القراصنة الكتالونيّون والسلاطين المماليك إبّان القرن الخامس عشر الميلادي
منذ عام 1290م، كانت مملكة أراغون الإسبانيّة التي تضمّ أقاليم أراغونا، وكتالونيا، وفالنسيا، ومايوركا، تقيم علاقات دبلوماسيّة مع السلطنة المملوكيّة. وعلى الرّغم من أنّ البابويّة كانت تحظّر التجارة مع الأراضي الخاضعة للسلطان، إلّا أنّ ملوك أراغونا اتّبعوا سياسة ماهرة سمحت لهم بالحفاظ على علاقات جيّدة مع كلّ من البابوات والسلاطين المماليك. وفي القرن الرابع عشر الميلادي، أُرسل ملوك أراغونا عدّة سفارات إلى القاهرة للتفاوض مع السلاطين المماليك.
وفي ثمانينيّات القرن الرابع عشر الميلادي، كانت تجارة مدينة برشلونة، عاصمة إقليم كتالونيا، مع مصر وبلاد الشام مزدهرة للغاية. وفي كلّ عام، كانت السفن الكتالونيّة تقصد بانتظام مينائي الإسكندرية وبيروت لتحميل التوابل والمنتجات الشرقيّة المختلفة. ولكن في القرن الخامس عشر الميلادي، انخفض حجم التجارة بين مملكة أراغون والسلطنة المملوكيّة بشكل ملحوظ. وفي عهد الملك ألفونسو الخامس (1416-1458م)، تدهورت العلاقات السياسيّة مع السلاطين المماليك، وراح القراصنة الكتالونيّون يهاجمون السواحل المصريّة والشاميّة، وينهبون السفن والبضائع، ما أدّى إلى إلحاق الضرر والأذى بالحركة التجاريّة في الحوض الشرقي للبحر المتوسّط. فمن بين جميع القراصنة من مختلف الجنسيّات الذين انتشروا في الحوض الشرقي للبحر المتوسّط في العصور الوسطى، كان الكتالونيّون يُعتبَرون الأكثر جرأة وشراسة. وكان ظهورهم في البحر يرعب السفن التجاريّة من جميع البلدان، حتّى الأوربيّة منها، المتجّهة إلى البلدان الإسلامية أو القادمة منها. وكانت جرأتهم كبيرة جدًّا لدرجة أنّهم كثيرًا ما كانوا يفاجئون السفن الراسية في الموانئ. فمدن السلطنة المملوكيّة، كالإسكندرية وبيروت وطرابلس، وعلى الرّغم من دفاعاتها والسلاسل الحديديّة التي تغلق حوض مينائها الرئيسي ليلًا، كانت عرضةً لهجماتهم كثيرًا لدرجة أنّ السلاطين المماليك اضطرّوا إلى اللجوء إلى الانتقام وفرض غرامات جماعيّة على التجّار الكتالونيّين، وجميع التجّار الأوربيّين، الذين كانوا يقيمون في مدن وموانئ مصر وبلاد الشام.
أثر هجمات القراصنة الكتالونيّين على الحركة التجاريّة بين مملكة أراغون والسلطنة المملوكيّة
ألحقت أفعال القراصنة الكتالونيّين ضررًا كبيرًا بالتجارة المنتظمة التي كانت قائمة لمدّة طويلة بين مملكة أراغون والسلطنة المملوكيّة، ولا سيّما مع مدينتي الإسكندرية وبيروت. وازداد حجم التبادل التجاري وعرف نشاطًا وازدهارًا في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، ففي كل عام، كانت السفن المغادرة من برشلونة إلى الإسكندرية وبيروت تحمل على متنها بضائع مختلفة: العسل والزعفران والزيت واللوز والمعادن المختلفة كالفضّة والرصاص والكُحل (كبريتيد الرصاص)، والأقمشة والأجواخ المصنوعة في كتالونيا وبرشلونة التي كان يكثر الطلب عليها في الأسواق الشرقيّة. وكان يتمّ شحن جميع هذه المنتجات المختلفة إلى الإسكندريّة وبيروت لاستثمارها في شراء التوابل، وبخاصّة الفلفل، والسكّر، وغيرها من المنتجات والسلع الشرقيّة.
تميّزت بداية القرن الخامس عشر الميلادي بنشاط تجاري منتظم بين مدينة برشلونة والسلطنة المملوكيّة، بخاصّة مع مدينتي بيروت والإسكندرية. وتلا هذه الحقبة، منذ عام 1405م، مرحلة شكّلت بداية تراجع وعدم انتظام رحلة السفن الكتالونيّة إلى بيروت والإسكندرية. ففي عام 1405م، بلغ عدد السفن الكتالونيّة التي قصدت ميناء بيروت 12 سفينة، واستمرّ عدد السفن في الانخفاض حتّى وصل إلى سبع سفن عام 1408م. وبحسب السجلّات المحفوظة في أرشيف مدينة برشلونة، تردّدت 28 سفينة من برشلونة على بيروت بين عامي 1405 و1416م. ويرتبط تراجع تجارة برشلونة مع بيروت خلال هذه الحقبة بالأحداث التي طبعت عهد السلطان فرج من عام 1406 إلى عام 1412م. وفي الواقع، لم يحصل انقطاع في العلاقات التجاريّة مع بيروت بسبب هذه الأحداث، بل فقط تراجعت حركة التبادل التجاري عبر ميناء بيروت، واستمرّت السفن الكتالونيّة تقصده محمّلة بالبضائع المختلفة.
أمّا في الإسكندرية، فالوضع كان أكثر صعوبةً وتعقيدًا. فقد بدأت أزمة مع القراصنة الكتالونيّين في عهد السلطان فرج عام 1408م، وتحوّلت إلى مواجهات عنيفة في عهد السلطان المؤيّد شيخ عام 1412م، ممّا أدّى إلى انقطاع العلاقات بين مملكة أراغون والسلطنة المملوكيّة. وهاجم القراصنة الكتالونيّون ميناء مدينة الإسكندريّة عدّة مرّات، وازدادت حدّة هجمات القراصنة خلال عهد السلطان برسباي (1422-1438م)، واستمرّت حتّى منتصف القرن الخامس عشر الميلادي.
اندلاع المواجهات بين القراصنة الكتالونيّين والسلطانين فرج والمؤيّد شيخ
ذكر إيمانويل بيلوتي وهو تاجر من البندقيّة عاش في مصر منذ عام 1398، ومكث فيها أربعين عامًا تقريبًا، أنّه حوالي عام 1408م، صعد تجّار مسلمون من تونس على متن سفينة كتالونيّة في ميناء الإسكندريّة، وكانوا يحملون معهم بضائع ذات قيمة عالية جدًّا. وتمّ الاتّفاق مع قبطان السفينة على أن يأخذهم إلى تونس. لكنّ هذا الأخير توجّه بهم مباشرةً إلى برشلونة، حيث باع البضاعة لحسابه الخاص، وقام بعد ذلك ببيع جميع التجّار المسلمين كعبيد، وحصل من هذه العمليّات على مبلغ كبير جدًّا من المال.
سارع أهالي التجّار التونسيّين إلى تقديم شكوى لدى السلطان فرج، مطالبين بأن يدفع الكتالونيّون تعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم وبأبنائهم، فاستدعى السلطان القنصل الكتالوني من الإسكندريّة إلى القاهرة وطالبه بأن يدفع لهم ما يحتاجونه من مال، ولكنّ القنصل اعترض على ذلك بحجّة أنّ مهامه محصورة بالاهتمام بمصالح تجّار السلطنة المملوكيّة ولا تشمل رعايا سلطان تونس. فوافقه السلطان فرج، الذي كان يحرص على الحفاظ على علاقات جيّدة مع مملكة أراغونا، وأحال المدّعين إلى سلطان تونس للنظر في مطالبهم.
بعد وفاة السلطان فرج عام 1412م، أعاد أهالي التجّار التونسيّين طرح قضيّتهم أمام السلطان المؤيّد شيخ الذي أصرّ على القنصل الكتالوني في الإسكندريّة على دفع ثلاثين ألف دوكة ذهبيّة كتعويض للأهالي، نصفها من التجّار الكتالونيّين في الإسكندريّة، ونصفها الآخر من التجّار الكتالونيّين في دمشق.
حاول القنصل الكتالوني التهرّب من دفع التعويضات، فكتب إلى التجّار الكتالونيّين في دمشق يحذّرهم من مصادرة بضائعهم وأموالهم من قِبل السلطات المملوكيّة وينصحهم بالفرار. ولمّا علم السلطان بما يخطّط له القنصل، استدعاه على الفور إلى القاهرة وأمر بضربه. وفي ذلك الوقت، غادر جميع التجّار الكتالونيّين بلاد السلطان. أمّا القنصل فقد حصل على إذن من السلطان بالاعتزال في الإسكندرية، لكنّه مُنِع من مغادرة المدينة. وبعد ثلاثة أعوام، في عام 1415م، هرب القنصل الكتالوني وتوجّه إلى ميناء المدينة حيث كانت تنتظره قوارب ثلاث سفن كتالونيّة جاءت إلى الإسكندريّة تحت ستار التفاوض على السلام مع السلطان، ولكنّها في الواقع كانت تهدف إلى مهاجمة ميناء الإسكندريّة. فقد كانت القوارب التي أطلقتها السفن باتّجاه الميناء تحمل مجموعات من الرجال الذين يخفون أسلحتهم ويستعدّون للهجوم. وما أن دخلوا الميناء حتّى انقضّوا على ديوان جباية الرسوم والمنطقة المحيطة به، وقتلوا بالسيوف كلّ من صادفوه من المماليك، وأسروا مجموعة من الشبّان والشابات واقتادوهم أسرى. كما استولوا على سفينة تركيّة محمّلة بالبضائع.
ردّ السلطان المؤيّد شيخ على هذا الهجوم بحظره جميع أشكال التجارة مع مدينة برشلونة، وأصدر مرسومًا بمصادرة كلّ البضائع الكتالونيّة المتواجدة في مصر وبلاد الشام. ولمواجهة السلطان وتحدّي قراراته، أطلق الكتالونيّون حربًا ضدّ السلطنة المملوكيّة، وأخذ القراصنة الكتالونيّون منذ عام 1416م، مع اعتلاء الملك ألفونسو الخامس عرش مملكة أراغون، بمهاجمة موانئ السلطنة ونهب سفن المسلمين وقتل وأسر من يقع بأيديهم. وركّز القراصنة الكتالونيّون هجماتهم على ميناء الإسكندريّة، ففي 22 ربيع الثاني ــ 19 يونيو 1416م، هاجم مركب كتلاني سفينة تجاريّة مغربيّة راسية في ميناء الإسكندريّة، وبعد شهرين، في 16 جمادى الثاني ــ 11 أغسطس، هاجمت ثلاثة مراكب كتالونيّة ميناء الإسكندريّة مرّة جديدة، وأحرقت أربعة مراكب مصريّة، ونزل المهاجمون على الساحل وقتلوا عشرين رجلًا، وأخذوا ستّين أسيرًا.
وهكذا طوال عام 1416م، واصل القراصنة الكتالونيّون أعمالهم العدائيّة ضدّ موانئ السلطنة المملوكيّة في مصر وبلاد الشام، وانقطعت العلاقات بين مملكة أراغون والسلطنة المملوكيّة منذ عام 1417م حتّى اعتلاء السلطان برسباي العرش عام 1422م.
القراصنة الكتالونيّون والسلطان برسباي
في عام 1416م، كان اعتلاء الملك ألفونسو الخامس العرش بمثابة بداية عهد جديد لعلاقات مملكة أراغون مع السلطنة المملوكيّة. لقد كانت الطموحات السياسيّة الواسعة لهذا الملك هي التي ساهمت في تدهور العلاقات مع السلاطين المماليك. وفي عهد السلطان الأشرف برسباي (1422-1438م) اندلعت صراعات عنيفة بين الطرفين. وجرت الأحداث إبّان حكم السلطان برسباي بنفس انتظام ووتيرة الحقبة السابقة، أعمال قرصنة من الجانب الكتالوني متتالية، مرّة أولى من عام 1422م إلى عام 1430م، ومرّة ثانية من عام 1432م إلى عام 1436م، شكّلت مرحلة من العداء الشديد. هدأت المواجهات أخيرًا، لكنّ الهدنة استمرّت لمدّة قصيرة من عام 1430م إلى عام 1432م، ثمّ من عام 1436م إلى عام 1437م.
وتميّزت هجمات القراصنة الكتالونيّين في هذه الحقبة بأنّها لم تعد محصورة بميناء الإسكندريّة، بل توسّعت لتشمل مينائي بيروت وطرابلس. ومنذ عام 1425م زاد القراصنة الكتالونيّون هجماتهم على سواحل السلطنة المملوكيّة في مصر وبلاد الشام، بعد أن حصلوا رسميًّا على حماية الملك ألفونسو الخامس.
في عام 1422م، دخل القراصنة الكتالونيّون ميناء الإسكندرية واستولوا على سفينة تجاريّة قيمتها 100 ألف دينار. وفي العام نفسه، هاجموا ميناء بيروت، وأخذوا سفينة جنويّة وسفينة للمسلمين كان على متنها مبعوث مملوكي، هو دوادار السلطان، مكلّف بمهمّة إلى الأمير محمّد بن قرمان لشراء المماليك. واضطرّ السلطان برسباي إلى دفع مبلغ من المال قدره أربعة آلاف دينار لاسترجاع السفينة من دون حمولتها والأشخاص المسافرين على متنها. وفي عام 1424م، نهب القراصنة الكتالونيّون في ميناء دمياط مركبين للمماليك مع طاقمهما المؤلّفين من أكثر من مئة شخص، وحمولتهما.
ساهمت الأعمال العدائيّة للقراصنة الكتالونيّين في الانقطاع الكامل لتجارة مملكة أراغونا مع السلطنة المملوكيّة منذ عام 1422م. ونتيجة ذلك، تمّ طرد التجّار الكتالونيّين من مصر وبلاد الشام. واضطرّ الملك ألفونسو الخامس أن يوافق على وساطة رئيس الفرسان الاسبتاريّين في جزيرة رودس، ووقّع معاهدة سلام مع السلطان برسباي عام 1430م بهدف تنظيم التجارة الكتالونيّة في الإسكندريّة وبيروت ودمشق. ومنحت هذه المعاهدة التجّار الكتالونيّين الأمن وحريّة التجارة في مدن وموانئ السلطنة المملوكيّة.
لم يدم السلام طويلًا بين الفريقين. ففي عام 1432م، هاجم القراصنة الكتالونيّون ميناء بيروت واستولوا على خمسة مراكب يملكها مسلمون، وشنّوا عدّة هجمات على موانئ الساحل الشامي وأخذوا ثمانية عشر مركبًا. وفي عام 1433، هاجموا طرابلس وأسروا تسعة مراكب محمّلة ببضائع تساوي ألآف الدنانير، وفي العام التالي قصدوا بيروت وأخذوا منها خمسة مراكب. واستمرّت هجمات القراصنة الكتالونيّين على الموانئ المصريّة، ففي عام 1436م طوّقت ثلاث سفن كتالونيّة ميناء أبو قير ونهب المهاجمون سفينتين راسيتين في الميناء، وأحرقوا واحدة منهما ونجح المماليك في استعادة السفينة الثانية. وفي اليوم التالي، دخلت السفن الكتالونيّة ميناء الإسكندريّة ولكن تمّ صدّها.
أوقفت هدنة قصيرة الأعمال العدائيّة في عام 1436م، وبدا الأمر مرغوبًا من قِبَل الملك ألفونسو الخامس والسلطان برسباي اللذين كانا حريصين أيضًا، بعد هذه القطيعة الطويلة، على حماية مصالحهما. لا توجد وثائق تحدّد الظروف التي تمّ بموجبها التفاوض على السلام، ولكن من الواضح أنّه تمّ التوصّل إلى اتفاق تجاري يرضي كلا الطرفين.
أشهر القراصنة الكتالونيّين
من بين جميع القراصنة الكتالونيّين الذين نشروا الخوف في العصور الوسطى على متن السفن الشراعيّة على طول طرق البحر المتوسّط، ظلّ معظمهم مجهولين بالنسبة لنا. يذكر التاجر البندقي إيمانويل بيلوتي Émmanuel Piloti المقيم في مصر اسم قرصان يبدو أنّه كان مشهورًا ومميّزًا عن الباقي هو بدرو دي لارانداPedro de Laranda الذي قام منذ عام 1407م بمهاجمة العديد من مراكب المسلمين على امتداد سواحل مصر وبلاد الشام، وقتل وأسر الكثيرين. ولكن نتيجة الخسائر والأضرار التي سبّبها هذا القرصان لرعايا السلطان، ما ترك أثرًا سلبيّا على حركة التبادل التجاري بين مملكة أراغون والسلطنة المملوكيّة، قبض الكتالونيّون على بدرو دي لارندا وسلّموه إلى السلطان الذي نفّذ فيه حكم الإعدام. لا يعطينا إيمانويل بيلوتي اسم السلطان الذي أمر بقتله، ولكن وفقًا لما ذكرته المصادر، هو السلطان المؤيّد شيخ الذي اعتلى عرش مصر عام 1412م.
وتمتّع هذا القرصان بشهرة واسعة، وظلّت أخباره متداولة في مصر. ففي عام 1437م، عندما زار الإسباني بيرو تافور Pero Tafur القاهرة حاملًا رسالة من ملك قبرص إلى السلطان برسباي، أخبره كبير مترجمي السلطان، الذي مارس مهامه في بلاط السلطان فرج واستمرّ محتفظًا بمنصبه خلال عهد المؤيّد شيخ ولاحقًا في عهد السلطان برسباي، قصّة بدرو دي لارندا التي ضمّنها الكثير من التفاصيل، وجاءت مختلفة عن ما أورده بيلوتي. فقد أفاد بأنّ الكتالونيّين لم يسلّموا بدرو دي لارندا إلى السلطان، بل أنّ المماليك قبضوا عليه خلال قيامه بعمليّة إنزال على الساحل. ونظرًا لشهرته، أدخله السلطان في خدمته وضمّه إلى مماليكه، ولكن عندما اعتلى سلطان جديد عرش مصر، قبض على بدرو دي لارندا وقتله.
من الواضح أنّ القرصان بدرو دي لارندا انضمّ إلى مماليك السلطان فرج، وعندما تولّى المؤيّد شيخ عرش السلطنة عام 1412م، قضى على كلّ مماليك سلفه ومن ضمنهم بدرو دي لارندا.
وأيضًا، تذكر المصادر اسم القرصان الكتالوني بدرو سانتون Pedro Santon الذي كان قبطانًا لسفينة يبلغ طاقمها خمسمئة رجل، والذي كان ناشطًا عام 1416م وقاد عدّة هجمات على الإسكندريّة، ونفّذ عام 1417م عمليّات ضدّ موانئ الساحل الشامي، ونهب العديد من السفن التي يملكها مسلمون.
أخيرًا، تسبّبت أعمال القرصنة التي قام بها الكتالونيّون ضد موانئ مصر وبلاد الشام في إلحاق أضرار جسيمة بالتجارة الكتالونيّة. فمنذ عام 1408م وحتّى عام 1438م، انقطعت العلاقات التجاريّة والدبلوماسيّة عدّة مرّات بين مملكة أراغون والسلطنة المملوكيّة. وانخفض كثيرًا عدد السفن الكتالونيّة التي تقصد سنويًّا مينائي الإسكندريّة وبيروت، فصارت جزيرة رودس المركز الرئيسي للحركة التجاريّة الكتالونيّة في البحر المتوسّط ■