برغم الإعاقة.. أبطال الكويت ينتصرون زكريا عبدالجواد

برغم الإعاقة.. أبطال الكويت ينتصرون

لا شيء يقف أمام الإرادة الإنسانية. هذا هو ما أكده فريق المعوقين الكويتي الذي اشترك في بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في برلين منذ عدة شهور وشاركت فيها 62 دولة وحقق فيها الفريق نتائج متقدمة تدل على صدق العزيمة وحسن البلاء.

يضم الفريق الكويتي 14 رياضياً ورياضية استطاع أن يحصل في هذه البطولة التي شاركت فيها 62 دولة على مراكز متقدمة في ألعاب القوى واستطاع هذا الفريق، أن يفوز بميدالية ذهبية وأخرى قضية إضافة إلى ميداليتين برونزيتين مما يزيد سجله المشرف في هذه البطولة التي يشارك فيها منذ عام 1978 والتي استطاع أن يحرز فيها حتى الآن ما يزيد على 700 ميدالية دولية وأولمبية إلى جانب تحقيقه أرقاما قياسية عالمية لدرجة أن أحد عشر لاعبا من هذا الفريق الذي يتكون من 14 لاعبا قد حصلوا جميعا في البطولات السابقة على ميداليات ذهبية. في بطولة العالم لألعاب القوى شاركت الكويت بثلاثة فرق هى "الشلل" و "الشلل الدماغي" و "الإعاقة للبطولة، تجسد هذا فى الاستقبال الذهنية" وقد استطاع الفريق أن يشد إليه انتباه الجماهير المتابعة للبطولة، تجسد هذا في الاستقبال الرائع الذي لاقت به الجماهير في ألمانيا أعضاء الفريق الكويتي ذي السمعة الجيدة في المحافل الرياضية الدولية، والتي كان آخرها تلك النتائج المدهشة التي حققها هذا الفريق في بطولة الاوليمبياد الخاصة بالإعاقة الذهنية التي أقيمت في البحرين في نوفمبر عام 1993 حيث استطاع أبطال فريق النادي الكـويتي للمعاقين إحراز 41 ميدالية منها 19 ذهبية.

منافسات قوية

وقد شهدت. بطولة العالم لألعاب القوى للمعاقين التي احتضنتها برلين، أقوى البطولات في تلك الألعاب وتنافست فيها 62 دولة من بينها 6 دول عربية إضافة إلى الكويت وهي مصر والسودان وتونس والجزائر والبحرين والأردن، وشارك فيها لأول مرة لاعبون ممن يعانون صعـوبـات في التعلم إضـافة إلى الفئـات الأخرى كالمكفوفين والمصابين بالشلل الدماغي والشلل والإعاقة الذهنية، زاد عددهم على 1200 رياضي إضافة إلى 500 إداري من تلك الدول، شـاركوا في 274 مسـابقة شملتها 18 لعبة.

وقد قـام بالتغطية لهذه البطـولة 1600 صحفي من مختلف بلـدان العالم إضـافة إلى 600 متطوع من ألمانيا ساهموا بأعمال الترجمة، والمسـاعدات الطبية والعمالة الخفيفة.

كان 22 يـوليو 1993 هو نقطة البـداية لانطلاق البطولـة التي شارك فيها (14) رياضيا من نادي المعاقين الكويتيين حصل معظمهم على ميداليات ذهبية في البطولات الدولية السابقة، فيما حصل لاعب واحد منهم على ميـدالية فضيـة. وقد رافق الفريق الرياضي خمسة مدربين وأربعة مرافقين وإداريين إضافة إلى طبيب وإخصائى علاج طبيعي وممرضة وممرض، بينما ترأس الوفد المرافق عبدالله الغانم.

وتمت المشـاركة في هذه البطولة بشكل ناجح تماما برغم صعوبة الظروف التى أحاطت بالفريق الكويتي فمعظم اللاعبين قد تـم رفعهم فى الفئات الأعلى نظرا لعدم وجود مشاركين في فئاتهم الأصلية، وهو ما وضعهـم في مواقف شـديدة الصعـوبة، نظرا لكثرة اللاعبين في تلك الفئات من عمالقة اللعبات بالعالم، إضـافة إلى عدد الفرق المشـاركة والتي جاءت من 62 دولة.

وقد استطاع اللاعب فهد المطيرى أن يحقق للكويت الميدالية الذهبية بعد أن فاز بالمركز الأول في مسابقة رمى الجلة محققا مسافة قـدرها 29.74 متر كما استطاع اللاعب علي حسن الكنـدري الحصول على الميداليـة الفضية بعد أن فاز بالمركز الثاني في لعبة رمي الرمح محطما رقمه السابق بجـدارة، وهو الرقم الذى حققه في بطولة برشلونة وقدره 38.90 مترا إضافة إلى تحقيقه أيضا المركز السابع في لعبة القرص للفئة الثامنة برقم 30.30 متر بينما حصل عدنان الخليفى على الميدالية البرونزية بتحقيقه المركز الثالث في لعبة رمي الرمح وبمسافة قدرها 36.58 متر، فيما استطاع الـلاعب ماجـد المطيري الحصول على الميدالية البرونزية الثانية للكويت بعد أن فاز أيضا بالمركز الثالث في لعبة دفع الجلة محققا رقما وقدره 11.18 متر بالإضافـة إلى تحقيقه المركز السـادس في لعبـة القرص للفئة الثـامنـة بـرقم 30.72 متر.

وإلى جانب هؤلاء اللاعبين الذين استطاعوا نقش اسم بلادهم من جديد بسجل الدورات الدولية لبطولة المعاقين، فإن اللاعبين السبعة الآخرين قد استطاعوا تحقيق انجازات أخرى ومراكز متقدمة وإن لم يحصلوا على ميداليات إضافية. من هؤلاء اللاعب حسين العنزي الذي شارك في لعبة دفع الجلة وحقق فيها المركز الخامس بمسافة 11.67 متر بعد أن عانى من إصابة في اليد اليمنى أثرت في عدم إحرازه مركزا أفضل، بعد أن كان قد حقق مسافة قياسية في بطولة استراليا للمعاقين التي أقيمت في العام الماضي (1994) بلغت 12.70 متر.

كما استطـاعت خولة المطيري اللاعبة الوحيدة في المنتخب والتي تشارك في بطولـة الاتحاد العالمي لألعاب القوى لأول مرة، الحصول على المركز الرابع في لعبة القرص مسجلة مسافة قدرها 2.95 متر بعد أن لعبت ضمن الفئـة الأعلى وهي الفئة الثالثة لعـدم وجود مشاركات في نفس فئتها "الثانية".

واستطاع اللاعب منقذ التميمي الذي شارك في مسابقة الجري لمسافة 200 متر تحقيق المركز السادس في البطولة بزمن قدره 25.67 ثانية بينما أحرز اللاعب يوسف سالم المركز الثالث عشر في نفس اللعبة ونفس المسافة.

أما اللاعب يوسف الدوب فقد شارك أيضا لأول مرة في المسابقات الرياضية بلعبة الوثب الطويل واستطاع فيها الحصول على المركز العاشر، فيما حصل اللاعب خـالد العازمي على المركز التاسع في مسابقة قذف القرص بمسافة 12.18 متر.

وحقق الـلاعب ناصر السيـد المركز التاسع في لعبة القرص للفئة الثامنة برقم 27.14 متر. أما اللاعب الفائز بالميدالية الذهبية في هذه البطولة فهد المطيري فقد شارك إلى جانب رمي الرمح التي حقق فيها الإنجاز، في لعبتين الأولى رمي الجلة وفيها استطـاع تحقيق المركـز السـادس بمسافـة 9.2 متر والأخرى لعبـة الصولجان وتنافس فيها مع 14 مشاركا لكنه أحرز المركز السابع محققاً مسافة قدرها 38.4 متر.

إلى جانب هذه المراكز التي تحققت بإرادة وتصميم هؤلاء اللاعبين، فقد شارك عدد آخر من أعضاء الفريق بمسابقـات أخرى فقد استطاع اللاعب نزار رمضان والذي شارك في ثلاث لعبات أن يصل إلى الدور قبل النهائي بعد فوزه في التصفيات لمسابقات الجري لمسافة 400 متر، والجري بالكراسي المتحركة لمسافة 800 متر ثم الجري أيضـا لمسافة 200 متر لكنـه في اللعبات الثلاث لم يوفق في الوصول إلى الدور النهائى.

وفي اليوم الأخير للمسابقة استطاع اللاعب خالد أبوالخير أن يحقق نتيجة مشرفة للكويت برغم رفعه من فئته الأصلية إلى الفئة الرابعـة في لعبة الصولجان. برقم 19.16 متر وإلى جانب هؤلاء شارك خالد الظفيري في مسابقة دفع الجلة، ومشعل العتيبي في لعبة رمي القرص إلى جانب زملائهم الذين استطاعوا شد انتباه الجمهور الألماني وأعضاء الاتحادات الرياضيـة التي شاركت بالمسـابقـة، وقد حظي الفريق بنصيب الأسد من إعجاب مشاهدي المسابقات لأدائه" المتميز وقوة إرادة أعضائه، وقد توج كل هذا بأكاليل من الزهور طوقت بها الجماهير أعناق اللاعبين لتخطيهم أصعب مراحل المسابقات وتجاوزهم للعراقيل التي وقفت أمامهم.

وقد أشاد لاعب جنوب إفريقيا لومبارد فانى الذي لفت الأنظار إليه في هـذه البطولة، بمستوى أداء منتخب الكويت للمعاقين الـذين تربع على عرش بطولات ألعاب القوى خلال السنوات الماضية بعد حصوله على عدد كبير من ميدالياتها، وأشاد فانى الذي يعد مفاجأة البطولة حيث حقق رقما قياسيا في لعبتي دفع الجلة، ورمى الرمـح، باللاعب الكويتي على الكندري الـذي وصفه بأنه يتمتع بمهارة عالية في التكتيك وأسلـوب اللعب برغم أنـه لا يمتلك جسما قويا، وقد استطاع أن يحرز الميدالية الفضية في لعبة رمي الرمح.

هذه النتائج التي حققها الفريق الكويتي للمعاقين في بطولة كبيرة كـالتي شهدتها برلين برغم قلة عدد المشاركـين منه، ووجود لاعبين كبار من مختلف دول العالم تنافسوا في مسابقاتها بقوة، هي بكل المقاييس نتائج مشرفة للغاية خاصة أن النتائج النهائية للبطولة التي اختتمت فعالياتها يوم 31 يوليو 1994 قد أكدت مدى قوة التنافس بين الفرق المشاركة، والتي أسفرت عن فوز ألمانيا منظمة البطولة بالمركز الأول بعد أن حصدت 78 ميدالية منها 23 ذهبية و 31 فضية و 24 برونزية، كما فازت استراليا بالمركز الثاني بعد أن جمعت 54 ميدالية من جميع المسابقات التي خاضتها الفرق المشاركة منها 4 من بين هذه الميداليات 22 ذهبية و 21 فضية و 11 برونزية، فيما استطاعت كندا الحصول على المركز الثالث للبطولة بفوزها بـ 48 ميدالية موزعة بين 22 ذهبية و17 فضية و9 برونزية.

وخلال هذه البطولة القوية تم تحطيم 91 رقما قياسياً عالميا استطاعت الولايات المتحدة وحدها تحطيم 13 رقما منها فيما حطمت الفرق البريطانية المشاركة 9 أرقام وحطمت استراليا 7 أرقام وألمانيا 7 أرقام كذلك.

في هذه المسابقات تم رفع العلم الكويتي أربع مرات إضافة الى عزف السلام الوطني في الملعب الاوليمبي بعد أن استطاع لاعبو منتخب نادى المعاقين الكويتي احراز الميداليات الأربع.

وبعد تسلمه الميدالية الذهبية للعبة رمي الرمح بعد فوزه بالمركز الأول لمسابقتها، أكد اللاعب فهد المطيري أنه حاز على هذا المركز برغم الإصابة التي عانى منها أثناء البطولة في يده، مشيرا إلى أن ذلك هو ما حال دون تحطيمه للرقم العالمي في هذه اللعبة وهو 30.64 متر. وكان المطيري قد حقق فوزه بعد أن سجل مسافة 29.74 متر.

وعقب تحقيق فريقه لنتائج جيدة في البطولة قال مدرب فريق الإعاقة الذهنية "جوهر بلال" أن الفريق الذي يتكون من ثلاثة لاعبين هم منقذ التميمي ويوسف سالم نوري ويوسف الدوب شارك في هذه البطولة، لأول مرة، إذ تعتبر هذه المسابقات هي أول مشاركة عالمية للمنتخب تابعة للاتحاد الدولي الخاص بالإعاقة الذهنية.

وأشار بلال إلى أن الفريق قد شارك في نوفمبر 1993 في بطولة البحرين التي نظمها الاوليمبياد الخاص بالإعاقة الذهنية، واستطاع أفراده احراز 41 ميدالية منها 19 ذهبية.

وحول مفهوم "الإعاقة الذهنية أوضح جوهر بلال مدرب الفريق انها تعني وجود جسد كامل وسوي لكنه ذو قدرات عقلية لا تتناسب مع العمر الزمني لصاحب هذا الجسد، لذلك يجد اللاعب المصاب بهذه الإعاقة صعوبة كبيرة في إدارة متطلبات الحركة لأن التوافق العصبي والعضلي والتآزر الحركي لديه ضعيف، وغير متكافئ.

من جهته أشاد رئيس وفد نادي المعاقين في تلك البطولة عبدالله الغانم بأداء ومشاركة المنتخب في المسابقات التي خاضها الى جوار أبطال العالم للمعاقين على الرغم من امكانات نادي المعاقين المتواضعة، وذلك بعد أن تعرض للدمار جراء الغزو العراقي لدولة الكويت.

وأوضح أن تلك البطولة كانت فرصة طيبة كي يبدأ الفريق استعداداته للبطولة الاوليمبية التي ستقام في الولايات المتحدة الامريكية في أغسطس عام 1996.

وأكد في الوقت نفسه ضرورة إعادة الحسابات في مثل هذه البطولات حيث تختلف الدورات التي يشارك بها الفريق في الأعوام الأخيرة عن تلك التي يشارك بها في السابق، إذ تتطلب الدورات الحديثة أعداداً أكبر واهتماماً وتعاوناً مكثفاً ومتواصلاً.

غير أنه استطرد مؤكدا أن النتائج التى حققهـا فريق نادى المعاقين الكويتي قد جاءت نتيجة لحرص والتزام اللاعبين بالتدريبات المستمرة وتقدم الأداء والمستوى. وأشار أيضا إلى الروح العالية التي يتمتع بها لاعبو الفريق بشكل دائم، والتي ظهـرت بجلاء خلال تلك البطولة، مبينا أن الإصرار على التحدي كان يلازمهـم طول أيام المسابقات بدليل لجوئهم إلى الحدائق المجاورة لأماكن السكن في برلين للتدريب عندما يصعب توفير ملاعب مفتوحة خاصة في أيام الأحاد.

ويشارك النادي الكويتي للمعاقين سنويا في العديد من البطولات العالمية والدورات الرياضية لألعاب المعاقين، وكانت أولى مشاركاته قد بدأت في دورة ويلز عام 1978، ثم الدورة العالمية لألعاب المعاقين باستوك ماندفيل بالمملكة المتحدة عام 1978 في ألعاب القوى وتنس الطاولة.

وفي نفس العام أيضا شارك النادي كمراقب في دورة الشلل الدماغي بأدنبرة في انجلترا.

أما في عام 1979 فقد شارك النادي في الدورة العالمية لألعاب المعاقين باستوك ماندفيل وحقق لاعبوه فيها أرقاما جديدة وحصلوا على (22) ميدالية بين ذهبية وفضية وبرونزية وفي نفس العام أيضا شارك النادي في مؤتمر أورلاندو الذي عقد في الولايات المتحدة في شهر أكتوبر.

وفي العام 1980 حصل النادي على خمس ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في الدورة السادسة لألعاب المعاقين بهولندا وفي الوقت نفسه شارك في مؤتمر المعاقين الذي عقد في امريكا بنفس العام.

وفي عام 1981 حصل لاعبو النادي على ميداليتين برونزيتين خلال مشاركتهم في البطولة العالمية لألعاب الأطفال المعاقين التي أقيمت في نيوكاسل، كما حصل النادي أيضا على أربع ميداليات بين ذهبية وفضية وبرونزية في الدورة العالمية لألعاب المعاقين في استوك ماندفيل، وفي نفس العام أيضا شارك النادي في المؤتمر دول المقام بكندا للمعاقين وفي بطولة المارثون (أويتا) التي أقيمت في اليابان.

وفي عام 1982 شارك لاعبو النادي في البطولة العالمية لألعاب المعاقين باستوك ماندفيل واستطاعوا تحقيق عشر ميداليات بين ذهبية وفضية وبرونزية، كما شاركوا أيضا في البطولة العالمية لألعاب المكفوفين بالنرويج وفازوا بثلاث عشرة ميدالية موزعة بين الأنواع الثلاثة أيضا وقد استطاع النادي

في عام 1983 تحقيق نتائج طيبة خلال مشاركته في البطولة العالمية لكرة السلة التي أقيمت في كندا وفي سباق اختراق الضاحية الثالث (أويتا) الذي أقيم في اليابان، أما في بطولة استوك ماندفيل لألعاب المعاقين والتي أقيمت في نفس العام فقد استطاع لاعبو النادي تحقيق 16 ميدالية بين ذهبية وفضية وبرونزية.

وفي عام 1984 شارك النادي في تلك البطولة أيضا وحقق أبطاله أربع ميداليات، في الوقت الذي حصل على جميع المراكز الأولى في سباق اختراق الضاحية الرابع الذي نظم في أويتا باليابان.

وفي العام 1985 حقق لاعبو النادي (30) ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية في البطولة العربية الأولى للمعاقين والتي أقيمت في شهر مارس وشاركت بها 8 دول، كما حقق النادي المراكز الأولى وكذلك لقب بطل الأبطال في بطولة رفع الأثقال التي شهدتها ماربيا الأسبانية في مايو من نفس العام، كما حصل فريق النادي أيضا على (33) ميدالية في البطولة العالمية لألعاب المعاقين باستوك ماندفيل، و(30) ميدالية في البطولة العالمية لألعاب المكفوفين بالنرويج، وحصل أيضا على المراكز الأولى في سباق اختراق الضاحية الخامس بأويتا باليابان كما حقق لاعبوه المراكز الأربعة الأولى في بطولة تنس الطاولة التي شهدتها الولايات المتحدة عام 1985 أيضا.

وفي العام 1986 استطاع لاعبو النادي الحصول على (53) ميدالية منها (19) ذهبية و(20) فضية و(14) برونزية في البطولة العالمية لألعاب المعاقين باستوك ماندفيل والتي أقيمت في شهر يوليو بذلك العام، كما حقق هؤلاء اللاعبون المراكز الأول والثالث والثامن والخامس عشر في سباق ماراثون سويسرا للمعاقين في شهر مايو الذي شاركت فيه (131) دولة بـ (135) متسابقا، وقد حصل الفريق الكويتي أيضا على لقب أحسن فريق شارك في السباق، كما استطاع تحقيق مراكز متقدمة في بطولة كرة السلة للمحترفين التي أقيمت في كندا في أبريل من هذا العام، أما في سباق ماراثون أويتا باليابان الذي أقيم فى شهر نوفمبر عام 1986 م وشاركت فيه (19) دولة بـ (72) لاعبا ولاعبة في الماراثون بالكامل و(146) لاعبا ولاعبة في نصف الماراثون، فقد حقق لاعبو النادي الكويتي للمعاقين المركز الخامس في الماراثون الكامل وفي نصف الماراثون حققوا المراكز التاسع والعاشر والحادي عشر والعشرين.

وفي عام 1987 شارك النادي في بطولة سلاح المبارزة في فرنسا بستة لاعبين إلى جوار ست دول وحصل لاعبو النادي على الميدالية الذهـبية، كما حقق النادي في نفس العام 19 ميدالية ذهبية و 11 فضية و 18 برونزية في البطولة العالمية لألعاب المعاقين التي شهدتها استوك ماندفيل.

أما في الدورة الأولمبية الثامنة التي أقيمت في سول عام 1988 فقد حقق النادي (15) ميدالية بين ذهبية وفضية وبرونزية وحصل لاعبوه على المرتبة الأولى على الدول العربية في تحقيق أكبر عدد من الميداليات.

وفي عام 1989 حقق النادي المراكز الأولى في بطولة رفع الأثقال الدولية التي شهدتها أسبانيا، وفي بطولة الخليج الثانية بالبحرين استطاع لاعبوه الحصول على المركز الأول في عدد الميداليات التي تم حصدها، وفي العام نفسه حصلوا على عدة ميداليات بين ذهبية وفضية وبرونزية في بطولة نوتنجهام في بريطانيا للشلل الدماغي، في الوقت الذي حققوا فيه أيضا (38) ميدالية في بطولة استوك ماندفيل.

وفي عام 1990 وقبل وقوع كارثة الغزو العراقي للكويت شارك لاعبو النادي في بطولة آسن العالمية في هولندا وحققوا عدة ميداليات بين ذهبية وفضية وبرونزية.

وبحدوث الغزو توقفت الأنشطة تماما وتعرض النادي لسرقة معداته وأدواته وجميع الأجهزة الخاصة برياضة المعاقين، كما سرقت جميع محتويات النادي من كئوس وهدايا تذكارية وميداليات ودروع وشهـادات تقديرية. وبعد التحرير، شارك النادي في الدورة التدريبية لتأهيل المدربين التي أقيمت في البحرين في أبريل 1992، وكان الهدف هو تدريب وتأهيل المتخلفين عقليا، ثم شارك النادي في اجتماع الاتحاد العربي للمعاقين الذي أقيم في القاهرة عام 1992 للتصويت والترشيح على مقر الاتحاد الدائم للمعاقين، كما شارك النادي في اجتماع نوتنجهام في لندن عام 1992 لإدخال لعبة البوشية للشلل الدماغي وهي لعبة جديدة أدخلت في رياضة المعاقين.

أما في أولمبياد برشلونة الذي أقيم عام 1992 فقد شاركت فرق النادي من جديد واستطاعت الحصول على (5) ميداليات إضافة إلى رقم أوليمبي جديد في رمي الرمح.

وشارك النادي في عام 1993 في بطولة الولايات المتحدة في أوكلاهوما لرفع الأثقال وحصل لاعبوه على 6 ميداليات ورقمين عالميين للسيدات، كما حصل النادي أيضا على ميداليتين في بطولة بيزا في ايطاليا لسلاح الشيش.

رعاية فائقة

وقد جاءت النتائج التي حققها الفريق الكويتي نتيجة لرعاية شاملة وفائقة تحظى بها هذه الفئة من مختلف المستويات الرسمية والشعبية في الكويت تبدأ منذ لحظة اكتشاف الإعاقة ومن ثم التعامل معها وفقاً لدرجتها ونوعها. وقد أنشأت الدولة إدارة خاصة لتعليم فئات الإعاقة منذ الصغر تابعة لوزارة التربية، إلى جانب إدارة لرعاية المعاقين بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل تنضوي تحت رايتها عدة مراكز لتأهيل هؤلاء المعاقين مهنيا إلى جانب عدة جمعيات ومؤسسات خيرية ولجان لتوفير الرعاية لهم. وتبدأ الرعاية لتلك الفئات في مدارس التربية الخاصة التابعة لوزارة التربية، وهذه المدارس التي تقع في موقع واحد بمنطقة حولي التعليمية تضم 12 مدرسة بها 31 مرحلة دراسية، وهـي مدارس ذات نوعية خاصة تختلف عن المباني المدرسية العادية في التعليم العام، إذ تحوي تجهيزات ومعدات تتناسب وطبيعة التدريس للطلبة المعاقين كل حسب إعاقته سواء أكانت فكرية أو جسمانية.

وفي هذه المدارس تنقسم الدراسة وفقا لطبيعة الإعاقة فأصحاب الإعاقة البصرية والحركية يتلقون نفس مناهج التعليم العام، بينما تكون هناك مناهج خاصة بأصحاب الإعاقة الفكرية، كما يتلقى أصحاب الإعاقة السمعية والبصرية مناهجهم بطريقة تتناسب مع اعاقتهم. وتقول احصائيات أصدرتها وزارة التربية الكويتية أخيرا ان الطلاب المقيدين بهذه المدارس حتى نهاية العام الدراسي (93 / 1994) قد بلغ عددهم (854)، طالبا و (697) طالبة يقوم بالتدريس لهم 228 مدرساً و 235 مدرسة في 193 فصلا. كانت نسبة الذكور من العدد الإجمالي للطلبة 55 في المائة، فيما بلغت نسبة الطالبات 45 في المائة، كما بلغت نسبة المدرسين من العدد الإجمالي إلى 49 في المائة بينما احتلت المدرسات ما نسبته 51 في المائة من العدد الإجمالي.

ويتم في اليوم الأول للدراسة بهذه المدارس فحص الطلبة المستجدين لتحديد مستوى اعاقتهم فإذا تبين وجود اعاقة شديدة فإنه يتم تحويل تلك الحالات التي لن تستطيع تلقي المناهج الدراسية، إلى مركز التأهـيل المهني الذي يتبع وزارة الشئون الاجتماعية والعمل.

وبالنسبة للطالبات فإن مناهج التربية الفكرية بتلك المدارس تشتمل على مجموعة من الخبرات تتلقاها الطالبة على مرحلتين، كل مرحلة منها تتكون من ثلاث سنوات تتدرج فيها الطالبة حتى تتخرج وتلتحق بالتأهيل المهني لتتخصص في حرفة معينة.

أما مركز التأهيل المهـني فهو أحد المراكز التابعة لإدارة رعاية المعاقين بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل وقد تم انشاؤه عام 1961 ويعمل بنظام الرعاية النهـارية فقط، ويستقبل الحالات من 18 إلى 45 سنة لتوفير التأهيل المهني والرعاية المتكاملة لكل فئات المعاقين حركيا وجسميا والتي تصلح للتدريب المهني.

وهذا المركز هو إحدى الدور التي تضمنها إدارة رعاية المعاقين التي تشرف أيضا على دار رعاية المسنين وتختص بتوفير الرعاية لكبار السن من 50 سنة فأكثر وتعمل بنظام الرعاية المنزلية والإيواء الكامل وهي تعتبر من أقدم دور الرعاية إذ أنشأتها وزارة الشئون عام 1959.

إضافة إلى داري التأويل الاجتماعي "رجال" و "نساء" وتختص كل منهما بتوفير الرعاية الشاملة المتكاملة والتأويل لفئة التخلف العقلي بكل درجاته من سن 13 إلى 50 فأكثر للرجال، ومن سن 4 إلى 50 فأكثر للنساء، وتعمل كلتا الدارين بنظام الإيواء الكامل والرعاية النهارية. وهاتان الداران بدورهما تنضمان إلى دارين أخريين هما دارا رعاية المعاقين "رجال" و "نساء" وتختصان بتوفير الرعاية المتكاملة والتأهيل المناسب لكل فئات المعاقين حركيا من الذين يعانون من اعاقات مزدوجة من سن 3 إلى 50 سنة للرجال ومن 4 إلى 13 سنة للأطفال وإلى سن 50 سنة وأكثر للنساء. والداران أيضاً تعملان بنظام الرعاية النهارية والإيواء الكامل.

تنمية القدرات

والهدف الأساسي لإنشاء مركز رعاية المعاقين هو توفير الرعاية للأشخاص المعاقين بمختلف فئاتهم وتأهيل القادرين منهم على الأعمال التي تتناسب مع قدراتهم، مما يساعدهم على الاندماج بالمجتمع ويزيد من ثقتهم بأنفسهم، وينمي قدراتهم البدنية والنفسية كما يزيد من كفاءاتهم الاجتماعية والثقافية وبالتالي التعايش مع المجتمع المحيط بهم.

إلى جانب هذه المراكز التي تضمها إدارة رعاية المعاقين شكلت وزارة الشئون الاجتماعية والعمل أيضا لجنة برئاسة الوكيل المساعد للرعاية الاجتماعية بالوزارة أطلقت عليها اسم اللجنة الوطنية الكويتية الدائمة لرعاية المعاقين، بموجب قرار وزاري رقم 957 لعام 1990، تضم أيضا ممثلين عن بعض الجهات الحكومية. وهذه اللجنة تختص بوضع القواعد والسياسات الأكثر فاعلية لتعزيز وضع المعاقين والعمل على تنسيق الخدمات المقدمة للمعاقين جسمانيا وعقليا واجتماعيا من خلال الجهات المعنية بهم، ووضع البرامج اللازمة لتحقيق تكافؤ الفرص للمعاقين على مستوى الدولة. وقد قامت هذه اللجنة منذ انشائها بالتوسع في انشاء الورش المحلية في دولة الكويت، في الوقت الذي منح فيه قانون المساعدات العامة المواطن المعاق أو العاجز عن العمل لأسباب مرضية أو اجتماعية أخرى مساعدة شهرية تعينه على المعيشة، وكي تشجعه على الإقبال على عمليات التأهل على الأعمال المختلفة يمنح قانون الضمان الاجتماعي علاوة تأهيل لكل من ينضم إلى الدورات التدريبية أو مراكز التأهيل المختلفة من الذين يتقاضون معاشا شهريا من الضمان الاجتماعي.

كما تمنح مدارس الكويت الطلاب المعاقين حوافز مادية شهرية تشجيعية لاستمرار بقائهم في الدراسة كما منحتهم الدولة مجانية جميع الخدمات التأهيلية من المواصلات والأجهزة والخدمات الصحية.

هذا وينص الدستور الكويتي الصادر عام 1962 في مواده أرقام 11، 12، 29 على تكافؤ الفرص أمام جميع المواطنين الكويتيين في أحقيتهم بالعمل حسب قدراتهم، وتم إنجاز أول تشريع بقانون مختص برعاية وتأهيل وتشغيل المعاقين مقترح ينص على تحديد النسب لتشغيل المعاقين بالشركات الخاصة وقد صدر قرار مجلس الوزراء رقم (30) لسنة 1987 بشأن أحقية تشغيل وتعيين جميع خريجي مراكز التأهيل المختلفة في ضوء قدراتهم وامكاناتهم. وقد اهتمت الكويت بتوفير الرعاية للمعاقين وتعليمهم وتأهيليهم، فأصدرت القانون رقم 11 لسنة 1965 في شأن تعليم المعاقين بتطبيق قانون التعليم الإلزامي عليهم إذ نص على "إلزام ذوي العاهات البدنية أو الحسية "سمعية- بصرية- عقلية" بالانتظام في مدارس التربية الخاصة ماداموا قادرين على متابعة الدراسة بها".

جهود رسمية وشعبية

وإلى جانب وزارتي الشئون الاجتماعية والعمل والتربية لرعاية المعاقين، تقف أنشطة الجمعيات الأهلية في هذا المجال كشاهد جديد على مدى الاهتمام الذي تحظى به فئات الاعاقة رسميا وشعبياً في الكويت فالجمعية الكويتية لرعاية المتفوقين تقوم بدور مهم في هذا المجال فبالإضافة إلى الخدمات التي تقدمها لهم من رعاية اجتماعية وتربوية واستشارات نفسية وغيرها، تقوم بتنمية نواحي الابداع لديهم، انطلاقاً من قناعة تؤكد علاقة الابداع بتخفيف الشعور والأسى لدى المعاق وضرورة إتاحة الفرصة أمامه لإطلاق طاقاته الإبداعية بشكل مدروس إضافة إلى هذه الجمعية التي تم إنشاؤها بتبرعات من أهل البر والخير وقامت الدولة بالمساهمة فيها، توجد عدة مؤسسات خاصة منها نادي الصم الكويتي، ونادي المعاقين الرياضي والذي كان له ذلك السجل المشرف في الدورات الاوليمبية العالمية واللقاءات الرياضية بالمنطقة وبامتداد الساحة العربية.

ان هذه الأنشطة التي يتفوق فيها هؤلاء الرياضيون تؤكد ان هذه الانجازات تقف وراءها أياد حانية ترعى وتعتنى وتساهم بإخلاص في توفير جميع الامكانات وأنواع الرعاية لهذه الفئات التي حرمت من بعض النعم التي يتمتع بها الأسوياء، لكن هؤلاء المعاقين قد أثبتوا تماما، مدى صدق العزيمة وقوة الإرادة حين تريد أن تتحدى الصعاب وتحيل اعاقتها إلى إضافة جديدة، ترفع بها اسم بلادها، وتتجاوز بانجازاتها حدود العمى أو الصمم أو الكرسي المتحرك.

إنها إرادة تستحق الدهـشة.. وتستحق أيضا الإعجاب الشديد.

 

زكريا عبدالجواد

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




برغم الإعاقة أبطال الكويت ينتصرون





برغم الإعاقة أبطال الكويت ينتصرون





منتخب الكويت للمعاقين في حفل الافتتاح





اللاعب فهد المطيري لحظة عزف السلام الوطني بالملعب الأوليمبي





اللاعب خالد العازمي وهو يرمي القرص





اللاعب عدنان الخليفي يرفع يده بعد حصوله على المركز الثالث مع اللاعبين المصريين بعد حصولهم على المركزين الأول والثاني





اللاعب منقذ التميمي لحظة وصوله إلى خط الرماية في مسابقة الجري 200 م





اللاعب ماجد المطيري لحظة رفع العلم الكويتي بعد حصوله على المركز الثالث في لعبة الجلة





اللاعب فهد المطيري مع اللاعبين الألماني والإنجليزي بعد حصولة على الميدالية الذهبية





اللاعب يوسف الدوب في لعبة الوثب العالي





صحفية ألمانية تجري لقاء مع اللاعب خالد الظفيري





اللاعبون على الكراسي المتحركة في جولة حرة في شوارع برلين





رئيس الوفد عبدالله الغانم مع عدد من اللاعبين يتابعون احدى مباريات فريق النادي الكويتي المعاقين





عدد من أعضاء الوفد الكويتي للمعاقين يحتفلون باللاعب علي الكندري بعد حصوله على الميدالية الفضية في لعبة الرمح