المملكة العربية السعودية تُثري الثقافة بمركز الملك عبدالعزيز العالمي «إثراء»

المملكة العربية السعودية تُثري الثقافة  بمركز الملك عبدالعزيز العالمي  «إثراء»

   يتراءى لنا مبنى ضخم وعلى ارتفاع هائل بعيد، بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية وبالتحديد مدينة الظهران، عند خروجنا من دولة الكويت برًا باتجاه مملكة البحرين، نقترب شيئًا فشيئًا وسط ذهولنا، وكأننا نرى مدينة خيالية تتضخم أمامنا، ويتعالى انبهارنا بجمال هذا المبنى الغريب، فهو مبنى مركز الملك عبدالعزيز العالمي الثقافي (إثراء) أحد أبرز المراكز الثقافية في المملكة العربية السعودية.  

 

بدخولنا المركز استقبلنا مجموعة من الشباب السعودي القائمين على إدارة المركز، وبسؤالنا عن ماهية هذا المكان الساحر، علمنا بأنها مبادرة من شركة أرامكو السعودية، تم طرحها عن طريق مسابقة دولية، وتم اختيار مقاول المشروع لتصميم المبنى، وهو شركة سنوهيتا (Snohetta) النرويجية للهندسة المعمارية، والتي كان من مشاريعها المعمارية، وسبق وأن قامت هذه الشركة بتصميم مراكز ثقافية بارزة، مثل مكتبة الإسكندرية في مصر ودار الأوبرا في أوسلو بالنرويج وغيرها من البرامج العالمية الناجحة، وقد قامت بتنفيذها شركة «سعودي أوجيه»، ووضع لبنته الأولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز (2008) وقدمته «أرامكو السعودية» بمناسبة احتفالها بمرو 75 عامًا، وقدمتها هدية للمجتمع لبناء جسور التواصل بين المملكة العربية السعودية والعالم. والجدير بالذكر أن التصميم حاز على عدة جوائز عالمية، ومنها شهادة «LEED» عن الفئة الذهبية للأبنية المستدامة من مجلس المباني الخضراء العالمي، وذلك لتحقيقه كافة معايير الأبنية المستدامة.

صخور مدعومة بالقوة المستدامة
المركز يقع على إجمالي مساحة 80 ألف متر مربع، أي ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم، واجهة المبنى ذات تصميم معماري حديث، تغلفها أنابيب فولاذية مضغوطة ذات فائدة للعزل الحراري الملفوفة بعناية حول كل صخرة، بحيث يصل طول هذه الأنابيب التقريبية إذا ما قمنا بفردها إلى طول المسافة من الدمام إلى الرياض، بارتفاع 90 مترًا مربعًا. 
واستخدمت تقنية عربية أثرية قديمة وتعرف باسم التربة المدكوكة، حيث تم خلط تراب وحصى جُمع من أربع مناطق في المملكة، إحداها موقع المركز، ودكها معًا لبناء جدار صديق للبيئة مصنوع من مواد محلية طبيعية، ليمثل التنوع والوحدة التي تعد السمة البارزة للمملكة العربية السعودية. ضمن مبادرات إثراء لاستدامة خفض استخدام الماء بنسبة 75 في المئة من خلال استخدام تقنيات تدفئة وتبريد متقدمة، وإضافات توفر استهلاك المياه، ويتم تدوير بنسبة 50 في المئة من مخلفات البناء، الخشب والحديد والورق.
الهيكل الخارجي عبارة عن مجموعة من الأبنية تشكل خمس صخور مختلفة الأحجام تستند وتساند بعضها البعض، وترمز إلى التكامل والتعاضد لمجموعة من المجالات، ويحتضن المركز العديد من التخصصات الثقافية تحت سقف واحد، فالصخرة الأولى هي المكتبة ذات الطوابق الأربعة، والصخرة الثانية هي برج المعرفة الذي يرتفع 18 طابقًا عن سطح الأرض، أما الصخرة الثالثة فهي المسرح، بينما الصخرة الرابعة هي القاعة الكبرى التي تبلغ مساحتها 1500 متر مربع، أما الصخرة الخامسة والأخيرة فهي مختبر الأفكار المكون من ثلاثة طوابق.
فهذا المبنى الذي لا يظهر منه سوى ثلثه فوق سطح الأرض، تم بناؤه خلال عشر سنوات وافتتح في سبتمبر 2017م، وقد بلغت القيمة المالية التقديرية للمبنى بمليار ونصف ريال سعودي.

«إثراء» عالم ثقافي نشط
يوفر المركز مجموعة واسعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية والتعليمية للجمهور. ويضم متحفًا ومسرحًا لاستضافة العروض المسرحية والموسيقية والعروض الترفيهية والأحداث الثقافية. ويحتوي أيضًا على متحف الطفل، ومختبر الإبداع واستديو الإنتاج، كما اشتمل على صالات للمعارض الفنية والتاريخية وورش العمل والندوات، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوار الاستمتاع بزيارة مكتبة «إثراء» وهي واحدة من المكتبات الرئيسية التابعة لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي الموجودة في المركز، والتي تعد واحدة من أكبر المكتبات في المنطقة مكونةً مجمعًا ثقافيًا مهمًا يساهم في نشر المعرفة وتعزيز القراءة والتعلم، حيث تضم مجموعة واسعة من الكتب تقارب الربع مليون كتاب، أي ما يصل إلى 326  ألف كتاب مع مليوني وثيقة إضافية، مع طاقة استيعابية تتسع لنصف مليون كتاب ودورية ودراسة في المحفوظات الرقمية، كما تضم أكثر من 34 ألف كتاب إلكتروني مسموع، و7000 صحيفة ومجلة إلكترونية.
وتعتبر المكتبة مرجعًا مهمًا في المملكة للباحثين والطلاب والمهتمين بالمعرفة، لما تحتويه من مجموعة كبيرة من الكتب والمصادر الثقافية والأدبية والتاريخية والعلمية. كما توفر المكتبة خدمات الاستعارة والبحث والاستفادة من المصادر الإلكترونية. وتحتضن المبادرات الثقافية كمسابقة القراءة الوطنية «اقرأ» وندوات الكتاب والمثقفين، وتستضيف أيضًا فعاليات ثقافية ومحاضرات وورش عمل للمساهمة في التثقيف وتطوير المهارات الشخصية والمهنية للزوار، بالإضافة لعرض المواد الثقافية المتنوعة بشكل يومي وأسبوعي وشهري، لذلك يفضل التحقق من الموقع الرسمي لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي للحصول على معلومات محدثة حول الأنشطة والفعاليات المقدمة فيه، أما زيارة المركز فمجانية.

الغوص في مرافق إثراء
كل ما يتصل بمركز الملك عبدالعزيز يعد ذا قيمة جمالية عالية وقيمة معرفية ثرية، فمن شكل التصميم الخارجي للمبنى والمرافق المحيطة به والإطلالة الخارجية على الحدائق التي تعتمد على  تقنية البستنة الجافة، التي تقلل احتياج المياه عن طريق اختيار نباتات المناسبة للبيئة المحلية، إذ تجمع أكثر من 18 ألف نبتة من 30 نوعًا من أنواع النباتات، تمكن الزوار من الاستمتاع بالتنزه في الممشى المحيط الذي يلتف حول المبنى، بالإضافة إلى منطقة ألعاب أرضية للأطفال، فيها ألعاب حركية ولعبة الشطرنج التي تلقى تفاعلًا كبيرًا وسط الأسبوع لما فيها من تحديات وتدريب للكبار والصغار. 
وبدخولنا للمبنى الرئيسي لـ «إثراء» حتى نجد الغرف الزجاجية التي تقام فيها الورش التدريبية والحرفية، بينما يتوسط ساحة المدخل سلم كبير للصعود للمكتبة. وتنقسم الخدمات فيها كالتالي: 
القاعة الكبرى: الواقعة في الدور الأرضي والبالغة مساحتها 1500 متر مربع  وتعد من الإبداعات المعمارية الفريدة بالقرب من مدخل المركز، حيث صممت لاستضافة المعارض الزائرة، وتقديم فنون الصوتيات وفعاليات مثل  «بحر وسماء» للفنان الإسباني بوكيت، وآخرين في جدول زاهر بالأنشطة على مدار الأسبوع.
متحف إثراء: يلتقي في متحف إثراء عدة عناصر من الفن الحديث والمعاصر والتراث السعودي والفن الإسلامي والتاريخ الطبيعي لشبه الجزيرة العربية، حيث يضم خمس صالات مخصصة توفر للزوّار رحلة فريدة من نوعها تجمع ما بين المعارض التفاعلية، وصالات العرض المقسمة التي تحتوي على ورش العمل العملية، والمحاضرات التثقيفية، وتقام فيها الجولات المتخصصة، ومعارض مؤقتة و دائمة متنامية من الأعمال الفنية والحرفية، تمثل ثقافات ثرية في المملكة العربية السعودية ودول العالم.
متحف الطفل: يتميز بأنه أول متحف مخصص للأطفال إلى سن الثانية عشر في المملكة، ويهدف إلى تنمية قدرات الصغار الذهنية منذ بداية طفولتهم، لمساعدتهم على اكتشاف ذاتهم وبناء ثقتهم وشخصياتهم من خلال الأنشطة التي يمكنهم أن يشتركوا فيها جنبًا إلى جنب مع ذويهم، أثناء إقامة معارض وأنشطة تفاعلية وترفيهية. 
كما يقوم المتحف بدور فعال لتعريف الأطفال السعوديين بالثقافات الأخرى، من خلال عدد من الأنشطة والبرامج وهي (كهف القصص)، الذي تمنح الأطفال الفرصة للتعرف على شعوب مختلفة من خلال الدراما والمسرحيات. ويقدم معرض «عالمنا» تجارب أطفال من أنحاء العالم. كذلك معرض «البيئة والحياة البحرية» الذي يعرض حيوانات حية ونباتات. و«المختبر البيئي» الذي يمكن العلماء الناشئين من استكشاف العلوم البحرية والبيئة وعلوم الفيزياء والجيولوجيا، إضافة إلى «الفنون الإسلامية» وفيها يتعرف الطفل على معالم التاريخ الإسلامي الثري بالجمال والهندسة والتصميم. إلى جانب مكتبة للأطفال، ومعارض دورية مؤقتة، وغرفة طعام، واستوديوهات فنية، وغرف كومبيوتر، وفصل دراسي.
مسرح إثراء: يعد مجمع المبدعين المسرحيين للتواصل مع الأشخاص من ذوي المهن المسرحية لتبادل خبراتهم مع المشاركين، لمناقشة مواضيع ذات علاقة بالتمثيل والإنتاج والإخراج، وتبادل الأفكار حول دعم الإنتاج المسرحي المحلي وتثقيف الفنانين السعوديين والمحليين، لزيادة جودة وأعداد المسرحيات السعودية من خلال إشراكهم في ورش عمل ولقاءات توفر بيئة آمنة وإبداعية لفناني ومبدعي المسرح للقاء والتحاور.
وتم تقديم نماذج من هذه العروض: أوركسترا نمساوية، وعدد كبير من الحفلات الموسيقية العربية والعالمية، وعروض الخدع البصرية والسيرك، وعرض «ميتافيرس أوف ماجيك» لتجربة المسرحية الرائدة للاعبي الخفة في العالم، ممن يجمعون بين الخدع المذهلة والعروض المسرحية الشيقة وأحدث التقنيات باستخدام الهاتف الذكي، مما يجعل المتلقي جزءًا من التجربة.
مختبر الأفكار: حيث التحفيز على الابتكار وخلط الأفكار وتشذيبها، فتتوالد الرؤى لتنتقل بعدها إلى الواقع، من خلال تقديم برامج سنوية لمحترفي الفن والعلوم والتقنية، لتطوير حلول للواقع المعزز والواقع الافتراضي والواقع الممتد بالصوت والتقنيات الحسية، عن طريق توفير الأدوات المعرفية التي تساعد في تصميم وبناء المشاريع، إضافة إلى تقديم الدورات الملهمة، فتتيح بذلك الفرصة للمشاركين لتقديم مشاريع مستدامة ذات قيمة للمجتمع.
السينما: تعرض سينما «إثراء» العديد من الفعاليات التي تلبّي اهتمامات الجمهور المتنوعة، عبر دعم المواهب المحليّة في صناعة السينما بالمملكة العربية السعودية، من خلال دعم صانعي الأفلام والأعمال الفنية الهادفة... فصالة السينما تضم 315 مقعدًا، وتعرض  فيها الأفلام الوثائقية والثقافية الإبداعية من مختلف أرجاء العالم، وكذلك أفلام الأطفال التعليمية والاجتماعية، وغيرها من أفلام أرشيف أرامكو السعودي، وتقدم العروض المرئية في رعاية وتنشئة المواهب الشابة الواعدة في المملكة ممن لديهم أفلام وثائقية أو درامية أو كوميدية.بالإضافة إلى مسرح لفنون الأداء يتسع لـ 900 مقعد.
لذلك تعتبر صناعة الأفلام السعودية هدفًا رئيسيًا في إثراء، إذ يقوم المركز بتسليط الضوء على المواهب المحلية وتكريم صانعي الأفلام والمنتجين الطموحين. وتهدف البرامج إلى صناعة السينما السعودية عبر دعم صنّاع الأفلام المحليين، ومساعدتهم ليرووا قصصًا سعودية أصيلة من خلال إنتاج الأفلام والحصول على فرص التمويل المشترك، بالإضافة إلى اكتشاف جيل جديد من رواة القصص المبدعين.
وتشارك «إثراء» في إنتاج أفلام متنوعة تصل إلى أكثر من 25 فيلمًا عالميًا، منها «حادي العيس»، و«طريق الوادي»، وقد تم مؤخرًا عرض فيلم «هجان» السعودي، من إنتاج «إثراء»، وفاز بعضها إقليميًا وعالميًا. كما ينظم المركز سنويًا في قاعة السينما مهرجان أفلام السعودية، حيث يجتمع العديد من صانعي الأفلام من كتاب ومخرجين ومنتجين وغيرهم لتبادل الخبرات ومناقشة الأفكار في مجال صناعة السينما.
تجارب الطعام: إضافة إلى متجر البقالة للخدمة الذاتية السريعة المتطورة، تنتشر خيارت عديدة ومتنوعة ما بين المطاعم والمقاهي العالمية في بلازا مركز إثراء، أو في المنطقة المحيطة بالمركز وحتى في أروقة المبنى، كما في المكتبة فيقدم الأطعمة والمشروبات من العديد من الثقافات العالمية للزوار، بينما يقدم مطعم كانتينا الوجبات الجاهزة للموظفين أو للطلاب الذين لا يسعفهم الوقت للخروج لتناول الطعام.
معرض الطاقة: ويشهر مقابل البوابة الرئيسية معرض الطاقة، وهو مبنى قديم كان يسمى 
بـ «معرض الزيت أو معرض أرامكو السعودية للزيت سابقًا» الكائن بالقرب من موقع بئر الخير، ليكون أول بئر نفط ينتج بكميات تجارية في المملكة العربية السعودية بمدينة الظهران، وتم فتحه في عهد الملك فهد بن عبدالعزير، طيب الله ثراه... ويعرض فيه محاكاة لطريقة استخراج النفط. ويقدم فيه حاليًا إنجازات الماضي والحاضر، وتحديات المستقبل باستخدام التقنية الحديثة والوسائط المتنوعة.
علاوة على ذلك، يسمح للزوار الخوض في العديد من التجارب التفاعلية في مجال العلوم والهندسة والتقنية والرياضيات، والتمتع برحلة تأخذهم عبر بدايات البترول وتكونات الصخور تحت الأرض وعمليات الحفر في الصحراء، للتعرف على استخراج النفط وموارد الطاقة وقصة شركة أرامكو التاريخية.
أكاديمية إثراء: تستهدف المبدعين والأفراد الموهوبين الذين يتطلعون إلى تعزيز مهاراتهم وبناء معرفتهم، وذلك للعب دور نشط في الصناعات الإبداعية والثقافية، المحلية والعالمية. وتقوم على تنمية المواهب وتقديم برامج تعليمية مصممة لتمكين ودعم الفنانين والمحترفين والهاوين، للعب دور فعّال على الصعيدين الإقليمي والدولي.
مكتبة إثراء: المكونة من أربعة أدوار بتصميم بانورامي فريد، فكلما صعدنا للأعلى قل الضجيج، وتحتضن رفوفها آلاف من الكتب والمجلات والأبحاث في مختلف المجالات، بما في ذلك العلوم والتاريخ والأدب والفنون والثقافة العامة، وتحتوي أيضًا على الكتب الإلكترونية وقواعد البيانات العلمية. أما في الدور الثالث وعلى جانب من القاعة المكتبية فيفترش مقهى لطيف يخدم القراء، وتنتشر بالمكتبة وسائل سهلة مثل جهاز ذكر «سمارت» للبحث عن الكتب والمجلات الرقمية وكتب صوتية وكتب نادرة... بالإضافة لغرف المؤتمرات التي تسع لـ 20-30 شخصًا مخصصة للطلاب.

قلب إثراء النابض
تتكون مكتبة إثراء من خمسة طوابق يضم الأول حاويات لإعادة الكتب بعد الاستعارة والمراجعة، وفي الطابق الثاني ترتكز مكتبة للأطفال وأخرى للناشئة ومكتبة المواد السمعية والبصرية وغرف للاطلاع، أما الطابق الثالث فيختص بالأدب والروايات ويتكئ المقهى على جانب المساحة. وشمل الطابق الرابع المجموعات العامة الغير أدبية والدين، وأعلاها في الطابق الخامس حيث المراجع وكتب التاريخ والجغرافيا والسير الذاتية.
 كما اشتملت إثراء على مجموعة كبيرة من الموارد والخدمات التي تهدف إلى تعزيز القراءة والتعلم والتثقيف في المجتمع، منتشرة في عدة قاعات، قاعة الكتب والمراجع العربية، ومنها قاعة الملك عبدالعزيز، وقاعة الكتب والمراجع الأجنبية، إلى قاعة الصحف والدوريات الجارية، وكذلك تتوفر القاعة السمعية والبصرية، وقاعة المخطوطات والمقتنيات النادرة، بالإضافة إلى قاعة للمطبوعات الحكومية.
فتوزيع المكتبة يكون على شكل أقسام تخدم احتياجات المستخدمين وتنظيم الموارد المتاحة، ومحتواها كالآتي: 
● الكتب: يشمل هذا القسم الكتب الورقية والإلكترونية، بين مجموعة كبيرة من الكتب في مختلف المواضيع والتخصصات، بما في ذلك الأدب، والعلوم، والتاريخ، والفنون، والتكنولوجيا، والدين، والتنمية البشرية، وغيرها. تتضمن الكتب الورقية والرقمية والصوتية. ويخصص جزء من القسم لتصنيف وعرض الكتب حسب الموضوعات أو التصنيفات المعتمدة مثل نظام ديوي.
● قسم المجلات والصحف والدوريات: يحتوي هذا القسم المجلات والدوريات العلمية والأكاديمية والثقافية متخصصة والصحف الحديثة، بحيث يمكن للمستخدمين الاطلاع وقراءة المقالات والأبحاث والمحتوى الحديث والأخبار الجديدة في مجالات متنوعة.
● المصادر الإلكترونية: تتضمن المكتبة قاعدة بيانات إلكترونية تحتوي على مقالات علمية، ودوريات، وكتب إلكترونية، ومواد تعليمية متنوعة. يمكن الوصول إلى هذه الموارد عبر الشبكة العنكبوتية داخل المكتبة أو عن بُعد. 
● قاعة القراءة: تتوافر هناك أيضًا مناطق مخصصة داخل المكتبة للقراءة أو الدراسة الهادئة، حيث يمكن للزوار الجلوس والاستفادة من الموارد المتاحة. 
● قسم الدراسات والبحوث: يتضمن موارد مخصصة للطلاب والباحثين، مثل المراجع الأكاديمية، والأطروحات، والأبحاث العلمية.
● قسم الوسائط المتعددة: يحوي هذا القسم الأفلام والموسيقى والألعاب والبرامج التعليمية التفاعلية، ومواد مثل الأقراص المدمجة، وأقراص الفيديو، والأشرطة السمعية، والألعاب التعليمية، والبرامج التعليمية التفاعلية. يهدف هذا القسم إلى توفير موارد تعليمية متنوعة ومشوقة للمستفيدين.
● قسم الأنشطة والفعاليات: تقدم المكتبة فعاليات ثقافية وتعليمية متنوعة، مثل الندوات والمحاضرات وورش العمل والمعارض، التي تهدف إلى تعزيز تبادل المعرفة وتشجيع الثقافة والابتكار. ويعد مساحة لتنظيم الأنشطة والفعاليات التعليمية والثقافية مثل الندوات، وورش العمل، والمعارض الفنية، والأمسيات الأدبية. كما تشمل المساحات الإبداعية أماكن مخصصة للأنشطة الإبداعية والعمل الجماعي، مثل مختبرات الصناعة الإبداعية والورش الفنية. وهذه بعض المكونات التي تهدف إلى تعزيز التفاعل والمشاركة المجتمعية، بناءً على احتياجات المجتمع والمستفيدين والموارد المتاحة.
● قسم قواعد البيانات والمراجع: تسهل على المستخدمين البحث والاستعلام عن قواعد البيانات المتخصصة في مجالات مثل العلوم، والطب، والهندسة، والأدب، والتاريخ، وغيرها. وتتيح هذه القواعد البيانات الوصول إلى مقالات علمية وموارد موثقة. يحتوي على مواد مرجعية مثل الموسوعات والقواميس والمؤشرات والكتالوجات والمنشورات القانونية.
● قسم التكنولوجيا: تنتشر الحواسيب والمعدات للاستخدام العام، من حواسيب وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت، حيث يمكن للمستفيدين استخدامها للبحث عن الموارد الرقمية، الموسوعات الرقمية، والأرشيفات الرقمية، والمجموعات الفنية الرقمية، والمواد الصوتية والفيديو الرقمية. تهدف هذه الموارد الرقمية إلى توسيع نطاق المعرفة وتعزيز التعلم وتوفير وصول سهل وسريع إلى المعلومات الحديثة والمحتوى المتنوع. بالإضافة إلى خدمة الإنترنت للبحث والاطلاع على الموارد الرقمية، والاستفادة من البرامج والتطبيقات التعليمية. توفير الوصول إلى الموارد الإلكترونية والمحتوى الرقمي المتنوع. وبدلًا من الاعتماد فقط على الكتب الورقية، يتيح القسم الرقمي للمستخدمين الاستفادة من الكتب الإلكترونية والمجلات الرقمية وقواعد البيانات والمصادر المتعددة الأخرى.

خدمة الإعارة بمكتبة إثراء
الجدير بالذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز توفر عضوية «المكتبة الرقمية» مجانًا، ليتمكن الزوار من قراءة عدد لا محدود من الكتب باللغتين العربية والإنجليزية في شكل كتب سمعية وإلكترونية. 
وتوفر أيضًا خدمة الإعارة الخارجية للأعضاء وفق شروط معينة، يمكن للأعضاء المسجلين في المكتبة استعارة الكتب والمواد الأخرى لاستخدامها خارج المكتبة لفترة محددة، ويمكن للعضو الحصول على هذه الخدمات عند حضوره للمكتبة، على ألا يتجاوز عدد المواد المستعارة خمس مواد، وتصل مدة الإعارة إلى أسبوعين منذ تاريخها، كما تتيح المكتبة كذلك خدمة الإعارة الداخلية للمقتنيات، مثل استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمول وiPad. 
لا عجب أن مكتبة الملك عبدالعزيز (إثراء) اختيرت في عام 2018 من قبل مجلة «تايم» الأمريكية بصفتها أحد أعظم 100 مكان في العالم. فهي نموذج لإظهار أنظمة المكتبات المطورة والتقنيات الحديثة المواكبة والمتغيرات المستجدة في علوم المكتبات الرقمية.
هنا... تُصنع خبرة إثرائية متخصصة، ترنو إلى تعزيز الثقافة والعلوم والفنون والتراث في المجتمع، وتطوير مهارات المجتمع في مختلف المجالات. فتوفر برامج وفعاليات متنوعة تستهدف الأطفال والشباب والبالغين... لتكون صرح المستقبل الثقافي الواعد ■