عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

مشاعل الراحلين

يتساءل رئيس التحرير في حديثه الشهري متى ينبغي أن نسرع لحمل أمانة المشاعل التي أضاءها الراحلون حتى لا تنطفئ؟ مؤكدًا أن الغياب الفادح لثلة من خيرة العقول العربية ينبغي عدم التوقف عنده رثاءً أو بحثًا عن المناقب فقط، بل بإحياء القيم التي أفنوا أعمارهم من أجل تأملها وبعثها في روح الثقافة العصرية الراهنة، التي تعاني إخفاقات كثيرة، مقدمًا دعوة للحواريين الذين نهلوا من عيون ما قدمه الراحلون، مثلما هي دعوة لمن حاجُّوهم، لكي يظل الأمل قائما في إعمال العقل والعقلانية، لخدمة الفكر والإنسانية، ونقض الجهل والتجهيل في ثقافتنا العربية.

ومن أجل هذا الأمل تواصل «العربي» الاحتفاء بواحد من رموز المصلحين الجدد هؤلاء، وهو الدكتور غازي القصيبي عبر ملف كبير شارك فيه عدد من الكتاب والمثقفين العرب.

وبداية من هذا العدد تتبنى «العربي» نشر إسهامات المثقفين العرب في موضوع القمة الثقافية العربية المرتقبة، ما يأملون منها، وما يرتجون، وما يرونه صالحا للنقاش من أجل مستقبل أفضل لهذه الثقافة التي تعاني اليوم العديد من المثالب والسلبيات، على أمل خلق حوار حقيقي حول مستقبل الثقافة العربية على مستوى المثقفين أنفسهم قبل مستوى القمة.

ولأن «العربي» تتحيز للتنوع والتعدد، كرافد للحوار الحضاري، تطير إلى إندونيسيا حيث تتنوع الأعراق واللهجات والثقافات المحلية، لتكتشف كيف تشكل هذه الدولة من كل هذا التنوع تلك الخصوبة الثقافية التي تجسد بها وحدتها وقوتها في نموذج حضاري بالغ الدلالة. وبالرغم من أن إندونيسيا هي أكبر تجمع للمسلمين في العالم، فإنها تضرب المثل في التعايش والتسامح والنهوض بما يجعل منها نموذجا يستحق التأمل.

وكعادة «العربي» في عدد ديسمبر من كل عام تنشر كشافها العام متضمناً كل ما نشر فيها من موضوعات خلال العام ليسهل على القارئ العودة إلى أي موضوع يريده.

البحث عن دور ثقافي عربي في المستقبل هو تيمة ضمنية لموضوعات هذا العدد تتجلى في صناعة المحتوى الثقافي العربي على الإنترنت، وفي تتبع تراث العمارة الإسلامية، ومدى علاقته بقوة الحضارة التي يعبر عنها، أو في مستقبل صناعة الكراهية القائمة على تصعيد الاختلافات البشرية في ضوء دولة الإنترنت الجديدة التي تبتغي تحقيق لون من ألوان المواطنة الافتراضية، وهي أفكار المستقبل التي تطرحها «العربي» في عددها الذي يواكب نهاية العام، آملة أن يشهد العام الجديد تحقق آمال الأمة العربية، وكل عام وأنت بخير عزيزي القارئ.

 

 

 

المحرر