المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

طهران
البابطين يجمع باقة المثقفين في بستان سعدي

هل يمكن أن تصلح الثقافة ما أفسدته السياسة، وهل يمكن أن تشارك الكلمة في تقوية ريح الانفتاح التي تهب على العلاقات العربية - الإيرانية فتنعشها وتعيد إليها دفء التواصل الذي شهدته في مرحلة تفاعل الحضارة الإسلامية؟

لم يكن هذا الأمر غائبا عن ذهن أمناء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري وهم يعدون العدة لملتقى سعدي الشيرازي. هذا الشاعر الذي يعتبر بحق التعبير الخلاق عن تمازج هاتين الثقافتين - العربية والفارسية - بعد أن جمعهما وعاء واحد هو الإسلام.

وقد أقيم الملتقى بالفعل في طهران وعلى مدى أربعة أيام، بالتعاون بين مؤسسة البابطين للإبداع الشعري ورابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية الإيرانية.

حضر الملتقى ما يقرب من 500 شخصية عربية وإيرانية من نقاد وأدباء وشعراء ورؤساء مؤسسات ثقافية وإعلامية، وافتتحه الرئيس الإيراني الدكتور محمد خاتمي، مؤكدا أن الاحتفاء بسعدي هو احتفاء بالثقافة والأدب والنبوغ، مشيدا بالمبادرة التي قام بها الشاعر الكويتي عبدالعزيز البابطين الذي كان لمؤسسته الفضل في إقامة هذا الملتقى.وقد حضر الافتتاح عدد كبير من القيادات الثقافية الإيرانية منهم الدكتور عطاء الله مهاجراني وزير الثقافة، ورئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية آية الله التسخيري، ونائب رئيس الرابطة الشيخ محمد سعيد النعماني، وعدد كبير من المسئولين والسفراء العرب في إيران.

وسعدي الشيرازي ليس شاعرا عاديا، ولكنه علامة فارقة في تاريخ الثقافة الإسلامية. فقد عاش في القرن الثالث عشر الميلادي وكتب العديد من المؤلفات نثراً وشعراً، وأشهرها هو (جلستان) أي حديقة الورد، وهو مجموعة من الحكايات النثرية القصيرة ومعها بعض الأشعار التهذيبية. وتتميز كتابات سعدي بأسلوبها الجزل الواضح وبما فيها من روح التسامح والعواطف الإنسانية. ولعل هذا ما جعل كتبه أكثر الكتب شعبية في الأدب الفارسي. لقد شهدت مدينة شيراز مولد سعدي وموته أيضا ودفن بها، وتحيط بقبره حديقة غناء أشبه بالبستان الذي تغنى به، ولكن زمنه كان مضطربا وانعكس ذلك على حياته التي قضى معظمها متنقلا من مكان إلى آخر بحثا عن نصير لم يجده أبداً.

من جانبه، قال الشاعر عبدالعزيز البابطين رئيس مؤسسة البابطين للإبداع الشعري: إن الشعر ليس ترفاً كما يتراءى للبعض، وإنما هو قيمة فكرية رائدة ومتقدمة، مضيفاً أن الشيرازي شاعر يتجسد فيه بشكل فائق، التمازج والتلاقح بين الثقافتين الشقيقتين، ولارتباط حياته فصولاً بإيران والوطن العربي، ونظمه الشعر بالفارسية والعربية مما جعله رمزاً للتآلف والانصهار بين شعبين وأمتين كانتا عماد الحضارة الإسلامية.

وأشار آية الله محمد علي التسخيري رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في إيران إلى أن الملتقى دليل على استمرار حالة التواصل بين الثقافتين العربية والإيرانية التي ترعرعت منذ عصور الإسلام الأولى.

وتحدث وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الدكتور عطاء الله مهاجراني عن سعدي قائلاً: لم يكن سعدي متطرفاً في مواقفه الاجتماعية والعلمية، وإنما كان متوازناً في فهمه لقضايا الإنسان والحياة. وألقيت بعد ذلك قصائد للشاعر الشيرازي باللغتين الفارسية والعربية بالتبادل، ألقى القصائد بالعربية أحمد سالم، وبالفارسية د. جليل تجليلي.

وفي المساء أقيمت ندوة بعنوان "التأثير المتبادل في الشعرين العربي والفارسي" تحدث فيها عن الجانب الإيراني الدكتور آذرتاش آذرنوش وعن الجانب العربي الدكتور فكتور الكك. وترأس الجلسة الدكتور مهدي محقق وشهدت هذه الجلسة مناقشات وتعقيبات من الضيوف في الجانبين.

وفي صباح يوم الثلاثاء الرابع من يوليو 2000، وهو اليوم الثاني من أيام الملتقى، أقيمت ندوة بعنوان "العلاقات الثقافية بين الإيرانيين والعرب: الحاضر وآفاق المستقبل". وقد ترأس الجلسة الدكتور محمد الميلي.

وتحدث فيها عن الجانب العربي كل من الدكتور محمد الرميحي والكاتب الإسلامي الأستاذ فهمي هويدي.

عن الجانب الإيراني تحدث كل من الشيخ محمد سعيد نعماني وكيل رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في طهران، والدكتور محمد علي آذرشب المستشار الثقافي الإيراني في دمشق.

وأشار الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين رئيس المؤسسة التي نظمت الملتقى في كلمته في تلك الندوة إلى أن ملتقى سعدي الشيرازي لقي نجاحاً باهرا، وأن اجتماع أكثر من (500) شخصية أكاديمية وأديب وشاعر ومسئول عن الثقافة في هذا الملتقى كفيل تماما بإزالة رواسب الماضي، وأن تلك الرواسب آخذة بالزوال وحل محلها تفاهم مشترك على أكثر من صعيد بدءاً بالصعيد الثقافي، وسادت مفاهيم تدعو إلى التعاون الثقافي والحضاري المشترك الذي سيمتد وشيكاً إلى المجالات كافة.

وفي كلمته رحب الرئيس رفسنجاني بالأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين ومرافقيه أجمل ترحيب، وثمن عاليا جهود المؤسسة على الساحة الثقافية العربية والإسلامية، مؤكدا التوفيق التام في اختيار سعدي الشيرازي عنواناً للملتقى، ومشيداً بحسن الإدارة ودقة التنظيم.

وكان سفير دولة الكويت لدى إيران الأستاذ علي سليمان السعيد قد أقام حفلاً تكريميا على شرف ضيوف الملتقى مساء يوم الاثنين 3 / 7 / 2000، وهو اليوم الأول من أيام الملتقى، وقد حضر هذا الحفل أكثر من مائتين وخمـسين مدعواً من النخبة المثقفة في إيران والـوطن العربي.

وقد قامت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، بطباعة مختارات من الشعر العربي والشعر الفارسي وكذلك مختارات من شعر سعدي بالعربية والفارسية مترجمة إلى اللغة الأخرى بالتبادل، بلغ عددها أربعة مجلدات، وتم توزيعها على المشاركين في الملتقى، وهي:

1 ـ

مختارات من الشعر العربي منقولة إلى الفارسية.

2 ـ

مختارات من الشعر الفارسي منقولة إلى العربية.

3 ـ

أشعار سعدي الشيرازي بالفارسية منقولة إلى العربية نثراً وشعراً.

4 ـ

أشعار سعدي العربية منقولة إلى الفارسية.

القاهرة
إعادة ترميم جامع الظاهر بيبرس

بدأ العمل من جديد في ترميم واحد من أجمل جوامع القاهرة وهو جامع الظاهر ركن الدين بيبرس بمنطقة الظاهر بالقرب من وسط القاهرة الذي شيده السلطان بيبرس عام 667 هجرية/1268 ميلادية وذلك بعد توقف دام عدة سنوات.

وأعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر الدكتور جاب الله علي جاب الله أن الترميم سيتم بشكل علمي مدروس حتى يعود إلى الجامع رونقه وجماله الذي عرف به. ويأتي هذا الترميم في إطار المشروع القومي لتطوير القاهرة الإسلامية.

وأوضح أنه تم ترميم وإصلاح الأسوار الخارجية للجامع وترميم الإيوان الغربي والقضاء على مشكلة المياه الجوفية التي كان يعاني منها، وأن الأعمال الباقية تتضمن استكمال بناء القبة الرئيسية والحفاظ على موقع القبلة القديمة وعلى الشكل التقليدي للعمارة الإسلامية للجامع.

وأضاف أن الجامع كان قد تعرض للإهمال على مر العصور وكان أسوأ ما تعرض له عندما تحول إلى حصن أطلق عليه "سلكونسكي" أثناء الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 ميلادية ووضعت المدافع فوقه واستخدمت مئذنته برجا وتحول ثكنة عسكرية ثم تحول مجزرا أيام الاحتلال البريطاني لمصر ثم صار متنزها بعد ذلك لأهل الحي.

ويعتبر جامع الظاهر بيبرس من أقدم الأمثلة الباقية من المساجد المملوكية من حيث التخطيط المكون من صحن أو وسط مكشوف وأربعة أسقف تحيط به من جوانبه، وتأثرت عمارته بعمارة إسلامية مشابهة في المشرق والمغرب.

المهرجان القومي السادس
للسينما المصرية

كل عام من شهر يونيو، ينظم صندوق التنمية الثقافية المهرجان القومي للأفلام الروائية المصرية مستهدفاً تنمية وتطوير السينما المصرية، وتدعيم إنتاجها الجيد، وتشجيع المبدعين من العاملين في هذا الحقل، مستثمراً الجانب الثقافي للأفلام الجيدة وفق شروط أن يكون الفيلم مصرياً إنتاجاً وإبداعاً، ولقد رأس مهرجان هذا العام الناقد علي أبو شادي، وتشكلت لجنة التحكيم من الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي رئيساً، ومن الأعضاء كمال الشيخ وعمر الحريري وناجي شاكر وغيرهم.

ولقد تنافس 22 فيلماً روائياً على جوائز قيمتها 307 آلاف جنيه، بالإضافة إلى 55 فيلماً تسجيلياً قصيراً، وتم الافتتاح بالمسرح الكبير بالأوبرا المصرية بحضور وزير الثقافة والعديد من رجال الإعلام والثقافة وحشد كبير من الفنانين والمهتمين بهذا الفن.

ومهما كان تقديرنا لهذا المهرجان في دورته السادسة، وللعديد من السلبيات التي تصاحبه كل عام، والأزمات الكثيرة التي تحدث على مستوى التنظيم، وافتقاره لدور العرض، ومنحه للجوائز، وغياب الكثير من المشتغلين بهذه الصناعة عن حضوره، وبرغم اعتراف الوزير نفسه بضعف هذه الدورة التي لوحظ فيها عدم وصول جوائز المهرجان لبعض الأفلام التي كانت تستحق جوائز، مثل فيلم "الشرف" الذي يعالج موضوعاً اجتماعياً وارتبط بمرحلة مهمة من تاريخ هذا الوطن وهي هزيمة يونيو 67، إضافة إلى أن الفيلم على المستوى التقني والفني قد أنجز بحساسية فنية جيدة، وأيضاً فيلم "فتاة من إسرائيل" الذي يعالج موضوع العلاقة والتطبيع مع الآخر، وبالرغم من تأكيد أحمد عبدالمعطي حجازي أن الأفلام الجيدة أكثر من الأفلام الفائزة، فإننا فوجئنا بحصول فيلم "جنة الشياطين"، على أغلب الجوائز بالرغم من المآخذ الكثيرة على المستويين الفني والموضوعي، بدءاً من اختيار الموضوع وأداء الممثلين واستعارة المخرج لأشكال من أفلام غريبة عن طبيعة أجواء الواقع المصري، وكذلك وقوع الفيلم في حالة من الميلودراما العنيفة على مستوى الأداء وتجسيد الحدث الذي اختلف تماماً مع النص الروائي المأخوذة عنه قصة الفيلم "كونكان العوام" للروائي جورج آمادو.

بالرغم من كل ذلك، سيظل لهذا المهرجان بعض الإيجابيات المهمة.

فلقد عثر على نسخة من الفيلم الذي افتتح به المهرجان "ياقوت" بطولة نجيب الريحاني وسيناريو بديع خيري والذي أنتج في عام 1934 بإنتاج فرنسي وإخراج إميل روزييه، وتم عرضه في المهرجان العرض الثاني منذ ذلك التاريخ، بعد أن تمكن الدكتور مدكور ثابت إبان توليه رئاسة المركز القومي للسينما عام 1999 من العثور على نسخة من هذا الفيلم من السينماتيك الفرنسي.

كما كرّم المهرجان عدداً من المشتغلين بهذا الفن، هؤلاء الذين أمضوا حياتهم في خدمة السينما المصرية باعتبارها كانت في وقت من الأوقات الفن الذي يثير المتعة والخيال عند قطاعات واسعة من العالم العربي، وكانت الوسيط في تعميق التواصل بين أفراد الأمة، ذلك الوسيط الأكثر تعميقاً منذ الأربعينيات وحتى الآن.

كرّم المهرجان زوزو حمدي الحكيم كرائدة لفن التمثيل بكتاب كتبه الناقد سمير فريد، وكمال عطية بين التعدد الإبداعي وعشق السينما لناجي فوزي، وعبدالحي أديب بكتاب لنهاد إبراهيم باعتبار أديب أحد روّاد كتابة السيناريو في العالم العربي، وكتاب عن نصحي إسكندر والنقش على السيلولويد تأليف رشيدة الشافعي، وكتاب عن أحمد الحضري رائد الثقافة السينمائية تأليف محمد عبدالفتاح.

من المؤكد أن السينما المصرية تمر بأزمة حقيقية بسبب ظهور آليات جديدة، وشروط لم تكن موجودة في فترة سابقة، فغياب السوق، ومزاحمة الوسائط الحديثة، وغياب التمويل، ونقص دور العرض بشكل عام على مستوى الساحة العربية، ومزاحمة الفيلم الأجنبي، ووقوع السينما المصرية في تناول موضوعات شديدة السطحية، وانحيازها لقضايا خفيفة تعبّر عن شباب اليوم بخلق النموذج السافر وتدعيمه إنتاجياً برغبة إثراء بعض المنتجين. في ظل هذه السينما، غابت الموضوعات التي تعبّر عن حركة الحياة الحقيقية.

ومما لاشك فيه، فإن فن السينما يعتبر من الفنون الأكثر تأثيراً في خلق الوعي العام، ولن ينقذ هذا الفن من محنته إلا بخلق التنظيمات الحقيقية التي تسهم فيها الدولة، ولن يساهم مهرجان دولي أو محلي في إنقاذ هذا الفن الجميل.

لندن
حمى هاري بوتر

عندما نشر كتاب "هاري بوتر وكأس النار Harry Potter and the Goblet of Fire " ـ وهو العمل الرابع ضمن سلسلة بطلها الساحر الصغير هاري بوتر ـ في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، فإنه أصبح أسرع كتب الأطفال مبيعا في التاريخ. ومن أجل وصف الاندفاع وراء شراء هذا الكتاب، اخترعت وسائل الإعلام تعبيرات جديدة مثل "هوس بوتر"، و"ظاهرة بوتر" و"حمى بوتر".

وكان الكتاب قد صدر في منتصف الليل بالضبط يوم الجمعة 7 يوليو 2000، وظلت بعض المكتبات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الصباح حتى تتمكن الصفوف الطويلة من الأطفال والبالغين المصطفة خارجها من شراء الكتاب. وخلال الساعات الأربع والعشرين التالية، باع الكتاب 372775 نسخة في المملكة المتحدة وحدها. وكان ناشرو الكتاب واثقين جدا من ان كتاب هاري بوتر الجديد سيحقق نجاحا باهرا حتى أنهم طبعوا منه 8،3 مليون نسخة في الولايات المتحدة و 1.5 مليون نسخة في المملكة المتحدة.

وقالت مؤلفة الكتاب جوان رولينج "اسمها الكامل جوان كاثلين رولينج، لكن الناشرين قرروا وضع الحروف الأولى لاسمها فقط، أي جي كي رولينج Rowling .K.J على كتبها، بعد أن ساورهم القلق من احتمال إحجام الأولاد عن قراءة كتب ألفتها امرأة": "ليس هناك من كلمات كافية للتعبير عن صدمتي إزاء ما حدث". وأضافت: "أنا مذهولة ففي أقصى خيالاتي ما كنت أستطيع تخيل شيء مثل هذا".

وكان الآباء والمعلمون في السنوات الأخيرة قلقين من أن انتشار الكمبيوترات الشخصية وشبكة الإنترنت سيؤدي إلى تراجع في قراءة الأطفال للكتب. لكن النجاح المذهل لكتب هاري بوتر أثبت أن قراءة الكتب ستبقى من الأنشطة المحبوبة للأطفال.

وعندما منحت جامعة سانت أندروز في أسكتلندا الدكتوراه الفخرية لجي كي رولينج في يونيو الماضي، قالت سو كاننجهام، مديرة الجامعة للعلاقات الخارجية، إن رولينج: "أثبتت أن كتب الأطفال لاتزال قادرة على افتتان وسحر جمهور ضخم، رغم الجاذبية المنافسة للتلفزيون، والجيمبوي والبوكيمون".

ويبلغ طول كتاب هاري بوتر الجديد ضعفي طول الكتاب الثالث، ويضم فعلا ربع مليون كلمة. وتقع طبعة المملكة المتحدة، التي صدرت عن دار نشر Bloomsbury، في 636 صفحة، بينما تقع الطبعة الأمريكية التي صدرت عن دار نشر Scholastic في 473 صفحة. ويعتقد بعض النقاد أنه طول مفرط بالنسبة لكتب الأطفال، لكن أطفالا كثيرين قرأوا الكتاب بأكمله بسرعة غير عادية.

وكان الكتاب الأول من هذه السلسلة، الذي حمل عنوان "هاري بوتر وحجر الفيلسوف Harry Potter and the Philosophcrs Stone" قد صدر في عام .1997 (في الولايات المتحدة غير العنوان ليصبح (هاري بوتر وحجر الساحر Harry Potter and the Sorcerers Stone). ونشر الكتاب الثاني (هاري بوتر وغرفة الأسرار Harry Potter and the Chamber of Secrets). في عام 1998، بينما نشر (هاري بوتر وسجين أزاكابان Harry Potter and the Prisoner of Azakaban) في العام الماضي. ويكبر هاري عاما واحدا في كل كتاب، وقد بلغ عمره في الكتاب الأخير أربعة عشر عاما. وقالت جي رولينج إنها تنوي نشر سبعة كتب، وهو ما يعني أن هناك ثلاثة كتب أخرى من سلسلة هاري بوتر في الطريق إلينا.

ووقت صدور "هاري بوتر وكأس النار"، كانت الكتب الثلاثة الأولى قد باعت 35 مليون نسخة، وترجمت إلى 30 لغة. وقد قاد نجاح كتاب هاري بوتر جي رولينج إلى ثروة تقدر بنحو 15 مليون جنيه إسترليني.

ومن المتوقع أن تزداد كثافة اهتمام أطفال العالم أجمع بهاري بوتر مع تحويل الكتاب الأول "هاري بوتر وحجر الساحر" إلى فيلم سينمائي في العام القادم. وكانت شركة الإنتاج السينمائي الأمريكية وارنر برازرث قد اشترت حقوق تحويل الكتابين الأولين من السلسلة إلى أفلام، وسيتولى إخراج "هاري بوتر وحجر الساحر) المخرج الشهير كريس كولومبوس ـ الذي أخرج فيلم (وحيد في البيت Home alone).

وجي كي رولينج في الرابعة والثلاثين من عمرها، وهي مطلقة من زوج برتغالي الجنسية وأم لطفلة في السادسة. وقبل أن تنشر كتابها الأول عن هاري بوتر في عام 1997، كانت تدرس اللغة الفرنسية في إحدى المدارس وتعيش مع ابنتها في شقة صغيرة باردة في أدنبرة، عاصمة أسكتلندا. وبفضل الثروة التي جاء بها إليها هاري بوتر، أنفقت أخيرا اكثر من أربعة ملايين جنيه إسترليني على منزل به حوض سباحة بالقرب من شارع كنسنجتون الراقي في غرب لندن.

وكان نشر "هاري بوتر وكأس النار" قد رافقته حملة تسويقية ذكية، فمن أجل تأجيج حالة الترقب قبل النشر، أحاط الناشرون الكتاب بسرية تامة، ولم يكشفوا حتى عن عنوانه أو صورة الغلاف حتى 27 يونيو. وطلب من كل المكتبات على جانبي المحيط الأطلسي ألا تضع الكتاب على رفوفها قبل منتصف ليلة السابع من يوليو. وليلة صدورالكتاب، بدأت جي كي رولينج حملة دعائية. وفي كتبها، يسافر هاري بوتر إلى هوجوارتس، مدرسة السحرة، على متن قطار بخاري أحمر اللون أسمته "قطار هوجوارتس" انطلق من محطة كينجز كروس في لندن. وانطلقت جي كي رولينج أيضا من محطة كينجز كروس على متن قطار بخاري أحمر في جولة دعائية لكتابها الجديد مدتها أربعة أيام تطوف خلالها إنجلترا وأسكتلندا. وخلال محطات توقفها، يحظى أفراد الجمهور الذين فازوا بـ "التذكرة الذهبية" بفرصة الالتقاء بها والحصول على توقيعها على كتبهم.

فهل نجحت جي كي رولينج في الحفاظ على المستوى الرائع الذي اتسمت به كتبها الثلاثة السابقة؟ وإذا تركنا الحكم للتعليقات الواردة على موقع قراء البي.بي. سي "هيئة الاذاعة البريطانية" على شبكة الإنترنت فستكون النتيجة رائعة. وتبين التعليقات أيضا ان البالغين كانوا شغوفين أيضا بقراءة الكتاب مثلهم مثل الأطفال.

وكتب جد في السبعين من عمره: "أعتقد أن هذا الكتاب ساحر مثله مثل سابقيه. لقد انتظر حفيدي يومين حتى انتهيت من قراءته" وكتبت طفلة في الثامنة من عمرها: "أعتقد أن كتاب هاري بوتر الجديد عبقري وساحر مثله مثل الكتب الثلاثة السابقة".وعلى الموقع الخاص بمكتبة الأمازون على شبكة الإنترنت، منح القراء تقدير خمسة نجوم، وهو أعلى تقدير يمكن أن يحوزه كتاب.

لكن وجهات نظر النقاد كانت متباينة. فقد أشاد به بشدة تشارلز تيلور، أحد كتاب مجلة "صالون" الأدبية الأمريكية الذائعة الصيت "وهي مجلة على شبكة الإنترنت". وكتب تيلور: "سيصبح هاري بوتر، مثله مثل شارلوك هولمز وطرزان وأوليفر تويست، واحدا من تلك الشخصيات التي ستمثل شيئا بعينه في أذهان القراء، حتى بالنسبة للذين لم يقرأوا مغامراته".

لكن في فبراير الماضي، عندما رشح "هاري بوتر وسجين أزاكابان" لنيل جائزة وايتبريد السنوية للكتاب، قاد انتوني هولدن، أحد محكمي الجائزة، حملة ضد الكتاب. وزعم هولدن أن مستوى عمل جي كي رولينج "أعلى بالكاد من الأشعار التي تكتبها فرقة البوب النسائية سبايس جيرلز". وذهب إلى أن شخصيات رواياتها "وحيدة البعد"، وأن نجاحها يعود للتسويق الذكي. وقد ذهبت جائزة وايتبريد لسيموس هايني، الفائز من قبل بجائزة نوبل للآداب، عن ترجمته للملحمة الأنجلو ساكسونية (بيوولف Beowaulf).

ويمكن النظر إلى هاري بوتر كجزء من تقاليد الكتابة الكوميدية البريطانية للأطفال. وتتمتع جي كي رولينج بموهبة وصف الشخصيات والأحداث بأسلوب مدهش، وهناك الكثير من المشاهد المضحكة، رغم أن الأولوية في العمل هي للصراع بين الخير والشر. إنها تصنع عالما يمثل عالمنا، لكنه يسير بمنطقه وقوانينه الخاصة. فهناك على سبيل المثال وزارة السحر. ومدرسة هوجوارتس للسحرة الصغار تشبه من أوجه عديدة المدارس الداخلية الإنجليزية، لكن الزي الموحد للمدرسة يتكون من أرواب، وعباءات، وقلنسوات طويلة مستدقة، ومن بين المواد التي تدرس فيها "المشروبات السحرية" و"رعاية المخلوقات السحرية".

واخترعت جي كي رولينج كلمات جديدة لعالم هاري بوتر. وعلى سبيل المثال، تعني كلمة "موجل Muggle" الناس العاديين الذين لا يملكون قوى سحرية. أما رياضة (الكويديتش Quidditich) فتلعب بأربع كرات في الهواء، بينما اللاعبون يمتطون عصي المكانس السحرية.

وكان هاري بوتر قد أصبح يتيما وهو ابن عام واحد عندما قتل الساحر الشرير اللورد فولدمورت والديه. وبقت في جبهة هاري ندبة على شكل البرق نتجت من محاولة اللورد فولدمورت قتله، ويواصل دائما محاولاته قتل هاري.

وتعين على هاري أن يعيش مع عمته المزعجة وزوجها، فرنون وبتونيا دروسلي وابنهما السمين ددلي، لكنه يكتشف في سن الحادية عشرة أنه يمتلك قوى خاصة كساحر فيبدأ في الذهاب إلى مدرسة هوجوارتس.

والكتاب الأخير يبدأ ببطولة كأس العالم للكويديتش بين إيرلندا وبلغاريا. والحدث الرئيسي في الكتاب هو مسابقة السحر الثلاثية بين أعظم ثلاث مدارس للسحر في أوربا ومن بينها بالطبع مدرسة هوجوارتس. وتتجمع المدارس الثلاث حول (كأس النار) لترى من سيكون الأبطال الثلاثة المشاركون في البطولة، ويتضح أن اسم هاري واحد من الأسماء الثلاثة التي تم اختيارها من الكأس. ويصل العمل إلى ذروته مع معركة بين هاري بوتر وفولدمورت الشرير.

ولم يكن الجميع سعداء مع هاري بوتر. فبعض الآباء، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، سئموا من منع كتب هاري بوتر من فصول ومكتبات المدارس بحجة أنها تروج الشر والسحر. بل ورفعت الكاتبة الأمريكية نانسي ستوفر دعوى ضد الناشر الأمريكي ورولينج في مارس الماضي، زاعمة أن سلسلة بوتر مسروقة من عملها (أسطورة راه والمغل The Legend of Rah and Muggles)، الذي صدر في عام 1984، والذي ضم شخصية اسمها لاري بوتر.

سوزانا طربوش

بيروت
الملتقى الأول للخطاطين العرب في بيروت

عبّر "الملتقى الأول للخطاطين العرب" الذي انعقد أخيرا في العاصمة اللبنانية وبدعوة من مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، عن قلق يساور الخطاطين العرب بصدد مستقبلهم، وكذلك بصدد حرفة الخط العربي: فهل من مستقبل أو أفق لهم او لمهنتهم؟ وما مدى تأثير الحاسوب الحديث في هذه المهنة وهل سيبقى للخطاط فسحة من الإبداع في زمن هذا الحاسوب؟

في الملتقى الاول للخطاطين العرب الذي شارك فيه خطاطون من سبعة اقطار عربية، عقدت، وعلى مدى أربعة أيام، ندوات متواصلة تمحورت حول الخط العربي واستعمالاته في الحياة المعاصرة. وقد ركز الدكتور صلاح الدين شيرزاد، وهو خطاط عراقي، في مداخلة تحت عنوان "المد والانحسار في الخط العربي عبر التاريخ" على محور أساسي قوامه الضرورة التي أوجدت الخط العربي، إذ رأى أنه لم يوجد كمتعة، بل انبثق في الكتابة العربية التي هي وعاء النشاط الفكري والمعيشي للإنسان، وهذا الارتباط ما بين فن الخط وتلك الممارسة الإنسانية الجادة، ربط الخط بالإنسان نفسه. وانطلاقا من هنا رأى الباحث أن المسلمين خلال عصور الحضارة التي عاشوها، بدءا من العصر الأموي وحتى نهاية العصر العثماني، كان يفترض ان يكون حضور فن الخط في مجتمعاتهم حضورا قويا بل وضروريا بسبب مركزية وقوة السلطة الإسلامية. وأضاف الباحث أن الحضارة الإسلامية قد ازدهرت على مدى اثني عشر قرنا وجذبت إليها الأنشطة والفاعليات وأصحاب العلوم والفنون. وقد ازدهرت المراكز الحضارية كما ازدهر فيها الخط العربي، وبرز في عراق العباسيين في القرن الرابع الهجري ابن مقلة وأخوه، ثم ابن البواب في القرن الخامس الهجري. ثم جاء عصر ياقوت المستعصي وهو بغدادي ايضا. فيما كان في مصر، وتحديدا في الفسطاط، والقاهرة، خطاطون كبار أيضا امثال طبطب "القرن الثالث الهجري" والشيخ الزفتاوي وعبدالرحمن الصائغ، كما برز في الأندلس خطاطون، وكذلك في بقية الحواضر الإسلامية

وقال الباحث إنه مع ظهور الطباعة في أوربا، وعلى اثر اختراع غوتنبرغ في القرن الخامس عشر الميلادي حروف الطباعة، انحسرت مهنة الخط تبعاً لانحسار مهنة النسخ. ولكن الكارثة الكبرى كانت في تركيا بسبب إلغاء الحرف العربي واستخدام الحرف اللاتيني بدلا منه ضمن الاتجاه التحديثي الذي قامت به الحركة الطورانية الأتاتوركية.

بعد ذلك وصل الباحث إلى أسئلة قلقة لا أجوبة شافية بصددها:

ـ هل سيبقى للخطاط متسع من الإبداع زمن الحاسوب الحديث؟

ـ هل تحتاج برامج هذا الحاسوب الخطية إلى خطاط؟

ـ هل المستقبل لمصلحة اليد التي تبدع الخط الأنيق والقصبة التي تجوده وترتفع به إلى مستوى الإعجاز؟

تلا مداخلة الدكتور صلاح الدين شيرزاد حوار لم يجب احد من المشاركين فيه عن هذه الأسئلة القلقة والمخيفة.

تحدث الجميع عن الطابع المثالي لهذه المهنة وعن قدسيتها وأهميتها في الضمير والوجدان العربي والإسلامي، ولكن دون أن يتطرق الحوار إلى الأسئلة التي طرحها شيرزاد.

خطاط وفنان تشكيلي لبناني هو سمير صايغ تحدث في "الملتقى" عن الجوانب الروحية لاندفاع الخطاط وتجويده، وعن تحديث الخط العربي بما يتلاءم ومعطيات التقارب والمنحى التشكيلي الإبداعي العام.

وألقى الخطاط السوداني تاج السر حسن بحثا عن آفاق الحرف العربي المخطوط وآفاق التقنية الحاسوبية، كثف فيه في مستوى المكاشفة والتصور. فالخطاط المبدع المرن في رأيه هو الذي يمكن أن يصير ذاكرة مرنة لهذا الحاسوب الذي يتحدث بلغة العصر دون أن يفقد جوهر إبداعه في مجال تجويد الخط العربي.

ولم يدع خطاط آخر هو أحمد المفتي "من سوريا" متطلبات العصر ومدى تجاوب الخط العربي معها. لذلك بدا واحدا من رعيل الخطاطين المنفتحين على الاحتمالات على أنواعها والداعين إلى تطوير هذا الفن الجميل والنبيل.

وذكر نقاد مراقبون في "الملتقى" أن المناقشات لم تتطرق بشكل جاد للعلاقة القائمة أساسا بين الخط العربي والفن التشكيلي العربي ضمن تيار الحروفية العربية المعاصرة، لاسيما ان الاتجاه الحروفي التشكيلي لم ينطلق ضمن إيقاع واحد استلهم الحرف العربي وحده، بل توزع إلى اتجاهات متعددة منها الاتجاه النصي الذي استغل استعمالات الخط النسخي او الكوفي، او الخط الفارسي وتجربة الإيراني، أو الاتجاه التراكمي الحروفي عبر تجربة كرمي علي رضا، بل وحتى عبر تجارب التيار الاستلهامي الحروفي مثل تجربة السوداني أحمد شبرين، أو العراقي شاكر حسن آل سعيد أو اللبناني عمران القيسي أو المغربي محمد المليجي. فكل هذه الاتجاهات الخطية والتشكيلية الفنية في آن هي تجارب اشتغلت على مفردة الحرف العربي فحولته إلى إشارة وإلى حركة وإلى صوت وإلى حضور زماني في سكونية مكان اللوحة.

وبالرغم من بعض النقد الذي وجه إلى الملتقى الأول للخطاطين العرب الذي انعقد في بيروت، وبخاصة عدم إجابته عن الأسئلة التي تتناول آفاقه المستقبلية، ومنها المخاوف من دور الحاسوب وذاكرة الكمبيوتر، فلاشك أنه عكس قلق مهنة كان لها شأنها في تراث العرب وإبداعهم وتوقهم الروحي عبر العصور.

 

 

جهاد فاضل

 
 




افتتاح الملتقى يتصدره الرئيس الايراني محمد خاتمي وبجواره عبدالعزيز البابطين





جمع من المثقفين العرب وهم يقومون بزيارة قبر سعدي في شيراز





مسجد الظاهر بيبرس في حاجة إلى إعادة تجديد وبعث الحيوية فيه





شعار مهرجان السينما المصرية السادس





نجيب الريحاني في واحد من أشهر أفلامه الكوميدية سلامة في خير





جوان رولينج





غلاف أحد كتب هاري بوتر قدح النار





الأطفال يتسابقون على كتب جوان رولينج





الملتقى الأول للخطاطين العرب في بيروت





الملتقى الأول للخطاطين العرب في بيروت





الملتقى الأول للخطاطين العرب في بيروت