المناسبات الإسلاميّة في الشّعر العبّاسيّ
يأتي العيد على المسلمين بعد طاعة عظيمة، فأعيادنا طاعة تأتي بعد طاعة، عيد الفطر يرتبط بشهر رمضان، حيث يفتح الإنسان صفحة جديدة مع شهر الصّوم: ﴿وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ «سورة البقرة - الآية: 185»، فيغيّر عاداته السّيّئة، ويتقرّب من الله بالعبادات؛ أمّا عيد الأضحى فيرتبط بفريضة الحجّ: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} «سورة البقرة - الآية: 203».
ومن البدهيّ أن يهتمّ المجتمع العبّاسيّ - وبخاصّة الشّعراء - بهذه المناسبات، فعبّروا عن فرحهم بها، وسارعوا إلى تقديم التّهاني والتّبريكات لممدوحيهم والخلفاء، متمنّين لهم أن يعاد عليهم دومًا.
كان لشهر رمضان نصيب في الأدب العربيّ بعامّة، وفي المجتمع العبّاسيّ بشكل خاصّ، فكان النّاس يرحّبون بقدومه، ووصفوا هلاله، فهو إيذان بقدوم شهر الخير؛ فيعبّرون عن فرحهم بذلك شعرًا ونثرًا. يقول بديع الدّين الهمذاني: «ساق الله سعادة إهلاله وعرّفك بركة كماله، أسهم الله لك في فضله، ووفّقك لفرضه ونفله، جعل الله ما أظلّك من هذا الشّهر مقرونًا بأفضل القبول، مؤذنًا بدرك البغيّة، ونجح المأمول، ووفقك الله لتحصيل أجر المتجهّدين والمجتهدين».
كان النّاس يهنّئون بعضهم بعضًا به، أن جاء شهر الخير، فيكثّف المرء طاعاته، ويترك العادات السّلبيّة، ويبتعد عن المعاصي راجيًا مغفرة من الله، يقول علي حميد الطّوسي فرحًا بقدوم شهر الخيرات:
جَعَلَ اللَهُ مَدخَلَ الصَّـــومِ فَـوزًا
لِـــحُــمَــيـــدٍ وَمـتـعَـةً فـــي الــبَــقــاءِ
فَــــهـــوَ شَـهـرُ الرَّبيـعِ لِلقُـــرّاءِ
وَفِراق النَّدمانِ وَالصَّهــبـاءِ
وَكَأَنّي أَرى النَّدامى عَلى الخَس
فِ يَرجونَ صُبحَهُم بِالمَسـاءِ
قَـــــد طَــــوى بَـعـضُـهُم زِيارَةَ بَعــضٍ
وَاستَعاضوا مَصاحِفًا بِالغِناءِ
ويُظهِر الشّعراء مبتغاهم في هذا الشّهر، وهو نيل المغفرة من ربّهم، ونيل رضاه، والطّمع بالفوز بالجنّة، وخصوصًا أنّ هذا الشّهر يحمل خير ليالي أيّام السّنة:
نلتَ في ذا الصيام ما ترتجيه
ووقاك الإله ما تتّقيه
أنت في الناس مثلُ ذا الشهر في
الأشهر بل مثل ليلة المقدر فيه
وهو في نفس الوقت وسيلة للشّعراء للتّقرّب من الخلفاء والأمراء؛ ومنه قول الصّنوبري أبا الحسين بن مقاتل بشهر الصّوم، يقول: «وبالإجمال يمكن القول إنّ التّهنئة بشهر رمضان في الشّعر العبّاسيّ يغلب عليها اقترانها بمدح الخلفاء والأمراء مع الدّعوة إلى فعل الخيرات والتّقرّب من الله». فيستغلّ الشّعراء هذه الفرصة للتّقرّب من الخلفاء فيهنّئونهم بقدوم شهر رمضان، ويشيدون بالممدوح؛ يقول الشّاعر الشّريف الرّضي، يمدح الخليفة الطّائع:
مَتى أَنا قائِمٌ أَعلى مَقامِ
وَلاقٍ نورَ وَجهِكَ بِالسَّلامِ
وَمُنصَرِفٌ وَقَد أَثقَلتَ عِطفي
مِنَ النَّعماءِ وَالمِنَنِ الجِسامِ
يُدخل شهر رمضان البهجة والسّكينة والوداعة في النّفوس والقلوب، فيتبادل النّاس التّهاني والتّبريكات، ويُقدِم الشّعراء على مدح الخلفاء والتّقرّب منهم بمدحهم وتهنئتهم بقدوم هذا الشّهر عليهم، شهر الطّاعة والغفران، والابتعاد عن المعاصي.
التّهنئة بعيد الفطر
إنّ التّهاني بعيد الفطر لم تكن موجودة في العصر الجاهليّ، فهو أتى مع قدوم الدّين الإسلاميّ؛ وفي المجتمع العبّاسيّ، نجد النّاس صبيحة العيد بملابسهم الجديدة، والخلفاء بأبهى زينتهم، وبصحبتهم كبار رجال الدّولة، فيقف العامّة على جانبي الطّريق لتحيّة الخليفة، وهو في طريقه إلى المسجد وهم ينادون السّلام على أمير المؤمنين ونور الإسلام. ولا يفوت الشّعراء أن يستغلّوا هذه المناسبة أيضًا، ليقدّموا التّهاني للخليفة. يقول ابن الرّومي في تهنئة الخليفة المعتضد بالعيد:
قدِم الفطر صاحبًا مودُودا
ومضى الصّوم صاحبًا محمودا
ذهب الصّوم وهو يحكيك نُسْكًا
وأتى الفطرُ هو يحكيك جودا
إنّ التّهاني بعيد الفطر فرصة للشّعراء لمدح الخلفاء، وإظهار صفاتهم الحسنة. وها هو البحتريّ في تهنئة المتوكّل بعيد الفطر أثناء سيره إلى دمشق، يمدح تقواه وورعه، وكيف أنه ما زال على تقواه بعد رمضان، فكأنه مضى عام من عيد الفطر إلى عيد الفطر؛ يقول:
مضَى الشّهرُ مَحمُودًا، ولوْ قال مخبرًا
لأثنى، بما أوْلَيتَ أيّامَهُ، الشّهْرُ
عُصِمْتَ بتَقوَى الله وَالوَرَعِ الّذي
أتَيتَ، فَلا لَغوٌ لديك وَلا هُجْرُ
وَقَدّمتَ سَعيًا صَالحًا لكَ ذِخْرُهُ،
وَكلُّ الذي قدّمتَ من صَالحٍ ذُخْرُ
وَحالَ عَليكَ الحَوْلُ بالفِطْرِ مُقبِلًا
فبِالْيُمْنِ وَالإيمانِ قابَلَكَ الفِطْرُ
وبالطّبع إنّ التّهنئة بالعيد، لا تخلو من المبالغة، وخاصّة مع الخلفاء، ومن هذا مدح المتنبّي لسيف الدّولة في العيد، حيث يجعل الدّهر بوجوده روضة، يقول:
الصَّومُ وَالفِطرُ وَالأَعيادُ وَالعَصرُ
مُنيرَةٌ بِكَ حَتّى الشَمسُ وَالقَمَرُ
تُري الأَهِلَّةَ وَجهًا عَمَّ نائِلُهُ
فَما يُخَصُّ بِهِ مِن دونِها البَشَرُ
ما الدَّهرُ عِندَكَ إِلّا رَوضَةٌ أُنُفٌ
يا مَن شَمائِلُهُ في دَهرِهِ زَهَرُ
ومنه تهنئة الثّعالبيّ للخليفة، فيجعل هلال العيد أخًا لممدوحه:
أخوكَ هلالُ العيدِ عادَتْ سعودُهُ
يحاكيكَ منهُ نورُهُ وصُعودُهُ
فأفْطِرْ على دهر بعينك ناظرٍ
وأبشِرْ بعيدٍ مورقٍ لك عودُهُ
ولكنّنا أيضًا نرى العكس من ذلك مع الشّاعر «السّريّ الرّفاء»، فهو يستذكر رمضان وما كان فيه من أعمال فاضلة ونسك وتعبّد، لينتقل بعدها إلى ذكر العيد وما فيه من كرم ممدوحه، فيدعوه إلى العودة إلى ما كان عليه سابقًا، حيث يمتنع فقط في رمضان عن شرب الخمر واللّعب واللّهو، ولا ينسى بالطّبع أن يمدح الخليفة، فيراه والعيد أجمل ما في الزّمان:
قَدْ تَقَضّى الصّومُ مَحْمودًا فَعُد
لهوًى يحمدُ أو راحٍ تسر
أنتَ والعيدُ الذي عاودته
غرّتا هذا الزّمان المعتكر
لذا فيكَ المدحُ حتّى خِلْتهُ
سمرًا لم أشقَ فيه بسهر
كانت التّهاني بعيد الفطر فرصة للشّعراء بالتّقرّب من الخلفاء ومدحهم، فبانت القيم الإسلاميّة، وظهر تبيان فضل الصّيام على الإنسان، إذ تكون له فرصة بالابتعاد عمّا كان يفعل سابقًا، ولكن في المقابل وجدنا من يجد في العيد فرصة للّهو وشرب الخمر وتضييع الوقت والعودة إلى الأفعال التي كانوا يفعلونها قبل شهر رمضان، وبالتّأكيد لا بدّ أن يحمل التّهنئة بالدّعوة بطول العمر ودوام الصّحّة والعافية.
التّهنئة بالحجّ
الحجّ هو الرّكن الخامس من أركان الإسلام، والمقصود به هو اتّجاه المسلمين إلى مدينة مكّة في وقت معيّن من العام، مؤدّين شعائر معيّنة بترتيب وكيفيّة محدّدة تُسمّى مناسك الحجّ.
استطاع الشّعراء أن يستفيدوا من موسم الحجّ، لما له من أهمّيّة دينيّة؛ فقدّموا التّهاني للخلفاء والممدوحين. إنّ قدوم الحجيج وعودتهم إلى ديارهم سالمين، تُدخل البهجة إلى النّفوس، وكان المجتمع العبّاسيّ يحفل بتعبيرات في التّهنئة بالحجّ وتعظيم أمر المناسك والشّعائر: «قصد البيت العتيق، والمطاف الكريم، والملتزم النّيّة، والمستلم النّزيه، وقف بالمعرف العظيم، ورد زمزم والحطيم، حرم الله الذي أوسعه النّاس كرامة، وجعله لهم مثابة، وللخليل خطو، وللذّبح حلّة، ولمحمّد صلّى الله عليه وسلم قبلة، ولأمّته كعبة...».
ومن الخلفاء العبّاسيّين الذين ألفوا الحجّ هارون الرّشيد، حيث «إنّه كان يحجّ عامًا ويغزو عامًا»، ويقول الشّاعر أشجع السّلمي فيه، وهو يشير إلى ذلك ويهنّئه بقدومه من الحجّ مع هطول الأمطار، فرأى أنّ الأرض فرحت بمقدمه:
إِنَّ يُمنَ الإِمامِ لَمّا أَتانا
حَلَبَ الغَيثَ مِن مُتونِ الغمامِ
أَلِفَ الحَجَّ وَالجِهادَ فَما يَنـْ
فَكُّ مِن سَفرَتَينِ في كُلِّ عامِ
سَفَرٌ للجِهادِ نَحْوَ عَدُوٍّ
والمَطايا لسفرةِ الإحرامِ
فيَدان يَدٌ بِمَكَّةَ تَدعو
هُ وَأُخرى في دَعوَةِ الإِسلامِ
ومن العادات في المجتمع العبّاسيّ - وما زالت منتشرة في معظم أقطار الدّول الإسلاميّة والعربيّة حتّى يومنا هذا - إحضار الهدايا للمهنّئين، فمع قدوم الحجّ يزوره النّاس ليباركوا له، فيقدّم لهم الهدايا كتعبير عن شكره على محبّتهم وزيارتهم:
حَجُّوا مَواليكِ يا بُرهانُ وَاعتَمَروا
وَقَد أَتَتكِ الهَدايا مِن مَواليكِ
فَأَتحَفينِيَ مِمّا أَتحَفوكِ بِهِ
وَلا تَكُن تُحفَتي غَيرَ المَساويكِ
وَلَستُ أَرضاهُ حَتّى تُرسِلينَ بِهِ
مِمّا جَلا الثَغرَ أَو ما جالَ في فيكِ
وكان الشّاعر أبو العتاهية يحجّ كلّ سنة، وعند عودته يُهدي المأمون بردًا ومطرقًا ونعلًا ومساويك وأراك، وقد جرت العادة أن يبعث إليه المأمون بعشرين ألف درهم، وقد حدث ذات مرة أنّ الخليفة نسي أن يردّ على هديّة أبي العتاهية؛ فقال:
خَبَّروني أَنَّ مِن ضَربِ السَنَه
جُدُدًا بيضًا وَصُفرًا حَسَنَه
أُحدِثَت لَكِنَّني لَم أَرَها
مِثلَ ما كُنتُ أَرى كُلَّ سَنَه
وعندها تذكّر المأمون وأمر له بعشرين ألفًا، فكانت هذه وسيلة الشّاعر حتّى يكسب ويحصل على المال. ولم تكن الهدايا المادّيّة فقط وسيلة الشّعراء، فالشّاعر أبو نواس يرى أنّ تبادل أطراف الحديث هديّة، فالكلام عظيم وله قيمة. يقول:
أُهدي له طرف الحديــ
ث لأستعيدَ بها كلامه
لا غايتي منه هوى
تلقى مغبّته ندامه
إنّ المحبّ تبين نظــ
رته إذا نظر السّلامه
احتفل النّاس بموسم الحج، وقدوم الحجيج، وأغدقت الهدايا، وخطّت العبارات والتّهاني لهذه المناسبة، فقد أدخلت البهجة والسّرور، وزاد التّواصل بين النّاس، وكتبت قصائد مخصّصة لها، لما تحمله من وقع محبّب في النّفوس.
التّهنئة بعيد الأضحى
اهتمّ شعراء العصر العبّاسيّ بتهنئة ممدوحيهم بالعيد، فالمتنبّي يرى في سيف الدّولة عيدًا، ويحلّ محلّه العيد في القلوب، فالعيد كحال سيف الدّولة بين النّاس:
هنئيًا لك العيد الذي أنت عيده
وعيد لمن سمى وضحّى وعيّدا
التّهنئة بالعيد مناسَبَة للمدح، وذكر محاسن الموصوف والإعلاء من شأنه. يقول مهيار الدّيلمي يمدح الصّاحب أبا القاسم بن عبدالرّحيم ويهنّئه بعيد الأضحى:
يروم ابنَ عبدالرحيم الرّجالُ
ولا يلحَقُ الرِّدفُ بالكاهلِ
ويرجون ما ناله والكعو
بُ منحدراتٌ عن العاملِ
ولما وُزِنتَ بأحسابهم
وأحلامهم زِنةَ العادلِ
رجحتَ وشالت موازينُهم
فثاقلْ بمجدك أو طاولِ
وحملت التّهاني بعيد الأضحى (النّحر) معاني جديدة في الشّعر العبّاسيّ؛ فها هو ابن أبي إسحاق الصّابي يرى أنّ أعداء الممدوح وكارهيه يجب أن يقدّموا الأضاحي:
صـلِّ يـا ذا العلا لربّك وانحرْ
كـــلّ ضـــد وشــانــئ لك أبــتــرْ
أنـت أعـلى مـن أن تـكون أضاحيــ
ك قــرومًـا مـن الجـمـال تـعـفَّرْ
بل قرومًا من الملوك ذوي السّؤ
دُدِ تـيـجـانـهـا أمـامـك تُـنـثَـرْ
وهنا نرى تأثّر الممدوح بالقرآن الكريم في سورة الكوثر: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾، فجعل كاره وعدوّ ممدوحه أبتر، والأضحية أعلى وأجلّ شأنًا منه.
وفي دراسة التّهاني في الشّعر العبّاسيّ، يتبيّن لنا أنّه من عادات المجتمع العبّاسيّ تقديم الهدايا في العيد، للتّعبير عن المحبّة والتّقدير لمن تهدى إليه من العوامّ، أو طريقة لإظهار الطّاعة للخليفة، أو لمآرب أخرى... واتّخذت الهدايا أشكالًا مختلفة، ووصلت أحيانًا إلى حدّ المغالاة، ومنه قول الحلّاج:
ضَحّى الحَبيبُ بِنَفسٍ يَومَ عيدِهِمُ
وَالنّاسُ ضَحّوا بِمِثلِ الشّاءِ وَالنِّعَمِ
لِلناسِ حَجٌّ وَلي حَجٌّ إلى سَكَني
تُهدي الأَضاحي وَأُهدي مُهجَتي وَدَمي
ومن أبرز الهدايا التي كانت تقدّم هي العطورات، وهي هديّة الصّاحب بن عبّاد إلى أبي هاشم العلوي:
العيدُ زارَكَ نازِلًا بِرَواقِكا
يستَنْبِطُ الإشراقَ من إشراقِكا
فَاقبَل مِنَ الطيب الَّذي أَهدَيتُهُ
ما يَسرِقُ العَطّار من أَخلاقِكا
وَالظَّرفُ يوجبُ أَخذَهُ مَع ظَرفِهِ
فَأَضِف بِهِ طَبَقًا إِلى أَطباقِكا
وإذا ما اقترن العيد بمناسبة أخرى، فيجمع حينها الشّعراء تهنئاتهم ويوضّحون ملامح العيدين؛ ومنها قول ابن الرّومي في تهنئة المعتمد:
عيدان أضحى ومهرجانُ
ما ضمّ مثلَيْهِما أوانُ
أعيدُ نُسْكٍ وعيدُ لهوٍ
تجاورا أبدَعَ الزمانُ
ألَّف شكلَيْهما إمامٌ
أفعالُهُ فيهما حِسان
مُعتمدٌ لم يزلْ عميدًا
ينطقُ عن فضله البيان
ما زانه الملك إذْ حواه
بل كُلّ شيء به يُزان
اجتمع عيد الأضحى مع المهرجان، وهو من الأعياد الفارسيّة، ويطلق في العربيّة على كلّ احتفال؛ فوضّح أنّ عيد الأضحى عيد نسك وإيمان، والمهرجان للّهو والمرح، والمعتمد ألف هذين العيدين، فمدح الشّاعر الخليفة المعتمد وبيّن صفاته الفضيلة من شرف وعلم وقيادة وعزّ.
من خلال ما سبق، نلاحظ أنّ العوامل السّياسيّة والاجتماعيّة والدّينيّة أسهمت في ازدهار شعر التّهاني بشكل جليّ في العصر العبّاسي، وخاصّة في المناسبات الدّينيّة، (العيدين، وشهر رمضان، وموسم الحجّ)، وقد اقترن بالخلفاء والأمراء؛ ونستطيع أن نعدّه من شعر المديح ■