ألماتي مدينة التفاح على الهضبة الكازاخية

ألماتي  مدينة التفاح على الهضبة الكازاخية

 تدخل عاصمة الاقتصاد والسياحة في كازاخستان، «ألماتي»، كأنّك تدلف إلى بستان مترامي الأطراف، متماوج على سحر اللون الأخضر، وسماء صيف تغازلها الغيوم حينًا... وحينًا تسبح في زرقة متناهية. إذن هذه أرض الكازاخ تنفض ثوبها مما علق به من خطب الزعيم في موسكو لتنصّب زعيمها الخاص يقودها في مرحلة ما بعد انهيار سلطة ساكن «الكرملين»، لكنها لا تتنكّر لعلاقتها مع رفاق المرحلة، مهما بدت أنها وفق التوقيت السياسي لم تعد تضبط عقارب ساعتها على ساعة الميدان الأحمر.

 

تنتقي ما يشبهها كحضارة توسّعت على رقعة محسوبة على آسيا الوسطى، والرعاة يضربون خيامهم في مساحات شاسعة من الأرض الخضراء، يحصدون ما يستطيعونه قبل أن يهجم عليهم الشتاء بثقل جليده، وبعواصفه التي تكاد تجمّد في طريقها كل شيء، فتسير القوافل تمتطي ظهور الجياد، وفي أيدي فرسانها السيف والمنجل.
لم نكن نعرف كازاخستان كما يليق بها، هي المتّسعة بمساحة توازي أراضي جميع الدول المحسوبة على ما كان يدعى «أوربا الغربية»، وتحتلّ المركز التاسع عالميًا من حيث المساحة، وقد كانت خط المواجهة الأول في حروب الاتحاد السوفييتي، وشهدت هجرات واسعة للشعوب من حولها، جاءوا إليها زرافات ووحدانا، خاصة مع ارتفاع النبرة القومية الاستعلائية لدى النازي هتلر، فذاقت أوربا، ومعها العالم، مرارات حربين كسرت حتى إيمان الإنسان بإنسانيته، وقد شاهد ما شاهد من توحّش هذا الجنس البشري الذي ينتمي إليه.
مرّت نحو 32 سنة منذ أن انعتق الكازاخ من كيان الاتحاد السوفييتي، بما يعنيه من خروج على العقيدة الشيوعية والتعرف على الرأسمالية التي كانت «الشرّ المستطير» الخطر على أجندة رب الاشتراكية الهاجع في «الكرملين» يوزّع شعاراته، ويهدّد من يخرج عن المثل العليا للشيوعي الذي لا يمتلك شيئًا يخصّه، فكل شيء للناس جميعًا.
لكن قبلتنا السياحية، وقد بدأت تنمو فكرتها صوب هذه الديار، لم تكن عاصمتها التي كانت تدعى الأستانا، فأصبحت «نور سلطان»، على اسم «الرئيس الأول» الذي قاد السفينة الكازاخية بعد أن انفصلت عن «الأسطول السوفييتي»، فجلس على كرسيها نحو ثلاثين عامًا، قبل أن تجبره أحداث عام 2019 على التنحّي، إثر رفع أسعار الغاز، فلم يكن أمام الشعب الكازاخي سوى الاحتجاج الذي ارتفعت وتيرته وحدّته، فبدا الرئيس الذي كان يكتسح الانتخابات الواحدة تلو الأخرى عاجزًا عن لجم ثورة الغضب، فآثر البقاء بطلاً، ورمزًا.
كان الاتّجاه الذي سرنا إليه يمضي بنا إلى عاصمتها الاقتصادية، «ألماتي»، اسم جديد بدأنا نتهجّى حروفه، مدينة بدت لنا كعاصمة البلاد لولا أن هناك من يصحّح لنا بأنها تبعد عن «نور سلطان» أكثر من ساعة طيران، وأن هذه «ألماتي» هي السياحة الحقيقية بما تتوفّر عليه من «ماء وخضرة ووجه حسن»، ليست معروفة سابقًا في قوائم شركات السياحة، لكنها عرفت طريقها بقوة، حتى أن الطائرة المغادرة من «مسقط» كانت كاملة العدد، فهبطت في مطارها الصغير، وقد تكدّس ركابها في صالة بالكاد اتسعت لهم، لكن سلاسة الإجراءات جعلتنا نعبر في وقت قصير إلى حيث نلتقي أول نسمات المدينة.

المدينة/ التفاح
هذه ألماتي إذن، بالهمزة أو بدونها، أكبر مدن بلاد الكازاخ (كازاخستان) وعاصمتها القديمة، لكنها اليوم قلبها النابض بالمال، فهي تساهم بأكثر من خمس الإنتاج الوطني، تجلس على رؤوس مناطق جبلية جنوب البلاد، على مقربة من الجارة بلاد القيرغيز (قيرغيزستان)، وتفصلها جبال شو - ايلي عن الأراضي الصينية، حيث وادي تامغالي المحسوب على قائمة التراث العالمي، ولذلك أراد الرئيس نور سلطان نزار بييف الأستانا (نور سلطان لاحقًا) هي العاصمة بعد الاستقلال، بعيدًا عن ألماتي الحدودية، لكن تبقى لمدينة التفاح جاذبية يهرع إليها السياح من كل فجّ عميق، حتى وإن لم تعد مركز البلاد، فقد صنعت مركزها القوي، تجارة واقتصادًا ومالاً، والآن سياحة، فطقسها جميل، وأرضها مورقة بكل حسن.
كان الليل ساجيًا حينما التقيت «ألماتي» للمرة الأولى، وكنت أبحث عن شيء ما في هذه الصدفة التي لا تبعد عن بحرنا سوى أربع ساعات طيران، ولم تكن حاضرة على شاشات التلفاز لنسمع عنها بما يليق للقاء بها، فالغموض في اللقاء بها كان سيّد الموقف، كما هي علاقتنا المعرفية مع سائر بلدان آسيا الوسطى، الصورة الذهنية ليست سوى قبائل مرتحلة بين جبال تلامس قممها الغيوم، وسهول شاسعة، وخيول تركض في تلك الوهاد، على ظهورها فرسان يحملون الرماح والسهام يصطادون ما يرونه عبر تلك البراري الخضراء، أو يسيرون على الجليد متدثرين بملابسهم الصوفية الثقيلة فتحرّك العواصف خيوط الفرو.
كانت خيوط الشمس الأولى تكشف عن مدينة ليست إلا غابة نهضت بين أعمدة أشجارها بعض البنايات الأنيقة، فيما شال بياض تستبقيه قمم جبالها كدلالة على أنها لا تعرف الصيف كما نعرف، وأنها بقعة جديرة بالهروب إليها حينما يبرمج مقياس الحرارة درجاته في بلداننا على الخمسين.
وحين أذن الصباح بالسفور كانت المدينة تغسل عن جفنيها آثار حلم البارحة، تعرض فواكه أشجارها بما لذّ وطاب، وبدت حقًا حسناء ترتدي فستانها الأخضر، فأينما يمّمنا خطانا تسبقنا أبصارنا إلى حقول الجمال، فيكفي أن تقف على أي تقاطع طرق، وتنظر إلى اتجاهاتك الأربع، فلن ترى سوى صفوف من الأشجار، وساحات واسعة على أزهار ونوافير وبساتين صغيرة تجعلك تتمنّى لو تستطيع السير ساعات طوال، وفي عزّ صيفها فإن معظم ساعات النهار تبقى درجة الحرارة فيها نحو 30 درجة مئوية، ولا تعرف الدرجات العالية، كالتي فوق الثلاثين، إلا بضع ساعات من النهار، لكن في الليل، وفي الظل، فإن الأمر ربيعي بالنسبة لنا. 

الفلاسفة والشعراء... لا يموتون
فتحت شبّاكي على اللوحة العلوية للمدينة، هل هي مدينة أم لوحة تركها الفرنسي مونييه على أرض الكازاخ فنبتت أغصانها في كل زاوية شجرًا ووردًا؟!!
أمامي مبنى أنيق، فخم، لوحة تحيطها الأشجار والمممرات المزهرة، وأمامها نافورة مياه تنثر الفرح، أدركت لاحقًا كم تجيد هذه المدينة توزيع الفرح على سكانها وزائريها، فتنتشر النوافير كأنه لا بدّ في كل ساحة أو ممشى من ابتهاج الماء بلقاء الضوء الملوّن، وانسكابه بياضا يسرّ العابرين.
إذن هي «الأوبرا» أمامي، بمعمارها الفرائحي، وبمجد اسمها الذي تحمله، يكفي أن تقول «أباي» لتدرك أنه لا يحمل هذا الاسم إلا صرح عظيم، فالرجل هو أباي قونان باي أولي، أشهر فيلسوف في تاريخ كازاخستان، شاعر وملحن، ومصلح ثقافي دعا للتقارب بين الثقافات الأوربية والروسية على أساس الإسلام المستنير، يمجّد الصداقة، لكنه ينعى المشاعر الحقيقية في قصيدة عنوانها «إنها تؤلمني الآن»:
ليس لدي من أحب الآن، ولا صديق
في خيبة أمل التفت إلى كتابة الشعر
عندما كنت متأكدًا في مشاعري،
كيف بلا نهاية، كيف بدا الكون رائعًا!
روحي تتوق إلى الصداقة،
وتسعى إليها يوميًا،
وقلبي يتألم من أجلها،
وبينما لم أكن أعرف أبدًا صديقًا لا يخونني
فإنني أغني ترنيمة الصداقة طوال الوقت!
على مقربة من الأوبرا، ليس ببعيد عن نوافير تمتد على ضفتي الشارع تطربك بصوت اندفاع الماء، معانقته لحبات المطر وهي تنجذب إليه، كان تمثال نحاسي يجلس على مقعد، وكنت أجلس إليه كأنما أبدأ يومي بمتعة ابتسامة يرسمها هذا الهيكل الصلب، قريبًا منه مجسم لقميص ضخم حيك من الأسلاك، شعرت كأنما غادر الجسد قميصه، أو تخلى الثوب الحديدي عنه، ملأت الفراغات عواصف... ونظرات فارغة أيضًا، أو أنها أجساد كثيرة تمنّته، ليداري عريها... فتوسّع أكثر مما ينبغي.
هل أغرتني نصوص «أباي» فملأتني بنزر يسير من الشاعرية لأكتبه وأنا أتأمل هذه اللوحات التعبيرية أمامي؟!!

فن صناعة الفرح
إنهم يزرعون البهجة حتى في الزوايا المعتمة، فالممرات التي يسير عليها الناس محميّة بالأمان والطمأنينة، ولا شيء كالماء والورد والموسيقى تشعل شموع الحياة في رئتيك فتتنفس حيوية وحبّا، ويمكنك أيها السائر التعرّف على أنواع الآلات الموسيقية من خلال عازفي الشوارع، وبين بضع عشرات من الأمتار تجد عازفًا أو فرقة متكاملة، وأمامها ما يمكن جمع النقود التي يهبها المستمعون لهم، ويوجد رقم الهاتف بوضوح، حيث يمكن الاستفادة من فنونهم في أية مناسبة، فالأمر أشبه بدعاية مفتوحة للمواهب، وكأني فهمت أن رقم الهاتف يمكن من خلاله تحويل مبلغ الهبة، بعيدًا عن الأنظار!!
في شارع «أربات» تلتقي بالمدينة الحقيقية، ويمكن ملاحظة عشرات الأسر العربية، حيث يمكن معرفة بلد القدوم من خلال اللهجات التي تلتقي في «شجرة الضاد»، فتدرك أنك لست العربي الوحيد في شوارع «ألماتي»، وأنها ستكون قبلة سياحية عربية في قادم السنوات، حيث بدأت رائحة بضاعتها تضوع، خاصة في العواصم الخليجية، حينها تذكرت بأنني كنت أمام خيارين للتعامل مع المكاتب السياحية في المدينة، الأول تحدّثت فيه مع شاب أردني، طالب طب يقيم فيها، والآخر شاب مصري جاء من بلاده  للعمل، متدثرًا باللغة الروسية التي يجيدها، فاستقرّ في «ألماتي» منذ سنوات، وله من زوجته الكازاخية طفل وطفلة.
يصل بين شارع أربات وواجهة دار الأوبرا ممشى يمتد عدة كيلومترات، لكنه الامتداد الآسر، بين كل بضعة عشرات من الأمتار تجد فنًا يجذب ناظريك، في الأرض بجوارك، أو أعلى رأسك، نوافير مائية صاعدة من الأرضية تصنع فرحتها للصغار، أو ممرات من الورد، وبضع أكشاك صغيرة لبيع المنتجات البسيطة كالحلي الصناعية من خواتم وأقراط وغيرها، وأزياء تقليدية بما يتسع المكان الضيق لها، وفي الأعلى تتدلى الأشكال الورقية على هيئة طيور وأقمار ونجوم مكللة بالإضاءة فتسير تحت زخم من الابتهاج، لتواجه ملمحًا آخر من صنع البهجة، ممر عبارة عن مربعات تتشكل أضلاعه من الإضاءة، تتبدّل ألوانها فيصنع امتدادها حالة لونية مسرحية تجعلك تشعر بالسعادة، ولا تسأل عن صوت المياه، فالنوافير في كل الشوارع تقريبًا، ولا ينافسها إلا حقول الورد المنتشرة فلا تحتاج للبحث عنها، هي حواليك أينما سرت.
توجد في ألماتي حديقتان على قدر عال من الجمال والاتساع، فتحتاجان إلى الساعات الطوال للسير فيهما، وتأمل تلك الجماليات المدهشة، بدءًا من البوابة، وحتى امتداد الأشجار طوابير كغابات صغيرة وسط المدينة، الأولى هي حديقة الرئيس الأول، والثانية الحديقة المركزية (الثقافية).
تستدير بوابة حديقة الرئيس الأول لتكون أشبه بلوحة عملاقة قبل أن تدخلها، مدرجات مجمّلة بالورد كسجادة فارسية تلتقي بتلك الأعمدة الضخمة المستديرة على شكل نصف دائرة، فتحتار أي الالتقاطات أجمل، وفي الداخل ما يحتاج للاكتشاف وإمتاع القلب قبل العين برؤياه، فتأخذنا الجماليات إلى ركن ينتصب فيه تمثال الرئيس الأول، نور سلطان، الرجل الذي جلس على سدّة الرئاسة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وبقي ثلاثة عقود يسير بين تجاذبات الفرح بالانعتاق من الربقة الشيوعية وتحديات متطلبات الدولة المستقلة التي تواجه مشاكلها دون استعانة بالدولة المركزية في «الكرملين».
أترك تمثال الرجل وأغوص في أرجاء الحديقة، الورد يتشكّل كما يشاء المهندسون الزراعيون، والمكان محفّز للسير، لكن المدينة ممطرة منتصف النهار، فتركت الورد وتمثال الرئيس الأول تحت المطر يغسلهما بوابل كرمه.
عبورًا إلى الحديقة المركزية، لها بوابة مصغرة، لكن المكان عامر بالحيوية، مجسمات جمالية لأشكال عدة من الحيوانات، توصل إلى منطقة ألعاب وبعض المقاهي، في فترة ما بعد الظهر لكن المكان مزدحم، عائلات تتوافد، وصغار يلعبون، والفرحة في كل ركن، حيث تتعدد أشكاله مع لمسات جمالية هنا وهناك.
في بقعة أخرى تدعى ميديو هناك حديقة تحمل اسمًا مميزًا، «حديقة 28 بانفيلوفتسيف»، تمتد على 44 فدانًا، أنشئت في سبعينيات القرن الماضي تكريمًا لأبطال الحرب العالمية الثانية، في تلك الممرات الجميلة لا تخش الإضاءة القليلة، ثمة حياة وأطفال يمرحون، وبجوار ساحة للألعاب قامت «كاتدرائية زينكوف»، وهي كنيسة أرثوذكسية روسيّة بنيت في مطلع القرن التاسع عشر للميلاد من الخشب الأوكراني على الطّراز الباروكي تتكون من خمس قباب وثلاثة ممرات وبرج جرس، ويشار إلى أن بناءها كان حسب تقنية قديمة تعدّ فريدة من نوعها، مبنى خشبي وبدون مسامير!

«ساونا» جماعية
ذات مساء، وبالقرب من الشارع، فطنت إلى بخار يتصاعد من ساحة واسعة، كأنما الأمر أشبه بحمام ساونا هائل الاتساع، فحدّثتني نفسي أن أكتشف ماذا يحصل هنا، لا بوابة ولا تذاكر، فقط عبور نحو الساحة الواقعة أمام مبنى جامعة، مدرجات للفرجة على ما يحدث في تلك البقعة الممتدة صفوفًا من النوافير الأرضية التي تبثّ بخارًا أشبه بما تفعله أجهزة ترطيب الجو، ومئات الأشخاص يمرحون بينها، أطفال وكبار، الضحكات تعلو كغمامات جذلى في مئات الأمتار من المرح الصافي، وباعة ألعاب الطفولة يجولون يعرضون ما يدفع بدوبامين السعادة أكثر في قلوب الأطفال، فتنتقل التأثيرات العصبية إيجابًا على مزاج ذويهم.
المجمعات التجارية أوجدت رأسماليتها بقوة، ماركات من كل صنف، كأنك لم تغادر وطنك، في ركن المطاعم تشعر أكثر أنك مازلت على بعد دقائق من منزلك، كل شيء مكرر ومتشابه، لولا تلك الجلبة التي تحدثها الموسيقى في المقاهي المفتوحة بالقرب من بعضها، أتركها لغياب خصوصية البلاد، صاعدًا إلى عينها الدائرية تحملني إلى الأعلى، لعلّي أشاهد ما لم أستطعه على الأرض في هذه المدينة المخضّبة بدم الجمال يمضي في شرايينها، فلا ترى كسائح سوى فرحها، لكن المقيم حتمًا يرى ما لا يراه الزائر، أو العابر!
تشدّني أكثر الأسواق الشعبية، فأمضي إلى السوق الأخضر، الدور الأرضي فيه منتجات زراعية، صفوف تتوالى تحسبها بالمئات، وفي الدور الثاني ما يمكن للنساء التجوال فيه ساعات طوال، حيث الملابس وتوابعها، أخرج من تلك المتاهة سريعًا، بجواره أكشاك صغيرة متراصة كأن الطرقات الضيقة بينها لا نهاية لها، باعة يفترشون الأرض، فواكه وخضراوات وملابس وأدوات منزلية وآلاف المعروضات مما يحتاجه البشر في حياتهم، و«بين البائع والشاري يفتح الله».

من «متحف» إلى مكتبة
نبحث في الخارطة عن ملامح المدينة الثقافية، صروحها الحضارية الحقيقية، فالمدن الحديثة تتشابه في كثير من التفاصيل، اللغة العصرية تكاد تلتقي على الكثير من الأشياء، لكن يكمن الاختلاف والتميّز في ما تقوله المتاحف والمكتبات الكبرى، يحضر متحف كازاخستان للفنون «كاستيفا»، مئات اللوحات التي تكاد لا تجد الوقت الكافي لتأمّلها كما ينبغي، مجموعة واسعة من الأعمال الفنية التي يعود بعضها إلى القرن السادس عشر، ونماذج عديدة من الفنون الغربية والآسيوية، عدا المنحوتات البرونزية التي تقف أمامها بحيرة السؤال عن هذه الحضارة التي تشكّلت في هذه الجبال والسهوب، لوحات توثّق حياة ترحال، والتحوّلات التي حدثت، كتبها الفنانون بالريشة، منها ما تصل إلى عمق معناه، ومنها ما تشعر أنك تفهمه لولا حاجز أخير تتمنى أن تعبره لتصل إلى المعنى الذي تستنتجه، لا كما تقوله اللوحة بالضرورة. 
وكما هو التمثال النصفي على مدخل المتحف لفنان تشكيلي كازاخي، فإن متحف ألماتي للفنون على مدخله تمثال نصفي أيضًا لعازف، وبه قاعات صغيرة لكنها احتفاء خاص بأبجديات الثقافة الكازاخية، ومن بينها الشخصيات التي وضعت بصمتها في تاريخ المدينة، من سياسيين ومهندسين... وعازفين مع عرض لأهم الآلات الموسيقية التي ارتبطت بهم، لكن الاكتشاف الأكبر كان في «متحف الدولة المركزي»، من هنا دلائل على أن حضارة مرّت واستقرّت على هذه البلاد، من تفاصيل كيف عاش البدو الرحّل، وصولاً إلى إشارات على ما شهدته البلاد خلال الحروب، الكبرى والصغرى على حد سواء، ووصولاً إلى معالم الدولة الحديثة في «قاعة كازاخستان المستقلّة»، حيث الوصول إلى عصر الفضاء، فنقشت آثار حضارتها على مهل، خلف تلك الجبال، وقواطع الجليد الحادّة.
كنت أقلّب بصري في مئات المعروضات، نسخ رسائل السلاطين والأختام التي كانوا يمهرون بها رسائلهم، عملات صينية من القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر، مع ماكينة خياطة لا أتخيّل كم جلست عليها من النساء، وكم عبرت إبرتها من أثواب، إضافة إلى تعريف بالألعاب الشعبية والآلات الموسيقية التقليدية، والأزياء والمشغولات الفضية، إضافة إلى البنادق والسيوف وغيرها من أدوات الحرب وصولاً إلى المدافع، كأنما الدلالة واضحة، ما حميناه بسيوفنا قديمًا ستكون مدافعنا حاضرة للذود عنه.
أقف أتامّل آلة بيانو كانت ذات يوم للملحن الكازاخي موكانا توليبايفا، أهدته زوجته للمتحف، ذكرى لذلك الفنان البارز، والذي عدّ فنان الشعب في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية، والحائز على جائزة الدولة. 
في المكتبة المركزية أقف مبهورًا أمام «سليمة» السيدة الكازاخية التي تشرح لنا عن المكان، وعن سبعة ملايين كتاب تضمّها هذه الرفوف، فيما كانت القاعة المتسعة تمتد أمامنا لتضم نحو 400 مقعد للزوار والباحثين.
نسألها عن ركن الكتب العربية فتقودنا إلى حيث بضع عشرات منها أغلبها ذات ملمح ديني، بدءًا من كتاب الله العظيم وكتب التفاسير، ووصولًا إلى أخرى لتعليم اللغة للناشئين، فنحسب أن ذلك هو كل زادهم من لغة الضاد لكنها تأخذنا إلى رفّ آخر، هناك وجود نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ومحمد عبدالحليم عبدالله وغيرها من الأسماء، تفاجئنا بأن هذا غيض من فيض، وأن هذه فقط ما يقبل القرّاء والباحثون عليها أكثر، لكن هناك الكثير غيرها في مكان آخر، فهذه قاعة القراءة في الطابق الأعلى.
تقول سليمة: «إنه أمر ممتع للغاية بالنسبة لنا أن يصلنا المزيد من الكتب العربية، ويسرّنا تلقّي التبرعات والإهداءات»، مشيرة إلى أن المكتبة تتعاون مع العديد من الدول الأجنبية الأخرى، الصين وروسيا وكوريا الجنوبية والهند وإيران وتركيا وباكستان، مؤكدة أن الكتب العربية يقبل عليها طلبة قسم الدراسات الشرقية، ومعظم زوار المكتبة طلاب وجامعيون، والدخول مجانًا، وأمينة المكتبة تجيد ثلاث لغات أخرى، العربية والصينية والإنجليزية، منوّهة بأن الصيف يكون الزوار أقل قليلاً، لكن في بقية الفصول يكون الزحام كبيرًا.
في طريق الخروج كانت على السلالم لوحات عليها صور مشاهير مع عبارات معروفة لهم تبيّن أثر القراءة، بينها مقولة للكاتب والفيلسوف الفرنسي دينس دايدروت حيث يقول: «يتوقّف الناس عن التفكير عندما يتوقّفون عن القراءة».
ذلك زاد العقل، وكان علينا البحث عن زاد للجسم، والمطبخ التركي يعرض بضاعته في كل مكان، ويتمسك معظم السياح العرب، خاصة الذاهبين من منطقتنا، بالبحث عن كلمة «حلال» في واجهات المطاعم، لكن البضاعة التي لم أتوقع أن تعرض بهذه الطريقة كان ما رأيته خارج أحد المطاعم، سيدات كبيرات في السن يقتعدن كراسي صغيرة، وبيدهن كراسات امتلأت بملاحظات مكتوبة بخط اليد، وأمامهن زبائن يعرضن عليهم ما لم نفهمه، فإذا به سوق عقاري بالغ الصغر، لمن يبحث عن شقق للإيجار!!

قرية «قوني»
نسير إلى خارج المدينة، الغيوم تتشكّل لوحات على صفحة زرقاء أنيقة، تنعكس على اللون الأخضر في كل مكان، إلى حيث قرية «قوني» أو «جوني»، لا ندري أيهما أصح، يستقبلنا فارسان على صهوتي جياديهما، يعبّران بلغتهما عمّا ليس نفهمه، أيًا ما يكون فنحن بانتظار أن تفتح البوابة خلفهما، وأن ندفع قيمة المشاهدة لما تضمّه هذه الحديقة المعدّة لاستقبال السياح، تعريفهم بجانب من الثقافة الكازاخية، نحو خمسين دولارًا سعر التذكرة، تتضمن وجبة غداء، نشاهد ثلاث نسوة يجلسن على فراش تقليدي يضبطن النغمات على آلة تدعى الدمبورة، تشبه العود إلى حد كبير، لكن قبل أن يحين دور الاستماع إليهن دعتنا الضيافة الكازاخية إلى تناول قدح من حليب الخيول، حامض لكن لا بد من التجربة، بينما الزيت المغلي ينضج بعض القطع من المعجّنات، مألوفة في بلادنا لولا حجمها الصغير، تغمّس في العسل أو المربّى.
وفيما كانت النسوة يطلقن حناجرهن بالغناء، يشاركهن طفلان، كانت الهواتف تطوف بهم جميعًا، لم يعد السائح يذهب وحده، بل طوابير من المتابعين يشاهدون معه تلك التفاصيل في سفره، فكانت أصواتهن تنتقل بين قارات شتّى، ولم نكن، وحدنا، بضع عشرات من الحضور نتابع أصوات الآلات وحناجرهن.
يتحدّث المرشد السياحي عن حياة القرى، والحياة قديمًا، وأن معيشتهم كانت تعتمد كثيرًا على الحيوانات كالأبقار والأغنام والخيول، وهم يتنقّلون مثل العرب البدو، يعبّرون عن  مشاعرهم بالغناء على آلة الدمبورة، يهاجرون أربع مرات في السنة، ففي كل فصل هناك ما يناسبه من الأمكنة، مشيرًا إلى أن أصعب وقت للناس القدامى في بلاده هو فصل الشتاء، ويوجد مثل يقول (إنك إذا أردت أن تسعد في الشتاء فاستعد منذ الربيع)، وفيما كانت العازفات ينقّلن أصابعهن من الأوتار إلى غزل الصوف المكوّم أمامنا كان يشرح كيف أنهم يأخذون الصوف من الخراف لينسجوا منه ما يحتاجونه من ملابس، وأيضًا صناعة الخيام، ويحتفلون بعيد الربيع كعادة منتشرة في آسيا الوسطى أيضًا.
يشيرون إلى خيمة دائرية كأنّها صالة استقبال في ذلك الفضاء الأخضر، قريبًا من ممشى ترابي طويل قالوا إنه معدّ لاستعراض الخيل، دخول الخيمة بالقدم اليمنى عبر باب صغير تضطرّ للانحناء لتجتازه نحو الداخل، تلك الانحناءة مقصودة، فأنت قدّمت التحية، أما عبورك بالقدم اليسرى فدلالته أنك غاضب على شيء ما، وتبدي زعلك وسخطك دون حاجة للكلام.
يأتي استعراض الخيول، وحديث عن عادات الزواج، حيث على الفارس التسابق مع خطيبته، وأن يتمكّن من تقبيلها رغم أنها تضربه، لكن عليه إنجاز المهمّة، وإلا سيبقى في مربع العزوبية، فشهادته في الفروسية على ظهر الحصان لا تكفي إن لم يثبت مهارته في فروسيته مع النساء!!
في هذه القرية ألتقي نور الدين، كازاخي عاش في السعودية بضع سنوات، يتحدّث اللغة العربية بلهجة محببة، وولداه يتحدّثانها أيضًا كونهما درسا في المملكة حتى أنهيا الدبلوم العام فيها، ولد في أفغانستان حينما هجرت عائلته وطنها بعد الاحتلال السوفييتي، وعاد لاحقًا بعد الاستقلال، يشرح لنا أكثر عن بلاده، يقول إن عدد سكانها يبلغون نحو 19 مليون نسمة، وفي ألماتي نحو ثلاثة ملايين أو أكثر، عدد سكان العاصمة «نور سلطان» أقل، لأن مساحتها أصغر، ويزيد عدد النساء كثيرًا عن عدد الرجال، يشير إلى نسبة 7 إلى واحد، فسألته فورًا عن التعدد، قال إنه قانونيًا ممنوع لكن يمكن توثيقه دينيًا مع شيخ الجامع، نور الدين لديه ثمانية أبناء من زوجة واحدة، والحكومة تشجع النسل، وقد منحته ميدالية ذهبية لبلوغه هذا العدد، قلت له إذن نلت ميدالية فضية عن الستة، فنفى ذلك، لوجوده خارج بلاده عندما وصل إلى هذا العدد المستحق للفضية.
أخبرنا نور الدين بأن الأبناء يمكن أن ينسبوا لعائلة الزوجة أيضًا، حسب الاتفاق بين الزوجين. 
يقال إن سياسة العمل الجماعي التي فرضها النظام السوفييتي بوحشية أدّت إلى انخفاض كبير في عدد سكان البلاد، خاصة بين عامي 1926 و1939م، ولذلك يجيب أحد المرشدين على سؤالنا بعدم رؤية مساجد، يقول إنها موجودة لكنها قليلة جدًا بسبب طبيعة تلك المرحلة، رغم أن البلاد ديانتها الرسمية الإسلام، وهو دين الأغلبية فيها، تأتي بعدها أقليات مسيحية ويهودية، مشيرًا إلى وجود جامع مركزي في ألماتي يتسع لنحو سبعة آلاف مصلّ.
ولمحة عن شعب الكازاخ أو «القازاق»، فهو يعد ضمن الشعوب التركية الموجودة في الجزء الشمالي من آسيا الوسطى، وينتشرون في أوزبكستان والصين وروسيا ومنغوليا، لكنهم يتركزون في كازاخستان، وهم من قبائل تعود إلى أصول تركية، كشأن لغتهم، والتي يمكن كتابتها بثلاثة حروف هجائية مختلفة.

على أنهارها... بياض
نتتبع سير نهر «دوستوك»، كما هي أنهار غيرها تندفع من تلك الجبال تحيطك بأشجارها العالية فتلقي عليك البرودة في عز الصيف، تغرينا الطبيعة بالسير بين حناياها، تسمع صوت خرير الماء كجيوش زاحفة تأتي من تلك المساقط البعيدة، تتبعت أحدها، علو بعده آخر، وسلالم حينًا، وصوت اندفاع الماء قوي بما يجعله بياضًا يسير بقوّة، يتماوج بين تلك الأشجار السامقة، وحول كل ذلك جبال خضراء، بعد نحو ساعة أجد براميل ضخمة، وتحت المطر المنهمر وفضاء الطقس البارد يجلس مجموعة رجال يستحمّون في تلك البراميل بمياهها الساخنة، بقصد طلب الاستشفاء حيث المياه لها خاصية معدنية ينصح بها المعالجون، وفيما بقيت قمة أخيرة في ذلك المرتفع الذي يربو على ألفي متر قال المرشد السياحي إن هناك فندقًا، فأخذت الخطو نزولاً، محاذرًا السقوط، فالأرض رطبة، والمزالق ما أكثرها.
أمام تلك الشلالات وبياض الماء المندفع واللون الأخضر حولك تحار ماذا تلتقط من صور، وكيف يمكنك السكون إلى كل ذلك دون أن تنسى متعة ولو صغيرة من تأمل مشهد يبدو سحريًا يجذبك إلى أقصى تخومه.
هناك حديقة الصقور، يشار إليها على أنها ضمن الجدول السياحي، لم تكن هناك تذاكر، وكأنما رؤية صقر يجلس كئيبًا وراء سورين من الأسلاك لا يحتاج إلى تذكرة، تبادلنا النظرات المنكسرة، لكن ليس أكثر انكسارًا من تلك النسور التي أغلقت عليها السجون، فبدت خلف تلك القضبان ساكنة تندب حظها، هي ساكنة الجبال، وإن فردت أجنحتها فلن تكفيها مساحة ذلك القفص الرهيب.
من مشهدية أنهارها البيضاء المحفوفة باللون الأخضر، المشهد المتكرر في أكثر من بقعة، دعتنا تلك الذرى لصعودها، حيث يبدو برج التلفزيون واقفًا على قمة تل «كوك توبي» ليس ببعيد، لكن سائق سيارة الأجرة لم يستوعب طلبنا، فتركنا نتدبّر أمرنا عند السفح، وأشار إلى طريق أن اصعدوه إن أردتم القمة!
وكلما سرنا مسافة دعتنا مسافات أمامنا لاجتيازها، وفي كل حين نتوقف لالتقاط المزيد من الصور، حيث الغروب يغزل نسيجه الأرجواني على تلك الفضاءات الممتدة فوق المدينة في الأسفل، فنعيش سحر اللحظة، جمال في السماء وآخر في الأرض.
في الأعلى وجدناها، بقعة صغيرة لكنها حافلة بالحياة، ألعاب للأطفال، وتلفريك يعيدك إلى الأرض من جديد لكنه يطوف بك على المدينة كطائر يحلّق فوق البيوت، كما تتوزع على التل مطاعم ومقاه تزدحم بالبشر، وليس ببعيد حديقة حيوان تعرض أعدادًا صغيرة كتسلية للأطفال والعائلات... لكن الأجمل هو تلك الإطلالة البانورامية على المدينة.
ومن جرب الصعود إلى حيث الذرى فإنه يتوق إلى المزيد منها، حدثونا عن منتجع «شيمبولاك»، فصعدنا يحدونا الأمل أن نلامس الثلج في عزّ الصيف، فكان لنا ما أردنا، فكلما عبرنا بالتلفريك مسافة دعانا إلى جولة ثانية، ثم ثالثة، وكأننا نصعد إلى السماء لعلنا نحصد بعض النجوم ننثرها على شال حبيبة.
ما يرفع من قيمة هذا المنتجع أن به أعلى محطة تزلج في العالم، ويستضيف فعاليات لهذا النوع من الرياضات، في الصيف لم يكن هناك سوى بقايا لا يعتدّ بها من الجليد، لكنها كافية لالتقاط الصور، فيما كان شاب كازاخي يصور فيديوهات عبر طائرات الدرونز لمن أراد من السياح، في لقطات سينمائية احترافية أغرت الكثير من بالغي تلك الذرى أن يوثقوها، فالارتفاع نحو 3200 متر، والسحب لم تعد بعيدة، نكاد نتخيل لو صعدنا أكثر قليلاً لأحضرنا واحدة في طريق العودة نخبئها في حقائب السفر... يا لخيال يذوب تحت وهج شمس القيظ! 
في كل بقعة ثمة تليفريك، بعضها تتحرك على حبالها الحديدية عربات مغلقة، وبينها التي تمنحك فرصة تنفس الطبيعة من حولك، والتصوير بدون حواجز زجاجية، تقف في طوابير لتجد فرصتك، فالموسم سياحي عامر بالحيوية كما يقول المرشدون السياحيون، والقادمون من دول الخليج تزداد أعدادهم، قلت لهم إنكم بدأتم للتو، سترون السنوات القادمة كيف ستنمو سياحتكم طالما أن الأرض طيبة والشعب مسالم.
كانت أشجار التفّاح ثمارها يانعة، وعلى الشوارع تعرض هذه الفاكهة اللذيذة بجوار فواكه الصيف كالبطيخ بلونيه الأحمر والأصفر، والكرز والمشمش والخوخ والدراق، على امتداد الشوارع تتكدّس الثمار كتلال صغيرة لها بهجة الألوان وتعددها، تحت سماء تبدو غائمة أغلب الأحيان، وممطرة حينا، إنما لا بدّ من وداعية لمدينة التفاح، والقول سلامًا يا أرض الكازاخ، رغم أن في مفكرة المدينة معالم لم يتّسع الوقت لزيارتها جميعا، لكن «ألماتي» مدينة بها من الاتساع «جماليًا» ما لا تكفيه بضعة أيام لاستيعابه ■

حديقة الرئيس الأول افتتحت في الأول من يوليو عام 2010

طفل كازاخي توقف أمام الكاميرا ليحمل هوية مدينته

شجرة عامرة بثمار التفاح، وما أطيبها من ثمار

 نور الدين، يتحدث اللغة العربية باللهجة  السعودية، حيث أقام في المملكة عدة سنوات/  الميدالية الذهبية التي نالها نور الدين كونه أهدى البلاد ثمانية أبناء

الضيافة في قرية قوني، بدءا من حليب الخيول ثم قطعة من المعجنات الساخنة

... وبعدها حديث مع الموسيقى التقليدية حيث الحنين والتنقّل كعادة البدو الرحّل

... وللفنون التشكيلية حضورها في المشهد اليومي للمدينة

لكل عازف ما يميزه، كأنما الشارع فرصة لاكتشاف المواهب، أو التعبير عن الذات.. موسيقيا

العربات المفتوحة في التلفريك تصنع فرحا أكبر بمدى الرؤية الذي تتيحه

مجسم يدعو للقراءة، كتاب محفز بحروفه على اكتساب المعرفة

واجهة متحف ألماتي للفنون، بناء خشبي أنيق يضم كنوزا ثقافية مهمة

مشغولات فضية تبرز التقارب الحضاري بين الشعوب في ثقافة الحلي

نوافذ زرقاء تطل على حقول خضراء

لقاء اللون الأخضر بزرقة السماء وبياض الغيم.. ثلاثية جميلة تكتبها المدن للعابرين

بوابة متحف الدولة المركزية، حيث الدخول إلى عوالم من آثار مرور التاريخ في كازاخستان /جانب من الكتب العربية في المكتبة، وتجد إقبالا من دارسي الأدب الشرقي

جانب من الكتب العربية في المكتبة، وتجد إقبالا من دارسي الأدب الشرقي