د. أحمد أبو زيد أحد منارات الفكر العربي الحديث والمعاصر

د. أحمد أبو زيد  أحد منارات الفكر العربي  الحديث والمعاصر

لم تخرج مكونات الحضارة الحديثة وتطوراتها من رحم دور العبادة شأن معظم الحضارات القديمة، بل خرجت من رحم الثورات السياسية، والعلمية، والاقتصادية، ومن المصانع والمختبرات، ومجامع البحوث العلمية والجامعات، بحيث إن تطور العلوم بموضوعاتها وأدواتها خلال القرنين التاسع عشر والعشرين فاق تطوره خلال ألفي عام وأكثر من التاريخ الإنساني كما يقول الباحثون.

 

كانت الأنثروبولوجيا بجميع فروعها، لا سيما الأنثروبولوجيا الاجتماعية (علم الإنسان الاجتماعي) إحدى هذه العلوم التي تفرعت في الأساس عن علم الاجتماع، الذي ابتدعته عبقرية ابن خلدون في القرون الوسطى وكان من الطبيعي أن يكون مفكرو أوربا الاستعمارية لا سيما الإنجليز والفرنسيين منهم هم الذين طوّروا هذا العلم، وعلى رأسهم إدوارد تايلور Edward Tylor ورادكليف براون Radcliffe Brown في بريطانيا، وفي فرنسا مع أوغســـت كونت Auguste Comte (ت 1857) والكونت سان سيمون Comte Saint-Simon (ت 1825م) وبلغ نضجه مع إميل دوركهايم Émile Durkheim (ت1917م) أستاذ علم الاجتماع في جامعة السوربون، والذي اختار لطه حسين موضوع أطروحته للدكتوراه عن فلسفة ابن خلدون الاجتماعية. 

ما الأنثروبولوجيا الاجتماعية؟
وقد حــــدد دوركهايم الأنثروبولوجيا الاجتماعية تحديدًا جــامعًا في كتابه «قواعد المنهج الاجتماعي» Les règles de la méthode sociologique م1865)) بقوله: «يمكننا تعريف الأنثروبولوجيا الاجتماعية بأنها دراسة طبيعة المجتمع الإنساني دراسة منهجية منظمة تعتمد على مقارنة الأشكال المختلفة للمجتمعات الإنسانية بالتركيز على الأشكال الأولية للمجتمع البدائي»، أي أنها بمعناها الحديث الشامل هي الدراسة العلمية المنهجية لمجتمعات البشر، وثقافاتهم وأديانهم وأبدانهم وعاداتهم وتقاليدهم وفنونهم ولغاتهم وتركيبهم البيولوجي، إنه علم واسع الحقول بدأ الأوربيون بوضع مبادئه ومناهجه في النصف الأول من القرن التاسع عشر، نتيجة للكشوفات الجغرافية والثورة الصناعية ونتائجها، وتطور وسائل المواصلات وحركة الاستعمار، بحيث تعرفوا على شعوب ومجتمعات وأديان وثقافات وحضارات جديدة مختلفة لم يكن لهم بها معرفة من قبل، فكان لا بد من دراسة عادات هذه الشعوب وتقاليدها وأديانها ليسهل اختراقها واستغلالها والسيطرة عليها وعلى ثرواتها كأهداف رئيسية للاستعمار، وهي دراسات كان المبشرون المسيحيون يقومون بها في الماضي لنشر الديانة المسيحية بين هذه الشعوب، بينما كان الرحالة المسلمون يقومون بدراسة هذه الموضوعات لأهداف إنسانية مختلفة أساسها حب الاطلاع والمعرفة التي حثهم القرآن والرسول عليها.
كان للدكتور أحمد أبو زيد (ت 29 يوليو/2013م عن 92 عامًا) من أصحاب الفكر التنويري الحر استقى ثقافته العلمية من مصادر متعددة أثرت في تكوينه الفكري الذي ترك بصمات مهمة في الدراسات الأنثروبولوجية المعاصرة في الجامعات العربية، لا سيما في مصر وليبيا والكويت.
ولد الدكتور أحمد مصطفى أبو زيد في منزل والديه العائلي بحي القباري الشعبي بالاسكندرية في 3 مايو 1921 من أب مصري صعيدي، مغربي الأصل مستورد وتاجر فحم حجري للقطارات والمصانع، ووالدته من أصول تركية محافظة إلا أنها ذواقه للأدب والفن والموسيقى، وقد ورث أبو زيد منها حب هذه الفنون، وكان إنتاجه الفكري خصيب إذ ترك ركامًا ضخمًا من الموضوعات الثقافية والأفكار المثيرة للإعجاب عبّر عنها بمقالاته في الصحف والمجلات والكتب والترجمات. فقد حدد الثقافة بأنها «كل ما يصدر عن الإنسان من إبداعات وابتكارات سواء كانت فكرية أو فنية أو جمالية أو حرفية، بل أيضًا أسلوب الحياة ذاتها». بدأ يتلقى أبجدية القراءة والكتابة على يد والديه في المنزل قبل أن ينتقل إلى المدارس الحكومية الابتدائية ثم الثانوية في رأس التين بالإسكندرية، حيث تأهل عام 1941م لدخول قسم الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة الإسكندرية الحكومية، ونال منها شهادة الليسانس بهذا الاختصاص عام 1944م. وكان من أساتذته فيها الدكتور أبو العلا عفيفي أستاذ الفلسفة الإسلامية الشهير، ويوسف كرم أستاذ الفلسفة اليونانية وأقطابها وفلاسفة العصور الوسطى المسيحية، والدكتور مصطفى زيور أحد أشهر أساتذة التحليل النفسي، إلا أن أكثر أساتذته تأثيرًا في تكوينه الفكري كان عالم الأنثروبولوجيا الاجتماعية المستشرق الإنجليزي الكبير رادكليف براون Radcliffe Brown المعار من جامعة أوكسفورد البريطانية إلى جامعة الاسكندرية، والذي أسس فرع الأنثروبولوجيا في هذه الجامعة وتحت إشرافه أنجز أبو زيد رسالة الماجستير عام 1947م التي كان موضوعها «الشعائر الجنائزية لدى المسلمين المصريين». 

منحة دراسية
وبسبب إعجابه بذكاء وثقافة أحمد أبو زيد أرسله براون عام 1950م في منحة دراسية لتحضير الدكتوراه في العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجيا في جامعة أكسفورد بإشراف عالم الأنثروبولوجيا الشهيـــــــر إيفـــان بريتشــــــارد Evans-Pritchard 
(ت 1973م) مؤسس الاتجاه البنائي الوظيفي الذي يضم جميع الأنساق البيولوجية، والنفسية، والثقافية، والأفكار الاجتماعية، والأخلاقية، والسياسية، والقانونية، والاقتصادية للإنسان، بحيث تتفاعل كلها في البناء الاجتماعي. أنجز أبو زيد أطروحته الدكتوراه في الأنثروبولوجيا بفرعيها النظري والعملي.
 «تناول البحث النظري النظم السياسية في شرق أفريقيا وتناول البحث العملي الميداني النظم الاجتماعية والبناء الاجتماعي في الواحات الخارجة المصرية «(1954-1955م)، فقد اعتبرها الباحثون الاجتماعيون أول بحث ميداني علمي منظم نتيجة العقل العربي الحديث، والأساس الرئيسي للبحوث الاجتماعية والأنثروبولوجية في العالم العربي وكان بذلك من أوائل العرب المتخصصين في هذا الميدان وخلال تحضيره هذه الرسالة أرسله ريتشارد إلى جامعة السوربون في باريس ليطلع ويدرس افكار لوسيان ليفي ستروس Claude Lévi-Strauss مؤسس الأنثروبولوجيا البنيوية الفرنسية (حول العلاقة بين الأساطير واللغة والبناء الاجتماعي) وعند عودته إلى لندن أرسله ريتشارد إلى جامعة كمبريج البريطانية لدراسة البنيوية بمفهومها البريطاني على يد العالمين السير أدمون ليتش وزميله البروفسور فورديز. 
وفي عام 1956م عاد إلى جامعة الإسكندرية كمدرس لعلم الاجتماع بعد نيله شهادة الدكتوراه. ثم مدرس بالإعارة لعلم الاجتماع في الجامعة الليبية (بنغازي 1958م) وما لبثت منظمة العمل الدولية في جنيف التابعة للأمم المتحدة أن دعته للانضمام إليها لتنظيم وتنفيذ دراساتها عن الجماعات البدوية في أفريقيا جنوب الصحراء وفي الشرق الأوسط، فقام ببحوث تاريخية عن النظم الاجتماعية والبناء الاجتماعي في جنوب السودان وفي كينيا وأوغندا وتنزانيا وفي غرب أفريقيا (نيجيريا وسيراليون وذلك من عام 1960م إلى عام 1963م)، ونشرت منظمة العمل الدولية هذه التقارير والدراسات الميدانية ضمن إصداراتها، ثم عاد أبو زيد إلى جامعة الاسكندراية وكان من أهدافه الرئيسية تأسيس فرع الأنثروبولوجيا فيها إلا أن حكومة الكويت استعانت به عام 1966م لتأسيس جامعتها والتدريس فيها والمساهمة في إطلاق مجلة «عالم الفكر» الفصلية التي أصبحت إحدى أهم المجلات العربية المعاصرة للعلوم الاجتماعية. وفي عام 1970م عاد إلى جامعة الاسكندرية كأستاذ في علم الاجتماع وبين عامي 1972-1974م أصبح أستاذ ورئيس قسم الاجتماع والأنثروبولوجيا في الجامعة الأميركية في القاهرة وفي عام 1974م أصبح مديرًا بفرع الأنثروبولوجيا المستقل في هذه الجامعة، فعميدًا لكلية الآداب وعضوًا في المجلس الأعلى للثقافة، وفي المجمع العلمي المصري ومستشارًا للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، ورئيسًا للجنة الدراسات الاجتماعية في أكاديمية البحث العلمي المصرية، وزميلاً في المعهد الأنثروبولوجي البريطاني الملكي وعضوًا في المجمع الأفريقي الدولي.

150 مقالًا وبحثًا لإثراء الثقافة العربية
وبالرغم من مسؤوليات هذه المهمات، فقد أثرى أبو زيد الثقافة العربية والفكر العربي بعشرات بل بمئات المقالات والأبحاث في شتى موضوعات العالم المعاصر وحضارته، والإنسان العربي ومشكلاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية نجد أصداؤها في أكثر من 150 مقالاً وبحثًا بالعربية والإنجليزية والفرنسية التي كان يتقن لغاتها، نشرت العربية منها في مجلات عربية شهيرة كـ «العربي» وعالم الفكر والهلال والسياسة الدولية وتراث الإنسانية، ومجلة كلية الآداب بجامعة الاسكندرية والمجلة الاجتماعية القومية، والمجلة الجنائية القومية والأهرام الاقتصادي، ومجلة البحرين الثقافية ومجلة معهد الدراسات العربية العالمية (القاهرة وبغداد) ومجلة المأثورات الشعبية (قطر) وجريدة الحياة اللندنية، وكان له في مجلة العربي الكويتية باب شهري بعنوان «مستقبليات» تدور موضوعاته حول مشكلات وقضايا ذات أبعاد مستقبلية، وأصدر أبو زيد مجموعة من الكتب تأليفًا وترجمة، وأشرف على العديد من البحوث الميدانية والرسائل الأكاديمية. 
بدأ ينشر مؤلفاته عام 1958م بكتابين أولهما عن إدوارد تايلور E.Tylor عالم الأنثروبولوجيا البريطاني الشهير وأحد مؤسسي الأنثروبولوجيا في الفكر الغربي الحديث مع العالم البريطاني الآخر جيمس فريزر مؤلف كتاب «الغصن الذهبي» الذي أصدر أبو زيد ترجمة موجزة له مع مقدمة تحليلية عام 1971م، كما ترجم كتاب أستاذه في أوكسفورد إيفانز بريتشــــارد «الأنثروبولوجيا الاجتماعية عام 1958م» الذي أعيدت طباعته أكثر من ثماني مرات، وكتاب «ما وراء التاريخ» لوليم هاولز عام 1965م. وكان من مؤلفاته المهمة أيضًا دراسته الأنثروبولوجية عن عادة الثأر في إحدى قرى الصعيد (1962م) وبحثه عن إعادة بناء الإنسان المصري والأبعاد الاجتماعية، ضمن مشروع دراسة إعادة بناء الإنسان المصري الذي قامت به جامعة الإسكندرية (1976-1978م)، وبحثه «رؤية المصريين للعالم» ودراسات في المجتمع الليبي (1963م)، وكتابه الكبير المهم «البناء الاجتماعي مدخل لدراسة المجتمع» الذي أصدر منه جزءين الأول بعنوان «المفهومات» عام 1961م أعيدت طباعته أكثر من تسع مرات والثاني بعنوان «الانسان» (1964م) الذي أعيدت طباعته أكثر من سبع مرات.
وقد حضّر نشر الجزءين الآخرين الثالث والرابع عن المناهج والقيم لكننا لم نعثر على أي معلومات حول نشرهما، وكتاب «الاستشراق والمستشرقون»، و«محاضرات في الأنثروبولوجيا الاجتماعية»، و«المدخل إلى البنائية» (1995م)، المجتمعات الصحراوية في مصر شمال سيناء صدر منها أربعة مجلدات بالعربية والإنجليزية نشرها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة (1991م)، «دراسات في الإنسان والمجتمع والثقافة» جزءين في أكثر من ألف صفحة (1995م)، «رؤى العالم في جزئيه النظري والميداني» (1993م) الطريق إلى المعرفة، «مقالات» أنثروبولوجية (كتاب العربي) الكويت (2001م)، الواقع والأسطورة (القاهرة 2000م)، هوية الثقافة العربية (القاهرة 2004م)، المعرفة وصناعة المستقبل كتاب العربي ( الكويت 2005م)، وفي عام 1994م أصدر كتابًا تحليليًا عن قضايا الإنسان والمجتمع العربي الاجتماعية تحت عنوان «الإنسان والثقافة والمجتمع» الذي جمع فيه بعض مقالاته وبحوثه خلال 15 عامًا في مصر والكويت، ومن دراساته المشهورة أيضًا «قابيل وهابيل أو قصة الصراع بين البداوة والحضارة» (مجلة معهد الدراسات العربية العالمية، «البناء والبنائية دراسة في المفهومات»، (المجلد 27 العدد 2 مايو 1990م)، الرموز والرمزية، دراسة في المفهومات (المجلة الاجتماعية القومية، الأنثروبولوجيا والفكر والأدب (حوار مع أساتذه الجامعة الأميركية في القاهرة) (مجلة ألف) التي تصدرها هذه الجامعة، العدد 17 عام 1997م، أما مقالاته ودراساته في مجلة «عالم الفكر» الكويتية فهي بحد ذاتها كنز ثمين من الدراسات والمفاهيم التي يجب أن يقرأها كل عربي لتكثيف فكره العلمي نذكر منها: أزمة العلوم الإنسانية، نظرة البدائيين إلى الكون، العلوم الإنسانية والصراع الإيديولوجي، الظاهرة التكنولوجية، الطاقة والحضارة، المرأة والحضارة، الشيخوخة في عالم متغير، ماذا يحدث في علوم الإنسان والمجتمع، المشكلة السكانية، الإسلام المناضل، الاستشراق والمستشرقون، مارشال ماكلاهون ووسائل الاتصال، «ماكس فيبر والظاهرة الدينية» الحضارة بين علماء الأنثروبولوجيا والايكولوجيا، الظاهرة الإبداعية، الملاحم كتاريخ وثقافة، لعبة اللغة، السير والملاحم - فاجنر وداروين، مفاهيم فلسفية في الثقافات الأفريقية، التنوير في العالم العربي، عصر الأزمات، عالمنا المتغير، الإنسان والكون، الفكر واللغة، مشكلات الحضارة، الإنسان والآلة، التقدم في العلوم، النشوء والارتقاء، الرياضيات لغة العلم، الطاقة والحياة، المشكلة السكانية، الموسيقى، العلوم عند العرب، العلم والتكنولوجيا، التجربة الإسلامية، حضارة الأندلس، القرآن والسيرة النبوية، دراسات في الشخصية، الفكاهة والضحك، قراءات جديدة في كتابات قديمة، الإعلام والرأي العام. 

شمولية ثقافة أبو زيد
ومن المقالات التي نشرها في مجلة «الهلال» المصرية نذكر منها: سيغموند فرويد اليهودي، مارغريت ميد - نهاية اسطورة، بنات كارل ماركس، عندما يعشق الفيلسوف - برتراند راسل، عندما يتخاصم الفلاسفة - «سارتر وريموند آرون»، الفتاة والفيلســـوف - فريدريك نيتشه، كارل بوبر- الصبي النجار الذي أصبح فيلسوفًا، حتى العلماء يزوّرون النتائج - سيريل بيرت، مستقبل الثقافة في مصر، أسطورة الغزو الثقافي، موقفنا من التراث، الاستشراق واستعلاء الغرب، الإبداع والموسيقى والهوية الثقافية، الثقافة السينمائية، مصر والثقافة الافريقية. ومن مقالاته في جريدة «الحياة» الدولية: اليونسكو ومشكلات التنوع الثقافي، الشراكة الأورمتوسطية والتراث الثقافي، العولمة والمجتمع المفتوح، الديمقراطية الليبرالية، هل هي نهاية التاريخ؟، عنصرية الغرب وأقنعتها الزائفة، الثقافة كبعد غائب عن التنمية... إلخ. 
تعبر هذه العناوين التي لم نذكر بينها عناوين مقالاته بالإنجليزية والفرنسية عن شمولية ثقافة أحمد أبو زيد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وعمقها في أحدث ما أنتجته العقول البشرية في هذه الموضوعات وتحفز العقول العربية الحاضرة والمستقبلية للتحرر من القيود والأساطير التي تقيدها وتمنعها من المشاركة في تطورات الحضارة الإنسانية المعاصرة وحلول مشاكلها. لقد كانت موضوعات هذه العناوين وتراثها العلمي والمعرفي من أسس وأسباب منح الدكتور أبو زيد جوائز عديدة دولية وعربية كجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1993م، ونصف جائزة طه حسين عام 2004م التي تمنحها جامعة الإسكندرية عن الاسهامات المميزة في الدراسات الإنسانية، وجائزة النيل للعلوم الاجتماعية عام 2011م التي تمنحها الحكومة المصرية للمتفوقين بهذه العلوم. ويعتبره بعض تلاميذه الذين أصبحوا أساتذة في تدريس العلوم الاجتماعية في الجامعات رائد الجيل المعاصر للأنثروبولوجيين العرب ومدرسة بحثية أكاديمية مكتملة الأسس والأركان النظرية والعملية والمنهجية العلمية، وأحد منارات الفكر العربي الحديث والمعاصر ■