إحياء ذكرى المطرب السوداني عثمان حسين رائد تحديث الغناء السوداني الحديث
تعاظمت شهرة المطرب السوداني عثمان حسين سريعًا عقب انطلاق صوته لأول مرة عبر أثير الإذاعة السودانية في العام 1947م، وبرز صوتًا غنائيًا مائزًا بين مطربي جيله الذين اصطلح على تسميتهم بجيل الرواد الثاني، بل تميز على من سبقوه بتطوير فن التلحين وموسيقى الغناء، حين نحا منحى جديدًا غير سمات الأغنية التقليدية، ونقل الغناء السوداني إلى مرحلة الرومانسية الحديثة، وكانت أغانيه شاهدًا من الشواهد التي يمكن أن تقاس بها مسيرة المجتمع السوداني وثقافته وذوقه وتطوره، وبقي على مر الزمان من أبرز وأهم صناع النهضة الغنائية في السودان.
في أعقاب التجليات الناجمة عن ظهور الغناء الحديث في السودان في أوائل أربعينيات القرن العشرين، باستخدام الموسيقى (الوترية) في الغناء، حيث كانت مقاليد السيطرة للمطربين إبراهيم الكاشف، حسن عطية، أحمد المصطفى، عبدالحميد يوسف، والتاج مصطفى وقلائل آخرين، أفلح المطرب عثمان حسين التوم في اختراق تلك الزمرة بأن خلق تقليدًا عظيمًا في الثقافة الغنائية، كما الضوء الذي سطع فجأة ولفت إليه الأنظار، كنقطة انطلاق جديدة، ليكون رائد تحديث الأغنية الحديثة في مجرى نهر الغناء السوداني. وكما يقول الموسيقار الدكتور الماحي سليمان - أستاذ الموسيقى بكلية الموسيقى والدراما - جامعة السودان - بأنه «اهتم بالمقدمات الموسيقية الطويلة متأثرًا بأعمال عبدالوهاب ورياض السنباطي وفريد الأطرش في فترة العصر الذهبي للأغنية العربية» ليتأكد للناس بأنه يتحلى بموهبة عظيمة، ونزعة تجديدية مغايرة انسابت في أواخر الأربعينيات بأغنيته «اللقاء الأول» وتدفقت مبهرة عام 1950م بأغنية «الفراش الحائر» للشاعر المتصوف قرشي محمد حسن...
آمنــت بيـــــك يـا نائــر
لأنه مـا فــي مثالـــــــك
أنا حكمي لـو كان جائر
حكـم سـواي في جمالك
للناس عقــول وبصـائر
عن حكمي غاضب مالك
لربما يتبادر إلى الأذهان سؤال وهو كيف توفرت للمطرب حسين هذه النزعة والفيض الجمالي المتدفق؟... لكن بالنظر إلى مولده في ديسمبر 1923م في جزيرة «مقاشي» التي تقع في ديار الشايقية عند منحنى النيل العظيم بشمال السودان، حيث شب في أجواء تتسم بالبساطة والرحابة لدى مبدعين بالطبيعة والميلاد، كما قال لـفضائية النيل الأزرق... «في منطقتنا مبدعون ينطقون الشعر ويغنونه بالسليقة، غير أن ألحان وإيقاعات المديح النبوي التي قدمها حاج الماحي قبل نحو (200) عام، وظل يرددها أبناؤه، وانتقل معظمها إلى أغنية الحقيبة، فكان لها تأثير كبير في نفسي، غير أني في طفولتي تأثرت بأغاني آلة الطمبور مع أني لم أجرب عزفه، والمنطقة غنية بالفن والإبداع وفيها شعراء كثر أمثال إسماعيل حسن وجميعهم قدموا أشعاراً كثيرة رائعة».
وفي عام 31/1932م انتقل مع أسرته إلى العاصمة الخرطوم وألحق بالخلوة، ثم المرحلة الأولية، إلا أنه لم يوفق في مواصلة الدراسة، ليتجه لتعلم حياكة (خياطة) الملابس بمحل في وسط الخرطوم، وكان خلال عمله (ترزيًا) يتحين الفرص للجلوس بإحدى المقاهي للاستمتاع بالاستماع إلى أغاني رواد الغناء الأوائل أمثال عبدالكريم (كرومة) ومحمد أحمد سرور، وخليل فرح، بجانب الذين سبقوه من المطربين، فتفهم بوعي ماهية الغناء، ومضامين الكلام، وطبيعة الألحان التي تبرق فيها.
يحيا الحب
بعد أن أدرك حسين أو «أبو عفان» وهو اللقب الذي اشتهر به، أسرار الحرفة (الخياطة) عقد العزم على الانفراد بمحل خاص به، ففتح المحل عهدًا جديدًا في حياته، إذ أصبح ملتقى لتجمع كوكبة من أهل الفن، - حسب ما ذكر لنا ابنه صلاح - وبعض المهتمين بالغناء، فيما دفعته أحاسيسه الرقيقة حيال الفن إلى تعلم العزف على آلة العود على وقع أغنية «يحيا الحب» للمطرب حسن عطية إلى أن قيض الله له العمل في منتصف الأربعينيات عوادًا مع المطرب اللامع وقتئذٍ عبدالحميد يوسف، الذي كان أحد رواد المحل.
وإشباعًا لرغبته في الغناء ارتأى أن يقتحم المجال، ففي عام 1947م أجازت لجنة اختيار الأصوات بالإذاعة السودانية صوته، بأدائه لأغنية الشاعر محمد بشير عتيق والمطرب يوسف «أذكريني يا حمامة»، وبعد «إجازة صوتي كمغن طلبت مني اللجنة - إذا ما كنت أرغب في مواصلة الغناء - بأن أقدم أغنياتي الخاصة»، وبعد وقت وجيز سجل للإذاعة أغنية «حارم وصلي مالك» للشاعر نفسه، وكانت أولى ألحانه وأغانيه الخاصة...
طرفي إذا تأمـــل
في حسان المواكب وضياء الكواكــب
والبدر المكمـــل
برضي أراها دونك بل وحيات عيونك
أنت لطيف وأجمل
قبس من نور
منذ البدايات الأولى عمل المطرب الشاب على إبراز معالم موهبته وتأكيد ذاته وفنه المتفرد، ولكأنما قبس من نور أضاء حوله في ثاني خطواته على الدرب الشائك بتلحينه وتغنيه بأغنية «اللقاء الأول» للشاعر حسن، متخذًا مسارًا مغايرًا لأسلافه، بانتقائه للكلمات واستحداثه لأساليب فنية وأفكار جمالية في موسيقاها، «كانت هي أولى أغنياتي بالفصحى، وثاني ألحاني، وقد أدخلت فيها بعض الأفكار والمقدمات الموسيقية، واستحدثت لها مقدمة بالعود، فكان لونًا جديدًا من الغناء، وجدت الترحيب من الجماهير، وبعدها التقيت بالشاعر فأبدى إعجابه باللحن والأداء، وقدم لي أغنية «الفرش الحائر».
وهذه الأخيرة كشفت بجلاء عن موهبة حقيقية، وخيال وحس موسيقي مرهف، بل كانت أحد المعالم التي اتجهت بالغناء وجهة جديدة، وشكلت نقلة حقيقية للمطرب، «منحتني دفعة قوية، وزادتني ثقة في النفس، ونقلتني في الإذاعة من الدرجة الثالثة - من آخر الصف - إلى الأولى مباشرة وصرت أغني مع الرواد الكبار، ثم قدم لي قرشي أغنية ثالثة «خمرة العشاق»، وبعدها لحن وغنى «كيف لا أعشق جمالك» للشاعر علي محمود التنقاري.
بمثل هذه الأغاني بدأ السودانيون يستفيقون على أنغام مطرب جديد، يستطيع أن يلمس الأوتار الحقيقية لمحبي الغناء، ولعل تماديه في التغني بالعربية الفصحى كان له سحر آخر، جعل المثقفين والطبقات المستنيرة يظهرون ولعهم بأغانيه ويعلنون مولاتهم له، وكان له تأثير واضح في مسيرته الفنية، ومثل خطوة جديدة نحو نشر الوعي الغنائي، أهم شواهده «غرد الفجر» (مهجتي تزداد في الحب اتقاداً/ عجبًا لا ترتضي منه ابتعاداً/ كفراش يصطلي النار مهاداً) للشاعر السعودي حسن عبدالله القرشي، وأغنيات «ليالي الغرام» للشاعر الدبلوماسي صلاح أحمد محمد صالح كأول تعاون فني بينهما، ثم تلتها على فترات أغنيات «إن تريدي يا ليالي»، «نابك أيه في هواه»، «مات الهوى»، و«وداعًا يا غرامي».
طـــال ليلي والأزاهــير نيــام
ونسيم الصبــح قد سـاد الأنام
وعيوني لـم تزل تهفــو لهـم
تندب الدهـــر الذي أبعدهــــم
فهي تدري أنني مـن بعدهــم
ضـاع عمـري بين أنات وهم
واصطلى قلبي بنيران الحنين
البراعة اللحنية
لا شك في أن «أبو عفان» كان في كل مرة يبدي علامات البراعة اللحنية والأدائية، حتى بات - كما يقول الموسيقار سليمان - «من أبرز المبدعين الأوائل الذين نقلوا الأغنية من الأسلوب التقليدي التراكمي إلى الأسلوب الفني التفاعلي بمنهجية حافظت على المزاجية السودانية، ومن المجددين الذين أضافوا انتقالات لحنية ثابتة ومنسجمة مع بعضها»، ما حفز شعراء تلك الفترة للثناء عليه والتغني بأشعارهم منهم إسماعيل حسن «قلبي الحزين»، «حارمني ليه»، «ألمتني»، «ليالي الغربة»، و«حبيبي جفا»، وحميدة أبو عشر «ظلموني الأحبة»، كما غنى أغنيات من حقيبة الفن «الفريد في عصرك»، و«ما رأيت في الكون» للشاعر عبدالرحمن الريح، و«زيدني في هجراني»، لعمر البنا، و«ذكرى» لعتيق، و«طيبة الأخلاق» لشاعرتها سيدة الحاج
- كما يردد -، وكلها جاءت مصبوغة بصبغته، ومحورة بأفكاره وإحساساته، على السلم الخماسي.
مع مرور الأيام هبطت على ابن الثلاثين عامًا شهرة مستحقة، وحاز على قسط عظيم من الإعجاب، واتسعت ساحاته وشملت المجتمع بكل أطيافه، ذكر لي الشاعر حسين بازرعة فيما ذكر «كنا ونحن طلبة معجبين به، وكنا نتحلق حول الراديو لسماع أغنياته فهو أول من غنى بالعربية الفصحى في العصر الحديث»، منفردًا بلونيته الخاصة أو أسلوبه الخاص تجلت ملامحه بوضوح في الاهتمام بالمضمون والمفردة الأنيقة، والموسيقى الهادئة المشوقة والمعبرة التي تصور الجو الخاص لتلك الفترة، والتي كانت تمتاز بالمنافسة الفنية المقترنة بالحماس والمحبة، وكان للنزعة التجديدية أثرها المباشر في اختياره لنصوص أغانيه، يدلل عليه
- وللمفارقة - تغنيه في عام 1953م بأغنية «القبلة السكرى»، دون سابق معرفة بشاعرها بازرعة.
وترقدي في يدي كالطفل
ألثم ثغــــرك العطــــر
وقطرات الندى الرقـراق
تعلـو هامــــة الزهــر
وألحـان الهــزار الطلــق
فــوق خمـائل النهـــر
انعطافة قوية
مثلت «القبلة السكرى» انعطافة قوية وصارخة في مسيرة «أبو عفان» الفنية، بقدر ما كانت بلورة منهج جديد في مسار الغناء، يقول بازرعة «أثارت هذه الأغنية الجديدة وقتذاك ضجة واسعة في أواسط السودانيين، لما فيها من جرأة، وخروج عن المألوف في مجتمع تسوده الروح التقليدية».
وبهذه الأغنية اكتشف «أبو عفان» شاعرًا برز وصار من أساطين الشعر الغنائي، ومن ثمّ ارتبطا بصداقة فريدة، أهم آثارها أن استوى لهما إنتاج غنائي يعد من ثمرات الغناء السوداني، سواء بالعربية الفصحى أو العامية المتفصحة، لا سيما وقد ابتدع الشاعر نهجًا تجديديًا ملحوظًا «حاولت أن أمزج ما بين الفصحى والعامية، ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، وهذا ربما لم يسبقن إليه أحد».
بذاك قدما على مدار امتداد صداقتهما حوالي 20 أغنية في غاية الروعة والإبهار، فكونا مدرسة مختلفة تمامًا عما تعودت عليه الأذن السودانية، وتربع كلاهما على عرش الأغنية الرومانسية على مر العهود بأغنيات، «الوكر المهجور»، «شجن»، «أنت لي»، «لا وحبك»، «بعد الصبر»، «أجمل أيامي»، «من أجل حبي»، «ليالي القمر»، «لا تسلني»، «أنا والنجم والمساء»، «المصير»، «ذكرتني»، «ناداني غرامي»، و«قصتنا».
كل طائر مرتحل... عبر البحر... قاصد الأهل..
حملته أشواقي الدفيقة...
ليك يا حبيبي للوطن لترابه لشطآنه
للدار الوريقة...
والسامع المتأمل لأغنياتهما يجد أن بعضها ارتبط ارتباطًا وثيقًا بمعاني حب الوطن ووطن الحب في تمازج عجيب وفريد، في ثوب رومانسي مشفوع بالحنين غير مسبوق نلمسه مثالًا في (عاهدتني ترسل بدمع الشوق خطابي / مع كل نسمة من البلد تطفئ عذابي)، أو (حبنا أكبر من الدنيا و أطول من سنينها / فيه من وطني المسالم كله طيبة وأغلى زينة)، أو(حبي نابع من بلادي من جمالها وانطلاقها)، وعلى ذات النسق لنتأمل أغنيته (رسالة شوق) للشاعر محمد سعد دياب..
بعيد والله أتذكر...
أسافر كيف.. وكيف بالله نتوادع؟...
ياريت الدموع يا غاليه لو تشفع
وآه من الفراق كيف قاسية لحظاته
وآه... مهما القلب يصبر محال ينفع
بتذكر... بتذكر ضفاف النيل
محراب النيل
ثمة مرحلة مهمة في تاريخ «أبو عفان» الغنائي تمثلت في انضمامه إلى ندوة المشاهير «الندوة الأدبية» للأديب عبدالله حامد الأمين في أوائل الخمسينيات (قبل السودنة) والتي خرج منها برائعة التجاني يوسف بشير «محراب النيل» مستلهمًا من أفكاره اللحنية ما يعزز الذات القومية من خلال الموسيقى...
أنت يا نيـل يا سـلـيل الفراديس
نبــيل موفـــــق فــي مســـــابك
ملء أوفاضــك الجـلال فمرحى
بالجــلال المفـيض من أنسـابك
ومع بزوغ فجر استقلال السودان تغنى بـ «أرضنا الطيبة» لبازرعة، وعندما ثار الشعب في أكتوبر 1964م صدح له بنشيد «قلبي معه»، وأعقبه بنشيد «الملايين» لمحمد الفيتوري، بينما تغنى بعد منتصف الستينيات بنشيد «الوعي الجديد» لفضل الله محمد، «يمين يا بلدي تنتصري... وتبقي عظيمة تزدهري»، ولما كانت تلك الفترة تمور بأحداث عظام لم يكن بمنأى عنها، إذ غنى للشاعر صلاح أحمد ابراهيم «العودة إلى اليرموك» «حرمان عليك الطرب والقدس محتلة... حرمان عليك والعرب في خيامهم الذلة»، كما غنى «أحكي لها»، لمحمد الطيب عربي، وشدا في بدايات حكومة مايو 1969م بنشيد «المبايعة» للشاعر مصطفى سند.
ندامى الراح
لما كانت حياة «أبو عفان» من منتصف الخمسينيات وطوال فترة الستينيات سلسلة من المعاناة والاجتهاد، ظل في سعي دائب إلى التفرد وبلوغ أعلى درجات التميز، إذ عمد إلى شعراء آخرين ليستأنف سيره في خط جديد دون أن يتخلى عن الغناء لبازرعة، فكان تعاونه مع الشعراء عبدالمنعم عبدالحي «ناس لا...لا»، و«أوراق الخريف»، و«ندامى الراح»، والسر دوليب اللذين تفردا بالأغاني ذات الإيقاع الخفيف، مثل «مسامحك يا حبيبي»، «ما بصدقكم»، «ريدينا ومحبتنا»، وغيرها، ولعل خطابه الجمالي للمرأة بمثل هذه الأغاني خلق لنفسه قاعدة عريضة من المعجبين والمعجبات، وكان خليقًا بأن تردد في المناسبات العامة.
بينما مثلت أغنيات الشاعر عوض أحمد خليفة في بداية الستينيات قفزة أخرى جديرة بالاحتفاء في مسيرة «أبو عفان»، تمثلت في «عشرة الأيام»، «ربيع الدنيا» (بمشاركة الشاعر مبارك حسن خليفة)، «خاطرك الغالي»، «نورا»، «خلي قلبك معاي شوية»، «شتات الماضي»، و«صدقيني»..
كــل زهـــــرة نديــة يانعـــة
أنــت رياهـــــا وعبــيرهـــــا
كــل فرحـــة فـــي فـــــؤادي
أنــت لحظاتهـــــا المثـــــيرة
كــل لحظـــة عمقت في قلبي
حـبك واحترامـــك يا أمـــيرة
كفكفت من عيني دمعات اللـ
ـيالي وقسوة الأيام وجورها
ولأن «أبو عفان» كان يتمتع بذائقة شعرية فريدة تستجلي مواطن الجمال في الشعر، وكان يدرك طبيعة صوته وقدراته اللحنية، عسر عليه التغني لعدد من الشعراء المشاهير وغيرهم بأكثر قصيدة مثل علي محمود الفاتح «يا جارة» وعلي شبيكة «أمانة»، وعبدالله حامد الأمين «كلمة منك حلوة»، ومحجوب سراج «أحبك أحبك»، والجيلي عبدالمنعم «ليه تسيبنا»، الزين عباس عمارة «أوعديني»، والجيلي محمد صالح «كفاية»، وحسين منصور «عيون الصيد»، وعثمان خالد «أحلى البنات»، بينما تفوق عليهم محمد يوسف موسى بأغنيات ثلاث «الدرب الأخضر» و«تسابيح» للملحن عبداللطيف خضر- هي الوحيدة من خارج إطاره اللحني - إلى أن توقف عن الغناء في مطلع التسعينيات بأغنيته...
أغريتني بالحـــــب والهــــنا
ومشـيتـني فـي درب المـــنى
آخر المطاف كان يا جمـــــيل
حسرة وضياع حسرة وضنى
بعد ذلك اتجه «أبو عفان» إلى التلحين لقلة من المطربين الشباب، كما سعى لتأليف المقطوعات الموسيقية مع فرقة «السمندل» للفاتح حسين. وتقديراً لجهوده في تطوير وإثراء حركة الغناء كرمته الدولة بوسام العلم والفنون والآداب الذهبي عام 1975م، فيما نال وسام دار الأوبرا المصرية في عام 1999م، وحاز على نوط الجدارة عام 2005م، ثم منحته جامعة النيلين درجة الدكتوراه الفخرية في 2006م.
خلاصة القول ونحن نحيي الذكرى 16 لرحيله جسدًا في يوليو 2008م لا نملك إلا أن نقول عثمان حسين فنان وموسيقار شامخ كان وما زال فضله على المسامع والغناء وتوحيد الوجدان السوداني بلا حدود، كما أن فضله على الأجيال التي تلته جعل الكثيرين يترسمون خطاه حينًا، ويقلدونه في كثير من الأحيان ■