عزيزي العربي

عزيزي العربي

  • الخط العربي وطغيان التطور التكنولوجي

يعتبر الخط العربي من أعظم الفنون العربية الإسلامية وأنفسها وإحدى الركائز الأساسية للثقافة في العالمين العربي والإسلامي، ويعد إرثًا حضاريًا، بسط إشعاعًا معرفيًا في أغلب المجالات عبر مسيرة التاريخ الإسلامي. وقد صنعت يد المبدع العربي خطًا عربيًا أصيلاً في غاية الإتقان والجمالية زينت به جدران المساجد وقبابها وأبواب المعالم التاريخية تبعث سحرًا وجمالاً عند امتزاجها بزخارف متنوعة الأشكال والأنواع في وحدة فسيفسائية متكاملة العناصر. لم تستطع التكنولوجيا بكل تقنياتها أن تصل إلى ما وصلت إليه يد الخطاط العربي من فنون في ميدان الخط العربي، لكن عقب طغيان التطور التكنولوجي، أهمل العرب خطهم العربي الذي حظي بقدر كبير من القداسة في السابق وإلى عهد قريب، خاصة وأن الحرف العربي استقى قدسيته من القرآن الكريم، وغدا إرثا يدل على سمو الفكر العربي وما تجود به أقلام الخطاطين، إلا أن العرب تراجعوا في الاعتناء بالخط واختفى من الصحف والمجلات التي لم تعد تعتمد الخط في تبويباتها و«مانشيتاتها» وعناوينها كما كان في وقت سابق، بعد إدخال الخط إلى الكمبيوتر الذي أفقده جماليته الأصيلة وبات الخط العربي بين مطرقة التخزين بالحاسوب وسندان إهمال العرب.

ومن هذا المنطلق ينبغي للعرب أن يعيدوا النظر في الاهتمام من جديد بخطهم، وذلك بإنشاء مدارس لهذا الغرض لتعليم الخط العربي لأن مناهضي الإسلام والعروبة يحاولون بما أوتوا من قوة اجتثاث اللغة العربية والخط العربي الأصيل واغتيالهما إلى الأبد.

رمضان بنسعدون
عين بني مطهر/ المغرب

  • تعقيباً على موضوع «بين الدين والعلم»

طالعت في العدد (621) أغسطس 2010 موضوع «بين الدين والعلم»، مستفتحا صاحبه أ. هاني فحص مقدمته باليأس والإحباط ومحاولة النهوض العربي والإسلامي بين أوجاع الحاضر وقلق المستقبل وأزمة الأنظمة العربية التي لم تتغير مع حراك العالم - متحاملا أحيانًا على الشعوب العربية وسلبيتها تجاه الموقف ومحملا النظام السياسي أسباب التخلف تارة أخرى، غير أني أراه لم ينعطف على ذكر أسباب لا أراه غافلا عنها تحمل في جعبتها عقبة النهوض العربي والإسلامي ومن تلك الأسباب:

اختفاء الأخلاقيات المجتمعية وضعف الإيمان بالنفس وقدرتها ووهن القومية وفتور الدين في النفوس وانشقاق صف الأمة وتنازعها اقتصاديا وسياسيا وفكريا وثقافيا، وتناحر رجال العلم والدين بين متعصب متشدد ومفرط متساهل في ظل غياب الوسطية الحقيقية النابعة من قوله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا واختفاء الدور المنوط بدور العلم والتربية والتي في يدها تقديم الصحيح المعتدل لمجتمعها وعلى رأسها جامعة الأزهر التي وهن عزمها وضعف شأن علمائها ومثيلاتها في العالم الإسلامي، وانتشار الخرافات في الوطن العربي وهرولة الناس نحوها - من سحر وشعوذة وكهانة - في الوقت الذي يتحصن فيه العالم من حولنا بتكنولوجيا العلم وثورته ومتغيراته المتتابعة، وإحكام الساسة قبضتهم على الشعوب في ظل غياب ثوب الديمقراطية الحقيقي وظهور كتل المصالح ليس على القطر فقط بل على المستوى العربي مما أضعف عزم الشعوب وأفقدها ثقتها بنفسها، وهناك سبب آخر يتكرر مع كل محفل علمي أو نجاح عالمي لعالم عربي وهو سؤال يطرحه من تسبب فيه أحيانًا لماذا هجرة الأدمغة؟ فالإجابة ذكرها كاتب المقال في صدر خطابه حين ذكر اليأس والإحباط وتجرع هذه العقول مرارة الهوان والمعاناة حيال بقائها في أوطانها مما يدفعها إلى الرحيل.

أسامة صلاح علي - مصر

  • المخزنجي وأقصوصة «رائحة الشمس»

قدم لنا الدكتور محمد المخزنجي أقصوصة بعنوان «رائحة الشمس» تنجلي أقصوصة رائحة الشمس عن فكرة جديدة يفتح القارئ عينه عليها وهي الملابس المغسولة ذات الرائحة الجميلة التي تسترجع الحزن والحب لذكريات طفولة مضت. والأقصوصة على النحو التالي:

«ما نحن الرجال إلا أطفال أمهاتنا، مهما كبرنا أو استطلنا تظل أمهاتنا حاملات أسرارًا لمعجزات نظل نرتجيها، لقد كانت معجزة أمي أنها تخبئ بعضًا من الشمس في ثيابنا المغسولة. سأظل أتذكر أنها كانت تجمع الغسيل بعد جفافه عندما تبدأ الشمس رحلة هبوطها بعد العصر، وعلى الكنبة التي بركن الصالة ترتفع كومة الثياب النظيفة. وفي هذه الكومة كنت ألقي بنفسي لأغرق في رائحة الشمس، فقد كانت الثياب النظيفة تلك تمنح أنفاسي رائحة لم تكن في وعيي غير رائحة الشمس، راحت كومة الثياب عن كنبة الصالة، غابت إلى الأبد وكبرت أنا إلى حد أنه حتى لو ظلت الكومة ما كنت أستطيع أن ألقي بنفسي فيها.

وكل ما أستطيعه الآن هو أن أوصي زوجتي بألا تجمع الغسيل المنشور إلا بعد العصر. وبالرغم من أنني أساعدها في جمع الغسيل، ألتقط قطعة منه وأغرق وجهي فيها، تضحك زوجتي قائلة: «كف عن الوسوسة» تحسب أنني أتشمم الغسيل لأتيقن من نظافته، فهي لا تعرف أنني أبحث عن معجزة من كانت تخبئ بعضًا من الشمس في ثيابنا، أبحث عن عطر أمي».

نشكر الدكتور محمد المخزنجي على هذه الأقصوصة الرائعة. كما نتقدم بخالص الشكر لرئيس التحرير وكل طاقم تحرير العربي على اهتمامهم بالثقافة العربية.

محمد علي حيدرة الجعدني
أبين - اليمن

  • شارع الحياة

الحياة شارع لا تستطيع رؤية نهايته إذا وقفت في بدايته، ويستهويك الفضول لكشف قناع المجهول عن وجه النهاية، فتمضي فيه، ربما بخطى متعثّرة أو بانطلاقة، ويطول بك الطريق ويطول، وتمضي، وكلما شعرت بأنه قد طال بك الطريق تنظر أمامك لتتأكد أنك تقترب، تكشف أنك مازلت مكانك، أو ربما تعتقد أنك كلما اقتربت من النهاية ابتعدت عنك، ولكنك إذا نظرت إلى الخلف فربما تكتشف أنك قد سرت كثيرًا، وتمضي، ونمضي، ويستبد بك شيطان الفكر ويوقفك في مفترق الطرق، فإذا خيّل إليك أنه ليست هناك نهاية، فقد ضللت الطريق. وستتوزع أهواؤك وتتبدد خطاك في طريق بلا نهاية، أما إذا شعرت بأنه لابد أن هناك نهاية فستتزّن خطواتك وستتسم بالإيمان، أما إذا أحسست بأن هذه النهاية ربما تكون قريبة منك أو قد تكون بعيدة عنك، فهذا روعة الإيمان، وفي النهاية، لن تصل إلى نهاية، ولكن ستصلك النهاية، ولكن في النهاية..!

رضا محمد وهدان
القليوبية - مصر

  • داروين وسر الحياة

تحياتي لكل العاملين في مجلة «العربي» الرائعة، قرأت في العدد 618 مايو 2010 وفي باب «عزيزي العربي» تعليقًا للأخ أحمد محمد حسين من مصر، عن داروين ولغز الحياة، وأنا أؤيده فيما ورد في تعليقه، وأضيف لو كانت نظرية التطور هذه صحيحة لما وجدنا اليوم قرودًا، ولكانت كل القرود تطورت إلى بشر.

إن الحق ما قاله الله الحق في كتابه العزيز عن خلق الإنسان ليس إلا.

ولكم جزيل الشكر.

محمد عبداللطيف حمود - البرازيل

  • تحية لمجلة العربي

مجلة العربي توضع قرب رأسي على طاولة صغيرة بجانب السرير الذي أنام عليه من تاريخ صدورها.

أقرأها عندما أرغب في النهار بعد الإفاقة من القيلولة وفي الليل قبل النوم بساعات منذ سنة 1958 ومن العدد الأول وحتى الآن باستثناء فترة عدم صدورها عند غزو الكويت سنة 1990.

وقد وضعت مكانها عند غيابها تلك الفترة مجلة المنابر، التي كانت تصدر في بيروت عن التيار القومي العربي، وقد توقفت أيضًا مجلة المنابر عن الصدور ولاتزال.

وعادت مجلة العربي إلى مكانها فور صدورها مرة أخرى بعد انتهاء الأحوال الاستثنائية التي تعرّضت لها الكويت.

تذكرت ذلك بمناسبة مرور اثنين وخمسين عامًا على صدور المجلة التي أتمنى لها العمر المديد، ولأن قراءتها تدل على مدى الوعي الذي بلغته أمتنا العربية في حرصها على قراءة مجلة عربية رائدة.

ومن الجدير بالذكر أن هذه المجلة التي توزع أكبر عدد من أعدادها من المحيط إلى الخليج لاتزال محافظة على مستواها الفكري والعلمي والأدبي، ولاتزال أكثر المجلات قراءة واقتناء من القرّاء.

وهذا الوضع لهذه المجلة يجعلنا نحن القرّاء نحرص على مطالعتها فور صدورها.

ومن المؤسف أن وصولها للأردن يتأخر أحيانًا لمنتصف الشهر أو قبله بقليل، مما يضطرنا للسؤال عنها أياماً عدة قبل أن نظفر بعدد منها.

وفي أحيان كثيرة تنفد الأعداد ولا يستطيع البعض الحصول عليها ويأتون لاستعارتها مني لقراءتها وإعادتها - لأنني أحتفظ بهذه الأعداد من قديم الزمان في جزء خاص من مكتبتي.

هاني محمد أسعد - الأردن

  • تصويبان

من خلال مطالعتي للصفحة 35 «قالوا» لعدد 617 أبريل 2010، التي جاء فيها «ثمة في الوقت الراهن شئنا أم أبينا عالمان يتعارضان..» لقد وقع سهو في جنسية الكاتب «الطاهر بنجلون»، حيث الصحيح هو من المغرب وليس من الجزائر.

عثمان بن إدريس بناني
المغرب

القارئ محمد رضا أحمد الطعمة من العراق قام بتصويب ترجمة أبيات الشعر الواردة في استطلاع «أصفهان» المنشور في شهر أغسطس 2010.

«صد جهان ديده أم در أصفهان».

إن هذا البيت يعني أن أصفهان التي يسمّونها نصف العالم، فإن عوالم كثيرة وكثيرة فيها.





 





 





د. محمد المخزنجي