المملوك جابر والظاهر بيبرس

المملوك جابر  والظاهر بيبرس

حين يسمع الناس سيرة الأبطال تمتلئ صدورهم بأنفاس القوة والعزيمة، وكأنهم أبطال؛ فحكايات الأبطال تنفث روح العزيمة داخل النفوس وتجعل الأمر  يبعث الأمل في قلوب عامة الناس؛ بأن البطل قادم لإنقاذهم من أوضاع الاضمحلال والتردّي والظلم الذي يعيشون فيه.
وعلى الرغم من أن مسرحية مغامرة رأس المملوك جابر لسعدالله ونوس لا تحكي سيرة بطل، إلا أن الخلفية النفسية لعامة الناس في الحكاية قائمة على انتظار البطل المُخَلِّص، فهل يأتي البطل في المسرحية؟

 

مؤنس الحكواتي هو بداية دخول المسرحية وراوي الحكاية الداخلية، نلاحظ من اسمه أنه يتَّسم بالأنس والمؤانسة، وأنه حكواتي، وغالبًا سيكون له دور أساسي في المسرحية؛ لأن زبائن المقهى كانوا يسألون عنه كثيرًا، ويفتقدونه ويبحثون عن سبب تأخره في الحضور، هذا يشد المشاهد ويجعله في حالة انتظار لرؤية مؤنس الحكواتي، وكأن حالة الأنس التي تعيش فيها المقهى لا ينقصها سوى وجود مؤنس الحكواتي حتى تكتمل المتعة بما سيسرده من حكايات. 
التمهيد يعطينا ملمحًا عن حكايات مؤنس قبل أن يدخل للمسرح، يقول زبون (اليوم سيبدأ العم مؤنس حكاية جديدة، حكاية البارحة كانت قديمة، من زمان ما سمعنا من العم مؤنس حكاية تفرح القلب. ص6)، وهذا يؤكد للمشاهد والمتلقي أن الحكايات مليئة بالشجن، وأنه سيتلقى الحكاية من البداية، وحين يدخل الحكواتي يستقبله الزبائن استقبالًا مميزًا. 
نرى الحكواتي يتأبَّط كتابًا، وعمره قد تجاوز الخمسين، هو في سن النضج الكامل، تعابير ملامحه ممحوَّة، حتى ليخيل للمرء أن وجهه من شمع، جامد النظرات، إنه يتميَّز بالحياد البارد الذي سيحافظ عليه خلال المسرحية كلها، وهذا الحياد في ملامحه والبرود ينفي عنه التعاطف والانحياز إلى أي طرف من أطراف الحكاية التي سيحكيها، هو سارد فقط، لن يكون له علاقة بالحكاية، ومع حضور مؤنس المميز يغلق زبائن المقهى الراديو؛ كي لا يشتّت انتباههم شيء عن حكايته، وكإشارة إلى أن الناس تطلب حكاية حيَّة، بعيدًا عن آلة تحكي، ويطلب زبائن المقهى لمؤنس الحكواتي شايًا كترحيب حميم، فيجلس في مكانه المخصَّص، ويضع كتابه في مواجهة الزبائن الذين يعتدلون في جلساتهم تأهبًا للاستماع الممتع.
الحكواتي في المسرحية هو المُعَبِّر عن النقلات بين الفصول والأزمنة والمواقف والأحداث، هو من يذكِّر زبائن المقهى وبالتالي مشاهدي المسرحية بأن ما يحدث حكاية قديمة، فالمسرحية بُنِيَتْ على تداخل مستويات التلقي، وتداخل الزمن، فهناك زمن مغامرة رأس المملوك جابر المحكيَّة، وهناك زمن مؤنس الحكواتي مع زبائن المقهى أثناء سرد الحكاية، وهناك زمن المشاهدين للمسرحية كلها، فالمشاهدون يشاهدون زبائن تستمع لحكاية، وفي الوقت نفسه يشاهدون الحكاية التي يشاهدها الزبائن، فالأزمنة متنوعة ومتداخلة، ممَّا يعطي إيحاءً برغبة استدعاء الحكاية لكل زمان ومكان، فمن الممكن أن تُحْكَى في مكان آخر غير المقهى.

زمن الانكسارات والبطولات
يبدو أن زبائن المقهى يريدون حكايات تتماس مع حاجتهم الآنية في حياتهم الواقعية، فهم يرغبون في سماع حكايات البطولات مثل سيرة الظاهر بيبرس أيام الازدهار، إلا أن الحكواتي يؤجِّل حكاية الظاهر بيبرس بحجة أن أوانها في تسلسل الحكايات لم يأت بعد، وكأن تكرار ظهور الظاهر بيبرس أو بطل يماثله لم يحن أوانه في هذا الزمان المعاش الواقعي.
حين يخبر الحكواتي زبائن المقهى أنه سيحكي عن زمن الاضطرابات والفوضى، يخبرونه أنهم بالفعل يعيشون هذا الزمان، وهكذا يربط الكاتب عن طريق الحكاية والحياة الحاضرة، فما سيحكيه مؤنس الحكواتي سيشابه كثيرًا ما يحدث في الواقع، فالأحوال كلها فوضى واضطرابات، أو على الأقل سيتناص ما يحكيه الحكواتي مع الواقع الذي يعيشه رواد المقهى.
يتحدث الحكواتي عن عصر الحكاية وكأنه يصف واقعًا، فالعصر كالبحر الهائج لا يستقر على وضع، والناس يظهرون فيه وكأنهم في التيه، أوصاف تكاد تنطبق على كل عصور الاضمحلال والتردّي، يكاد يصف زمن الاضطرابات عمومًا، زمن يعيشه أهل الحكاية ومن يستمعون إليها ومن يشاهدونها، ومن هنا ندلف للحكاية التي سنراها الآن بعد أن عرفنا طبيعة العصر الذي تدور فيه (نحن عامة بغداد آثرنا السلامة والأمان، ننزف دماءنا الليل والنهار بحثًا عن لقمة العيش، ومحظوظ من تتوفَّر له في بغداد لقمة العيش. ص8) وحين يتدخَّل الزبائن في المقهى يؤكدون أن ما حدث في زمن الحكاية أمام عيونهم هو عينه ما يحدث في حياتهم (أي والله كأن الأحوال لا راحت ولا جاءت. ص8) فيمتزج الزمن ويبدو التاريخ واقعًا، ويبدو الواقع تاريخًا.

شخصية المملوك جابر
المملوك جابر شاب تجاوز الخامسة والعشرين، معتدل القامة، شديد الحيوية، ملامحه دقيقة وذكية، في عينيه يتراءى بريق نفاذ، يوحي بالفطنة والذكاء، وتظهر شخصية المملوك جابر حين يدخل الحكواتي في عمق المسرحية، ويبدو أن في الخلفية حدث جلل؛ فالخليفة والوزير مختلفان، ونكتشف شخصية المملوك جابر من حواره مع منصور، يقول جابر (لكل عُمْلة وجهان، والمهم أن تميل في الوقت المناسب إلى الوجه الكاسب. ص 10) يبدو متفائلًا، يقول كلام الشطار، مستعدًا للميل مع مكاسبه في أي وقت، ويكتشف زبائن المقهى أن جابر ابن زمانه، وتميل وجهات نظر زبائن المقهى ناحية المملوك جابر، فنسمع همسًا بأن هذا المملوك شيطان، وهو رأي يعبِّر عن المشاهدين الفعليين للحكاية، ويتداخل الحوار بين الزبون والآخر أثناء التمثيل، وكأن واقع الحكي قد دخل في التاريخ، والتاريخ في الواقع، وبالتالي يدخل المتلقي للحكاية كأنها حكايته، وقد بدا التعاطف مع المملوك جابر واضحًا، فشخصيته استقطبت المحبَّة.
وندخل لعمق المسرحية من بوابة اللعب، بالرهان الذي أقامه المملوك جابر مع صديقه منصور، كان الرهان من جابر حول من سينتصر: الخليفة أم الوزير؟ نجد في الملحوظة الجانبية لنص المسرحية (يضع الممثلون الديكور أمام المتفرجين) وهذا يوحي للمشاهد بأنه يشاهد فعلًا حيًا، التمثيل يتم أمامهم، أنت لا تعيش الوهم، ولا تتداخل مع الحكاية، فأنت كمشاهد يجب أن تدرك أن هذه الحكاية فقط تشبه حكايتك، وأن هذا الذي يحدث يشبه ما يحدث في عصرك، لكنه يحدث أمامك، وهذا يزيد المشاهد والمتلقي قدرة على الكشف والتتبُّع والاستخلاص.

يتعاركون فوق رؤوسنا
سوء أحوال الخلافة في بغداد يؤثر على الناس، فمن شدَّة الجزع هجم الناس على الأفران وتوقعوا ارتفاع الأسعار، وبوار العُمْلة، وبدا الأمر مزعجًا، وحياة الناس ملأها الخوف والتوتر، والحُرَّاس خرجوا من ثكناتهم وهذا نذير شؤم، وبدأت الحياة في بغداد يسيطر عليها القلق بسب العلاقة بين الوزير والخليفة، ومع ذلك فالناس لا تعرف سبب الخلاف مع أنهم واقعون تحت تأثيره، وصار كل ما يهمهم الخبز والأمان، والعامة تعرف مكانها عند السادة، فالسادة لا يختلفون أبدًا من أجل عامة بغداد، ربما يختلفون من أجل الخزينة، من أجل نزاع على قيادة جيش، أو تعيين الولاة، لكن عامة بغداد لا تُشْغِل بال السادة. 
والعامة لا يدركون أن الخلاف بين الوزير والخليفة يضرهم من حيث لا يدرون وحين يتدخَّل أحدهم ويخبرهم «إنهم يتعاركون فوق رؤوسنا» فعراك الوزير والخليفة سيقصم ظهورهم، وقبل أن يدخل الرجل لعمق الكلام عن أهمية أن يعرف الناس أسباب الخلاف بين الوزير والخليفة تصيح امرأة: «أتشمون رائحة الخبز؟!» فتحدث نقلة لمشاعر الناس وينسون الكلام عن تأثرهم بما يحدث ويتجهون لرائحة الخبز، والرجل يشير للخبز ويقول «ليس هذا هو طريق الأمان. ص15». 

الحيلة أبرع من الهواء 
يجذب الحكواتي زبائن المقهى والمشاهدين عن طريق سماع جابر لخبر خروج الحراس لأبواب بغداد، فسال لعابه، وجابر لا يهتم إلا بشيء في غاية الأهمية، انتبه زبائن المقهى والمشاهدين لاهتمام جابر، وينقلنا الحكواتي لمعاينة الحكاية، فيعرف جابر أن الخليفة ظل مجتمعًا بقواده حتى الصباح ونشر الحراس على أبواب بغداد وسدّ مداخلها، وأنه قد أصبح الخروج من بغداد أصعب من خروج الجمل من ثقب إبرة، وقال جابر عن سد أبواب بغداد (إجراء يوفِّر على الخليفة بناء سجون جديدة. ص 16) جملة بسيطة تكشف وعي جابر الذي يعرف أن الوزير يريد خروج رسالة من بغداد ويعلم أن الوزير سيعطي أي شيء لمن يخرج بالرسالة، ومن هنا تبدأ عقدة المسرحية وتُحْدِث شغفًا لدى المتلقي حين يهتم جابر بتفاصيل التفتيش، فهم يمزِّقون حتى الأرغفة نتفة بنتفة، خشية أن يكون بها شيء مخبوء، حتى الهواء لا يستطيع أن يمر، وهنا يقول جابر «مع هذا قد تكون الحيلة أبرع من الهواء» ويشتعل التشويق ويتركنا جابر مشغولين في كيفية وصول الرسالة مع كل هذا الحرص في تفتيش من يخرج من بغداد، ويشتعل التشويق لدى الزبائن ولدى المشاهد.

من أجل الرسالة
ويعطي الحكواتي ملمحًا سيحدث وكأنه يضيء الأمل في المتابع من المقهى ومن المسرح يقول: «والمملوك جابر ذكي وذكاؤه وقَّاد، لمح الفرص فانقض عليها بلا تراخ. ص 18) وقبل أن يدخل جابر للوزير؛ ليعرض توصيل الرسالة يعرض الحكواتي أهمية الرسالة بالنسبة للوزير؛ حتى نعرف قيمة المغامرة التي سيقوم بها المملوك جابر، فالوزير يطلب غزوًا أجنبيًا ليحمي مصالحه؛ حتى يصبح كرسي السلطة له، ويعلم أن دخول الغزاة سيسبّب خسائر فادحة، لكنه لا يهتم سوى بمصالحه الخاصة، ويعلم الوزير أن من سيخرج من بغداد ستتعرَّض حياته للخطر، ومن هنا جاءت أهمية جابر، والمتلقي في تشوق لأن يعرف كيف سيخاطر جابر من أجل الرسالة، هذا الذكي اللَّماح.
ويستغل جابر أهمية العمل الذي سيقوم به من يحمل الرسالة، فيطلب من الوزير طلبات خاصة: يريد مركزًا يرفعه من صفته، وأن يزوجه من زمرد خادمة شمس ويريد بعض الذهب، والتشويق يزداد حين يقول جابر للوزير (أهبك رأسي) ويسخر الوزير من رأس جابر، فالوزير يملك رؤوسًا كثيرة يمكن أن تضحي من أجله، إلا أن جابر يدخل لقلب المسرحية، ويشرح الفكرة التي قامت عليها عمود المسرحية، يقول جابر: «إليكم التدبير... ننادي بالحلاق، فيحلق شعري، وعندما يصبح جلد الرأس ناعمًا كخد جارية جميلة، يكتب سيدنا الوزير رسالته عليه، ثم ننتظر حتى ينمو الشعر ويطول فأخرج من بغداد بسلام. ص 21».
كانت الفكرة رائعة حتى إن زبونًا من زبائن المقهى يستمع للحكواتي صرخ: (من أين وجدها؟!). فكرة مميزة أعجبت الوزير فورًا، وبدأت عملية إعداد الرأس وكتب الوزير رسالته وحبس جابر في غرفة مظلمة لا يراه أحد ولا يرى أحدًا؛ حتى لا يعرف أحد الرسالة، هنا طلب الحكواتي استراحة، والزبائن والجمهور في شوق لأن يعرفوا ماذا حدث لرأس المملوك جابر. 

كلهم واحد
تذكرنا ساحة المقهى بالواقع بأخباره القادمة من المذياع، كخلطة واضحة بين حكاية المسرحية والواقع، وكأن المذياع يسرد الأخبار نفسها التي تحكيها حكاية المملوك جابر، ثم يبدأ الحكواتي في الحكي، وأثناء الحكي يدخل الممثلان اللذان قاما بدور الوزير والأمير عبداللطيف... هما الآن يمثلان دور الخليفة المنتصر بالله وأخيه عبدالله، وهذا الاختيار لممثل واحد ليقوم بدورين مختلفين يوحي بأن الوزير كالخليفة، وأن رجال الدولة كلهم واحد، الشخصية نفسها، فكل ما يهم الخليفة هو كرسي العرش، وكل ما يهم الوزير هو الحفاظ على مكانته، ثم جاء لقاء الخليفة مع أخيه ليكشف التوتر من جانب الخليفة ومدى خشيته أن تخرج رسالة من بغداد، بالتالي نعرف مدى أهمية المملوك جابر، حتى إن الحكواتي حين نقل المشاهد ليستعرض حالة بؤس زوج وزوجة في بغداد، وكأنه يحيط كل جوانب الحياة في بغداد، كانت الزبائن تطلب العودة لرأس المملوك جابر تريد أن تعرف ماذا فعل.

وصول الرسالة
 كان لابد من وجود لمسة حب ودفء في متن المسرحية التي امتلأت بالعذابات والمكر، والحكم والسلطة، والجوع وحال بؤس الناس، لذلك جاء مشهد لقاء جابر مع زمرد؛ ليمنح للحب دور الاطمئنان الرهيف، ومع ذلك فقد سرَّب مشهد الحب بينهما قلقًا للمشاهد حين قالت زمرد «ربما وافق ووعد، لا تزال بيننا مسافة محفورة بالمخاطر، إني قلقة يا جابر. ص 28 بتصرف»، وهذا ما يدفع المشاهد والمتلقي لتتبع ما سيحدث للرسالة باهتمام، ولكن زبائن المقهى كانوا لا يزالون على ثقة بذكاء جابر.
وصل جابر بالرسالة للملك وقرأ الملك الرسالة القادمة من الوزير والتي دارت عليها المسرحية: «نعلمكم أن الوقت حان وفتح بغداد صار بالإمكان، فجهزوا جيوشكم حال وصول الرسالة إليكم وليكن هجومكم سرًا، وتحت ستر من الكتمان حتى تتم المفاجأة بفتح بغداد، وإن وجدتم في الطريق عساكر تمشي إلينا فاقضوا عليها؛ لأنها إمدادات الخليفة، ونحن هنا نتكفل بالعون وفتح الأبواب، وكي يظل الأمر سرًا بيننا اقتلوا حامل الرسالة من غير إطالة. ص 36»، والزبائن تعترض على الوزير: «الغدار اللئيم»، إنهم يريدون نهاية أخرى لجابر، يريدون لجابر أن ينتصر على الوزير والخليفة ويتزوج زمرد، كأن نصر المملوك جابر نصرهم، يريدون تحقيق ذواتهم فيه ويؤكد الحكواتي حين يتم خلط الحكاية بالواقع «السياف يتقدَّم من الزبائن، حاملًا الرأس المقطوع، ينظر إليهم ويقهقه، يتوقف عن القهقهة ويتفرَّس في الزبائن في المقهى، فيفرض عليهم الصمت والرهبة ويضع الرأس بين راحتيه ويقربها منهم. ص 36 بتصرف» وكأنه يقول هذا هو مصير من يثق في أمثال هؤلاء، ومن يدخل لعش الدبابير.

أين الظاهر بيبرس؟
وعلى الرغم من إعجاب المتفرجين بجابر إلا أنهم غفلوا أن رحلته كانت لأسباب شخصية، ولم تكن فيها بطولة، وأن أهدافه كانت ذاتية حتى لو حمل دون علمه رسالة ضارة، فبسبب رسالته ستُحتل بغداد، وسيدخلها الغزاة.
وحين تنتهي الحكاية يعود الناس لطلب حكاية الظاهر بيبرس، يريدون أن يشعروا بالنصر، حتى أن أحدهم يقول: «إذا لم تبدأ سيرة الظاهر بيبرس غدًا فلن أسهر في هذا المقهى بعد الآن» حين يسألون الحكواتي عن موعد حكاية الظاهر بيبرس يقول: (لا أدري، الأمر يتعلَّق بكم)، وكأنه يقول إنه لن يأتي الظاهر بيبرس في أوضاع الخنوع وطلب أمان رغيف الخبز، فلا تلوموا سوى أنفسكم.
وتغلق المقهى والحكواتي يتوجه للجمهور: «وأنتم أيضًا تصبحون على خير»، وكأنه طوال الوقت يعرف أنه يحكي لزبائن المقهى، ويعرف أن هناك من يشاهدهم جميعًا، وكأنه يقول للمشاهدين إن لكم دورًا مهمًا وإلا ستكون الحكاية التي شاهدتموها حكايتكم، ستكونون كعامة أهل بغداد في الحكاية لا يشاركون في اختيار السلطان وستكونون كجابر الذي لم ير غير نفسه فخسر رأسه ■