حلم في منتصف الليل

حلم في منتصف الليل

تأتي! وكل جرارك الغرثى ستملأ
تـعتـلي سرج الرياح، تمر من بين الحشود
وتسبق الشهب التي عمرت مواسمها الضليلة
ترتـقي جبــلًا بحيث مراتـع المجـد العـتيـد:
مضارب الـفرسان، من حمــوا الـقبيلة 
أسرجوا الليل البهيم
ملـثمين كأنما الأقــمار كللهـا السحـاب
كذا الشهامة والحمية والرجولة
حيث هم شم الجباه صدورهم ساحات نصر 
والسواعد - أقسم الدهر المديد - بأنها 
رمز الفحولة والبطولة
ها أنا، زهت الخطا وتعمد الزمن الذي أمضيت
في حلم، تحققت النبوءة  
صعدت نجمي لبرج الـقوس؟
يا فرحي، عبرت الجسر
واتكأ الطريق على ذراع الشمس 
آذنت الكواكب بالرحيل
خرجت من ذاك الزحام على رفيف الضوء
نبرة صوتها المبحوح كالوتر المتيم 
أغنيات الروح رددها!
ودالية تراودها الكؤوس كما الزلال!
أباحها الصوت الرخيم
حزمت في عجـل حقائب رحـلتي
ومضيت لا ألوي
- أتيتَ! 
- بلى أتيتُ
- وهل تــرى لي أن أكـابــر أو أحير
وأنت من رسم الطريق منارة شــماء مرهفة الخواصر 
وامـتــطيت ركائــب الريــح الـتي وعــدت
وزيـنـت السـماء، فـيــا ارتـعـاش الـضـوء!!
لـو درت الــقـبـائـل كلـــها وفــدت تـبــارك 
يـالـه فرح، تـنـادى الـنـاس في عجب
فــأي مــواسـم هـــذي الـتي ضيـعــتـهـا زمـــنــا؟!
- وأيـنـعت الــثمـار إذًا، رأيت؟!
- نـعم رأيت 
مواسمًا خضراء
والسحـب الحبــالى والمـروج وأغــنـيـات الحــقل 
تستبــق الزمــان الخــصب، تنسـج بـــرده 
صيفي تـلمـلم والشـتـاء كأنمـا وهـــج الــعــنـاق!
تبـاركت تلك المراتـــع والمضارب
والفـوارس من بني الـقـوم استـظلوا بالسيوف 
فدارت الأرض العريضة
والمضارب والمدائن كلها اعتدلت كقرص الشمس
مـثـل بـيــادر الإكسير تنشر حلمها طـوعـًا
تـلألأت الـرمـال، كما السـوار على يــديــك بيوم جئت
فأنت لـؤلـؤة البـحار تطـوقـت بـالـزهـو 
والإبريز في حلم متى يـلقـاك ترتـفـع البـيارق
تخــفق الرايات 
والأطــيـار تـنـقر كل نـافــذة 
تبشر بـارتحــال قــوافــل اللــيـل الـبــهيم ■