امرأةٌ فوقَ السَّحاب

نقف اليوم مع امرأة ليست ككلّ النساء! امرأة غير مسبوقة بارتياد الفضاء؛ فهي أول من قادت طائرة في سماء الكون، وناورت فوق السحاب، فوق المحيط الأطلسي عام 1928 قبل أن يختطفها الموت منهياً أسطورتها بإحدى عشرة سنة! منهياً حلمها الدائم: الطيران. كما لو كانت فراشةً تبحث عن حلمها الأمل!

إنها إميليا إير هارت التي ولدت في 24 يوليو 1897 وفقدت في 2 يوليو 1937 وأعلنت وفاتها في 5 يناير 1939، والتي رغم سنوات عمرها القصير إلا أنها كانت تُرصِّعه بالإنجازات تباعاً، وكأنها في تحد مستمر للأرقام التي تسبق إليها عاماً بعد عام!

ولهذا انهالت عليها الألقاب تقديراً وإعجاباً؛ فمن (الكناري) إلى المرأة الفراشة، إلى المرأة (ناينتي ناينز)!

 

إيرهارت والأرقام

كتبت عن حياتها مئات المقالات وعشرات الكتب التي تعدُّ قصصَاً تحفيزية خاصة للفتيات، إذ ينظرُ إليها عُمومًا كرمزٍ أنثوي، وأصبحَ المنزل الذي ولدت فيه متحفاً، ترعاه منظمة الـ (99) وهي منظمة طيارين للسيدات فقط، وانضمت لهيئة التدريس بجامعة بيردو قسم الطيران: 1935.

وكانت إميليا قد تخرجت من مدرسة (هايد بارك) الثانوية عام: 1916، وظلت طوال طفولتها تتطلع لمهنة المستقبل، فكانت تحتفظ بقصاصات من الصحف حول نجاح المرأة في المجالات الرجالية، بما في ذلك مجالات السينما والقانون والإدارة والهندسة الميكانيكية، ثم التحقت بمدرسة أوجونتر في ريدال بولاية بنسلفانيا، لكنها لم تكمل البرنامج، وعملت في مجموعة متنوعة من الوظائف، فبدأت مصورة فسائقة شاحنة، وكاتبة اختزال في شركة الاتصالات المحلية لتوفير 1000$ لدروس الطيران، وكانت كاتبة ناجحة حيث شغلت منصب محرر قسم الطيران في مجلة كوزمو بولتيان منذ 1928 إلى 1930، وكتبت مقالات وأعمدة في الصحف، ونشرت كتابين عن تجربتها في الطيران خلال حياتها.

تركت إيرهارت بصمتها على عديد الصناعات كالأزياء النسائية والصحف وإدارة الخطوط الجوية، إلا أن شغفها الحقيقي ظل دائماً بالطيران فسجلت رقماً قياسياً عالمياً ببلوغها على ارتفاع: 18415 قدماً، وأصبحت رئيسة لمنظمة الـ: 99.

 

أول طائرة

بعد 6 أشهر من تلقيها الدروس في الطيران، اشترت إميليا أول طائرة لها وكانت مستعملة ذات سطحين، صفراء زاهية سمّتها (الكناري)، علَت بعدها بطائرتها على ارتفاع 14000 قدم، محققة بذلك رقماً قياسياً لرائدات الجو من النساء عام 1922.

تزاحمت الألقاب والأوسمة على إيرهارت تقديراً وإعجاباً من موطنها وغيره، فأصبحت نجمةً وأسطورة تتلألأ في سماء الطيران، تُذكر كلما ذكر، وتفوّقت بموجب أولوياتها التي سطّرت في سجل هذا الميدان الواسع الرحب!