جامعة الكويت ملتقى للشعوب والتبادل الثقافي

بمشاركة أكثر من 40 دولة من قارات العالم الخمس، استضافت جامعة الكويت الحدث الثقافي «ملتقى الشعوب»، الأول من نوعه في دولة الكويت، للتعرف على ثقافات الشعوب، في 10 فبراير الماضي على مدى يوم كامل تحت رعاية جامعة الكويت، وبتنظيم من مركز «توك الثقافي»، بحضور سفراء الدول المشاركة وممثلي البعثات الدبلوماسية والضيوف والجمهور.
تضمنت فعاليات الملتقى عروضًا موسيقية وتجارب الطهي من حول العالم ومعارض للأشغال اليدوية والحرفية ورحلات ثقافية حول العالم مع تجارب العالم الافتراضي وعروض للأزياء الفولكلورية وقصص الرحالة وأنشطة للأطفال ومطاعم ومقاهي بالإضافة إلى معرض للسيارات الكلاسيكية وغيرها من الفعاليات التي تعكس ثقافات الشعوب.
نقل ثقافات الشعوب للمجتمع الكويتي
أوضح مدير جامعة الكويت بالإنابة د. مشاري الحربي أن جامعة الكويت تسعى دائمًا لاحتضان مختلف الثقافات من خلال المنح الدراسية والثقافية أو من خلال برامج التبادل الطلابي واتفاقيات التعاون المشتركة مع مختلف الجامعات العالمية.
وأفاد بأن الملتقى يهدف لأن يكون حاضنة للمعارف والعلوم على أرض دولة الكويت التي فتحت أبوابها للجميع لينهلوا من علومها والتفاعل مع مجتمعها، مؤكدًا حرص الجامعة على توفير الدعم لمختلف أنواع الأنشطة والعمل على تنوع وتعدد الخدمات. كما أشاد د. الحربي بدور عمادة شؤون الطلبة ممثلة في إدارة الشؤون الثقافية والفنية.
من جانبه، أكد القائم بأعمال عميد شؤون الطلبة بجامعة الكويت د. جاسم الحمدان أن هذا الملتقى يهدف للتعرف على ثقافات وعادات الدول من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات، مشيدًا بدور طلبة المنح الدراسية على مشاركتهم في هذا الملتقى، وأفاد الحمدان بأن جامعة الكويت تضم طلبة منح دراسية من 89 دولة وقد أثروا البيئة الجامعية بثقافاتهم المتعددة مشيدًا بالدور الفعال للفريق الطلابي من جامعة الكويت المشارك في التنظيم والاستقبال في إبراز هذا الحدث بصورة متميزة تعكس روح التسامح والتعايش لدى الشعب الكويتي.
ملتقى استثنائي
وقالت مؤسسة ومديرة مركز «توك الثقافي» السيدة نوف المشعان إن هذا الملتقى فرصة لنقل ثقافات الشعوب للمجتمع الكويتي، وأنهم ومنذ تأسيس المركز يبحثون عن العوامل المشتركة بين الشعوب ويسعون إلى توطيد العلاقات الإنسانية بين الكويت والعالم، وأن هذه المبادرة غير الربحية تتوج مشاريع المركز السابقة.
وأضافت أن هذا الملتقى الاستثنائي الذي تم تصميمة بعناية ودقة عالية بالتعاون مع عمادة شؤون الطلبة في جامعة الكويت وبتواجد أكثر من 40 دولة من حول العالم يأخذ الزائر في رحلة استثنائية ويشهد تجربة فريدة تجمع شعوب العالم رغم اختلافها وتنوعها تحت سقف واحد، حيث يعرض المشاركون للزوار فلكلور وأطعمة وثقافة بلدانهم، كما يشمل الملتقى ورش طبخ وعروض موسيقية وأنشطة تناسب جميع الاهتمامات والفئات العمرية، وقد بلغ عدد المسجلين لحضور الفعالية لأكثر من 17 ألف زائر وهذه الاحتفالية تتزامن مع الأعياد الوطنية في دولة الكويت في شهر فبراير.
مشاركة سفارات الدول
للسفارات حضور مميز في الملتقى، ومنها مشاركة سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى دولة الكويت، حيث ضم جناح السفارة العديد من الفعاليات الثقافية والتراثية مثل ركن الحرف والأعمال اليدوية ورسم الحنّة والأكلات الشعبية وعرض للأزياء الإماراتية. وقد عبر سفير دولة الإمارات د. حامد النيادي عن سعادته بالمشاركة في هذا الملتقى الذي يعد فرصة لإبراز الموروث الشعبي والثقافي لدولة الإمارات والتسويق للقطاع السياحي بحضور شخصية مدهش التي أعادتنا بالذكريات وهي ترحب بالزوار والسياح من دولة الكويت الشقيقة، وباقي الدول لقضاء إجازة سياحية عائلية ممتعة ومليئة بالمغامرات. ولسفارة جمهورية لبنان حضور بارز في الملتقى حيث ضم جناح لبنان عرض صور ومعلومات عن أهم الأماكن التاريخية والسياحية وعرضاً للأزياء الفولكلورية وتقديم أشهر المأكولات اللبنانية للزوار بالإضافة إلى تقديم عرض موسيقي للدبكة اللبنانية. وصرّحت قنصل لبنان ونائب رئيس البعثة السيدة ميا العظم بأن مشاركة سفارة لبنان في الملتقى هي تأكيد على حضور لبنان في الكويت وتأكيد على رسالة لبنان للتلاقي والتعايش والتسامح، وأن السفارة تسعى من خلال هذه المشاركة للتعريف بالتاريخ اللبناني، وكذلك للترويج السياحي والتشجيع على زيارة لبنان الذي يمتلك العديد من المقومات السياحية.
ومن الأجنحة التي لاقت إقبالاً كبيرًا من الزوار من مختلف الفئات العمرية جناح اليابان والذي كان بتنظيم من سفارة اليابان بالتعاون مع د. مشعل المشعان خريج جامعة طوكيو، حيث شارك المشعان الذي عاش في طوكيو لمدة سبع سنوات خبرته مع الراغبين في الدراسة باليابان والتعرف على تفاصيل وشروط الدراسة فيها، كما تضمنت مشاركة اليابان تعريف الزوار بالثقافة اليابانية وللترويج السياحي وعرض اللبس التقليدي الياباني وتجربته والتقاط الصور التذكارية، بالإضافة إلى تذوق الأطعمة اليابانية المشهورة عالميًا وعرض طريقة تحضيرها أمام الزوار.
كما عبّرت سعادة سفيرة جمهورية كينيا لدى دولة الكويت حليمة محمود عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي الضخم وأن لكينيا ثقافة فريدة ولديها الكثير لتقدمه للزائر، وأن هناك العديد من الفرص الاستثمارية والأنشطة السياحية والثقافية التي تتميز بها. وأوضحت أن العلاقة بين الكويت وكينيا تعود لسنوات عديدة مضت، وأن هناك الكثير من القواسم المشتركة كاللغة السواحيلية التي تحتوي على العديد من المفردات العربية، وقالت إن هذا الملتقى يوضح أوجه التقارب بين الشعوب الأخرى.
ولطلبة المنح الذين يمثلون 89 دولة دور كبير في الملتقى. تذكر الطالبة ماريا عاشقيان من أرمينيا مشاركتهم في ملتقى الشعوب لتقديم ثقافة أرمينيا التي تعود لقرون عديدة، وتدعو بدورها الحضور لزيارتها حيث تحتوي على العديد من المواقع الأثرية السياحية والطبيعة الخلابة. وبدورها شكرت جامعة الكويت على فرصة الحصول على منحة لدراسة اللغة العربية وللتعرف على ثقافة دولة الكويت ■