الديمقراطية المغشوشة في «جالاكتيكا»
يقول المثل الألماني: «حين يذهب المرء في رحلة يكون لديه ما يحكيه»، فما ظنك والرحلة هي رحلة عبر المجرات، يقوم بها آخر من تبقى من سلالة البشر، ولغاية مزدوجة؛ هي الفرار من جنس السايلونز الآليين الذين يسعون لإبادة الجنس الإنساني، والبحث في نفس الوقت عن وطن جديد صالح للحياة على كوكب بكر، بعد تدمير السايلونز لكواكب البشر. وفوق هذا، فالرحالة هم بحارة؛ بحارة الفضاء، وطوال تاريخ الإنسانية كان البحارة هم سادة الحكي ومستودع الخبرة. لهذا يتوقع المشاهد منذ البداية أن يقول المسلسل الكثير.
الحق أن مسلسل «المدرعة الفضائية جالاكتيكا» يقول ويزيد طيلة مواسمه الأربعة وحلقاته الـ76. لدى المسلسل ما يقوله عن: الإيمان والدين، وحرية الإرادة والاختيار، والثورة والتمرد، والحب والرحمة والغفران، والحرب والسلام، وصراع الطبقات، والقيادة والحكم الرشيد، ومعنى الحياة والموت، والغيرة والحقد والغضب، والتصالح مع الذات، والمقاومة، والشرف العسكري، والرأي العام ووعي الجماهير، والقانون والنظام، والأمل واليأس، والواجب والولاء. لكننا آثرنا لتأملاتنا هذه أن تقتصر على صورة الديمقراطية كما ظهرت في متن المسلسل وحواشيه.
ما هي الديمقراطية؟
الديمقراطية أشهر من أن تُعرَّف، ومع ذلك فقد لا نصل فيها إلى تعريف جامع مانع متفق عليه، حتى أننا لا نعدم رؤية أنظمة ديكتاتورية وسلطوية وأحزاب يمينية متطرفة لا تتحرج من إلحاق صفة «الديمقراطية» باسمها. غير أنه يمكن أن نلجأ إلى أسلوب التعريفات الإجرائية الذي يتبعه دارسو العلوم الاجتماعية لتوصيف المصطلحات التي يمثل الاتفاق على صياغتها مشكلة جدلية. ولعل توافر شروط مثل: التداول السلمي والمنتظم للسلطة، والفصل ما بين السلطات، وتوازنها، وسيادة القانون واستقلاليته، وحرية التعبير والمشاركة السياسية وتكوين الأحزاب والجمعيات المدنية، وقوة الرأي العام واحترام النظام الحاكم له، لعلها مؤشرات تعيننا على التمييز بين الأنظمة الديمقراطية وأضدادها.
الأثينيون هم أول من اخترعوا الديمقراطية كأسلوب للحكم. «ديموس» تعني الشعب، و«كراتوس» تعني الحكم، وعلى ذلك تكون الديمقراطية هي حكم الشعب. وتصف المقررات الدراسية التجربة الأثينية في الديمقراطية بأنها الأنقى من حيث تطبيق الفكرة وتحقيق الغاية؛ ألا وهي حكم الشعب لنفسه حكمًا مباشرًا. لكن في ظل تضخم المجتمعات وزيادة أعداد الناس، لا تعود الغرفة تتسع للجميع من أجل الاجتماع والمناقشة والتصويت واتخاذ القرار، لذا صارت الديمقراطية غير مباشرة؛ تتم بانتخاب ممثلين عن أجزاء المجتمع المختلفة، على أن يمارس نواب الشعب هؤلاء الديمقراطية المباشرة فيما بينهم.
الخواص والعوام
لكن علينا أن نتذكر أن الديمقراطية الأثينية نفسها لم تكن حكمًا مثاليًا للشعب كما نظن حقًا، لأنها اقتصرت على ممارسة السادة من ملاك العبيد من ناحية، ولمن يتمتعون منهم بحق المواطنة في مدينة أثينا من ناحية أخرى. ومع ذلك تظل الفكرة عظيمة، وتظل حتى يومنا هذا أفضل ما اخترعه الإنسان كنظام للحكم، وتستحق التضحية والمجهود لتجويدها وتحسينها ومعالجة السلبيات التي تظهر مع الممارسة.
طبعًا ليس هذا مقام مناقشة فكرة الديمقراطية، ولا عرض تجارب الشعوب المختلفة في تطبيقها، والمختلفة اختلافًا بينًا حتى بين الأنظمة الموصوفة تقليديًا بالديمقراطية؛ فشتان ما بين الديمقراطية البريطانية، والأمريكية، والكندية، والفرنسية، والسويدية، والفنلندية، والهندية، وكذا، وكذا. لكننا سنقتصر في تأملاتنا على بعض صور ممارسة الديمقراطية كما ظهرت في المسلسل كصدى لبعض حالات الغش الذي يمارسه الإنسان على فكرة عظيمة وغاية نبيلة يتوق لها أغلب البشر.
طبقات الأمم
إذا أردنا أن نلتمس الديمقراطية حقًا في المجتمع البشري في المسلسل لم نكد نظفر بها، فأولو الأمر وأصحاب القرار هم طبقة حاكمة متعلمة تعليمًا ممتازًا تحظى بالمزايا والوظائف العليا، وهم جميعًا من كوكب «كابريكا» الذي يمثل الأرستقراطية بين الكواكب الاثني عشر المكونة للجنس البشري. في حين تتفاوت حظوظ باقي الأمم من الرفاهة والتعليم والخدمات الصحية والاجتماعية، وصولًا إلى القاع الذي يمثله سكان كوكب (ساجيتيرين)، الذين يعاملهم الجميع كعبيد أو ما هو أدنى، فيُحتقرون، ويُنبذون، ويُنفر منهم كأنهم مرضى في مستعمرة جذام.
حتى داخل كل أمة من الأمم تتفاوت أيضًا حظوظ الطبقات المختلفة المكونة لها. في القمة تتربع عائلة (أداما) من كوكب كابريكا، ويبدو أنه لكي يصبح المرء قائدًا عسكريًا، أو رئيسًا مدنيًا، أو حتى مهندسًا أو محاميًا ذا شأن، فعليه أن يكون من أمة كابريكا ومن تلك الطبقة الأرستقراطية التي تنتمي إليها عائلة أداما، أو من أصدقائها، أو على هواها.
أما في القاع فسنجد عمال مصافي تكرير وقود التيليوم الذين يواصلون العمل ليلًا نهارًا في أوضاع أسوأ من السخرة. قاع القاع محجوز طبعًا لسكان كوكب ساجيتيرين الذين يضطهدهم الجميع، بمن فيهم عمال السخرة. ضحية تضطهد ضحيتها.
في الحلقة 16 من الموسم الثالث، يتمرد عمال المصفاة، ولا نقول «يثورون»، فيتوقفون عن تصفية خام التيليوم الذي يمثل مصدر الطاقة الأساسي لكل المركبات الفضائية المدنية والعسكرية. هي ليست ثورة لأنهم يرنون فقط إلى تحسين ظروف عملهم، لا تغيير قواعد لعبة القوة والسلطة، أو تعديل شكل أو اتجاه العلاقة بين طبقتهم وطبقة السادة والرؤساء. في النهاية تُسوى المسألة بحل وسط، على أن يستأنف العمال عملهم، تحت نفس الظروف والأوضاع، مع تعهد القيادة بإرسال من يساعدهم من العمال الجدد لتخفيف عبء العمل الشاق عنهم.
الفَرق بين الفِرق
ولكن من هؤلاء العمال الذين ترسلهم الرئيسة المدنية لمساعدتهم؟ هم ليسوا عمالًا حقيقيين بسابق خبرة في العمل في المصافي، بل أي شخص لديه أية خبرة ولو بسيطة في العمل مع الآلات. هنا يجسد صناع المسلسل هيكلية الظلم الاجتماعي تجسيدًا ممتازًا، فنرى صبيًا يُضم إلى هؤلاء العمال لمجرد كونه قد أمضى إحدى إجازات العام الدراسي متدربًا في مزرعة على كوكبه قبل التدمير. تصنفه السجلات بأنه «عامل». وعبثًا يحاول المسكين إفهام المسؤولين وشرح وضعه لهم بلا جدوى، وينتهي به المطاف عاملًا في مصفاة تكرير الوقود.
حالة هذا الصبي ليست استثناءً، بل هي القاعدة التي نراها على طول المسلسل وعرضه؛ أولاد العمال يصبحون عمالًا، وأولاد القادة يصبحون قادة، وأولاد العسكريين يصبحون عسكريين. تعيد كل طبقة إنتاج نفسها في دائرة مفرغة. هذا هو الظلم الهيكلي الناتج عن أوضاع بنيوية مشوهة ومجحفة في أنقى صوره وأوضحها.
من مظاهر ذكاء كُتاب المسلسل أيضًا والتي لا نكران لها، ما نراه من صمود من تبقى من الجنس البشري في مواجهاتهم الحربية مع السايلونز الآليين، برغم كون السايلونز هم الأقوى عسكريًا والأكثر تفوقًا تكنولوجيًا، في حين توشك التناقضات الطبقية والأوضاع الناتجة عن الظلم الاجتماعي على إفنائهم. ليست الحروب الكبيرة هي ما تقود إلى انهيار الأمم، ولكنها الحروب الصغيرة؛ الظلم الهيكلي المغروس في بنيتها. ولعله لهذا تلجأ بعض القوى العظمى مثل أمريكا إلى اختراع العدو الخارجي اختراعًا، حتى وإن لم يوجد، فربما أعان هذا الاصطناع على «لصم» المجتمع من تناقضاته الداخلية إلى حين.
ديمقراطية رفع الأصابع
فإن كانت هذه هي الحال حق لنا أن نتساءل: أفتكون الديمقراطية التي تكتفي بعد الأصابع المرفوعة ديمقراطية حقًا؟ أفيكون الظلم الهيكلي، والتمييز، والجهل، والفقر، والمرض هي المقدمات، ثم نتوقع أن يفيد رفع الأصابع في شيء؟
يتفاقم الجور والفقر والمرض في المجتمع البشري في المسلسل، نرى ذلك جليًا في غير موضع في الموسمين الثالث والرابع اللذين جردهما المؤلفون لتصوير مظاهر الفساد في المجتمع البشري الذي نجا من كارثة الإبادة وظل على قيد الحياة، وظلت معه تناقضاته الهيكلية هي هي. صورة لحالة اجتماعية أجدر أن تكون أرستقراطية سلطوية منها أن تكون ديمقراطية. بل وينجح في ظل هذه الديمقراطية المعتلة الإرهابي توم زاريك في انتخابات الرئاسة تارة، وتارة أخرى يصل الدكتور جايس، خائن الجنس البشري؛ لمنصب الرئيس في انتخابات حرة ونزيهة، مما يضطر معه الأكثر استنارة من القادة إلى القيام بانقلاب عسكري وفرض الأحكام العرفية مرة، أو التمرد في مرة أخرى ومحاولة إسقاط الرئيس الذي تكاد تودي قراراته بالجنس البشري إلى التهلكة.
يستحضر المشاهد أثناء الفرجة أشباه ونظائر من الواقعين التاريخي والآني؛ سواء بوصول هتلر إلى السلطة بديمقراطية رفع الأصابع، أو نجاح ترامب في الانتخابات مدعومًا بأصوات العمال والطبقة الوسطى الذين فقدوا الأمل في الإصلاح عن طريق التصويت للحزب الديمقراطي، وبعد أن بسَّط لهم ترامب مشاكلهم الهيكلية بإرجاعها إلى المهاجرين المكسيكيين الذين يستولون على وظائفهم، أو رجال الأعمال الذين ينقلون مصانعهم إلى الصين ويحرمونهم من قوت يومهم.
في الدراما، نرى الشكل «ديمقراطيًا» يحرص على عد الأصابع المرفوعة، بينما يكون الجوهر نظامًا «أرستقراطيًا» تحكم فيه الأقلية وتتحكم. بل ونرى في الموسم الرابع كيف تنتقل هذه العدوى إلى السايلونز الآليين أيضًا، الذين يحرصون على الشكل الديمقراطي ورفع الأصابع، بينما يتلاعب كبيرهم (جون كافيل، النموذج رقم 1) في عملية اتخاذ القرارات. وكأن رفع الأصابع هو التقية التي يصطنعها الفاسدون لتكريس الفساد.
أما في الواقع، فنعثر فيما كتبه البصراء من المفكرين الأمريكيين في العقدين المنصرمين ما يكفينا الكلام عن تحول النظام الحزبي في أمريكا، بل وحتى في بريطانيا نفسها، إلى النمط الأرستقراطي الذي تتحكم فيه قلة من كبار سياسيي الحزبين الرئيسيين في مقاليد الأمور. ديمقراطية في منزلة الأرستقراطية، أو أرستقراطية تدلس نفسها في الديمقراطية. وهي صورة جديرة بأن تقلقنا وتشغل بالنا، لأننا نعلم كيف أنه بإمكان أقلية صغيرة منظمة تنظيمًا جيدًا ومدعومة ماليًا من أن تحظي بقوة أكبر بكثير مما يمكن تخيله. ولعل هذا هو سبب إحباط الأمريكيين، خصوصًا الشباب والطبقة الوسطى، من إمكانية إيجاد حلول لأزماتهم اعتمادًا على السياسيين التقليديين في الحزبين؛ أي اعتمادًا على الديمقراطية الأمريكية الخالية من البروتين.
يؤخذ من ذلك أن رفع الأصابع هو شرط ضروري حقًا ولكنه ليس كافيًا لتحقق الديمقراطية، فالعلاقة بين الديمقراطية ورفع الأصابع هي كالعلاقة بين النار والحطب؛ الحطب ليس سببًا في النار، لكن النار لا تتم بدونه. والادعاء بأن حرية رفع الأصابع هي وحدها التي تصنع الديمقراطية مثل ادعاء الديك بأن صياحه هو الذي أبلج الصبح.
المسائل والجوابات
لا نحسب أن أحدًا يجادل في أن الديمقراطية هي أفضل نظام للحكم اخترعه البشر، وطور من تطور الأمم، فهذا هو الأصل فيها، لا تبطله ممارسة فاسدة، أو استغلال الطامحين والطامعين لها. تظل الجميلة جميلة، ويبقى الوحش وحشًا. ولعلك تشاركنا الرأي في أنه في رحلة بحثنا عن حوتنا الأبيض قد تكون كلمة السر في تعظيم فوائد الديمقراطية والإقلال من مخاطر استغلالها هي «الرأي العام». لكننا نرى في المسلسل كيف يتلاعب القادة بالرأي العام يمينًا وشمالًا، كيف يتلاعب الثعلب بالأرنب؟ يأتي في مقدمة وسائل التلاعب استعمال «الدين»، ويتخذ الجميع بلا استثناء، حتى الملحدين، من الدين وسيلة للترويج لأنفسهم ولكسب أصوات الجماهير. ينظر العامة للدين بالتعظيم، وينظر له القادة بالتصغير.
زد على ذلك أنه باسم الديمقراطية والحرية تبتغى أحط الغايات. في إحدى الحلقات، يقول الإرهابي الذي لا يدوم على عهد توم زاريك، والذي سينفذ مع أتباعه لاحقًا انقلابًا دمويًا على السلطة يغتال فيه كل نواب الشعب في مجلس القيادة: «نحتاج إلى الحرية والاختيار الحر لقادتنا وإلا لن نكون مختلفين عن السايلونز الآليين».
الحق في الاختيار ورفع الإصبع للموافقة أو الرفض ينبغي أن يسبقه وعي بالأسباب التي أدت إلى المشاكل، والظروف المحيطة، والبدائل المتاحة. لكن معظم من ظلوا على قيد الحياة من البشر في المسلسل لا يختلفون في قليل أو كثير عن حالنا اليوم؛ وعينا في أدنى الحالات، مع ميل إلى تحميل أزماتنا الهيكلية على «الآخر»، ولازال الكثيرون منا ممن يسعون إلى السلطة أو المال يصلبون أنفسهم زورًا على الدين.
فإذا كان صمام الأمان في الديمقراطية هو وعي الرأي العام، وليل الديمقراطية المغشوشة لا ينيره إلا استنارة رافعي الأصابع، بيَّن لنا هذا مبلغ ما على المثقف والفنان اليوم من واجب هو من أخطر واجباتهما شأنًا على مر العصور؛ واجب التنوير والتبيين. ولنا أن نستحضر مفهوم أنطونيو جرامشي عن «المثقف العضوي»، تمييزًا له عن المثقف الذي حرفته الثقافة وبضاعته الأفكار، فبالنسبة للمثقف العضوي يتجاوز الأمر مجرد الارتزاق من الثقافة، أو الاستعطاء عليها، أو حتى الهواية والشغف، إلى تكريس كامل لمجمل أنشطة الحياة لأجل مهمة فكرية بعينها؛ هي التنوير، والذي يعني في طبيعته حمل المشورة إلى المجتمع. لدى المثقف العضوي رؤية واضحة لأسباب النهضة، ولمسببات التعثر والتخلف، ويأخد على عاتقه طيلة حياته مهمة تمرير هذه المعرفة إلى الناس. والأمر ليس غريبًا على الثقافة العربية المعاصرة، فقد حظينا برواد أخذوا على أنفسهم هذا المذهب، نذكر منهم في الدراما العربية على سبيل المثال: وحيد حامد، ولينين الرملي، وزياد رحباني، ومن قبلهم نعمان عاشور، وألفريد فرج، وشادي عبدالسلام، ويوسف شاهين.
المدرعة الفضائية جالاكتيكا
Battlestar Galactica هو مسلسل تلفزيوني أمريكي في 76 حلقة، عُرضت أجزاؤه الأربعة في الفترة من 2004م إلى 2009م، وهو إعادة صنع لمسلسل بنفس الاسم عُرض بين عامي 1978 و1979م. يُعد من الحالات النادرة في تاريخ الدراما التي يأتي فيها إعادة الصنع أروع كثيرًا من الأصل فنيًا وفكريًا. المسلسل من نوعية الخيال العلمي.
الأصل من ابتكار جلِن لارسون، وقام رونالد مور بتطوير الأفكار والشخصيات لإعادة صنع المسلسل، ورأس فريق الكتابة أيضًا الذي ضم أكثر من عشرة كتاب. ويعد اليوم من أيقونات دراما الخيال العلمي. حظي بمراجعات مهمة في دوريات العلوم السياسية والأديان المقارنة. تدور أحداثه في مجرة بعيدة عن مجرتنا، وفي زمن يسبق كثيرًا بدء الحضارة الإنسانية على كوكب الأرض، حول مجموعة من البشر، هم آخر من تبقى من الجنس الإنساني بعد أن ثار السايلونز الآليين على الإنسان الذين صنعهم وسعوا إلى إبادته، ومحاولة الفلول البشرية الصمود أثناء بحثهم عن وطن جديد في كوكب قابل للحياة جاء ذكره في كتبهم الدينية يسمى: الأرض ■