كي أطهو رملاً لصغاري

كي أطهو رملاً لصغاري

أستبدل شاي الفجر
بضحْكتها حين تغرد في الهاتفِ
بصباح الخير
وأستبدل
خبزَ الأم الطازج 
والخارج من تنور الفرن
بنظرتها
أستبدل ظل الأغصان النائمةِ
على نافذتي
بحنين ثمار التفاحِ
إلى فرعٍ يحميها
إن طغت الشمسُ
وشبت نيرانُ ضراوتها
إن بزغت زينبُ
وارتعشت خمسة أقمارٍ
من يدها
وأطلت
وتدلت
من بين سماوات خمسِ
وانتظر القمران الإذنَ
وقالا اسمي
لكني لم أشبع
من تكرار حروفي الأربعة
 على شفة العنابِ
وراحت تبتكر حروفًا أخرى
لم تخطر في الفجر على قلب خبير اللغة 
وأسرار الألف الباء 
 إلى سرب أوزات الياء
إذا سبحت فوق الأسطر والكراسات الكشكول
وبالعرض وبالطول
  وتشبه عفوًا عند المقدرة
وتشبه كل التشبيهات الحُسنى
هي سيدة الحسن
تجيد  الطهو بلا نار
وبلا شمسٍ حارقةٍ
ستون وخمسٌ
هربت من قيد العمر وحطت
وانتبذت مقعدها
بأيدها المسكونة بلآلئها
وصليل زمردها
فُكي قيدي
كي أقطف وردك
أو أسقي وردًا
زرَعته يدي
فأنا لا أبصر فيك سوى فيكِ
لو تنطق منه شفاهك بكلام ما
ياما استمعت أذناي له
أو فاض به من نهر عذوبات تترى
وأنا الفارغ كالغيمة جفت والتفت
تحلم بالمطر لتسكبه
فوق العرجون الضامر
كامرأة ضامرة
تحلم بزمان ولى
وحبيب ولى
وتدلى من ذاكرة العمر السالف وتولى

***
مَن لي بامرأة
وضعت قيدين بكف واحدة
ومضت
كي أطهو
رملاً لصغاري
علَّ أميرًا يأتي بدقيق وبزيت وثريد
في ليل البيد الأرعن
يامن
يامن ■