طرائف عربية

طرائف عربية

آداب التربية
مفتتح

قال عتبة بن أبي سفيان لعبدالصمد، مؤدب ولده: "ليكن أول ما تبدأ به من إصلاحك ولدي إصلاحك لنفسك: فإن عينيه معقودتان بعينيك فالحسن عنده ما أحسنت والقبح عنده ما استقبحت. علمه كتاب الله ولا تكرهه عليه فيمله، ولا تتركه عنه فيهجره. ثم رده من الشعر أعفه، ومن الحديث أشرفه ولا تخرجه من علم إلى غيره حتى يحكمه. فإن ازدحام الكلام بالسمع فضلة للفهم. وعلمه سير الحكماء وأخلاق الأنبياء.

حمالا النعل

دخل الرشيد يوما على الكسائي وهو لا يراه، وكان الكسائي معلما لولديه الأمين والمأمون فقام الكسائي ليلبس نعله لحاجة يريدها فنهض الأميران بعجلة ووضعا النعل بين رجلي الكسائي. بعد وقت جلس الرشيد مجلسه وقال:

- يا كسائي أي الناس أكرم خدما؟

قال الكسائي: - أمير المؤمنين أعزه الله.

رد الرشيد بصدق النية، وطيبة القلب، وباحترام أهل العلم والعلماء:

- بل "الكسائي" يخدمه الأمين والمأمون.

وحدثهم بما رأى.

ولو عدت في كل مرة

قال أبومحمد اليزيدي: كنت أؤدب المأمون، وحين بعثت إليه أحد الغلمان أطلبه في شيء تباطأ. فبعثت إليه غلاما آخر فلم يحضر. فقلت في نفسي: يتشاغل عني بالبطالة، وأقسمت أن أقومه بالأدب. فلما حضر ضربته تسع درر فبكى. بينما هو كذلك حضر الوزير جعفر بن يحيى فاستأذن على المأمون. وقبل أن يدخل عليه أخذ منديلا ومسح عينيه، وجمع ثيابه وقام إلى مجلسه وقعد عليه متربعا ثم قال: ليدخل جعفر.

قال "أبومحمد": قمت أنا من المجلس فلربما يشكوني للوزير فألقى يم منه ما أكره. فلما خرج جعفر قلت للمأمون:

- والله لقد خفت أن تشكوني لجعفر ولو فعلت لتنكر لي.

قال المأمون:

- إنا لله يا معلمي. أتراني يا أبا عمد أطلع الرشيد في هذا، فكيف جعفر أطلعه على إني أحتاج إلى أدب!!! خذ في أمرك فلقد خطر في بالك ما لا تراه أبدا ولو عدت في كل مرة.

ما جرى للأمير كل يد معلمه

ضرب " أبومريم " الأمين فخدش ذراعه فلما رآه أبوه "هارون الرشيد" سأله فرد عليه " الأمين": "ضربني أبو مريم".

بعث الخليقة لأبي مريم ودعاه إلى مجلسه، وأمر له بالوضوء فتوضأ، وبالغداء فتغدى. بعد لألك سأله الخليفة:

- ما بال " محمد " يشكوك؟.

رد "أبومريم ":

- والله يا أمير المؤمنين لقد غلبني خبثا وعدم طاعة.

رد الرشيد وقد فزع:

- أقتله. فلأن يموت خير من أن يفسد.

جهل العامة يؤخر الأمة

جلس يوما "أبو جعفر النحاس "، نحوي المصري على درج مقياس النيل على الشاطئ، وكان النيل في مده وزيادته، ومعه كتاب عروض الشعر وهو يقطع منه بحرا فسمعه بعض العوام فقال "هذا يسحر النيل حتى لا يزيد فتغلو الأسعار" ثم دفع النحاس برجله فذهب في المد فلم يوقف له على خبر.

ومن أقوالهم

كتب عمر بن عبدالعزيز إلى الحسن: اجمع لي أمر الدنيا، وصف لي أمر الآخرة. فكتب إليه: إنما الدنيا حلم، والآخرة يقظة، والموت متوسط ونحن في أضغاث أحلام. من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن نظر في العواقب نجا، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، ومن علم عمل، فإذا ذللت فارجع، وإذا ندمت فأقلع واعلم أن أفضل الأعمال ما أكرهت النفس عليه.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات