وحده الشاعر يبكي محمد إبراهيم أبوسنة

وحده الشاعر يبكي

شعر

وحده الشاعر يبكي
في جحيم الكلمات
وسط دغل من أساطير
تداعت
وسحاب من رماد الأمنيات
وظلال من بقايا الحلم..
تمتد من الفجر الرمادي
إلى الليل
لتفنى في حقول الذكريات
وحده الشاعر يدري
أن ما كان نضيرا
مثل تفاح البنات
قد غدا مثل يباس
الصخر..
والورد الذي كان "مشعا"
في قناديل - الليالي
أكلته الظلمات
والذي كان حميما
مثل همس الأمهات
يجرح القلب
ويدمي الحدقات
والأحباء تولوا
لم تعد غير سيوف
الهجر
تأتي بهدايا
الطعنات
أي رعد يقصف القطعان
في هذا الشتات
أي برق يكشف الأرض
أمام الأعين العمياء
يغريها السبات
أي جذر كامن
تحت تراب الذل
يستسقي.. فلا يسقى
سوى عار
الهبات
وحده الشاعر يمضي
في اتجاه اللحن
يسقي دوحة الأيام
نهر العبرات
عل جذرا
يتلوى تحت نار الشوق
ينشق..
فتخضر عن الأرض الموات
كل أغصان الأماني
عل حلما
يركب الآن جواد
تقطع الريح..
ظهور الفلوات
ويجيء البرق مخضرا
تنهض الأرض من الموت
وتأتي وردة الحلم
تغني
ينثر القبر على
الشمس
الرفات
أي وعد في ضمير الغد
تخفيه دموع الشاعر الباكي
وحزن الأغنيات.

 

محمد إبراهيم أبوسنة

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات