وتريات

امتدادَكِ في مُهْجَةِ الأرض،
ماءً.. وعُشْبا.
ويحتاجُ مِنَّا الخريفُ انتباهًا،
ويحتاجُ في مَوْسم العُرْي ثَوْبا.
يَرِفُّ الهوى في عروق المسافَةِ،
شيْئًا.. فشيْئا.
ويَزْدادُ في غايةِ البُعْدِ قُرْبا
أسوقُ دمي مُزْهِرًا في المدى المستريحِ،
كما تَحْمِلُ الرِّيحُ في مَوْسِمِ الخِصْب سُحْبا.
وأُصْغي إلى لُغَةِ الكائناتِ،
على دفترِ الكون،
أُصْغي إليها،
فأسمعُ صَوْتَكِ يُزْجي الحروفَ،
ويَزْرَعُ بين الأضالعِ قلْبا.
وكَمْ جُزْتُ دونَكِ،
في رحلةِ الدَّربِ دَرْبا.
وَحيدًا.. سوى النَّاي،
أحمِلُهُ كي أُغنّي،
وأشكو لقافِيَةِ الشِّعْرِ كَرْبا.
لكَمْ زادَني عَنْدَليبُ العِتابِ احتِراسًا،
وكُنْتُ على فرَس السُّهْدِ أعْدو..
وأسْلُكُ في آخرِ العُمْرِ صَعْبا.
فتىً مُعْشِبَ القلبِ،
يَمْضي إلى حَتفِهِ،
والحنينُ إلى الأرضِ،
لحْنٌ حزينٌ.
وأُغنيَّةٌ لحِقَتْ في سبيلِ الجميلاتِ سِرْبا.
فكَمْ بادَلَتْني الجِهاتُ اغْتِرابًا،
فطوَّفتُ في البُعْدِ والقُرْبِ،
يمَّمْتُ لِعَزْفِ الرَّنينِ،
الذي في دمي مُتْعَبًا،
وأضْمِرُ ما قدْ تَبَقّى.. وشَبَّا.
أسوقُ الطَّريقَ إليكِ،
ولا أَنْثَني..
قَبْلَ أنْ يَأذَنَ الحُبُّ لي،
بالوقوفِ على بابِ قلبكِ،
أَوْ يَغفِر اللهُ ذنْبا.

د. محمود الشلبي - الأردن

قصيدتان قصيرتان جدًا

(1)
نظرة..

في لحظةٍ مرتعشةٍ.. اخترقت شرنقتي الحبلى
سعار.. نظرةٍ غجرية
فانهزمت..
خاصرة الظل.. في أحداقي
تكورتُ.. لأدفن لحظات
الأنا - أنت
وأزرع في بواكير أغنيتي
الأنا - هي

(2)
تجليات منكفئة

مسافر
في حرائق اللامنفى
أترنّح بين دروبٍ تناثرت على وجنتيها
فانشطر ثدي الماء
وتهشّمت قلاعُ الصبر
واتضح أن ما بينهما
مستلب الـ..

مهند يحيى حسن - العراق

أنتِ

جميلةٌ أنتِ كإطلالةِ الشمسِ
كصمتِ القمرِ، كلحنِ الأغاني
ناديةٌ أنتِ كأحلامِ الأمسِ
كحفيفِ الشجرِ، كوعودِ الأماني
رغدةٌ أنتِ كليالي الأنسِ
كأوقاتِ السمرِ، كعذبِ المعاني
رقيقةٌ أنتِ كعذوبةِ النفسِ
كندى الفجرِ، كدفءِ المواني
حالمةٌ أنتِ كحنانِ الهمسِ
كحوام الطيرِ، كالشوقِ الوجداني
مزهرةٌ أنتِ كليلةِ العُرسِ
كالرياضِ النضرِ، كالمروجِ المرجاني
نشوى أنتِ كدفءِ اللمسِ
كأحاديثِ النظرِ، كالقلبِ الصبياني
شاديةٌ أنتِ كبلابلِ الغرسِ
كعندليبِ السهرِ، كالشاجي الروحاني
هللت فتوارى الجمالُ خجلاً
فنصبك المحبون تذكارًا للتهاني

سامح نظيف - مصر