يرصد هذا المقال على شكل نقاط لاهثة وإحصاءات متلاحقة، وباختصار...  جوانب عديدة من سنوات العطاء الثقافي والأدبي والإنساني للشاعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين، ومؤسسته الفريدة، والرائدة.

رحم الله الشاعر الإنسان الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين الذي قال:

سيذكُرُ أهلُ الشِّعر، والشَّوقِ أنني

عَملتُ بما أوتيتُ من سَعْي ججاهدِ

أعيدُ لبيت الشِّعر حُلوَ رَنينه

وسِحر القوافي في البيوتِ الشَّوارد

والذي استهلّ مقدمة أول معجم أصدرته مؤسسته وهو: (معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين) بقوله:

إلى أمتي العربية... الحلمَ والواقع

وإلى الشعر العربي ضميرها الحيّ

وإلى معلِّمينا الأوائل أصحاب المعاجم. والمختارات

وإلى الشعراء العرب رُسُل التنويرِ والثقافةِ، والتقدّم

أهدي هذا المعجم...

وسأختصر كثيرًا مما يمكن أن يُكتَب. أو يقال عن فقيد الشعر، والثقافة والعطاء... عبدالعزيز سعود البابطين، وعن مؤسسته الضخمة وعطاءاته المتعددة رغم أنهما يستحقان أن يُراق فيهما آلاف من قوارير الحبر بأضعاف عدد حروف إصدارات المؤسسة، وتتطلب الكتابة عنها والاقتراب من مآثرها ومنجزاتها أن تكون بتجرّد بحت، خال من الأهواء والمبالغة في كل منجزاتها، على أنها - في الأساس - لا تحتاج مني، ولا من غيري لأي مديح، لأن أعمالها وإنجازاتها تنطقُ بها، وعنها.

أما صاحبها ومؤسسها... فهو فرع من شجرة دأبت أصولها وفروعها على عمل الخير والسعي إلى كل المعاني الحميدة، وهو قد ورث الكثير من هذه السّجايا. وزاد عليها بما منحه الله من وعي وإدراك، ومال وثقافة وشاعرية، وقد وظّف كل مفردة من هذه المفردات بما يجعله حقيقيًا بالحضور والتفاعل والذكر في كل مضمار ثقافي وإنساني، وبما يحقِّق فيه اتصال العمل الدُّنيوي بالأخْرَوي... إن شاء الله.

إلى جانب خُلُقه الرفيع وتواضعه الجمّ، وابتسامته الدائمة، وتمسّكه بدينه، وغيرها من السِّمات الجليلة.

ويمكنك وأنت تذكر المؤسسة وراعيها أن تُدْرجها - بصراحة - كوزارة للثقافة يقدّمها بذاتها مجانًا لأيّ دولة من الدول، فما تقوم به المؤسسة يفوق كثيرًا ما تقوم به وزرات الثقافة.

وقد نمضي في التأمُّل في طرح سؤال عابر عن هذه الحشود النخبوية التي تحتَضنُها طائرة البابطين إلى إحدى المدن العربية أو الأجنبية الكبرى للمشاركة في دورة من دوراتها المميزة التي عُرفت بها، وقد تطيش معها كل الإحصاءات التي تلازم كل ضيف في كل دورة من تلك الدورات، وتطيش معها إحصاءات الإصدارات الكثيرة المصاحبة لها... من دواوين ومعاجم ودراسات وغيرها.

فلا تكاد تقبض على رقم إحصائي بعينه منها لأنها متواصلة، ومستمرة.

واسمحوا لي أن أشير إلى أنني كنت قد جعلت غلاف كتاب (فضاءات) الجزء الثاني... صورة لزاوية من مكتبتي المنزلية المتواضعة.

وتُظهر الصورة جانبًا من إصدارات المؤسسة اعتزازًا ووفاء لها، ولمؤسسها، وقد أشرت إلى ذلك في داخل الكتاب.

إحصاءات وأرقام وبيانات

انطلقت المؤسسة من القاهرة في شهر مايو من عام 1989م، وعليه ستحتفل بعد نحو أربعة أشهر من الآن بمرور 35 عامًا على تأسيسها، وانطلاقتها.

هذا وقد تغيّر اسمها في عام 2016... من (مؤسسة جائرة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري) إلى (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية). بعد أن امتدّت، وتنوعت أعمالها وأنشطتها الثقافية والتعليمية داخل وخارج الكويت، والوطن العربي والعالمي.

سلسلة المعاجم

- معجم المعاصرين

صدر في 3 طبعات، بتسعة مجلّدات من القطَع الكبير، واستغرق العمل عليه في طبعاته الثلاث: 23 عامًا، احتوت على 2514 شاعرًا وشاعرة من الأحياء، والمعاصرين من كافة أقطار الأرض بقصائد عربية.

وقد صدرت الطبعة الأولى في عام 1995م، والطبعة الثالثة في عام 2014م، وتم توزيعه بشكل مستقل في حفلات خاصة في أغلب العواصم العربية.

- معجم القرنين

صدر في 25 مجلدًا من القطع الكبير، في عام 2008م. واستغرق العمل عليه 11 عامًا، واحتوى على 8039 شاعرًا، ورصد المدة التاريخية للشعراء من عام 1801 إلى 2008م. أي لفترة تتجاوز 200 عام.

- معجم الدول والإمارات

صدر في 25 مجلدًا من القطع الكبير في عام 2019، واستغرق العمل عليه 11 عامًا، واحتوى على 9500 شاعر. ورصد الفترة الزمنية للشعراء من عام 656هـ، وهو عام سقوط بغداد إلى عام 2015هـ، الموافق 1258 إلى 1800م. وبلغ عدد أعضاء اللجان وفرق العمل لإنجاز المعاجم الثلاثة بكل طبعاتها 323 شخصًا شملت: أعضاء مجلس الأمناء، والهيئات الاستشارية، والباحثين والمحررين والمراجعين، والمندوبين، والمراسلين، والإداريين، والفريق الفني والتّقني، والمخرجين، مع مراعاة عدم تكرار الأسماء في القوائم المذكورة.

الدورات

وصل عدد الدورات التي تقيمها المؤسسة كل عامين منذ 1990 حتى 2023م إلى 18 دورة. توزعت إقامتها على عدد من العواصم والمدن العربية والأوربية والآسيوية. وفي كل دورة تتم طباعة عدد من الكتب المتعلقة باسم الدورة وصاحبها، وسيأتي إجمالي مطبوعات المؤسسة منذ تأسيسها بعد قليل.

الملتقيات

أقامت المؤسسة بين دوراتها ومهرجاناتها بشكل متتالٍ عددًا من الملتقيات تتخلل أعوام الدورات: فهي تقيم في العام دورة، وفي العام الذي يليه ملتقى... عدا مهرجانات ربيع الشعر السنوية، ووصل عدد ملتقياتها منذ عام 1997 حتى 2011م إلى سبعة ملتقيات ضخمة الأعداد، والحضور والتفاعلات، وكان من أوائلها وأبرزها «ملتقى الشاعر النجدي محمد بن لعبون» المقام في عام 1997م بالكويت، وكان بمنزلة تعريف جماهيري للمؤسسة.

مهرجانات ربيع الشعر

جاء عدد مهرجانات ربيع الشعر السنوية التي تقام في دولة الكويت في شهر مارس من كل عام: 12 مهرجانًا، بدأت في عام 2008 حتى 2019م، وبلغ إجمالي عدد الشعراء المشاركين فيها 171 شاعرًا وشاعرة من مختلف الدول العربية مع مراعاة عدم حساب الشعراء الذين تتكرر أسماؤهم في هذه المهرجانات.

إصدارات المؤسسة

بلغ عدد إصدارات المؤسسة منذ أول إصدار لها عام 1992 حتى عام 2023 حوالي 383 إصدارًا بلغات عالمية مختلفة، شملت المناسبات والفعاليات الآتية:

الدورات الكبرى للمؤسسة، وسلسلة المعاجم، ودواوين الشعراء، والأعمال الكاملة للشعراء، والمختارات الشعرية، والدراسات، والأبحاث، والملتقيات، والدورات التدريبية، ومهـــــرجانات ربيـــع الشعر، والإصدارات الخاصــــــة، ومعـــــارض الكتــــب، ومراكز الترجمة، واحتفالات المؤسسة غير المبرمجة، والعواصم العربية والإسلامية، ومناسبات اليونسكو العالمية، ومركز تحقيق المخطوطات الشعرية، ومنتديات ومناهج السلام العالمي، ودورات التعريب للدول الأجنبية.

ضيوف المؤسسة

ارتفع عدد ضيوف المؤسسة الذين حضروا أنشطتها ومناسباتها المختلفة منذ تأسيسها عام 1989 حتى منتصف عام 2022م، بحسب ما ذُكر في كتاب: «سنوات من العطاء الثقافي للمؤسسة الصادر في عام 2022م»، إلى 17065 ضيفًا.

وهذه قائمة بإنجازات ومؤسسات، ومشاريع أخرى غير ما ذُكر للراحل رحمه الله:

- بوح البوادي

- مسافر في القِفار

- أغنياتُ البوادي

- نال 17 شهادة دكتوراه فخرية من مختلف المؤسسات والجامعات من دول العالم.

21- وسامًا عاليًا وجائزة عالمية من رؤساء دول وهيئات، وجمعيات ومنظمات مختلفة من دول العالم.

83- تكريمًا، من بينها إطلاق اسمه على عدد من الكراسي الجامعية في عدد من دول العالم.

وقد قيلت فيه قصائد ومقطوعات كثيرة، رصدها كتاب (عبدالعزيز سعود البابطين في قلوب الشعراء)، وبلغت 278 قصيدة. ومقطوعة كتبها 169 شاعرًا وشاعرة من مختلف الدول العربية والأجنبية باللغة العربية، والكتاب صدر عام 2015م، وقد تكون هناك قصائد ومقطوعات أخرى قيلت فيه بعد صدور هذا الكتاب.

أما على المستوى الشخصي، فقد التحقتُ بالمؤسسة عام 419هـ، 1999م، مندوبًا لها في المنطقة الشرقية بالمملكة، وذلك للعمل على (معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين)، ومعجم القرنين، واستمر العمل والتواصل مع بقية مناطق المملكة كمندوب غير رسمي، حتى منتصف عام 1425هـ وأوائل عام 2004م، فكانت مدة العمل 5 سنوات وأيامًا مندوبًا رسميًا لها، وإن كنتُ مازلتُ متواصلاً مع إدارتها، وأجيب على كثير من الأسئلة والاستفسارات التي تردُني عنها من داخل وخارج المملكة، واستطعتُ بحمد الله أن أنال ثقة العم الراحل أبي سعود، الذي دأبَ على ترديد عبارة شعبية طريفة كلما رآني، وهي: «يا أخ محمد إنت من حمام الدار»، فأبتهج منتشيًا كلما سمعْتها منه رحمه الله.

وكتبتُ عن المؤسسة وصاحبها شعرًا ونثرًا:

8 مقالات نثرية تم نشرها في مجلة (الجائزة) التي تُصدرها المؤسسة، وفي صحف كويتية وسعودية مختلفة، و4 مداخلات في دورات مختلفة، ومشاركتين في بعض أبحاث الدورات ومقطوعتين شعرييتين في أبي سعود رحمه الله، وقصيدتين في المؤسسة وصاحبها ■