأعزاء، في باب موهبتي الجميلة لهذا العدد، سنتعرف على موهبة أحدهم في لعبة الشطرنج، وهي واحدة من أقدم وأشهر ألعاب الطاولة، التي تنمي مهارة التركيز والصبر لتحقيق الفوز، وتعلم تقبل الهزيمة والاستفادة من الأخطاء للاستمرار في اللعب. ومن أقوال لاعب الشطرنج الألماني زيغبرت تاراش: "الشطرنج مثل الحب والموسيقى، زاخر بالطاقة التي تجعل الإنسان سعيدًا".