اسطنبول المدينة المشيدة على سبعة تلال

اسطنبول  المدينة المشيدة على سبعة تلال

على بعد مسافة قصيرة من دول الشرق الأوسط بالطائرة تقع اسطنبول التي تمتد على القارتين الأوروبية والآسيوية، المدينة المليئة بالفرص الرائعة للتسوق والسياحة الثقافية والترفيه، مزيج مدهش من التاريخ العريق والحداثة، فالمدينة تتألق ضمن لائحة أكثر أماكن السياحة عالميًا من حيث عدد الزوار الذي يقدر بالملايين سنوياً! حيث تمتلك العديد من عوامل الجذب، فطقسها المعتدل أغلب أوقات السنة وثرواتها الثقافية وأسواقها الشهيرة بمنتجاتها المحلية، حيوية وإثارة المدينة ومواطنوها أنفسهم وحفاوتهم وابتسامتهم في استقبال الأجانب، وانسجامهم مع مختلف الجنسيات والديانات، لم تنفك على مر العصور من الترحيب بالزوار والمهاجرين والباحثين عن المعرفة، فاسطنبول مدينة تنصهر فيها الثقافات بطريقة منحتها روحها الفريدة حيث يلتقي الشرق بالغرب.

 

اسطنبول المدينة الأكبر في تركيا ومركزها الاقتصادي والثقافي، تطل على مضيق البوسفور الذي يصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة، ويعد واحداً من أهم نقاط الملاحة البحرية في العالم، من ألقابها مدينة التلال السبعة، حيث شيد الجزء القديم من المدينة على هضبة مقسمة إلى سبعة سهول مرتفعة حين قام البيزنطيون ببناء الكنائس والقصور عليها، ومن بعدهم العثمانيون الذين شيدوا فيها الجوامع، والتسمية هنا مستوحاة من تلال روما السبعة. عرفت المدينة عند تأسيسها باسم «بيزنطة» ويعود تاريخ تأسيسها إلى القرن السابع قبل الميلاد على يد مجموعة مستوطنين إغريق، وحين اختارها الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير عاصمة للإمبراطورية في عام 330 ميلادي أعاد تسميتها إلى روما الجديدة، ثم القسطنطينية من بعده تيمناً به، وكانت عاصمة لعدة دول وامبراطوريات، فكانت عاصمة للإمبراطورية الرومانية والبيزنطية واللاتينية والدولة العثمانية، وكانت تشكل أهمية دينية كبيرة عند المسيحيين بعد أن اعتنقت الإمبراطورية البيزنطية الدين المسيحي قبل أن تتحول لتصبح عاصمة الخلافة الإسلامية من عام 1517م حتى انحلال الدولة العثمانية في عام 1924م، وكل تلك الامبراطوريات التي تعاقبت على حكم المدينة تركت بصماتها في المدينة، ونجد ذلك في مباني المدينة وجوامعها وكنائسها وقصورها، حيث تضم المدينة عشرات المعالم السياحية التي أدرجت ضمن قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونيسكو، ولقد اختيرت كعاصمة مشتركة للثقافة الأوربية لعام 2010. 
مزيج من الثقافات المختلفة ليس له مثيل في أي مدينة أخرى في العالم! هنا تتعايش آسيا وأوربا، الإسلام والعلمانية، الترك والكرد والعرب والأوربيون، فهي المدينة التي قال عنها القائد الفرنسي نابليون بونابرت: «لو كان العالم كله دولة واحدة لكانت اسطنبول عاصمتها».     

 تفرد العمارة التركية
تقع في المدينة عدة قصور تاريخية بنيت خلال فترة الدولة العثمانية، وكانت مقراً لإقامة السلاطين والتي تعد شواهد تاريخية على عظمة العمارة التركية، التي مزجت الشرق بالغرب، وتظهر في تصاميمها مدى التأثيرات من مختلف الحضارات ومشاهدة زخارفها البديعة وواجهاتها الرخامية والخزف التركي المزين بالرسوم، والنوافذ المعشقة بالزجاج الملون تعد المكان الأمثل للتعرف على تاريخ وثقافة وأهم أحداث الإمبراطورية العثمانية، والتي تم تحويلها إلى متاحف يعرض فيها أهم القطع والمقتنيات والوثائق التاريخية، التي تستعرض تاريخ قرون مضت.
ويعد قصر «توبكابي» أو «الباب العالي» من أكبر وأهم قصور اسطنبول، والذي كان مقر إقامة السلاطين العثمانيين لأربعة قرون، ومركزاً للخلافة العثمانية من عام 1465م – 1856م. يتألف القصر من أربعة أفنية رئيسية وعدد من المباني، من مساكن ومطابخ ومساجد ومستشفى وغيرها، بدأ بناء القصر في عام 1459م بأمر من السلطان محمد الفاتح في موقع استراتيجي مطل على البوسفور على أعلى نقطة قريبة من البحر، ويتكون من عدة أجنحة، منها جناح العهد وجناح والدة السلطان وديوان السلطان ووزرائه وأجنحة لزوجات السلطان، وساحة للاحتفالات وأجنحة الحراس والخدم.
عقب سقوط الدولة العثمانية في عام 1923م حولت الحكومة التركية القصر إلى متحف يحتوي على نفائس المجوهرات العثمانية، وعلى مجموعة كبيرة من التحف والخزف والألبسة والأسلحة والمنمنمات والمخطوطات الإسلامية وصور السلاطين العثمانيين، كما يوجد في القصر غرفة الأمانات المقدسة التي نقلت من المدينة المنورة، ومنها مقتنيات يدعى أنها تنسب إلى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، من بينها رداء النبي وسيفه وعصاته وضرسه، وجزء من شعر لحيته محفوظ في إناء زجاجي، وأثر لقدمه وخطابه الموجه إلى زعيم الأقباط المقوقس، بالإضافة إلى مقتنيات الخلفاء الراشدين، من بينها سيوف تنسب إلى أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وخالد بن الوليد رضي الله عنهم أجمعين، بالإضافة إلى بعض الأمانات الخاصة بالكعبة المشرفة، ومنها مفتاح وقفل الكعبة وستار مأخوذ من غطاء الكعبة ومحفظة من الذهب الخالص للحجر الأسود. 
ومن القصور الشهيرة في اسطنبول نجد قصر «دولما بهجة» الذي بني في عهد السلطان عبدالمجيد الأول عام 1856م على  ضفاف البوسفور في منطقة بشكتاش، وكان المركز الإداري الرئيسي للإمبراطورية العثمانية منذ عام 1856م حتى 1922م. تأثر تصميم القصر بالمعمار الباروكي الفرنسي والروكوكو الألماني والعمارة الكلاسيكية الجديدة. استغرق بناء القصر 13 سنة، واستخدم في بنائه 14 طنًا من الذهب و80 طنًا من الفضة، وهذا القصر الضخم يحتوي على 43 صالونًا و185 غرفة و12 حمامًا، وينقسم إلى قسم السلملك، وهو الجزء الأهم في القصر والذي كان يستقبل فيه السلطان ملوك الدول والضيوف وكبار الشخصيات، وقسم الحرملك الذي كان مخصصًا لزوجات وأم السلطان، وقسم المعايدة حيث يستقبل فيه السلطان المواطنين وأعضاء الدولة للمعايدة، ويحتوي القصر على أكبر سجادة في العالم، وثرية تزن أكثر من 4 أطنان تعد من  أجمل وأندر الثريات في العالم. 
ومن المباني البارزة في المدينة «برج غلاطة» الذي يعد أيقونة السياحة في اسطنبول، وهو من أقدم الأبراج في تركيا، بني على الطراز الرومانسكي في عام 1348م خلال فترة الإمبراطورية البيزنطية، واستخدم كبرج لمراقبة الحرائق، وكسجن يبلغ ارتفاع البرج المكون من تسعة طوابق 66 مترًا، وقد زاد الاهتمام بالبرج في القرن الـ 17 ميلادي، بعد أن قام العالم التركي «هزارفن أحمد شلبي» بتركيب أجنحة صناعية والبدء بتجربة طيران من على برج غلاطة، وصولًا إلى مدينة أسكودار في اسطنبول، ويعد اليوم معلمًا سياحيًا شهيرًا ورمزًا لتاريخ المدينة، حيث يمكن للزوار الصعود للطوابق العليا التي تطل على مضيق البوسفور بمنظر بانورامي جميل، كما يوجد مطعم ومقهى بالإضافة إلى متحف يعرض مجموعة من القطع الأثرية التي تم اكتشافها في المنطقة.

القصر المغمور
على بعد مسافة قصيرة من آيا صوفيا في منطقة السلطان أحمد يقع خزان «البازيليك» أو القصر المغمور، وهو صهريج يعد الأكبر من بين مئات الصهاريج القديمة التي تقع تحت مدينة اسطنبول بمساحة تقدر بـ 9800 متر مربع، بني في القرن السادس الميلادي في عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول، لتأمين المياه للمباني المحيطة بالقصر بسعة تخزين 80 ألف طن، ولم يلاحظ الغربيون المبنى حتى منتصف القرن السادس عشر حين اكتشف وجوده عالم الطبيعة والطوبوغرافيا الفرنسي بتروس جيليوس، الذي عاش في اسطنبول خلال 1544م – 1555م.
يتميز الخزان بتصميم فريد يشبه القصور، حيث يتألف من 336 من الأعمدة الرخامية بارتفاع 9 أمتار، وتتكون معظم الأعمدة المنحوتة من أنواع مختلفة من الرخام، صممت بعضها من قطعة واحدة وبعضها من قطعتين، يعتقد أنها جمعت من مبانٍ أثرية تعود لحضارات تعاقبت على المدينة، ويمكن ملاحظتها من طرازها المعماري المختلف، وفي نهاية الخزان يوجد عامود رأس «ميدوسا» الأسطوري المائل والمقلوب، والتي قامت أثينا بتحويل شعرها إلى ثعابين، وحسب الأسطورة تمتلك القدرة على تحويل الذين ينظرون إليها إلى حجر! كما يوجد عامود الأمنيات أو عامود الدمعة الذي يقال إنه صنع لتخليد ذكرى العمال الذين فقدوا حياتهم أثناء بناء الخزان، منقوش بشكل حلزوني وفي أحد جوانبه حفرة تقول الأساطير إن من يدير إبهامه فيها تتحقق أمنياته! تحول الخزان إلى مكان سياحي يجذب الزوار من كل أنحاء العالم بعد ترميمه ووضع جسور على شكل ممرات تساعد بالتجول فوق بركة المياه الكبيرة، ومقهى مطل على الخزان بأكمله، ويستضيف المزار العديد من الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية، وقد مثل المكان مصدر إلهام للعديد من الكتاب، ومنهم الكاتب الأمريكي الشهير دان براون في روايته «الجحيم»، الذي جعل من القصر المغمور الساحة الرئيسية لأحداث روايته التي تحولت إلى فيلم صور في الموقع ذاته.

مركز أتاتورك الثقافي 
الزائر لميدان تقسيم لا يمكن ألا يلاحظ مبنى أتاتورك الثقافي الجديد الضخم الذي يقع في وسط الميدان، أهم وأكبر مراكز الفنون والثقافة في تركيا، والذي أعيد بناؤه على أنقاض المبنى القديم الذي احترق في عام 1970م. صمم المركز الجديد الذي افتتح في عام 2021 وفق معايير البناء الخضراء الصديقة للبيئة، حيث صممت واجهته الرئيسية بشكل يسمح بدخول الإضاءة الطبيعية خلال النهار، ويقع على مساحة 95 ألف متر مربع لاحتضان محبي الفنون والثقافة، حيث يستضيف المركز العديد من العروض الفنية والأوبرا وعروض الباليه ومعارض الرسم والسينما والفرق السيمفونية والمسرح والمهرجانات والمؤتمرات، ويتكون من 5 أجزاء، أكبرها قاعة الأوبرا التي تتسع لـ 2000 شخص، المغطاة بقبة حمراء جميلة استخدم في تصميمها 15 ألف قطعة سيراميك، كما يضم المركز مسرحًا يتسع لـ 800 شخص، وقاعة مؤتمرات تتسع لـ 1000 شخص ومسرح سينمائي ومسرح تدريب، بالإضافة إلى قاعة عرض ومكتبة ضخمة مصممة من الخشب بطريقة هندسية رائعة، تعد الأكبر في تركيا وتضم آلاف الكتب النادرة، ويحتوي المركز أيضًا على صالات عرض فنية ومطاعم راقية ومقاهٍ ومركزاً للأطفال ومنصة موسيقية.
 

متحف البراءة 
وسط أزقة حي «بيوغلو» في اسطنبول يقع متحف فريد قد يكون الأول من نوعه في العالم! متحف أنشئ بناء على رواية للكاتب التركي «أورهان باموق» الحاصل على جائزة نوبل للآداب في عام 2006. جاءت فكرة المتحف الذي أسسه الكاتب في عام 2012 من روايته التي صدرت في 2008، وتقع أحداثها بين 1975-1984 حول قصة حب تجمع رجلًا ثريًا بفتاة فقيرة، كما تشرح الحياة في اسطنبول فترة الخمسينيات حتى عام 2000، والتغيرات التي حدثت في المدينة والعالم وتحكي حضور التلفزيون وأثره الاجتماعي على الأسرة والسينما التركية والتحولات السياسية والاضطرابات وفرض حظر التجول، والمتحف الذي يقع في بيت يعود بناؤه للقرن التاسع عشر مكون من خمسة طوابق، يضم أشياء تم سردها في الرواية، فلا كنوز ثمينة كباقي المتاحف هنا إنما مجموعة من الخردوات! 
التجول في المتحف أشبه بالدخول إلى محل لبيع الأثاث المستعمل والخردوات، فالمتحف يحتوي على آلاف القطع من فناجين وملاعق وأباريق وصور وساعات وأحذية ولوحات وخرائط وصور لشوارع اسطنبول وأزياء النساء وغيرها، بالإضافة إلى حائط يحتوي على أعقاب 4213 سيجارة! المتحف يأخذ الزائر برحلة في عالم الرواية المكونة من 83 فصلًا بمعروضاته التي تلامس الواقع! ويسمح بالدخول المجاني للمتحف لمن يحضر معه نسخة من الكتاب ويتم ختم الدخول عليها.

 أغنى مجموعة سجاد في العالم 
يضم متحف الفنون التركية والإسلامية مجموعة من الأعمال الفنية الإسلامية، جمعت من جميع أنحاء الإمبراطورية العثمانية وقطع أثرية عثر عليها في المراكز العباسية، مثل سامراء في العراق وكاشان في إيران، والرقة في سورية، بالإضافة إلى القطع التي تعود إلى العصر التركي الأناضولي والعديد من القطع النادرة التي تعود إلى فترة الإمبراطورية السلجوقية. يعود تاريخ تأسيس المتحف لعام 1914 كمتحف للمؤسسات الإسلامية في مجمع مسجد السليمانية، وتم تغيير اسم المتحف ونقله لموقعه الحالي في قصر إبراهيم باشا، الذي يعود تاريخ بنائه للقرن السادس عشر في منطقة السلطان أحمد في عام 1983. 
تشمل معروضات المعرض أغنى مجموعة من السجاد المنسوج يدويًا في العالم والتي يفوق عددها 1700 قطعة سجاد، أغلبها تعود لفترة الإمبراطورية السلجوقية، بالإضافة إلى قطع من إيران والقوقاز والعديد من المخطوطات والمصاحف المكتوبة بخط اليد والمشغولات المعدنية والأواني الزجاجية والسيراميك والأعمال الفنية الخشبية، ولوحات فنية رائعة لنماذج الخط العربي، أعمال فريدة تربط الدين والفن. 
كما يمكن مشاهدة مجموعة متنوعة من قطع الفن الإسلامي في متحف اسطنبول الأثري وهو أول متحف تم تأسيسه في المدينة خلال العهد العثماني في عام 1891م بالقرب من حديقة كلخانة، ويتكون مجمع المتاحف من ثلاثة أقسام: المتحف الآثاري ومتحف الشرق القديم ومتحف الفن الإسلامي، ويحتوي على أكثر من مليون قطعة أثرية من الحضارات الآشورية والمصرية واليونانية والرومانية وقطع أثرية من شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام. زيارة المتحف أشبه برحلة شيقة إلى عالم الحضارات القديمة. 

 أسواق اسطنبول التقليدية 
عرفت اسطنبول منذ تأسيسها كمركز تجاري مهم على طرق التجارة القديمة في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى، ولعبت أسواقها دورًا بارزًا في نمو اقتصاد المدينة وثرائها، وعلى الرغم من ظهور العديد من مراكز التسوق الكبيرة الفاخرة والحديثة التي تضم كبرى العلامات التجارية في العالم، إلا أن الأسواق الشعبية لازالت محافظة على رونقها، وتحظى بشهرة واسعة حيث يزورها عشرات الآلاف من السياح يوميًا، ويعد «البازار الكبير» في منطقة الفاتح من أكبر وأقدم الأسواق المغطاة في العالم، حيث يرجع تاريخ تأسيسه لعام 1455م، ويحتوي على أكثر من 4000 محل تقدم مجموعة من السلع كالأقمشة والمجوهرات والذهب والجلد والسجاد والمنتجات الحرفية والهدايا التذكارية السياحية ومن أكثر المعالم السياحية زيارة في المدينة. 
ومن الأسواق الشعبية واسعة الشهرة «السوق المصري» أو سوق البهارات الواقع في منطقة «أمينونو»، الذي أنشئ في عام 1597م بتعليمات صادرة من السلطانة صفية زوجة السلطان العثماني مراد الثالث، ووالدة السلطان محمد الثالث، وترجع تسمية السوق بسبب أنه كان يتم استيراد التوابل من الهند وجنوب آسيا إلى مصر ومنها إلى اسطنبول، ويعد ثاني أكبر الأسواق التقليدية في المدينة، ويشتهر ببيع التوابل ومنتجات الشاي بمختلف أنواعها والقهوة والأعشاب والحلويات التقليدية كالبقلاوة والحلقوم التركي الشهير، حيث لا تكتمل الرحلة إلى اسطنبول دون شراء كميات منه لإهدائها عند العودة من تركيا ■

مدينة اسطنبول

مسجد آيا صوفيا

أحد أجنحة قصر التوبكابي

إحدى بوابات قصر دولما بهجة