الصور

شعر

(1)

رجل وامرأة
جلسا فوق منضدة باسمين
ثم مالا برأسيهما كي يصيرا قريبين من مصدر الضوء،
كي يصيرا غريبين أكثر من أي وقت مضى
واحد..اثنان.. قال المصور،
ثم تذكر أن الذي ينقص المشهد الآن
عينان مفتوحتان
وباقة ورد
ولكنه حين قرب عينيه من فرجة العدسة
واستعد لكي يبدأ العد ثانية
لم يشاهد أحد
لم يجد في المكان سوى نقطتين من الدمع
مقطورتين معا للأبد
وخلفهما حفرتان بلون الجسد

(2)

رجل من غبار
يحدق كالصقر من خلف لحيته الذابلة
ويجعل من شاربيه الكثيفين فزاعة للصغار
كان يجلس مستندا للأريكة
كي لا تفتته صخرة الكبرياء الجريح
وحين تباغته ريح أوهامه
يمتطي فرسا من دخان لئلا يشيخ،
لئلا يشيح بعينيه عن فكرة الاحتضار
ذات يوم ترجل عن لحيته
ثم راح يصيخ إلى مصدر الصوت خلف الجدار
من؟.. قال ممتشقا روحه المائله
مثل سيف كسيح
لم يجب أحدا،
ربما الريح.. قال، وعاد إلى عزلته
حينما دخل الموت من فرجة الباب
قام إلى صورته
وثبتها في المكان المخصص للعائلة
وثبتها في المكان المخصص للعائلة
واختفى في إطار

(3)

يهرع الناس نحو المصور عند اشتداد الخطر
يهرع الناس نحو المصور كي ما يقيهم من الموت،
كيما يجملهم من بثور الزمان
وزلزاله المنتظر
وإذ يخطف الضوء أبصارهم
يصبحون تماثيل أنفسهم
يملأون الفراغ الذي كان يشغل قاماتهم
قبل أن يوجدوا،
قبل أن يستحيلوا بشر
يهرع الناس نحو المصور كي يولدوا من جديد
فينأون في رجفة تتلاشى
.. وتبقى الصور