مهرجان فينسيا السينمائي: من عنف البوسنة.. إلى اكتشاف الحب محمد رضا

مهرجان فينسيا السينمائي: من عنف البوسنة.. إلى اكتشاف الحب

عالمنا المعاصر بكل ما فيه من تناقضات: حروب في البوسنة. وعنف في الشوارع الأمريكية. ومعاناة مستمرة برغم انهيار الأنظمة الشمولية. ولحظات صافية يكتشف فيها الإنسان معنى الحب. عن كل هذا تتحدث أفلام مهرجان فينسيا السينمائي الذي أصبح واحدا من أهم التظاهرات الفنية في العالم.

مهرجان "فينسيا" السينمائي الدولي الحادي والخمسون الذي أقيم في الفترة الواقعة ما بين الأول من سبتمبر والثاني عشر منه احتوى، كالعادة، على نماذج من شتى الاتجاهات الفنية والفكرية، ولو أن الأفلام ذات الرسالات الاجتماعية هي التي تبقى الميزة الأهم من بين كل ما تم عرضه.

كان رئيس المهرجان للمرة الثالثة، المخرج الإيطالي جيلو بونتوكورفيو، قد من سارع قبل افتتاح المهرجان إلى إعلام وكالات الأنباء ومندوبي الصحف بأن الدورة الحادية والخمسين ستتميز بأن معظم المشتركين في المسابقة من المخرجين الجدد الذين يقدمون أول أو ثاني أو ثالث عمل لهم. وبالفعل كان هناك قدر كبير من هؤلاء بينهم تيريزا فيلافردي، الكسندر روكويل، كارلو مازاكوراتي، ميشلو مانشيفسكي، كريم دريدي، الديكو انييدي وغيرهم. لكن هل كانت المسألة مسألة اختيار أو أن المهرجان وجد نفسه مقبلا على التعامل مع المخرجين الجدد تبعا لغياب المخرجين المعروفين والذين سبق لمهرجانات السينما أن أسست شهـرتهم؟.

ربما كمن الجواب في مزيج من حالتي الاختيار والقصد. يبدأ الأمر باستقراء كل الاحتمالات والأفلام المتوافرة ثم المضي في الاتجاه الذي يبدو أكثر بروزا: سينما المخرجين الجدد. والتجربة بحد ذاتها لم تكن سيئة، بل إنها فاقت توقعات معظمنا هناك. تألفت أفلام المسابقة من تسعة عشر عملا مشتركا عرضت أمام لجنة تحكيم ترأسها المخرج الأمريكي كن لوتش، وحسب إحصاء يقول به المهرجان للفيلم الذي حضره أكبر عدد من النقاد والإعلاميين، فإن فيلم "طبيعياً ولدوا قتلة" (Natural Born Killers وفيلم "صرخة القلب") هما اللذان حظيا بأكبر نصيب من الاهتمام. ومعرفة السبب بالنسبة للفيلم الثاني سهل، فهو للمخرج الأمريكي المعروف أوليفر ستون (صاحب . J.F.K و"مولود في الرابع من يوليو" Born On The Fourth Of July وأفلام مميزة أخرى). أما سبب الإقبال الكثيف بالنسبة للفيلم الثاني، وهو للمخرج القادم من بوركينا فاسو إدريسا ودرا أوغو، فمرتبط بقدر من التوقعات المسبقة من أن يكون فيلم ودرا أوغو على ذات جودة أفلامه القليلة السابقة مثل " يابا"و"تالاى".

الحقيقة أن "صرخة القلب " ليس بأصالة هذين الفيلمين السابقين لـ.. ودرا أوغو علماً بأن هناك هالة من التضخيم أحاطت به منذ البداية منعت النقاد الغربيين من التمييز ما بين قلة الامكانات والركاكة فحكمت على الأخيرة على أساس أنها الأولى. لكن فيلم "صرخة القلب" يتعرض لما هو أقسى من الركاكة التقنية أو الفنية، يتعرض لنوع من الاستلاب الثقافي الغربي فإذا بالفيلم حالة اغتراب على الرغم من تعرضه لقصة بطلتهـا عائلة إفريقية صغيرة رجل وزوجته وابنهـما) تعيش في باريس.

في مطلع الفيلم يتحدث الصبي مع جده العجوز صبيحة يوم سفره وأمه إلى أبيه في باريس. يبدي الصبي قلقه على جده في وحدته لكن جده يطمئنه ويودعه. في باريس يبدأ الصبي، ومنذ لحظة وصوله، تخيل وجود ضبع في الحي الذي يقطنه والده. يؤمن الصبي بأنه يرى الضبع فعلا ويعلن ذلك في المدرسة مما يثير ضحك معظم الأطفال. يثير هذا قلق والده وعندما لا يجد الصبي تفهما يفضي بما يحدث معه لأول باريسي يلتقيه في الطريق. وهناك علاقة من نوع أبوي ـ أخوي لا يخلو من الإبهام بين الصبي وذلك الباريسي الذي يعيش مع رسامة غير سعيدة في حياتها. في النهاية يختفي الضبع بعدما عايش الصبي قمة تخيله لوجوده. في صبيحة اليوم التالي يصل خبر بأن جده مات.

تلك الأبعاد بين ما يعانيه الصبي في الغربة وبين قصة الضبع والضلع الثالث المتمثل في الجد والتاريخ الاجتماعي غير مبلورة إلى خطوط واضحة. الموجود هو عدد من المشاهد التي لا ترتفع عن مستوى الاحتمالات والتمنيات. كذلك فإن العلاقة الخاصة التي تربط بين الصبي والباريسي أقل من أن تجسد المطلوب منهـا وأكبر من أن تصدق في آن. تبقى هناك لازمة يتوقع منها المرء نتيجة لا تتحقق. ويقع المخرج أيضا في فخ محاباة الفرنسيين فإذا بالعائلة الإفريقية في أفضل موقع ومجتمع ممكنين. المشكلة في أن الصبي هو الذي لا يتأقلم (وهو صغير السن على الفهم الشامل على أي حال).

سينما المشاغل العالمية

فيلم أوليفر ستون "طبيعيا ولدوا قتلة" هو واحد من أربعة أفلام داخل المسابقة تتعرض إلى بعض ما يحدث في عالمنا اليوم من متاعب. الأفلام الثلاثة الأخرى هي "الثور" لكارلو مازاكوراتي و "لاميريكا" لجياني أميليو، المقدمان باسم إيطاليا و"قبيل المطر" لميلشو مانشيفسكني، المقدس باسم بريطانيا ومقدونيا اليوغسلافية سابقا. صحيح أن الأفلام الأوربية تتعاطى ما يبدو للوهلة الأولى مواضيع أكثر عالمية، لكن موضوع فيلم أوليفر ستون الجديد، ولو أنه يتعاطى موضوعاً أمريكيا إلا أنه موضوع له آفاق منتشرة في شتى أنحاء العالم.

الموضوع الذي يتناوله "طبيعيا ولدوا قتلة" له جانبان متصلان بعضهما بعضا بصلة أساسية. هذان الجانبان هما العنف ودور الإعلام في بهرجته وتسويقه. يقود القصة شاب وفتاته (وودي هارلسون وجولييت لويس): مجرمان طليقان يزرعان الموت في كل مكان يصلان إليه وفي أعقابهما البوليس (تود سايزمور) من جهة ومقدم برنامج تلفزيوني ناجح (روبرت داوني) من جهة أخرى. لكن الشرطي هو من ذات اللبنة الاجتماعية التي جاء منها الشريران وهو يوازيهما شرا وإن من داخل القانون. أما الوجه الإعلامي فهو إنسان أناني يطمع في توظيف القاتلين لرفع شأن برنامجه وانتشاره في عالم يقول الإعلام فيه بتحويل المجرمين إلى أبطال رغبة في تسويقهم واستغلالهم في مردودات إعلانية عالية بعد خلق الكم الكبير من المشاهدين والمتابعين.

هذا الهدف هو إنجاز جاد وبالغ الأهمية في أي فيلم ورد. لكن عند المخرج ستون ليس، سوى للسائد. النصف الآخر يكمن في الشكل حيث إن فيلم ستون هو الأقصى في مجال سينما التنويع Cine Varite حيث يمارس المخرج ألوانا من صنوف التعبير والسرد إنه يستخدم الصورة الحية السينما التسجيلية مع صور من نشرات الأنباء مع الرسوم المتحركة والأبيض والأسود مع الألوان وزوايا الكاميرا الطبيعية مع تلك النافرة أو غير الطبيعية. والمخرج يستخدم التصوير بكاميرا 35 ملم بالسوبر 8 ويمزج الواقع بالتجريب ويعمد إلى شريط الصوت فيضمنه 75 مقطوعة موسيقية مختلفه. كل ذلك في هيجان كبير من الانفعالات التي لا يمكن تفسيرها إلا من خلال ارتباطها بالجو العام للفيلم بأسره.

على نحو مختلف تماما، يقدم لنا ميلشو منشيفسكي فيلمه الروائي الأول "قبيل المطر" Befor The Rain وهو أول فيلم يحمل اسم دولة ماسادونيا، إحدى مقاطعات يوغوسلافيا السابقة، كهوية، فهو إنتاج بريطاني ـ فرنسي - ماسادوني مشترك.

ويتعامل "قبيل المطر" مع موضوع التوتر الراهن بين المسلمين والمسيحيين في ماسادونيا. والمعروف أن المسلمين الموجودين هناك هم من أصول ألبانية وأن الهوية الطائفية لدى الجانبين تتغذى مما يحدث على مقربة من حرب ضروس في مقاطعة البوسنة المجاورة. لكن منشيفسكي لا يقدم فيلماً تسجيلياً جافا حول الموضوع بل يعمد إلى قصة يقطعها لثلاثة أجزاء، الجزء الأول يقع في ريف ماسادونيا، نتعرف فيه على قصة فتاة مسلمة هاربة من مطارديها المسيحيين بعدما قتلت واحدا منهم. تلجأ إلى دير منقطع حيث يعلم بها راهب شاب فيخفي الأمر عن باقي الرهبان بمن فيهم الرئيس. حين يتم اكتشاف الفتاة يجرد الراهب من رتبته لكن يسمح له بتهريب الفتاة من مجموعة مطارديها الذين كانوا قد انتشروا حول الدير. على الطريق، يتصدى له والد الفتاة وينهرها ويقوم أحد أتباعه بها عندما ترفض ترك رفيقها الراهب والعودة إلى البيت

قطع إلى لندن، مصور صحفي من ماسادونيا عاد بعد أن غطى الحرب في أنحاء البوسنة وهو على علاقة مع زميلة له في المكتب متزوجة وتعيش أزمة الاختيار بين زوجها الذي تحبه وبين ألكسندر المجذوبة إليه. ولب الفيلم في مشهد يقع في مطعم في لندن عندما تقع مشادة بين لاجئين من أوربا الشرقية تتحول إلى معركة نارية يقع فيها الكثير من الضحايا الأبرياء: المغزى الذي في يقع المخرج هنا هو أن الحرب المستعرة في يوغوسلافيا السابقة تؤثر في حياة البريطانيين.

والجزء الثالث هو عودة ألكسندر إلى ماسادونيا حيث يصل إلى القرية التي نشأ فيها فيجدها تعيش عن حافة توتر شديد مع القرية المسلمة القريبة. يحاول إصلاح الشأن فله صداقات بين الطرفين، لكنه يخفق في ذلك، بل ويدفع حياته في النهاية ثمنا لهذا، فهـو الذي سهل هروب الفتاة المسلمة التي كنا رأيناها في الجزء الأول.

بإعادة ترتيب الأجزاء فإن الجزء الثاني هو بداية القصة، والثالث هو منتصفها والأول أو الجزء الأخير منهـا. النحو المعتمد في الفيلم مثير للاهتمام لكن أهمية الفيلم الحقيقية في رسالته التي تتحدث عن انهيار الوئام بين الطرفين والحاجة لتجنب اندلاع حرب جديدة. عن تأثير الاتجاهات الطائفية والحرب حتى بين أولئك البعيدين عنهـا تماما. كل ذلك في أسلوب يذكر حينا بالمخرج السوفييتي الرائع أندريه تاركوفسكي دون أن يسعى منشيفكي لتقليده.

السينما الإيطالية

ولأن التحولات في شرق أوربا تمت سريعا، فإن الوضع في معظم دول المعسكر الاشتراكي سابقا لم يتغير نحو الأحسن. وهذا هو موضوع فيلمي "الثور" IL Toro لكارلو مازأكوراتي و"لاميركا" لجياني" أميليو. كلا الفيلمين إيطالي. كلاهما يكشف عن عودة السينما إلى الإنتاجات الإيطالية التي كانت مشبعة في السنوات الأخيرة بالتأثيرات الإنتاجية والتقنية التلفزيونية.

بين المخرجين الإيطاليين مازاكوراتي وأميليو، فإن الثاني هو الأكثر شهرة كونه سبق له أن حقق فيلمين على قدر كبير من النجاح فنيا وتجاريا هما "الباب المفتوح" و "أطفال مسروقون". وأنريكو لي فرسو الذي قاد بطولة "أطفال مسروقون" مناسب جداً في دوره الجديد في " لاميريكا".

هو معاون مستثمر إيطالي مخادع (ميشيل بلاسيدو) يزور ألبانيا فينشئ شركة شبه وهمية يعين عليها معتوها ما زال يعتقد أن العالم يعيش فترة نهاية الحرب العالمية الثانية بعدما سجن طويلا قبل انهيار الحكم الشيوعي هناك. الهاذ يعود المستثمر الإيطالي إلى بلاده يترك معاونه جينو (أنريكو لي فرسو) ليتابع الموضوع. لكن الرئيس المعتوه يفر من المصلحة التي وضع فيها مما يجبر جينو على البحث عنه في المناطق الجبلية والريفية. رحلة تكون بمثابة فتح العين (عين جينو كما عين المتفرج) على حقائق الوضع في بلد مازال يحمل عبء الماضي، مضافا إليه عبء الفراغ الذي نتج عن التبدلات غير المخطط لها. جينو سيلحق بالرئيس المعتوه وكلاهما سيشترك في محاولة العودة إلى إيطاليا، لكن مأساة الوضع لن تبارح المحيط الذي يتحركان خلاله. فيلم جيد الصنع والفكرة ويحمل هم الرغبة في الاشتراك في تحمل مسئولية ما يدور على الجانب الأخر من أوربا. والمقصود بالعنوان هو أن كم اللاجئين الكبير القادم من ألبانيا بحثا عن مستقبل أفضل في إيطاليا يتطلع إلى إيطاليا كما كان الإيطاليون يتطلعون إلى أمريكا بعد انتهاء الحرب كأرض الأحلام.

"الثور" حكاية رحلة هن نوع آخر. المشتركان فيها صديقان إيطاليان يسرقان ثورا خصبا من مزرعة ثيران بعدما أقدمت الشركة على طرد أحدهما دون تعويض. وهما يريدان بيعه لمزرعة مجرية. الرحلة هي أيضا بمثابة فتح للعين ويبدأ ذلك بوصولهما إلى محطة قطارات تستقبل لاجئين من منطقة سراييفو واقتراح رئيس المحطة ذبح الثور لإطعام الجائعين وشعور الصديقين بالذنب لهربهما بالثور من قبل أن ينفذ رئيس المحطة خطته وتمر على نماذج من البشر الذين انطلقوا لتوظيف هذا الانتقال من نظام إلى آخر على نحو مادي أناني كامل وفي وسط ظروف مواتية.

الأفلام المتسابقة الأخرى

وفي المسابقة أيضا تم استقبال فيلم "مفكرة الحب" للإيطالي بوبي أفاتي بأقل قدر من التجاوب. المخرج بأسلوبه التقليدي الخالي من اللمحات الفنية يسرد بعضا من قصص الحب الأولى في حياة أبطاله من الأحداث. يحاول من خلال ذلك رسم ملامح مجتمع وعلاقات في الأربعينيات، لكن ذلك وحده لا يثير الاهتمام مطلقا.

وعلى ذات القدر من توخى الإثارة من دون موضوع جيد، يتقدم إلينا المخرج الإسباني جوان جوزيه بيغاس لونا بفيلمه الجديد ة "الهند والقمر": حكاية صبي يكتشف الحب عن طريق رصد حب شقيقه الأكبر من فرنسية متزوجة من لاعب خفة في سيركه الصغير الجوال. التمنيات أكبر حجما من الوقائع مرة أخرى وهذا ما يمكن أن يقال أيضا عن فيلم كريم دريدي الأول "بيغال" الذي على الرغم من الجهد المبذول فيه في تحريك الكاميرا، إلا أن ذلك لا يتعدى "التحريك من دون دراية ومن دون نتيجة". القصة حول شاب واقع في حب مخنث ما أن يموت حتى ينتقل بحبه إلى راقصة عري (ستريبتيز). والمراد هنا هو معايشة منطقة البيغال الفرنسية كما كان مارتن سكور سيزى يعايش نيويورك في أفلامه الأولى.

الفيلم المجري "صيد سحري" لالديكو انييدي إرهاصات فنية تثير الاهتمام إلى أن يفتقر الفيلم إلى الجديد فيها أو إلى الخروج منها صوب هدف أهم من مجرد تقديم حكاية تجمع بين الحاضر والماضي على نحو فانتازي

وبقدر كبير من الاهتمام تابعنا الفيلم الأمريكي "أوديسا صغيرة" لجيمس غراي حيث عائلة يهودية في نيويورك تعيش حالات تمزق بين أفرادها خصوصا وأن أحدهم (تيم روث) ما هو إلا قاتل مأجور يرفضه أبوه في البيت رفضا يؤثر في كل العلاقات الأخرى. يتحول الفيلم إلى مأساة لكنه يبقى متماسكا في معظم مراحله.

وهناك فيلم أمريكي آخر إنما أقل حظا في معرفة السبيل الصحيح للوصول بمادته إلى الشكل الصحيح هو "أحد للحب" لمخرج جديد آخر هو ألكسندر روكويل الذي يقدم قصة راقصة مكسيكية تريد أن تحقق حلمها بالتمثيل وسط ظروف عاطفية" واجتماعية مجهضة.

وهناك فيلمان أثارا الاهتمام والاختلاف في الحكم عليهما هما "يحيا الحب" و "تحت حرارة الشمس" الأول من تايوان للمخرج تساي مينغ ـ ليانغ حول موظفة في وكالة بيع واستئجار شقق تعيش وحدها في شقة من تلك الشقق الخالية، إلى وحدتها يتسلل شابان لا يعرفان بعضهما البعض ولا يعرف كل منهما بوجود الآخر أيضا. الفيلم، على نحو معين، هو عن الفراغ في وضع ثلاثة يشتركون في الحياة في شقة دون أن تعلم هي بأن هناك من يقطن معها المكان الثاني من الصين وللمخرج (الجديد أيضا) يانغ ون وهو عن ذكريات مجموعة من الشبان الصغار في مطلع السبعينيات وحياتهم (الفارغة أيضا) على الرغم من عبء المحاولات الحكومية لتسييس كل شيء. الفيلم مصنوع جيدا وبأحاسيس وأفكار مثيرة للاهتمام، لكنه أطول مما يجب وبين الحدث المهم والآخر هناك وقت طويل رتيب يمر من دون فائدة.

والأفلام التي شاهدناها من الكثرة بحيث لا يتسع المجال لذكرها جميعا وعلى نحو يناسب أهميتهـا، لكن الكلمة الأخيرة التي يمكن قولها هنا هي أن هاوي السينما، أو الذي يعمل فيها ناقداً أو مخرجاً، يجد في مهـرجان "البندقية" دوما محطة عالمية لجديد السينما. صحيح أن الكبار قد غابوا وبعضهم لن يعود، لكن الدورة الحادية والخمسين من المهرجان كانت برهاناً على أن من بين الجدد من سيتولى حمل الشعلة الفنية للسنوات المقبلة.

 

محمد رضا

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




لقطة من فيلم صرخة القلب لـ إدريسا أوغو من بوركينا فاسو





لقطة من فيلم أحد للحب لـ إسكندر روكويل





يحيا الحب لتساي يانغ تايوان من الفلام