الحلوى البحرينية رمز الكرم والضيافة

الحلوى البحرينية «صوغه» أو هدية القادم من البحرين التي يحرص الزائر على شرائها، حيث تعد أفضل أنواع الحلويات الشعبية، والتي تعكس عراقة وذوق وكرم أهل مملكة البحرين منذ القدم، وكرم البيت البحريني في الضيافة العربية، وأصبحت مرادفة للهوية البحرينية الأصيلة بوجود الحلوى التقليدية على السفرة في البيوت والإقبال الشديد لها، لتكون بين قائمة الحلويات التراثية، التي يقصدها السياح وضيوف مملكة البحرين، فهي تعتبر من الحلويات الشهيرة في البيت العربي بجانب القهوة العربية ورائحة الزعفران والهيل لتقدم للضيوف.
تنتشر لافتات محلات بيع الحلوى البحرينية في العاصمة المنامة وفي الأسواق الشعبية في مدينة المحرق، وتعد مراكز جذب للسياح والتي يحمل أغلبها اسم «شويطر» العائلة التي أصبح اسمها مرادفًا للحلوى البحرينية، حيث بدأ بصناعتها جدهم حسين محمد شويطر الذي يعد من أوائل من امتهن هذه الحرفة في مملكة البحرين، فبدأ بصناعتها في منزله وافتتح محلًا بسوق المحرق في عام 1850م وذاعت شهرتها حتى تعدت حدود البحرين، ولا يمكن تفادي زيارة محلات شويطر، فهي ضمن المزارات الرئيسية التي ترمز لمملكة البحرين والتي تعرفنا بها على السيد محمد يعقوب شويطر، والذي يعتبر من الجيل الثالث للعائلة العاملين في هذا المجال، وقال إن الحلوى البحرينية لا تزال ضمن الحلويات المفضلة لأهل البحرين رغم التطور الهائل في عالم صناعة الحلويات وتنوعها، ولا يخلو أي بيت بحريني منها وتقدم للضيافة بجانب القهوة، فهي جزء لا يتجزأ من حياة أفراد المجتمع بمختلف أطيافه، ويتزايد الطلب عليها في مواسم الأعياد ورمضان والمناسبات الاجتماعية، حيث يعد وجودها شيئًا أساسيًا، وتحتوي مكوناتها على السكر ونشاء الذرة والماء والمكسرات وماء الورد والهيل والزعفران، أما عن طريقة تحضيرها فيتم إضافة المكونات الأساسية وطبخها في قدور نحاسية كبيرة، ويتم تحريكها بشكل مستمر على النار لمدة ساعة تقريباً ومن ثم إضافة المكسرات وماء الورد والهيل والزعفران بالتدريج، وفي سؤال السيد شويطر عما إذا تغيرت طريقة التحضير عن السابق يقول إنهم حريصون على صناعتها يدويًا على الطريقة التقليدية القديمة للحفاظ على نكهتها الأصلية، في حين أن هناك مصانع أخرى لجأت إلى استخدام الآلات الكهربائية الحديثة في الصناعة توفيرًا للوقت والعمالة، وعن مكوناتها فإنها لا تختلف عن السابق إلا من حيث نوع المكسرات المستخدمة، فقديمًا كانت تقتصر على اللوز البحريني، أما الآن فيتم إضافة الفستق والجوز والكاجو والسمسم، ومن أنواعها: الحلوى الحمراء والحلوى الملكية والأميرية والخضراء وحلوى التين، وتختلف الأسعار حسب المواد المستخدمة في كل نوع، ولكن أكثرها شعبية الحمراء.
تطوّر الحلويات البحرينية
كما ينتج المصنع العديد من الحلويات الشعبية الأخرى، مثل: حلوى السمبوسة بالمكسرات والمحشوة بالحلوى والسمسمية ومعمول التمر والزلابية والغريبة والخنفروش، وهو نوع من أنواع الكيك البحريني والرنجينة، بالإضافة إلى صناعة المتاي وهو نوع من المكسرات دخلت صناعته إلى البحرين عن طريق التجارة مع الهند قديمًا وتتفرد البحرين بصناعته بين دول المنطقة، ويصنع من طحين الحمص، ويضاف إليه الملح والدهن والفلفل والفول السوداني والبازلاء الخضراء، كما يباع في محلات شويطر ماء الورد والأعشاب والمخللات البحرينية.
وعن مستقبل صناعة الحلويات الشعبية أفاد السيد شويطر بأنه رغم التطور الهائل في صناعة الحلويات وظهور العديد من الشركات والمصانع التي تتفنن في إنتاج الأصناف المختلفة من الحلويات، إلا أن هناك إقبالًا كبيرًا على طلب الحلويات البحرينية الشعبية من قبل البحرينيين والسياح من دول الخليج العربي، خاصة الذين يحرصون على شرائها لتقديمها كهدايا، حيث يفضلون الحلوى البحرينية على ما سواها من حلويات. ويواكب المصنع التطورات حيث قام بتطوير الحلوى بإضافة نكهات جديدة، منها حلوى المشمش وإضافة الشوكولاتة لبعض الحلويات الشعبية، كما تطورت طريقة تقديم المنتج من حيث التعليب والتغليف، ورغم الإضافات الجديدة للحلويات البحرينية إلا أن الأغلب يفضلها بشكلها التقليدي وطعمها المعتاد.
وعن اهتمام المعنيين بالثقافة والتراث في مملكة البحرين يذكر السيد شويطر أن المدارس والمؤسسات التعليمية تحرص على عمل رحلات للطلاب إلى مصانع الحلوى لتعريفهم بهذه الصناعة، وكذلك السياح الذين يزورون المصنع لمشاهدة طرق إعدادها والتي تعتبر جزءًا من الفلكلور البحريني الذي أصبح مرتبطاً باسم البحرين ورمزاً للضيافة والكرم الذي يتميز به أهلها، فمحلات بيع الحلوى ليست مكانًا لشراء الحلويات فحسب، بل هي مكان يعكس ثقافة المجتمع البحريني وأحد أهم المراكز الثقافية التي تعكس تاريخ البحرين القديم ■