الشاعر البحريني قاسم حداد: أدونيس هو درس الشعر الدائم تعلمت منه الحرية والجمال في الكتابة
يعتبر الشاعر البحريني قاسم حداد أحد أقطاب الشعر المؤثرين في الوطن العربي، استطاع على مدى 50 عامًا أن يطرح تجربة شعرية لها تفردها على صعيد الشعر الحديث الذي يعتبر أحد أعمدته وأحد أشجاره السامقة. ويمثل شعره حالة خاصة ترتبط دائمًا بالكتابة الأجد، فهو لا يتوقف عن التجريب والبحث، وفي الوقت نفسه شاعر غير مفتعل، يستطيع القارئ أن يرصد في قصائده أوجاعه وأحزانه وهواجسه.
وُلد قاسم حداد في مدينة المحّرق عام 1948، وأصدر ديوانه الأول «البشارة» عام 1970، وأعقبه بديوان «خروج رأس الحسين من المدن الخائنة» 1972، ثم «الدم الثاني» 1975، وتوالت بعدها الأعمال: «قلب الحب»، «القيامة»، «شظايا»، «انتماءات»، «النهراوان»، «يمشي مخفورًا بالوعول»، «عزلة الملكات»، «قبر قاسم»، «علاج المسافة»، «ما أجملك أيها الذئب»، «لستَ ضيفًا على أحد»، «فتنة السؤال»، «الغزالة يوم الأحد»، «ثلاثون بحرًا للغرق»، «لا تصقل أصفادك»، وغيرها.
استطاع حداد أن يطرح أعمالًا مشتركة مع مصورين فوتوغرافيين، وموسيقيين، وتشكيليين، ومسرحيين، في سبيل البحث عن أفق آخر للتعبير، من خلال التلاقح والمزج بين فنون مختلفة، مما ينتج نوعًا من الفنون عبر النوعية، ومنها، على سبيل المثال، ما أصدره بعنوان «طرفة بن الوردة» بالاشتراك مع طفول حدّاد ومحمد حداد.
حصل قاسم حداد على جائزة أبي القاسم الشابي في تونس، وملتقى الشعر بالقاهرة، وجائزة محمد الثبيتي الشعرية، وجائزة سلطان العويس... وغيرها. على الرغم من أن حديثه مقتضب، إلا أنه حديث مكثف، جاد وماتع، يبعد عن الثرثرة والإطالة وينأى عن الإطناب والاسترسال، وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• إلى أي مدى أثرت مدينة المحرّق التي وُلدت ونشأت بها في تكوينك الشعري، خاصة البواكير الأولى لتجربتك الإبداعية، وهي المدينة الساحلية الموغلة في التاريخ؟
- المحرق أكثر من مدينة صغيرة، إنها اختزال غير مخل للبحرين، وبالنسبة لي تعلمت الحياة في المحرق، فسوى الجانب الروحي للمحرق فقد درجت على حياتي في دروسها الباكرة. شعريًا كانت المحرق مهدًا لي وللعديد من المواهب في حقول مختلفة. متناقضات كثيرة تدربت عليها في المحرق، فبالرغم من كونها جزيرة سميتها ذات نص «بنت البحر» إلا أنني لم أحسن السباحة يومًا حتى الآن.
شعراء المحرّق وطرفة بن العبد
• هل ثمة شعراء في المحرّق جُذبتَ بسببهم إلى أرض الشعر... صف لي كيف كانت البداية، ومن أين جاءت؟
- شعراء سبقوا جيلي كثر منذ طرفة بن العبد حتى إبراهيم العريض، ثم علي عبدالله خليفة الذي رافقته في بداية الكتابة الحديثة في البحرين، في سبعينيات القرن العشرين. هؤلاء تدربت على أيديهم وعرفت الكتابة الأدبية وحب الشعر خصوصًا.
• لمن كانت قراءاتك الشعرية الأولى بشكل عام؟
- بالإضافة إلى الشعر القديم الذي تعرفت عليه خارج المناهج المدرسية، قرأتُ في المكتبة العامة (التي صرت موظفًا فيها فيما بعد) للشعراء العرب وترجمات الشعر الأجنبي. أحببت بدر شاكر السياب وصلاح عبدالصبور ومحمد الفيتوري وعبدالوهاب البياتي ونازك الملائكة وخليل حاوي، وخصوصًا أدونيس الذي تعرفتُ عليه شخصيًا منذ شتاء 1970 في بيروت وبقينا أصدقاء حتى الآن، وأعتبره الشاعر الذي تعلمت منه الحرية والجمال في الكتابة، ورؤيته الشعرية تعجبني حتى الآن.
• أعود إلى المحرق، مدينتك الأولى، أجدها حاضرة في شعرك وخاطرك حتى وأنت في المدن البعيدة... وقد شمل كتابك «ورشة الأمل» سيرة شخصية للمدينة... هل تمثل المحرّق أيقونة مكانية تستحوذ على الجزء الأكبر من سيرة الشاعر وذاكرته؟
- هي كذلك، ومازلت أحب أن أتمشى في أزقتها وشوارعها، برغم التحولات العميقة التي وقعت فيها. وسوف تجدني أتذكر مدينة المحرق بشوق كبير، في ضياعي الكوني بالمدن الأوربية الغريبة.
• مثلت ثيمة «النسيان» رؤية خاصة في ديوان «المنسيّات»، الذي حمل صورًا وجماليات مختلفة، كيف تنظر إلى النسيان، وهل تسعى أن يعبر كل ديوان شعري عن ثيمة محددة ينحت الشعر جمالياتها الخاصة؟
- النسيان طاقة روحية تعاركني كلما طعنت في العمر والتجربة. أتشبث بالذاكرة بواسطة الكتابة. فالشعر هو السر الغامض الذي يمنع النسيان عني.
الموت يستوجب الحذر
• يمثل الموت في تجربتك الشعرية هاجسًا ملحًا ودائرة معجمية تتردد مفرداتها في القصائد... تقول مثلاً: «إننا أسف الأمس والبارحة/ على لبن، ليس ينفعنا، في التراب، مثلنا»، وأيضًا «ليس من ينسى سيذكر أنني حاولت/ أن أبقى خفيفًا/ فوق أكتاف الأحبة في طريق القبر» لماذا أنت مشغول بفكرة الموت؟ وهل كانت مجرد مرحلة أيديولوجية وفلسفية ومن ثم شعرية، مررت بها؟
- الموت يستوجب الحذر. نظامنا الصحي يحمينا لسنوات. الموت طبيعة الحياة. نعيش لنموت هذه هي الحقيقة. وكلما فقدت صديقًا شعرت بضيق الدائرة. أفقدهم وأفتقدهم. أهديت لهم نصوصي لكي أستعيدهم ليسعفوا روحي. أفكر كثيرًا في الموت كما لو أنني أعيش إلى الأبد، في حين أنني كل صباح أعتبر اليوم الجديد مكسبًا في الحياة. حياتي الافتراضية انتهت. أقول هذا للأبناء فيغضبوا. في حين أنها الحقيقة، من لا يموت هو الموت، مادمت حيًا لابد أن تموت.
• ثيمة الغربة، أيضًا، واحدة من الثيمات المؤثرة في قصائدك، لاسيما في ديوان «لست ضيفًا على أحد»، هل تؤرقك أو تلازمك غربة المثقف التي تنشأ نتيجة الطموح بواقع أفضل على مختلف الأصعدة؟
- الغربة قدر الكائن. ما إن يكتشف حياته حتى تنتابه غربة كونية عارمة. المبدع والمثقف ليس من هذا العالم. هذا مكان يضيق بهما. لذلك يجد ذاته في ابتكار عالم آخر. بعد العيش في الغرب تتأكد أنك في البلاد العربية لست مواطنًا. أنت هنا غريب عن الزمان والمكان. وأحيانًا تكون مواطنًا عابرًا من الدرجة الثانية. شعور الغربة مكانه المناسب.
النّص الثالث وأفق الكتابة
• التجارب الإبداعية المشتركة التي قدمتها ممتزجة بفنون تعبيرية أخرى، مثل «الجواشن» مع الروائي البحريني أمين صالح، و«أخبار مجنون ليلى» مع الرسام العراقي ضياء العزاوي، وكتاب «المستحيل الأزرق» مع المصور صالح العزاز، وتجربة وجوه مع التشكيلي البحريني إبراهيم بوسعد، وتجارب أخرى مع الفنان مارسيل خليفة، والموسيقي خالد الشيخ، وأدونيس والمسرحي البحريني عبدالله يوسف، والتجربة الإبداعية مع ابنتك الفوتوغرافية طفول وابنك الموسيقي محمد حداد... ما أفق هذا المزج بين الفنون المختلفة؟ هل هو التجريب والمغامرة والاختلاف، أم البحث عن فضاءات تعبيرية مغايرة تضم الفنون القولية والبصرية والسمعية في قالب واحد؟
- الكاتب الجديد يجد في الأعمال المشتركة أفقًا نوعيًا يفتح الطرق أمام كتابته. بالنسبة لي تعلمت كثيرًا من كل هذه التجارب، وكلما استطعنا إنتاج نص ثالث، تيسر لنا نجاحًا ممتعًا، والمتعة أثناء عمل التجربة تكون مرشحة أكثر لمتعة الآخرين. الحق أنني مولع بالعمل المشترك وأكون مستعدًا لذلك كلما تلقيت دعوة من فنان في حقل جديد.
تطوير القصيدة من الداخل
• استطعت أن تطور قصيدتك من الداخل على مستوى الموسيقى وتوظيف الرمز والمرويات الشعبية... ما أحدث الكشوفات التي حققتها أو تسعى لتحقيقها في القصيدة؟
- مع الجيل الجديد من الشعراء أحاول اكتشاف الآفاق التي يفتتحها الشعر، وإذا كان ثمة منجزات تقنية في حقل الشعر العربي فسوف يسهم في ذلك شعراء شباب في صميم الأمر. أسعى لقراءة الشعر الذي سيكتب.
• قدمت في كتابك «جوهرة المراصد» بورتريهات أدبيّة لشخصيات ثقافية مثل محمود درويش، سليم بركات، نجيب محفوظ، غادة السمان، المتنبي، وغيرهم... هل قصدت أن ترثي الكتابة الجادة التي اختفت ورفقاء الكلمة الذين رحلوا، أم قصدت رسم شخصياتهم من خلال معرفتك بهم، ليطرح الكتاب جزءًا من سيرتك الذاتية؟
- كتبت عن الذين ذكرتهم في حياتهم. وربما كنت أكتب عن موقع هؤلاء في حياتي وتجربتي. وقتما كتبت عنهم كنت أكتب عن الحياة التي نحب، حياة الكتابة.
• حصلت على العديد من الجوائز، وأرى أن الجوائز الكبرى تزدان بالأسماء الكبرى، لكن ألا تتفق معي أن الشعر الطليعي المتمرد لا ترضى عنه لجان التحكيم، وأن الشاعر الذي يحصد الجوائز، هو يكتب نصوصًا يرضى عنها المحكمون، ويصبح مع الوقت شاعرًا تقليديًا؟
- لم أشعر لحظة أنني أكتب لجائزة، ولم أسع للجوائز، كانت الجوائز تأتي فقط، وكنت أهنئ الجائزة بالفوز وليس من ينالها.
• ألاحظ تنوع معمار القصيدة لديك من ديوان لآخر، ففي ديوان «القيامة» كتبت القصيدة الطويلة، بينما في دواوين أخرى مثل «الغزالة يوم الأحد»، و«سماء عليلة»، و«مثل وردةٍ تقلّد عطرًا»، كتبت الشذرات، هل هي محاولة للتنويع في بنية القصيدة، أم أن الحالة الشعرية هي التي تتطلب شكلًا بعينه؟
- الشاعر لا يقلد أحدًا، حتى نفسه. وقد كتبت نص «القيامة» أول الأمر في السجن، شعرًا وسردًا روائيًا، وبعد ذلك لم أقتنع بالسرد الروائي، فحذفته وأبقيت على الشعر فقط. وإذا توفر، كما تقول، شيء من تنوع المعمار في كتابتي، فربما لأنني أملّ من الكتابة في شكل واحد لأكثر من نص. وهذه طبيعة الشاعر وقت الكتابة دائمًا.
• عاصرت تجارب الستينيات الشعرية، وتابعت النتاجات الشعرية لأبناء جيلك من شعراء السبعينيات، وكذلك الكتابات الجديدة... كيف ترى تموجات الشعر وحركته بين الصعود والهبوط؟
- ليس ثمة هبوط في الكتابة الشعرية. إنها تصعد وتتصاعد فقط، فلهب النار المشتعلة يظل متأججًا.
تراجع المسرح الشعري
• لماذا تراجع المسرح الشعري في الوطن العربي، وقد ترك أحمد شوقي، وصلاح عبدالصبور، وعبدالوهاب البياتي، وعبدالرزاق عبدالواحد، وعبدالرحمن الشرقاوي، وفاروق جويدة وغيرهم، نصوصًا جيدة، وأنت أحد مؤسسي فرقة أوال المسرحية، بالإضافة إلى أنك كتبت أعمالاً مسرحية؟
- الشعر هو أصل الكتابة المسرحية، وعندما تجلى الشعر العربي في المسرح تألق المسرح العربي قبل أن يغيب. فالمسرح كفن حواري يحتاج للديمقراطية للتعبير عن الآراء المختلفة مع المجتمع. مجتمعنا العربي لا يقبل الرأي المختلف، لذلك يتأخر فن المسرح عندنا. اجتماعيًا نحن متخلفون، قياسًا لأحلامنا.
• كيف كانت علاقتك بمحمود درويش ونزار قباني وأدونيس وصلاح عبدالصبور والبردوني، وغيرهم من رواد التجديد، خاصة أن من أبناء جيلك، من قال أنكم جيل بلا آباء؟ كيف ترى فكرة القطيعة مع الماضي سواء مع الرواد المجددين أو مع التراث؟
- هؤلاء أصدقاء لي شخصيًا ولتجربتي أدبيًا. أدونيس هو درس الشعر الدائم، لا يزال، كما قلت عنه منذ سنوات. ولستُ ممن يقولون إننا جيل بلا آباء، فكل ما ذكرت أعتبرهم أساتذتي.
• كونك تنتمي إلى فضاء الكتابة الجديدة بل تتجاوزها، بأشكال عبر نوعية، إذا جاز التعبير، كيف ترى تجارب الأجيال الجديدة، هل أنت راضٍ عنها؟ وعند من ترى تطورًا وتجريبًا حقيقيًا وشعرًا صافيًا؟
- الأجيال الجديدة أبنائي. ومثلما أتمنى لأبنائي أن يكونوا أفضل مني، أعتقد الأجيال الشعرية الجدد يجب أن يكونوا أفضل مني. وبهذا يكون درسنا مهمًا. لستُ مع تكرار التجارب وتقليدها. على الأجيال الجديدة أن يختلفوا عنا فهم أحرار وأكثر جمالًا منا. عليهم تجاوز عادة تقديس الماضي. نحن ماضٍ يمضي.
• اتجه بعض الشعراء في الآونة الأخيرة إلى كتابة الرواية، منهم إبراهيم نصرالله، وعباس بيضون، وميسون صقر، وأمجد ناصر وغيرهم... متى يكتب قاسم حداد الرواية، خاصة أن شعرك به الكثير من السيرة الشخصية والصورة وسيرة المكان والمرويات الشعبية، والبناء الدرامي، والمزج بين الفنون، وغيرها من روافد الرواية؟
- لن أكتب الرواية قط. مع احترامي لتجارب الشعراء الذين كتبوا رواياتهم. ليس تقليلًا لتجاربهم. وليس تقليلًا من فن الرواية، ولكن لأنني لم أعد أمتثل للتخوم الفنية بين أشكال الكتابة، إضافة لأن الرواية تحتاج إلى موهبة لا أمتلكها.
طموح المبدعين لا حدود له
• استطاع المسرح البحريني أن يحلق عاليًا بما قدمته فرق أوال، ومسرح الصواري وجلجامش، وغيرها... كيف ترى أثر هذه الفرق على تطور المسرح في البحرين خاصة ومنطقة الخليج عامة؟ ولماذا لم تظهر فرق أخرى لها نفس الطموح الذي مع أوال والصواري مثلاً؟
- فن المسرح يعتمد على الحوار. مجتمعنا العربي لا يقبل الحوار، وتغيب متقلصة الديمقراطية التي يتطلبها المسرح. ألاحظ أن المسرح يتخلف عندنا لكون المجتمع غير ديمقراطي ولا يقبل الحوار ولا يطيق الأسئلة.
• كنت أحد المؤسسين لأسرة الأدباء والكتاب في البحرين في أواخر الستينيات، هل ترى أن دور الثقافة في الوطن العربي تعمل بما يرضي طموح المبدعين؟
- طموح المبدعين لا حدود له. الثقافة في البلاد العربية فعل متهم بالمعارضة. من طبيعة الثقافة معارضة السلطات كلها. لا تلتفت سلطة المؤسسة العربية إلى الثقافة إلا لكي تصادرها وتمنعها.
• تجربة «جهة الشعر» حققت أصداء كبيرة في الوطن العربي، وساهمت في إثراء المشهد الشعري، ألا تفكر في إعادتها أو في تجربة مشابهة؟
- ليس من الوارد العودة لجهة الشعر، سيكون ذلك مملًا ولا يستحق، خصوصًا أن هناك العديد من المواقع الشعرية العربية تقوم بأكثر مما كانت جهة الشعر تنجزه.
• إلى أي مدى ممكن لتجربة السجن أن تؤثر في نتاج المبدع/الشاعر، وماذا على الصعيد الشخصي؟
- أعتقد أن العرب الذين دخلوا السجن السياسي لا يحصون. الأدباء والكتّاب أيضًا، ولابد أن تغني تجربة مثل هذه كتابة الشاعر. على الصعيد الشخصي إذا لم تظهر تلك التجربة في قصائدي، فلا أشعر برغبة في الكلام عن الأمر.
كسر المعنى بعد الوزن
• بعد الشعر العمودي والتفعيلي ثم قصيدة النثر، ماذا تتوقع لمستقبل الشعر العربي؟ هل ثمة تطورات أخرى قد تطرأ عليه؟
- في حوار سابق توقعت أن تعمل التجارب الشعرية الجديدة على كسر المعنى في الجملة الشعرية. فبعد كسر القالب الشعري والوزن، يبقى كسر المعنى، ففي كسر المعنى تكمن الجماليات الشعرية القادمة. وعلى الشعراء الشباب أن يبتكروا وسائل كسر المعنى في الكتابة.
• هل استطاعت الرواية أن تجذب القراء بعد أن تراجع الشعر، أم أن العصر لم يعد للشعر ولا الرواية وأصبح عصر الصورة وعصر الميديا؟
- لستُ من القائلين بتراجع الشعر. لسنا في ميدان سباق. كل الفنون مفتوحة على الأفق، الواسع. وربما كانت وسائط الاتصال الجديدة تساهم في فن التعبير الأدبي والفني كلما تطورت هذه الوسائط.
• كيف ترى ساحة الشعر العربي في منطقة الخليج؟ ومن أبرز رموزها من وجهة نظرك؟
- أعتقد بأن الشعر العربي في كل مناطقه يتطور بإيقاع مناسب، وأشعر أن الشعر الآن لم يعد يتمثل في أشخاص بعينها، الشعر صار مشروعًا جماعيًا، وستثبت مستقبلات التجربة هذه المسألة.
• بعد رئاسة تحرير مجلة «كلمات»، ومشروع «جهة الشعر»، وغيرها، لماذا تراجعت عن العمل العام الذي يخدم الثقافة والمثقفين؟
- كلما ساهم الشخص بما يحسنه صار أكثر فعالية. وأنا أتقدم في السن والتجربة، أشعر بأن الدور الآن على الشباب ■