عزيزي القارئ المحرر

عزيزي القارئ

بدايات ونهايات

عزيزي القارئ...

بداية عام جديد، تعني في الوقت نفسه نهاية عام مضى. ففي كل بداية نهاية. لكننا مع بداية هذا العام نحس بأن العالم يعيش لحظة معلقة، ما بين قديم يخبو- دون أن ينطفئ تماما، وجديد يبزغ - دون أن يفرض لمعان ضوئه بشكل حاسم. النظام العالمي- النظام العربي - المنظومة الثقافية. كل هذه المكونات تعيش لحظة معلقة يتجاذبها القديم والجديد، ومن ثم فنحن لا نزال في مرحلة التصفية، ومرحلة البحث.

ويجيء هذا العدد - برغم صدوره في مطلع عام جديد- مرآة عاكسة لهذه الحالة، ولا نقول مصادفة لأن المصادفة- كما يقال- لا تأتي إلا لمن يستحقها، والاستحقاق هنا جاء من الاستجابة للإحساس بطبيعة اللحظة. وتعبيرا عن هذه اللحظة يتضمن هذا العدد مداخلة لرئيس التحرير عن الوضع العربي، كعلامة استفهام معلقة بين محصلة ما حدث وما يمكن أن يحدث. ومن النظام العالمي- بعد انتهاء مواجهة القطبين الكبيرين- يتناول الاستطلاع الخارجي في هذا العدد بالتأمل الجمالي والتاريخي مآل أكبر جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق - روسيا. أما عن المنظومة الثقافية فإن كثيرا من موضوعات هذا العدد يتناولها بعين الباحث عن يقيئ سواء بالرفض أو القبول فعن "صناعة الثقافة والاحتكار العالمي" يعالج الموضوع الهم الثقافي غير منفصل عن النظام العالمي. وعن الحاضر الذي يبحث عن تاريخ يتحدث استطلاع "المتروبوليتان.. كبر متاحف الدنيا". وعن الطب القادم- على استحياء وإن بروح المغامرة- يتحدث مقال "أعضاء حيوانية في أجسام البشر". أما معضلة السكان والتنمية، التي كانت موضوع مؤتمر كامل عقد في القاهرة وثارت حوله كثير من عواصف هذه اللحظة العالمية المعلقة، فإن هذا العدد يفرد لها ملفا خاصا يتوزع بين "أرقام" و "جوهر القضية" و"رؤية إسلامية لقضية التنمية" و" النمو السكاني والتحديات أمام العرب". ولا تنتهـي قائمة موضوعات هذا العدد التي تعالج إشكالية اللحظة المعلقة وانعكاساتها الثقافية المتعددة.

وما دمنا نتحدث عن البدايات التي تعني نهايات أخرى فإننا نود لو نبتدئ مع كتابنا بداية تنهـي تراكم المواد الجيدة من الإسهـامات التي أرسلوها إلى العربي قبل إدخال الحاسوب في الدورة المستندية للمجلة. فعندما شرعنا في وضع خطة لاستيعاب إسهامات كتابنا الذين نعتز بأقلامهم، وجدنا أنها تغطي عدة سنوات مما يعني انتظارا لا يحتمله كثير منهم، ولا نرضاه لهم. لهذا أجرينا تصفية احتفظنا خلالها ببعض المواد الجيدة لأعداد قادمة، واعتذرنا - مكرهين- عن مواد جيدة أخرى حتى لا يطول انتظار كتابها الذين نعتز بهم ونكن لهم كل الاحترام. ومن الآن فصاعدا سيتم الفصل في قبول المواد للنشر بشكل يمنع التراكم وطول الانتظار.

ولتكن كل البدايات طيبة والنهايات كريمة.

وكل عام وأنت بخير عزيزي القارئ.

 

المحرر

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات