الروضتين .. بحيرة عذبة في صحراء الكويت صادق يلي تصوير: فهد الكوح

الروضتين .. بحيرة عذبة في صحراء الكويت

شراء المياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية من الظواهر المألوفة في السنوات الأخيرة بل إننا قد نشاهد أكثر من صنف من هذه المياه المعدنية أو الطبيعية في الدولة الواحدة، فما مزايا هذه المياه؟ ومتى عرفت؟ وهل هي بالفعل مياه معدنية؟.

تقول الموسوعة البريطانية: إن المياه المعدنية هي مياه تحتوي على كمية كبيرة من المعادن والغازات، وهذه المياه التي تستخرج من الينابيع الطبيعية تحتوي إجمالا على كميات كبيرة من كربونات الكالسيوم والبوتاسيوم وكبريتات الصوديوم وكبريتات المغنسيوم، ويمكن لهذه المياه أن تكون ملقمة بغازات مثل غاز ثاني أوكسيد الكربون أو غاز كبريتيد الهيدروجين. منذ أقدم العصور استحم الإنسان في ينابيع المياه المعدنية وخاصة الحارة منها ظنا منه أن مياهها ذات قيمة علاجية للروماتيزم أو أمراض الجلد أو التهاب المفاصل وغيرها من العلل المختلفة. وقد أصبح العديد من تلك الينابيع مواقع للاستشفاء والترويح، ومن أبرز أماكن هذه الينابيع المعدنية في أوربا وأمريكا الشمالية نذكر باث وفون في إنجلترا ثم بادن وويزبادن بألمانيا ثم سرتوجاسبرنج في نيويورك، وقد ازداد الطلب على المياه المعدنية كشراب منذ أواسط عقد السبعينيات من هذا القرن. ومن المعروف أن فرنسا وبقية البلدان الأوربية تصدر مياها معدنية معبأة من الينابيع الطبيعية بكميات كبيرة في كل عام.

مياه الروضتين عذبة

أما قصة الكويت مع المياه فقد بدأت بالاستفادة من بعض الآبار ذات المياه العذبة المتفرقة في بعض مناطق الكويت مثل الشامية ودسمان والشعب والدسمة وحولي، ثم تغيرت الصورة إلى سفن خشبية تجلب المياه من شط العرب، ومع التطور الحضاري أنشئت محطات التحلية الكبرى التي تحول مياه البحر المالحة إلى عذبة، ولاتزال هذه الطريقة هي المصدر الرئيسي للمياه في الكويت. ولم يقف الإنسان الكويتي عند هذا الحد بل بدأ في البحث والتنقيب عن المياه الجوفية، فاكتشف حقول مياه الصليبية والشقايا إلا أن هذه مياهها لا تصلح للشرب، واستمرت المحاولات حتى اكتشف حقل الروضتين مصادفة أثناء تنفيذ طريق الكويت العبدلي في بداية الستينيات فوجد أنها مياه عذبة صالحة للشرب، وللتأكد من غزارة مياه  الروضتين استمرت عملية الضخ من تلك البئر أكثر من عشرة أسابيع وبشكل متواصل وبمعدل ربع مليون جالون يوميا، فلم ترتفع نسبة الملوحة، كما لم ينخفض مستوى الماء في البئر المذكورة، وتقع آبار الروضتين على بعد نحو 100 كم شمال غرب مدينة الكويت ويغطى الحقل مساحة 50 كيلو مترا مربعا، وتتميز منطقة الروضتين بظواهر جيولوجية متعددة،  فقد تكون هذا الحقل- كما يقول الجيولوجيون- النيوسين البليستوسين من تكوين الدبدبة في مجموعة الكويت الجيولوجية ويقدر عمره ما بين أربعة إلى خمسة ملايين سنة. وتمتاز آبار الروضتين بمياهها الطبيعية النقية المعدنية الخواص التي تجمعت عبر ملايين السنين من مياه الأمطار والسيول والشعاب، وتعد من أقدم الحقول التي تم استغلالها وتحتوي على أكبر مخزون للمياه العذبة في البلاد.

وقد ثبتت جودة مياه الروضتين وصلاحيتها من خلال التحاليل التي أجريت عليها من قبل وزارتي لكهرباء والماء والصحة العامة، بالإضافة إلى لأبحاث التي قامت بها كل من شركة "سان بلجرينو" ا لإيطالية وشركة "إيفيان " الفرنسية، كذلك المؤسسة العامة الفرنسية للمياه المعدنية (فيتيل " وقد ثبت من نتائج التحاليل والأبحاث أن مياه الروضتين تطابق اشتراطات الكويت ومنظمة لصحة العالمية والمواصفات العالمية للمياه المعدنية، بدأ التخطيط لاستثمار هذه المياه سنة 1985 فتأسست شركة تعبئة المياه المعدنية في حقول لروضتين لتنفيذ وتطوير إدارة المشروع، وقد ساهمت الدولة عبر مؤسسات حكومية في تأسيس لشركة حيث ساهمت الهيئة العامة للاستثمار، المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وإحدى شركات بنك الكويت الصناعي.

وقد سألنا المهندس محمد القيسي نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة تعبئة مياه الروضتين عن مساحة المصنع والطاقة الإنتاجية له فأجاب قائلا: إن عدد الآبار المنتجة حاليا هو خمس، وقد تم حفر البئر الأولى للإنتاج أما الثانية فهي للمراقبة، والبئر الثالثة هي بئر احتياطية وكان هذا في عام 1982 مع بداية نشاط الشركة، إلا أننا ومع تطور  المبيعات قمنا بزيادة الطاقة الإنتاجية للمصنع، وذلك عن طريق حفر بئرين أخريين، إحداهما للإنتاج والأخرى للمراقبة، أما عن هذه الآبار فهي في حدود 55 مترا، والطاقة الإنتاجية المرخصة للشركة تبلغ نحو 40 ألف جالون يوميا، وتقع مباني الشركة في منطقة الروضتين حيث إن إنتاج المياه المعدنية يجب أن يتم في موقع الآبار، ولا يجوز نقل المياه بوسائل النقل المعتادة، وذلك حفاظا على خواص هذه المياه قبل تعبئتها. وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع الخاص بمصنع التعبئة نحو 16 ألف متر مربع أما مساحة موقع الآبار فتبلغ نحو 250 مترا مربعا.

مراحل تعبئة القناني

وكانت لنا جولة متأنية للاطلاع عن كثب على مراحل وعمليات إنتاج وتعبئة مياه الروضتين في المصنع المخصص لهذا الغرض، بداية قمنا بالمرور في القسم المخصص لتصنيع القناني البلاستيكية، ففي هذا القسم يتم تصنيع القناني البلاستيكية داخل مادة "بي في سي " وفق معايير ومواصفات دولية خاصة، ثم تبقى لمدة لا تقل عن 18 ساعة، وقبل تعبئتها بالمياه يتم تنظيفها وتعقيمها بواسطة الهواء النظيف والمعقم، وذلك بنفخها بضغط عال يبلغ 7 بار.

أما في قسم التعبئة والتغليف، فبعد أن يتم تصنيع القناني وتهويتها وتعقيمها يتم نقلها إلى ماكينة التعبئة، حيث تتم تعبئتها أوتوماتيكيا، ومن ثم يتم إغلاقها عن طريق الأغطية المسننة تمهيدا لنقلها للمخازن. ونتيجة للغزو العراقي الغاشم الذي تعرضت له الكويت في أغسطس عام 1990، فقد تلقت شركة تعبئة مياه الروضتين الضربة الأولى لهذا الغزو البربري فكانت خسائرها جسيمة، فقد سرق الغازي الغاشم ودمر مبنى الإدارة في المصنع بالكامل بالإضافة إلى مبنى الإنتاج، فقد سرقت المعدات الكهربائية والأبواب والشبابيك ومعدات الإطفاء والروافع الشوكية، وكل مخزون الشركة من المنتجات تامة الصنع، وكذلك قطع الغيار وسيارات التوزيع ونقليات المصنع، والتجهيزات الفنية والإدارية، بالإضافة إلى مختبرات الشركة، وقد قدرت خسائر الشركة الناتجة عن التخريب والتدمير بما نسبته 55 بر من إجمالي المعدات والمباني ونسبة 100% للمخازن وأسطول التوزيع والنقل والتجهيزات الإدارية والفنية والمختبرات، وقد قدرت الشركة حجم الدمار الذي أصابها بنحو مليوني دينار كويتي، فضلا عن خسائر التشغيل وفقدان السوق المحلي والمنافسة التي سوف تقاسي منها الشركة في المستقبل. إلا أن رجال الشركة بذلوا جهودا جبارة لإعادة تشغيل المصنع وإجراء التصليحات اللازمة وفق برنامج زمني محدد. وقد ساهمت وزارة الكهرباء والماء ممثلة في إدارة المياه ومركز تنمية مصادر المياه، وإدارة خدمات الطوارئ، فزودت الشركة بالمولدات الكهربائية أثناء عملية إعادة الإعمار، كما قامت إدارة المياه بوزارة الكهرباء والماء بإجراء جميع عمليات  التحاليل الكيماوية والبكتريولوجية لمياه آبار الشركة، وتذليل جميع الصعوبات التي واجهتها الشركة وتقرر أن يكون بداية عام 1991 هو الانطلاقة للإنتاج على نحو تجاري.

ونسأل المهندس محمد القيسي عن منتجات الشركة ومشاريعها المستقبلية وتلك التي في طور الإنشاء فأجابنا قائلا: لقد كانت الشركة تنتج الأصناف التالية: مياه روضتين المعدنية بحجميها نصف لتر و1,5 لتر، وكذلك كنا ننتج مياه فلوروضتين المعدنية بحجم 1,5 لتر، كما كنا ننتج أكواب المياه المعدنية بحجميها 1, و0,2 لتر، ثم المياه المعدنية المكربنة بحجم 0,5 و 0,25 لتر بالإضافة إلى المياه المعدنية المنكهة. إلا أن الشركة تقوم الآن بإنتاج مياه روضتين المعدنية بحجم 1,5 لتر، ومياه التعاون المعدنية بحجم 1,5 لتر، كما تنتج مياه فلوروضتين بحجم 1,5 لتر.

ويضيف أن الشركة كانت قد بدأت قبل الغزو العراقي الغاشم للكويت بإنتاج مياه روضتين معبأة في قنان كبيرة سعة 19 لترا والتي توضع على مبردات الماء في المصالح الحكومية والشركات، وقد لاقى هذا المنتج رواجا كبيرا. وقد بذلت الشركة جهودا كبيرة لإعادة إنتاج هذا النوع، وله الآن خط إنتاجي منفرد. ومن المعروف أن زجاجات هذا المنتج تسترجع للشركة بعد نفاد مياهها فتغسل وتعقم حيث يتم غسل القناني بالمياه ومن ثم بالمواد الكيماوية الخاصة، ثم يتم غسلها بالمياه ثانية في دورة مكتملة، وهذه النوعية من القناني مصنوعة من مادة البولي كاربونيت والمعتمدة من الهيئة الفيدرالية الأمريكية للدواء والأغذية ومصرح بها عالميا، ثم تتم تعبئتها بواسطة ماكينة خاصة لها أربعة صمامات، لتعبئة هذه القناني بطاقة إنتاجية قدرها 450 قنينة في الساعة.

مراقبة الجودة

ونسأل المهندس القيسي عن الطريقة التي تتم بها مراقبة جودة نوعية المياه المعبأة فيجيبنا قائلا: تتم مراقبة جودة نوعية المياه المعبأة عن طريق الفحوصات الدورية على خط الإنتاج للمياه بدءا من استخراجها، وتشتمل هذه الفحوصات على تحاليل كيماوية لمعرفة نوعية الأملاح المذابة وكميتها. كذلك الفحوصات البكتريولوجية للمياه من نقطة استخراجها إلى أن تتم تعبئتها، كما أن الكميات المنتجة لا يتم تسويقها إلا بعد مرورها بعمليات الفحص البكتريولوجي الكيماوي، فإذا حازت هذه المياه على النوعية المطلوبة وجب تسويقها، كذلك فإن وزارة الكهرباء والماء وبلدية الكويت تجريان فحوصا دورية على  جميع منتجات الشركة، وبالإضافة إلى ذلك فإن شركة فيتيل الفرنسية هي المستشار الفني للشركة، حيث يتم إرسال عينات مياه دورية للشركة المذكورة لتقييم نوعية مياه الروضتين، كما تقوم الشركة بزيارات دورية لمصنع تعبئة مياه الروضتين لتقييم عمليات الإنتاج والتعبئة بحيث تكون مطابقة للمواصفات الفرنسية بهذا الخصوص.

مزايا مياه الروضتين

وقد يتساءل المستهلك إذا كانت مياه الروضتين مياها معدنية أم لا؟ وللإجابة عن هذا السؤال لا بد من إعطاء تعريف عن المياه المعدنية حيث يعرف المختصون هذه المياه بالآتي: المياه المعدنية هي مياه جوفية طبيعية تحتوي على المركبات الكيماوية الذائبة وفق الحدود المتفق عليها، كما أن لهذه المياه خواص طبيعية محدودة وهذه الصفات تنطبق على مياه الروضتين، ولا يخفى أن المياه المعدنية منها ما هو صالح للشرب ومنها ما له صفات علاجية فقط.

وقد سألنا المهندس محمد القيسي هل هناك اختلاف بين مياه الروضتين والمياه المعدنية الأخرى المستوردة والتي نشاهد الكثير من أنواعها في الأسواق المركزية و الجمعيات التعاونية؟، فقال إنه من المعروف أن المواصفات الكويتية نصت على أن المياه المعدنية هي مياه ذات أصل طبيعي صالحة للاستعمال الآدمي، ولم تجر عليها أية عمليات لإزالة أو إضافة أملاح أو أية مركبات إليها مع ذكر مصدرها، لذا فإن معظم المياه المتوافرة حاليا في السوق المحلي هي مياه شرب عادية أجريت عليها بعض العمليات الكيماوية لإزالة بعض الأملاح منها سواء بطريقة التناضح العكسي أو استعمال بعض معدات التبادل الأيوني، أو باستخدام بعض أنواع خاصة من المرشحات، لذا فنحن ننصح المستهلك بأن يدقق في البيانات  الموجودة على العلامة التجارية، كذلك أريد أن أنبه إلى أن وجود عبارة مياه صحية أو مياه نقية للشرب تعني أن هذه المياه معالجة كيماويا، وليست مياها طبيعية معدنية. ومن هنا فإن مياه الروضتين المعدنية تتميز عن غيرها من المياه المعبأة الأخرى بوجود الرقابة الصحية المستمرة، سواء من الشركة المنتجة أو من الجهات الحكومية الأخرى ذات الاختصاص، كما أن مياه الروضتين لا تتأثر بعوامل التخزين الطويل والنقل، حيث إنها تصل إلى المستهلك أولا فأولا، وكذلك فإن تركيبتها الكيماوية متعادلة طبيعيا، وتوصف مياه الروضتين بأنها مياه خفيفة نظرا لقلة الأملاح الذائبة فيها، حيث إن معظم هذه الأملاح من مجموعة البيكربونات.

حجم الإنتاج والتوزيع

وعن حجم الإنتاج الذي تقوم به الشركة يقول نائب رئيس مجلس الإدارة: لقد وصلت الشركة إلى طاقتها الإنتاجية القصوى والبالغة 80 ألف لتر مياه يوميا منذ عام 1988 وقد تقدمت بطلب لزيادة طاقتها لمواكبة المشاريع المستقبلية والتي تتمثل في الآتي:
أ- تعبئة المياه في قنان سعة 19 لترا مع توفير المبردات الخاصة بها.
ب- تعبئة المياه المعدنية الغازية وقد تم تشغيل هذا المشروع خلال سبتمبر 1994.
ج- زيادة طاقة إنتاج القنينة سعة نصف لتر وقد تم تشغيل هذا المشروع في سبتمبر 1994، كما وافقت وزارة الكهرباء والماء مع نهاية عام 1989 على زيادة الطاقة الإنتاجية للمياه إلى 181 ألف لتر يوميا، ولذلك قامت شركة تعبئة مياه الروضتين بوضع الخطط لتنفيذ مشاريعها إلا أن العدوان العراقي الغاشم قد أخر تنفيذ المشاريع، ومع ذلك فقد تمكنا والحمد لله من تشغيل جميع المشاريع الموضوعة.

أما عن حجم توزيع المياه في أسواق الكويت والأرباح التي حققتها الشركة خلال الأعوام الماضية، فإن حصة الشركة في السوق المحلي كانت 122 نحو 65% حتى بداية الغزو العراقي، وبعد التحرير فقد كانت كل الإمكانات الإنتاجية والتوزيعية مدمرة بالكامل، إلا أننا استطعنا تشغيل المصنع وتجهيز أسطول توزيع الشركة، وبدأت الشركة باستقطاع حصتها من السوق المحلي حيث بلغت حتى نهاية عام 1993 نحو 40% ونأمل في أن ترتفع خلال هذا العام والأعوام التالية.

وبالنسبة للأرباح التي حققتها الشركة خلال الأعوام الماضية فنظرا لكون الشركة تنتج المياه الطبيعية المعبأة وهي سلعة استراتيجية بالنسبة لجميع المواطنين والمقيمين على أرض هذا البلد فإن معدل الربح الذي تحققه الشركة يتماشى مع طبيعة هذه السلعة بحيث لا يتعدى 5 ا% من إجمالي مبيعات الشركة.

وعن المنافسة التي تلاقيها الشركة يقول المهندس القيسي: إننا كشركة لا نعتبر هذه منافسة لأن السوق الكويتي مفتوح والبقاء فيه للأجود، نحن نقدم سلعة متميزة عن جميع المنتجات الأخرى المشابهة، ويكفي أن منتجاتنا طازجة ولم تخزن ولم تتعرض لعوامل النقل وخلافه بالإضافة إلى الرقابة المستمرة من الجهات المعنية، كذلك فقد تم- قبل البدء باستثمار مياه الروضتين- تحليل هذه المياه واعتمادها من قبل شركة سان بلجرينو الإيطالية وشركتي إيفيان وفيتيل الفرنسيتين، وكل هذه الشركات معنية ورائدة في مجال المياه المعدنية.

المياه المعدنية وأمراض الكلى

يعتقد الكثيرون أن المياه المعدنية كفيلة بعدم تكون الحصى في الكلى، لذلك فهم يقبلون على شراء كميات كبيرة من هذه المياه معتقدين بفوائدها، فكان لا بد أن نعرض هذا على أحد الأطباء الأخصائيين في أمراض الكلى ليعطينا القول الفصل لهذه المسألة، فسألنا الدكتور كامل عبدالمحسن الرشيد استشاري ورئيس وحدة الكلى بالمستشفى الأميري، عن مدى صحة هذا الاعتقاد فأجابنا قائلا: تتراوح احتياجات الإنسان الطبيعية من السوائل ما بين اللتر إلى اللترين يوميا، وهذه الكمية هي ما تحتاج إليه حويصلات الكلى للتخلص من مخلفات عمليات التمثيل الغذائي "الأيض " وتوفر لأنابيب الكلى الحجم المناسب من السوائل والأملاح، مما يجعلها قادرة على أداء دورها في حفظ المعدل الطبيعي للأملاح في الجسم، ولهذا فإن الاعتقاد الشائع بأن الإكثار من تعاطي المياه، وبالتالي زيادة إدرار البول يقي الكلى من الأمراض، ويحفظها فترة أطول يعتبر غير صحيح بالنسبة للإنسان الطبيعي، أما نصائح الأطباء لبعض المرضى بالإكثار من السوائل فهو مرتبط بأنواع معينة من أمراض الكلى كالتهابات لكلى الصديدية المزمنة، وللمرضى المعرضين لتكوين حصى المسالك البولية، هذا والعكس صحيح في حالات مرضية أخرى، حيث إن التقليل من كمية السوائل قد يكون ضروريا كما هو الحال بالنسبة لمرضى الفشل الكلوي المتقدم، والمرضى المصابين بأمراض مصحوبة باحتجاز للسوائل مثل التهابات الكلى المناعية، وهبوط القلب أو الكبد.

أما المياه المعدنية والتي تحتوي على درجات متفاوتة من الأملاح، وتتوقف على نوع التكوينات لصخرية التي احتجزت بها أو مرت عبرها في مراحل تجمعها والتي يعتقد الناس بأنها تقي الكلى من الحصى والأمراض فهو اعتقاد غير صحيح.

الروضتين..أين؟

  • تقع في الشمال الغربي من مدينة الكويت، وهي عبارة عن روضتين صالحتين للرعي إذا جادت السماء بالأمطار الغزيرة.
    الروضة الشمالية والروضة الجنوبية. تبعد الشمالية 94 كيلو مترا وتبعد الجنوبية 88 كيلو مترا عن العاصمة. ولكنهما تعرفان باسم الروضتين على اعتبار أنهما أرض واحدة
    طهر فيها النفط في سبتمبر 1954 وصدر إلى الخارج سنة 1961 مصادفة عند حفر بئر للماء وكانت رمية من غير رام.
    تبلغ المساحة الكلية لحقل مياه الروضتين 60 كيلو مترا مربعا.

 

صادق يلي 

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية  
اعلانات




أحد الفنيين في شركة تعبئة مياه الروضتين يقف أمام جهاز تعبئة القناني





الجهاز الخاص بتعبئة زجاجات المياه سعة 19 لترا بواسطة الهواء المعقم





تقوم الشركة بتصنيع الزجاجات البلاستيكية في مصنعها بالروضتين





مواطن يطفئ نار عطشه بقدح من زجاجات المياه المخصصة للمكاتب والشركات





إحدى الآبار المنتجة في حقل مياه  الروضتين والتي تبلغ خمس آبار





الفنيون بمختبر الشركة يقومون بعدة اختبارات على المياه للتأكد من صلاحيتها للشرب





المهندس محمد القيسي نائب رئيس مجلس إدارةشركة تعبئة مياه الروضتين





أحدث الطرق المتبعة في رص وتخزين المياه المعدنية





الدكتور كامل عبدالمحسن الرشيد رئيس وحدة الكلى بمستشفى الأميري





المخزن المخصص لحفظ مادة الـ بي في سي التي تصنع منها القناني البلاستيكية





عامل يفرغ مادة الـ بي في سي في أحد الأجهزة





جهاز مخصص لصنع أغطية القناني البلاستيكية المسننة





أحد الفنيين يراقب سير العمل لأحدث خطوط الإنتاج





في الرف المخصص للمياه المعدنية مواطن اختار الماء المناسب





شراء المياه المعدنية ظاهرة انتشرت بين المواطنين في السنوات الأخيرة