عزيزي القارئ

روح التفاؤل.. وعام جديد

  • عزيزي القارئ..

بهذا العدد من "العربي" ندخل سنة ميلادية جديدة، سنة من الزمان وسنة من تاريخ هذه المجلة المتجددة، ولعلك لاحظت أن العدد السابق وهذا العدد - والأعداد القادمة بإذن الله - تتميز بإخراج جديد ليس في الشكل الخارجي والصورة الملونة فقط؛ بل وأيضا في الموضوعات المطروحة، وهذه ميزة المجلات المتجددة، فالمجلة لابد - إن هي أرادت أن تواكب الزمن وتقدم لقرائها الجديد والمفيد - أن تتعرف على التحولات الكبرى التي يعيشها مجتمعها وبيئتها. ولاشك أن هناك تحولات كبرى تجري حولنا أساسها النظرة الموضوعية والعقلانية والعلمية للأشياء.

لذلك فإن "العربي" تحرص على أن تقدم تلك القضايا الجديدة وتطرحها على قرائها سواء أكانت ضمن مقالات وأفكار وتوجهات، أو ضمن إلقاء الأضواء على الموضوعات العلمية والفنية الجديدة.

ندخل السنة الجديدة ونحن أشد تفاؤلا من سنة مضت بحسناتها وشرورها، سنة نتوجه إلى الله العلي القدير داعين أن يتحقق فيها الخير والسلام لشعوب ودول هذه المنطقة التي شبعت من الآلام والحسرات والمعاناة، سنة فيها الأمل لشبابنا وشاباتنا بمستقبل أفضل وأكرم.

ولقد حرصنا على أن يعكس هذا العدد من "العربي" روح التفاؤل التي نرجو أن تعم على كل قراء العربية. فمحور العدد عن "العرب وثورة المعلومات".. كيف يواجه الوطن العربي تحديات المجتمع الإنساني الجديد في ظل تفاعل عصر المعلومات مع عناصر المجتمع الأخرى، الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتقنية.. والحاجة إلى أن يغير المواطن العربي أسلوب تفكيره بحيث لا يكون مجرد مستهلك للمقولة المتاحة له، بل يصبح مشاركا في إنتاجها، وذلك هو ما تناولته "ندوة العربي" التي شارك فيها ستة من كبار المتخصصين في مجال التقدم التقني والإلكتروني والاستراتيجي الجديد.

ومع مسيرة المستقبل تأخذك "العربي" إلى أعتاب ثورة جديدة في عالم الكمبيوتر، وتقدم لك جهازًا جديدًا يفرض نفسه، هو اللوح السحري الذي يسمح لك بدرجة أكبر من التحكم المباشر في البرامج والبيانات على شاشة الجهاز الذي لديه المقدرة حتى على قراءة خط يدك.

وحول النظام الإعلامي الجديد ودور المؤسسة الإعلامية العربية يدور حوار "وجها لوجه" بين اثنين من رجالات الإعلام والعمل الثقافي في الوطن العربي حول الرؤية الشاملة لقضايا الإعلام العربي في ضوء متغيرات العصر وثورة الانقلابات الهائلة.

ومع استشراف المستقبل نقدم لك قصة أحدث نظرية عن الكون.. نظرية الأوتار الفائقة التي تهز القوانين الأساسية لعلم الفيزياء، وتتحدى المفاهيم التقليدية للظواهر الطبيعية، وتقدم تفسيرًا لما حدث مباشرة عقب الانفجار الكوني الأعظم.

وعن الانتماء الديني والوحدة الوطنية تقرأ رأيا جريئا للمفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، كما يطرح الدكتور عبد العظيم رمضان دعوته لإعادة كتابة التاريخ العربي المعاصر بعد الأحداث التي شهدها العرب في السنوات الأخيرة، كما تقرأ أحدث قصيدة للشاعرة الكويتية الدكتورة سعاد الصباح.

وكما عودتك "العربي" أن تكون عيونك على العالم فإنها تقدم لك استطلاعًا عن يوغوسلافيا وهي على أبواب الفراق الصعب، كما تتذكر معك أحداث الفترة البغيضة حين كان رغيف الخبز تحت الحصار في الكويت.

تلك بعض القضايا التي يحتويها العدد الذي بين يديك، وهي غيض من فيض كما ترى، إضافة إلى كل جديد في عالم الطب والعلم والفن والأدب والقصة..

ونعتقد أن هذا العدد - كما هي أعدادنا دائما - زاد ثقافي طيب نأمل في أن يرضيك مع بداية عام جديد.