معنا على كوكب الأرض حيوان لا يعرف الخوف

نعرف بأننا كائنات لا تعرف الخوف أو تهاب الموت يومًا، لذلك يطلق علينا الإنسان بالحيوانات الأكثر شجاعة في العالم. كما نفتخر بأنه تم تصنيفنا وفق كتاب مجموعة غينيس للأرقام القياسية على أننا أشجع الحيوانات على وجه الأرض. ويعود سبب ذلك إلى أننا لا نتردد في مهاجمة الحيوانات الأكبر منا حجما بكثير للدفاع عن أنفسنا، مثل الأسود والفهود والجاموس والثعابين والتماسيح، وبما في ذلك بنو البشر. ولا شك أنه من السمات التي تميزنا عن بقية الكائنات الحية أنه نمتاز بقوة جسدية وشراسة وصلابة لا مثيل لها. فعلى سبيل المثال، لدينا القدرة والشجاعة على مهاجمة وبلا خوف أي حيوان آخر عندما يكون الهروب منه مستحيلًا. كما تتميز جلودنا بصلابتها الشديدة والتي نادرًا ما تستطيع اختراقها لسعات النحل وريشات حيوان النيص ولدغات الحيوانات السامة الأخرى مثل الأفعى. ولكن نحن نقوم بذلك على درجة قصوى من الحذر والتأبه لأية خطر من أجل الدفاع عن أنفسنا.
كما لدينا القدرة على التكيف على شتى الظروف المناخية والعيش في الغابات الاستوائية الرطبة وفي الأراضي العشبية القاحلة والسافانا وحتى الغابات المطيرة وحتى في الجبال الباردة. حيث إننا نعيش في الصحراء الإفريقية الجنوبية وغرب آسيا والمملكة العربية السعودية وإيران. وتجمعنا صلة قرابة بالكائنات المشابهة لنا مثل الظربان، وثعالب الماء، والقوارض.
إذا شعرنا بالجوع نصبح كائنات شرهة ونتلذذ بتناولنا مختلف الحشرات وبعض الطيور والزواحف والبرمائيات والثدييات. وتساعدنا على ذلك أسناننا البارزة والحادة، ومخالبنا الأمامية الطويلة والتي تساعدنا في حفر الأنفاق واكتشاف الطعام تحت الأرض، بالإضافة إلى بنيتنا القوية والتي تساعدنا على الانقضاض على فرائسنا بسهولة. وتساعدنا في اصطياد فرائسنا مقدرتنا على عض الفريسة والتي قد تعادل قوتها 1050 رطل لكل بوصة مربعة. فيجب على بني البشر الاحتراس من أن يقتربوا منا. كما نستطعم الغذاء الخفيف على معدتنا والمفيدة لصحتنا مثل التوت البري وبراعم وجذور النباتات بالإضافة الى الفواكه. ومن خلال هذا النظام الغذائي المتنوع، تصبح حياتنا مفعمة بالنشاط وقد تمكننا من أن نعيش إلى عمر قد يصل إلى 7 سنوات يكون لنا دور مهم في النظام الأيكولوجي البري. 
لقد أساء بنو البشر فهمنا ككائنات تتميز بسلوك عدواني تجاههم وتجاه بقية الكائنات الحية الأخرى. وقد نبدو كائنات عدوانية ولكن عليك يا عزيزي القارئ أن تفهم أن ذلك يعود إلى حد كبير إلى غرائز البقاء القوية المتأصلة فينا بالفطرة. بالإضافة الى حاجتنا إلى الدفاع عن أنفسنا ضد الحيوانات المفترسة والكائنات الضارية، وذلك من أجل البقاء على قيد الحياة ومن أجل الحصول على قوت يومنا.
كما نشعر بتهديدات جمة من بني البشر، حيث إنه يتم اصطيادنا في مناطق معينة حول العالم وخاصة عندما يتعارض تواجدنا بالقرب من المزارعين ومربي النحل. حيث يشعر هؤلاء بأننا نشكل تهديدًا لهم، إلا أننا فقط نسعى للتعايش والبقاء على قيد الحياة. كما أنه يتم اصطيادنا في بعض دول العالم بسبب لحومنا والتجارة بأعضائنا والتي يشتهر استخدامها في الطب الشعبي التقليدي.
هل تعلم يا عزيزي القارئ من نحن؟ نحن الكائنات التي يطلق علينا باسم غرير العسل والذي يلقب باللغة الإنجليزية بـ Honey Badger”". وأتت جذور هذه الكلمة من اللغة الفرنسية وبالتحديد من كلمة "Bêcheur" والتي تعني "الحفار". حيث نمتاز بقدرتنا الفريدة على الحفر وذلك من أجل أن نقتات على الثدييات كغذاء والتي عادة ما تختبئ في جحورها. ولذلك، نحن نعتبر وسيلة أساسية لمكافحة آفات القوارض والآفات الزراعية الأخرى. وأما تسميتنا بغرير العسل، فيعود سبب ذلك إلى ولعنا بأكل العسل وبالتحديد يرقات نحل العسل كذلك، حيث يعتبر العسل غذاء غني بالبروتينات يمدنا بالقوة والصلابة لعيش حياة مليئة بالمغامرات.
وفي النهاية، نتمنى ألا تسيئوا فهمنا يا بني البشر، ودعونا نتعايش بسلام ووئام مع بعض من أجل بيئة مستدامة.