فتنة التخييل مقاربات في الرواية الكويتية
شكلت المحاولات التجريبية الكبرى في مسيرة الرواية العربية، تياراتها الفاعلة في مستويات السرد العديدة. وذلك من خلال الحركات المستمرة لمختلف التجارب الفردية. وإذا كان التجريب كامنًا في دينامية عملية الإبداع ذاتها، فقد اندرج الروائي العربي عمومًا ضمن ثلاث دوائر أساسية، تمايزت في شموليتها بقدر من التداخل في حالات كثيرة. يمكن إجمالها فيما يلي: أ- ابتكار عوالم تخييلية جديدة، لم تتداولها السرديات السابقة، مع بلورة جماليتها الخاصة، ب- توظيف تقنيات فنية حديثة لم يسبق استخدامها في هذا الجنس الأدبي، ج- اكتشاف مستويات لغوية في التعبير، تتجاوز نطاق المألوف في الإبداع السردي المتداول.
لكن على الرغم من كون هذه الدوائر غير متباعدة، فإن منطق التجريب ينطلق من إحداها ليشمل الجوانب الأخرى، تبعًا لاختيارات الروائي الممكنة، سواء على مستوى اللغة، الشخصيات، الفضاءات، البناء الحكائي، وكذا باقي المكونات الأخرى للنص السردي.
يشكل هذا التصور، الإطار العام الذي يندرج ضمنه كتاب «فتنة التخييل، مقاربات في الرواية الكويتية» للباحث السوري عبدالكريم المقداد، الصادر في طبعته الأولى عن دار خطوط للنشر والتوزيع (الأردن)، 2023م، في 260 صفحة من القطع المتوسط.
عمل هذا الكتاب على تناول تجارب أربعة عشر روائية وروائيًا كويتيًا، من خلال رصد وتحليل العناصر التي ساهمت في بناء أعمالهم السردية. من خلال الوقوف عند مختلف الطرق التي اعتُمدت في ذلك. حيث قارب الباحث عبدالكريم المقداد المرتكزات الفنية والفكرية لتجربة كل روائي وروائية. ولما كانت الرواية عملًا تخييليًا، يتقاطع ويتوازى مع العالم الواقعي المعيش، فقد أضاء الناقد المقداد العوالم الروائية (موضوع الدراسة)، لكل عالم روائي موضوعيته المرتبطة به حصرًا، وكذا واقعيته المستمدة من عناصره، لا عناصر الواقع القائم خارج النص. لكن، بالمقابل يذهب الباحث إلى أن الرواية عالم موازٍ للعالم المعيش وليست نسخة عنه، مهما توغلت في واقعيتها، أو تمادت في التخييل.
مكونات الكتاب
اشتمل هذا الكتاب على استهلال (من الصفحة 7 إلى الصفحة 11)، وفصلين أتيا كالتالي: الفصل الأول (من الصفحة 13 إلى الصفحة 197)، الفصل الثاني (من الصفحة 199 إلى الصفحة 247). الاستهلال/ص:7 (أسئلة الرواية الكويتية الحديثة).
أشار الباحث عبدالكريم المقداد في استهلال كتابه إلى أن النصوص الروائية الكويتية (موضوع الدراسة) تنبني في مجملها على مستوى البناء السردي العام، على عوالم مفعمة بالإثارة والمتعة والتشويق من جهة، وطافحة بالغصّات والآلام المتأتية من الإحالات غير المباشرة عن هموم الواقع من جهة أخرى. مما ميزها بعوالم فنية جمالية مبهجة تأخذ المتلقي إلى فضاءات تخييل متنوعة. تعبر به حدود الزمن والتاريخ أحيانًا، وتتلاعب بالمعقولات ونواميس الطبيعة أحايين أخرى، وتقتنص حقائق تبني عليها عوالم وهمية شائقة في بعض المرات، لكي تختلق عوالم موازية للواقع الحقيقي محكومة بموازينه ومواضعه في مرات كثيرة. لكنها تحاول في مجملها تعرية الواقع، وتسليط الضوء على سلبياته بصورة مضخمة وصادمة أحيانًا، بغية إثارة الاهتمام بها والدفع نحو تجاوزها. وقبل البدء في تناول فصول الكتاب، طرح الباحث مجموعة من الأسئلة الجوهرية، أبرزها: كيف تم خلق تلك العوالم السردية؟ ولماذا؟ وهل تمت إجادة الخلق؟ وهل تم الاحتيال على المتلقي بنجاح، فتماهى معها بدون معوقات فنية تخلخل معادلة الميثاق الضمني القائم بين الكاتب والقارئ؟ وما السمات التي طبعت تجربة كل روائي؟ هذا ما حاول الباحث عبدالكريم المقداد الإجابة عنه في مقاربته لعوالم روائية أبدعها عدد من الروائيات والروائيين في الكويت.
الفصل الأول: بنية السرد الروائي الكويتي الحديث
ركز هذا الفصل على مجموعة من الأسماء الروائية الكويتية من خلال مجموعة من المستويات السردية، جاءت كالتالي: مرتكزات السرد عند إسماعيل فهد إسماعيل (ص: 13)، ليلى العثمان... تقويض الإمبراطورية الأبوية (ص: 41)، سليمان الشطي... التعشيق السردي (ص:57)، طالب الرفاعي والتخييل الذاتي (ص: 67)، المثقف العصري عند وليد الرجيب (ص: 84)، ناصر الظفيري... معادلة الحكاية والخطاب (ص: 95)، مبارك بن شافي وفانتازيا المطبخ السياسي (ص: 110)، منى الشافعي... رومانسية لا تشيخ (ص: 122)، حمد الحمد... بين الفانتازيا وسريالية الواقع (ص: 133)، عالية شعيب... من التخييل الذاتي إلى التاريخي (ص: 141)، عبدالله البصيص في «ذكريات ضالة» و«طعم الذئب» (ص: 151)، بثينة العيسى... الرواية الشعرية ومعضلة الألسن (ص: 168)، ميس العثمان بين تأنيث الرواية وشعرنتها (ص: 179)، بسام المسلم... الجرأة والمغامرة (ص: 191).
أضاء الباحث عبدالكريم المقداد من خلال هذه المستويات (العناوين)، أهم العناصر الفنية لتجارب الروائيات والروائيين، حيث رصد استثمار الروائي إسماعيل فهد إسماعيل لتقنيات الحوار، والمونتاج، والمونولوج، والخرق اللغوي باعتبارها دعامات رئيسة في عالمه السردي. ووقف على الحفر المتواصل الذي اعتمدته الروائية ليلى العثمان في عالمها الروائي منذ البداية، في نهج متقن لسبر معادلة الذكورة - الأنوثة المختلة في المجتمع الكويتي، متوسلة الأنسنة والرمزية واللغة والنصوص الموازية وغيرها من التقنيات التي مكّنتها من وضع هذه المعادلة تحت مجهر القراء في مجتمع محافظ. أما حين قارب الباحث المقداد العالم السردي للروائي سليمان الشطي، فقد أضاء تقنية التعشيق السردي التي استثمرها في روايتيه (صمت يتمدد) و(الورد لك... الشوك لي)، من خلال لعب متقن على زمني الحكاية والخطاب. مما أفضى في تجربته إلى المزاوجة بين الحاضر والماضي على طريقة المونتاج السينمائي في القطع والوصل. لينتقل الباحث لرصد تجربة الروائي طالب الرفاعي في التخييل الذاتي، وكيفية استثمار حياته الشخصية لبناء عوالم عدد من رواياته، في تداخل فني واعٍ بما بين التخييل والواقع. كما وقف عند تسخيره تقنيات اللغة والزمان والمكان لتأثيث عالمه المتخيل.
يرتحل الباحث المقداد بعد ذلك إلى تجارب كويتية أخرى، حيث قارب معالم تجربة الروائي وليد الرجيب، ومعادلة الخطاب والحكاية عند ناصر الظفيري، وتلمّس الباحث خيوط الفانتازيا والسريالية عند حمد الحمد ومبارك بن شافي، وكشف العالم الرومانسي الذي بنته منى الشافعي في روايتيها «ليلة الجنون» و«يطالبني بالرقصة كاملة»، مركّزًا على الأصوات السردية والنصوص الموازية فيهما، وكيفية مقاربة علاقة الرجل - المرأة وآفاقها الممكنة في مجالات الحب وأحواله المتعددة ضمن مجتمع تسيّره وتتحكم به السلطة الذكورية. ويرصد المقداد تجربة عالية شعيب في التخييل الذاتي، والتخييل التاريخي، من خلال رواياتها: «طيبة»، و«شقة الجابرية»، و«زينة»، وكيفية تداخلها المتعمد بين الوهم والحقيقة، بين المتخيل والواقع، لتقديم وإيصال طروحاتها وأفكارها، إضافة إلى تسخيرها تقنيات العنوان والتقديم والإهداء والبداية لنسج العالم الروائي.
كما عالج الخيوط الفنية والفكرية في العالم الروائي الذي نسجه عبدالله البصيّص في روايتيه «ذكريات ضالة» و«طعم الذئب»، من خلال الرسم الحذق للشخصيات والأماكن، واستثمار لغة كانت بمثابة عنصر بناء فعال في كلتا الروايتين. بعد ذلك، قارب الباحث المقداد موضوعي اللغة الشعرية والمرأة في عدد من روايات بثينة العيسى. وذلك من خلال التركيز على الشخصيات ووجهة نظرها الخاصة. فلكل شخصية من الشخصيات بيئتها ومكانتها وتركيبتها الخاصة. لينتقل الباحث المقداد لمعاينة التجربة الروائية لميس العثمان في رواياتها «عرائس الصوف»، و«عقيدة رقص»، وتجربة الكاتب بسام المسلّم في روايته (وادي الشمس... مذكرة العنقاء).
الفصل الثاني: خصوصيات التجريب الروائي الكويتي الحديث
إذا كان الباحث عبدالكريم المقداد قد تناول في الفصل الأول من هذا الكتاب خصوصيات تجربة كل روائي على حدة، فإنه ركز في الفصل الثاني على مجموعة من الظواهر الفنية باعتبارها من المشتركات التي جمعت بين أكثر من روائي كويتي، حيث رصد كيفيات الاشتغال الموفق وغير الموفق عليها.
حيث تناول الشاعرية في بناء الرواية من خلال مقاربته طرق توظيفها، ومدى ملاءمة ذلك للعالم المتخيل. كما التفت إلى جزئية اللغة باعتبارها دعامة رئيسة في حمل البناء الروائي. واختبر كيفية توظيفها في التعبير عن الشخصيات المتباينة المشارب، ليؤكد على ضرورة تنوع مستويات اللغة في الرواية الواحدة. لتنسجم هذه اللغة مع طبائع ومستويات الشخوص والسارد. فلا يتحدث أحد بلسان غيره حتى لا يفقد مصداقيته. كما قارب الباحث عبدالكريم المقداد النصوص الموازية، من خلال تناوله فنيات اشتغال عدد من الروائيين الكويتيين على العنوان (العتبات) والتقديم والتنويه والإهداء، ورصد آثار ذلك على النص والمتلقي معًا. كما التفت أيضًا إلى أهمية البداية في النص الروائي، واختبر طرق بنائها عند عدد من الروائيين. تجلت أبرز المستويات التي تناولها الباحث في هذا الفصل في المستويات التالية: صوت السارد/ صوت الشخصية، لكل شخصية منطقها ولسانها النابعين من تركيبتها وخلفيتها الفكرية والاجتماعية والنفسية. مما يجعل تعبيرها يختلف عن غيرها من شخصيات النص السردي. وهذا حسب الباحث ما سهت عنه الكاتبة منى الشافعي في روايتها «يطالبني بالرقصة كاملة»، إذ اعتمدت صوتًا شعريًا واحدًا لرواتها الثلاثة الذين مثلوا الشخصيات الرئيسة، وتكلف كل منهم بسرد فصل من فصول الرواية بصيغة المتكلم (أنا). فجاءت طرق التعبير متشابهة، ومتطابقة في بعض الأحيان. وهذا اللون التعبيري الموحد انعكس تشابهًا في الصيغ التعبيرية عند الزوج والضرتين (الشخصيات). كما تطابق هذا الصوت أحيانًا مع صوت السارد المحايد نفسه، الذي كان يتدخل بين فينة وأخرى ليصف حركة أو حال ووضع الشخصيات الخارجي، إذ نراه يستعير اللسان ذاته.
الرواية والشعر
أكد الباحث عبدالكريم المقداد في هذا الجانب على أن النص الروائي الكويتي قد وظف الشعر، بحيث غدا النص السردي عبارة عن رواية شعرية، بمعنى رواية أولًا، وشعرية ثانيًا. لا يقصد الباحث هنا الشعرية باعتبارها مصطلحًا موازيا لمصطلح «الأدبية» كما تجلى في النقد الغربي، بل الشعرية المتأتية من الشعر. لكن الباحث يؤكد في الوقت ذاته على أن توظيف الشعر في السرد الروائي يخضع لضوابط تفرضها طبيعة الرواية، ومنها عدم تكثيف الطاقة الشعرية إلى حد سد منافذ القدرة الإبلاغية أو التوصيلية للغة السرد، وأن يكون مستوى الشخصية السردية مناسبًا للتعاطي مع المظاهر الشعرية، وإلا فقدت الرواية قدرتها الإيهامية، وعجزت عن جذب وإقناع المتلقي بعالمها التخييل. والواقع أن الشاعرية (حسب الباحث) صارت ملمحًا بارزًا من ملامح الرواية العربية الحديثة. إذ راحت تبتعد باللغة عن مهمة التبليغ المباشر، وتشحنها بالإيحاءات والدلالات والصور والرموز. قصد تكثيف وتوتر الحالة، ومحاولة إيصالها إلى القارئ حارّة طازجة. وقد استثمرت الرواية الكويتية الحديثة في الشعر حتى غدت شاعرية الرواية صفة لا يمكن التغاضي عنها.
فقد بدا ذلك أكثر وضوحًا في الرواية النسوية لأسباب قرّبتها من الشاعرية أكثر. ومن تلك الأسباب تمركزها حول المرأة وعلاقاتها العاطفية، ووقوعها تحت وطأة مجتمع محافظ. مما فتح بالتالي سواقي الشعر للتنفيس عما يعتلج في الصدور. وقد ظهرت الشاعرية في أشكال ومستويات مختلفة في تجارب الكاتبات.
كما تفاوتت مهارات الاشتغال عليها، فمنهن من اكتفين بالملامسة، ومنهن من استفضن، ومنهن من أوغلن في ذلك. وفي الوقت الذي وعى فيه عدد من الكاتبات شروط استثمار الشعر في السرد الروائي، غاب ذلك عن عدد آخر. مما خلخل العالم التخييلي للنص وأعجزه عن الإيهام بواقعيته الفنية. من هذا المنظور، قارب الباحث المقداد تجارب كل من ليلى العثمان، منى الشافعي، عالية شعيب، بثينة العيسى، ميس العثمان، ليؤكد على أن شاعرية اللغة ناسبت رومانسية الرواية، على الرغم من أن اللغة في الرواية ليست واحدة، بل لغات تتعدد بتعدد الشخصيات. إنها بمثابة وجهة نظر، لأن لكل شخصية وجهة نظرها الاجتماعية والفكرية والأيديولوجية/ لسانها/ صوتها الذي يميزها عن غيرها من الشخصيات. أما الشاعرية المبثوثة في هذه الرواية الكويتية (نماذج الدراسة) فقد عملت، على إلغاء الحدود بين الأصوات /الشخصيات، وأفضت إلى تنميط الشخصيات في زي واحد.
خطاب العتبات في الرواية الكويتية
تناول الباحث المقداد في هذا الجانب من الفصل الثاني خطاب العتبات، والنصوص الموازية باعتبار علاقتها بمحيط النص الأصل تساعد المتلقي على المشاركة في إنتاج دلالة النص الروائي عن طريق إعادة بناء ملامحه الأولية المتمثلة في تلك العتبات، وهي: العنوان، وصفحة الغلاف، والإهداء، والتنبيه، والتصدير، والتمهيد، والمقدمة، والاستهلال، وكلمة الناشر، والهوامش وغيرها من العناصر. حيث عمل الباحث على رصد محاولات الرواية الكويتية استثمار خطاب العتبات في تخصيب دلالات النص، وتحرير مخيلة المتلقي وتحفيزه على المشاركة في العملية الإبداعية.
ليؤكد الباحث على أن عددًا لا بأس به من الروائيين الكويتيين حاول الاستفادة من بعض العتبات، في الوقت الذي مازال فيه عدد آخر في غفلة عن هذا المنحى الإبداعي الخصب. لكن على الرغم من إشارة الباحث إلى كون الكثير من تلك العتبات ليس إلزاميًا (الإهداء والتنبيه والتصدير والتقديم)، فإن عتبات أخرى (العنوان مثلًا) تبقى أساسية في عملية الإبداع والتلقي على السواء، لأن الاستثمار في العتبات يُحدث فرقًا جوهريًا في استراتيجية النص من جهة تخصيبه وتحفيز وتوسيع استراتيجية تلقيه. لهذا، استثمر بعض الروائيين الكويتيين في العنوان، بينما استثمر بعض آخر في العنوان والتصدير، وعمل آخرون على تسخير العنوان والإهداء والتنبيه لتوسيع شبكة دلالات النص، لكن على الرغم من ذلك، فقد ظلت عتبة العنوان وحدها الشغل الشاغل لأغلبية الروائيين بعيدًا عن العتبات الأخرى.
يرجع الباحث المقداد ذلك إلى استحالة تجاوز العنوان باعتباره عتبة أساسية. مما دفع ببعض الروائيين إلى التمركز حولها والسعي إلى استثمارها، فيما تقاعس عدد كبير منهم عن الاستفادة من وظائف ودلالات العتبات الأخرى غير الملزمة، وعن استثمارها على الرغم من أهميتها.
البداية في النص الروائي
أكد الباحث المقداد على أهمية البداية في النص الروائي، التي قد تكون جملة أو فقرة أو أكثر، لكونها تشكل الحد الفاصل بين العالم الحقيقي (خارج النص)، والعالم الخيالي الذي ينفتح فور الدخول إلى النص، مما يحيل بالضرورة إلى الاتجاه الذي تحدده هذه البداية لمسيرة المتلقي من خلال عقدها اتفاقًا غير مباشر معه. يجعله ينساق طوعًا للسير في ذلك الاتجاه. إنه الاتفاق الذي أطلق عليه أمبرتو إيكو اسم الميثاق التخييلي، حيث يتبع القارئ ضمنًا شطحات النص، فيتابعه ويستمتع به على الرغم من علمه أنه من نسج الخيال.
شكل هذا العمل النقدي جهدًا متميزًا للباحث عبدالكريم المقداد، حاول من خلاله إضاءة المشهد الروائي الكويتي، لكنه حرص على حد تعبيره على ألّا يقدم آراء قطعية في ما ذهب إليه، بل نسبية، لأن الباحث المقداد على وعي تام بأن النص الروائي الكويتي الحديث (العربي عامة) عرف ولا يزال تطورات عدة على جميع المستويات (البنى السردية والأسلوبية والفنية،... إلخ)، تستوجب مقاربات وقراءات جديدة ومتعددة تواكب هذا التطور، سواء على مستوى التصور النقدي النظري، أو الأدوات الإجرائية لمقاربته ■