لِذَلِكَ لاَ أُطِيقُ المَرْمَرَ

لِذَلِكَ لاَ أُطِيقُ المَرْمَرَ

أَنْزَاحُ عَنْ ظَمَأِ المَنَابِعِ كَيْ أرَى

فِي غَيْمَةِ النُّورِ انْزِيَاحًا مُمْطِرَا

في النُّورِ يَغْدُو المُسْتَحِيلُ حَقِيقَةً

مَهْمَا عَلَتْ بِالمُسْتَحِيلِ يَدُ الذُّرَى

وَاللَّيْلُ مَعْنَاهُ ارْتِحَالٌ مُعْتِمٌ

أَمْسَى بِهِ قَلْبِي وَصِيفَ ابْنِ السُّرَى

سَأُعِيرُ شَمْسِي أَلْفَ شَمْسٍ كيْ أُضِيءَ

بِهِنَّ، لا يَكْفي الضّياءُ لأُبْصِرَا

أَدْرِي بِأَنَّ فَصَاحَةَ الأَضْوَاءِ لاَ

تَكْفِي لِأَحْيَا الآنَ مَوْصُولَ العُرَى

سَأَقِيسُ نَبْضَ قَصِيدَةٍ غَجَرِيَّةٍ

لأَقُولَ لِلْمَوْتِ انْتَظِرْ كيْ تَشْعُرَا

اَلْمَوْتُ نَفْيٌ فِي وُجُودِ بَلاَغَتِي

مَا كَانَ يَكْفِيهِ التُّرَابُ لِيَشْكُرَا

لَنْ أَحْبِسَ الرّيحِ الّتي سَكَنَتْ دَمِي

تَحْتِي تَسِيرُ الأَرْضُ كَيْ تَتَعَثَّرَا

أَعْدُو عَلَى رِيحِ المَجَازِ وَقَدْ مَضَتْ

خَلْفِي خُيُولُ غَدِ الأَمَامِ إلى الوَرَا

أَعْدُو إلَيَّ كَأَنَّنِي أَمْشِي، وَقَدْ

تَمْشِي الرِّيَاحُ بِمِلْحِ جُرْحٍ سُكَّرَا

سَأُفِيقُ مِنْ ضَوْءِ المَسَافاتِ الّتي

عَصَبَتْ عَلَى عَيْنَيَّ أَقْنِعَةَ الكَرى

فَثَقَافَةُ المَحْوِ الَّتِي فِي خَاطِرِي

سَتُضِيفُ عُمْرًا لِلْمَجَازِ لِيَكْبُرَا

أَمْضِي أُخَاطِرُ بالمَعَاني كُلِّهَا

حتَّى أَفُوزَ بِظِلِّهَا أوْ أَخْسَرَا

الأرضُ مُجْذِبَةٌ بِغَيْرِ سَرَابِهَا

مَنْ ذَا يُطِيقُ سَرَابَهَا لَوْ أَقْفَرَا

مَا مَاتَ «صَخْرٌ» مِنْ فَمِ «الخَنْسَاءِ» مُذْ

تَاهَتْ يَدُ الصّحراءِ خَلْفَ «الشَّنْفَرَى»

مَا جَرَّني «قِسُّ بْنُ سَاعِدَةٍ» إلى 

«عَادٍ»، وَلاَ قَوَّسْتُ ظِلّيَ لِلثَّرَى

اَلأَسْطُرُ الأُولَى سَتَقْتُلُ شَاعِرًا

هَلْ تَعْلَمُونَ لِمَ اصْطَفَيْتُ الأَسْطُرَا؟؟

كَيْ لاَ أَمُوتَ أُقيمُ أَلْفَ نَبِيَّةٍ

في أبْجَدِيَّاتِ الكلامِ لأسْكَرَا 

سَأعُودُ مِنْ حَيْثُ ابْتَدَأْنا عَادَةً

وَأغيبُ في جُبِّ الخُرَافَةِ أَعْصُرَا

يَمْحُو رُخَامُ الدَّمْعِ كُلَّ حَقِيقَةٍ

أُخْرَى، لِذَلِكَ لاَ أَطِيقُ المَرْمَرَا

وَلِذَلِكَ الأشْيَاءُ تَبْدُو وَحْدَهَا

سَكْرَى، إذَا نَطَقَتْ تُبَاعُ وَتُشْتَرَى

لِي طِفْلَةٌ فِي الرِّيحِ تَسْكُنُ مُهْجَتِي

وَتَقُولُ دَعْ لَعِبَ السُّؤَالِ لِتُعْذَرَا

وَابْنٌ نَبِيٌّ لَمْ يَذُقْ طَعْمَ المَدَى

هُوَ لاَ يُريدُ لِصَوْمِهِ أَنْ يُفْطِرَا

شُكْرًا لِحَادِثَةِ اللَّيالي مَرَّةً

أُخْرَى لأنَّ شُرُوقَهَا مَا أَدْبَرَا

شُكْرًا لِحُبٍّ فَارَ زَمْزَمُ عِشْقِهِ 

سَمَّى القَصِيدَةَ عِنْدَهُ «أُمَّ القُرَى»

السَّطْرُ نُورٌ أَخْضَرٌ فِي عَتْمَتِي

وَاَلْحِبْرُ نَهْرٌ في المَعَاجِمِ قَدْ جَرَى

مَازِلْتُ أَرْكُضُ فِي عَراءِ قَصِيدَتِي

رَجُلاً عَلَى يَدِهِ العَرَاءُ تَكَوْثَرَا

لِلْأَرْضِ أَنْ تَحْيَا سُلُوَّ هُيَامِهِ

لِلصَّمْتِ أَنْ يَرْقَى إِلَيْهِ لِيُثْمِرَا

لِلنَّهْرِ أَنْ يَلِجَ القَصِيدَةَ سَاجِدًا

إنْ صَارَ مُبْدِعُهَا سَراباً أَخْضَرَا

هَذَا هُوَ اسْمِي فِي ذُرَى الأَنْهَارِ مُذْ

أَلْقَيْتُ عَنْ ظَهْرِ الكَلاَمِ الأَنْهُرَا

طِفْلٌ عَلى رِيحِ المَجَازِ يُقِيمُ في

أَلِفِ المَدَى مَا عَادَ يَوْمًا مُسْفِرَا

سَيُسَافِرُ المَعْنَى إِلَيْهِ مُجَازِفًا

مُذْ كَانَ فِي أَقْصَى الجِهَاتِ مُعَمِّرَا

سَيُقِيمُ فِي حَطَبِ المَجَازِ حَرِيقَهُ

لِيَكُونَ حَدَّ المُسْتَحِيلِ مُسَعَّرَا 

لَمْ يَنْتَبِهْ يَوْمًا لِسَيْرِ نِعَالِهِ

لَكِنَّهُ بِالرِّيحِ صَارَ مُعَفَّرَا ■