الصوت في الفيلم تقنية سينمائية مكملة أم وسيلة جمالية مؤثرة؟

الصوت في الفيلم  تقنية سينمائية مكملة  أم وسيلة جمالية مؤثرة؟

الصوت من المدركات الحسية الأساسية في الصناعة السينمائية، وإذا كانت السينما قد غيبت هذا المكون في انطلاقتها الفنية، فإن قيمته ستصبح مركزية بعد ظهوره وذيوع مؤثراته التقنية في عالم الفن السابع. فالصوت يملك تأثيرًا سحريًا على أحاسيس المستمعين، كونه يمتص ويبتلع ويخترق الإنسان، ونحن نغدو مملوكيه حين نستطيع امتلاك الكائنات والأشياء برؤى (واضحة ومائزة) كفكرة. لذا فإن انفعال المتلقي بالصوت يتسم بالتماهي والاندماج والذوبان مع إيقاعه الرنان والمثير للمشاعر، لأنه انصهاري، ويرتبط بالتأثير، وينتج أثرًا عاطفيًا. وقد أحدثت هذه التقنية انقلابًا في توازن الواقعي واللاواقعي، الذي كانت السينما الصامتة قد أفرزته، فنتج عن ذلك بروز مناخ واقعي يتميز بسحر الأصوات، وضجيج الكلمات، وصدى الرنات.

 

الصوت الفيلمي تقنية تصدر عن مؤثرات متنوعة ومختلفة، منها ما هو قوي الصدى وشديد الصخب، ومنها ما هو مهموس الجرس بطيء الإيقاع. وقد ينبثق من ظواهر طبيعية أو من وسائل صناعية، ويستخدمه المخرج بغاية الإيهام بواقعية الأحداث، وخلق شبكة من العلاقات الفنية المنسجمة مع طبيعة النص السينمائي ورسائله الإبداعية. فشريط الفيلم السينمائي الناطق يحتوي على حيز للصورة الفيلمية، وحيز آخر للصوت. وهذا الأخير يظهر في شريط العرض على شكل مجال واحد وممزوج، ولكن هو في أصله مجموعة متداخلة من عدة خطوط مستقلة للصوت، تمزج في حيز واحد، لتبدو بشكل موجي صوتي على جانب الشريط السينمائي. ومن المصادر الأساسية التي يستقي منها الصوت حضوره في مجال الفن السابع: 
أ - مصادر طبيعية: الأصوات التي يستمدها المخرج من الطبيعة: صوت الرياح، الرعد، المطر، الأمواج، جريان المياه، أصوات الحيوانات المختلفة،  صوت الطيور... إلخ. 
ب- مصادر بشرية: وهي الأصوات التي يصدرها الإنسان في الفيلم السينمائي، وتتضمن: الكلام، الضجيج، الصراخ، البكاء، الضحك، الأنين... إلخ. 
ج - مصادر صناعية: وهي تلك الأصوات التي يشارك البشر في صناعتها، وتصدر عن منتوجات ووسائل صناعية (يدوية أو تقنية)، خاصة وأن هذه الوسائل استفادت من الثورة الصناعية والتطور التكنولوجي الذي رافق ظهور السينما، وساهم في إمدادها بالعديد من الآليات والمبتكرات الحديثة.
إن النسيج الصوتي من التقنيات الأساسية التي أكسبت السينما لمسة إبداعية، ونقلتها من طور الحضور البصري فقط إلى طور التدفق السمعي - البصري، خاصة حينما تحول الإنتاج السينمائي من  إنتاج للأفلام الصامتة إلى استثمار لمعطى الصوت كتجربة فريدة في عالم الفن السابع. وقد مثل شريط «مغني الجاز» لألان كروزلاند أول فيلم ناطق وظف اللغة السمعية ودمجها بنظيرتها البصرية، فكانت البداية الأولى التي ستفتح الآفاق أمام حضور البعد الصوتي في عالم السينما، وهذا الحضور اتخذ أشكالًا متعددة في الفيلم، منها: الحوار واللغة - الضجيج - الموسيقى - المؤثرات الصوتية - الصمت... وهذه الأشكال يجب أن تكون متسقة ومنسجمة مع الصورة، بمعنى أن تكون صادرة في نفس اللحظة ومتوافقة مع الحركة، وشريط الصوت النهائي يتكون من الأشرطة السابقة حيث يتم مزجها مع بعض.
وإذا كانت السينما رصدا للواقع وتجاربه، فإن هذه الوظيفة لا تتم فقط بواسطة الانعكاس البصري عن طريق الصورة، لأن الواقع هو عنصر مرئي ومسموع، وقيمة الصوت لا تقل عن قيمة الصورة، والعلاقة بينهما هي علاقة تفاعل جدلي وترابط سياقي. لهذا فإن عملية صناعة الأفلام تستلزم تناسقًا وانسجامًا بالغًا بين الصوت والصورة، وهذه المهمة يختص بها تقني (مهندس الصوت) صاحب كفاءة عالية وخبرة في الميدان واطلاع واسع بعلم الكهرباء وعلم الأصوات، ومن مهامه:
- أن يجعل الحوارات واضحة على الشاشة.
- أنه مطالب بتنحية كل المؤثرات غير المرغوب فيها، خاصة عندما يتم التصوير في الخارج ويكون الصوت مباشرًا.
- يقوم أيضًا بتسجيل الأصوات المختلفة التي ستضاف إلى الحوار.
- أثناء الميكساج يقوم بتوزيع الحوار حسب المستوى الصوتي المرغوب.
ويتم تسجيل الصوت الذي يصاحب الصورة، بالتصوير فوق سطح حساس (شريط)... فالأمواج الصوتية تدخل في مكبرة الصوت وتحدد فيه مرور التيار الكهربائي، وهذا التيار ينتج تحولًا لمصدر ضوئي يؤثر على سطح الشريط... وينقل هذا التيار بعد تضخيمه إلى مجهارات حيث تتحول الذبذبات الكهربائية إلى ذبذبات صوتية، وهكذا تصل الموجات الصائتة الأصلية آخر الأمر إلى المشاهد. ولابد في التسجيل، من تقريب مكبر الصوت إلى مصدر الصوت ووضعه في مكان مناسب، يصبح فيه الصوت أكثر وضوحًا وجهرًا وانسجامًا مع الصورة، مع الحرص على إخفائه عن موضع الصورة المؤطرة بعدسات الكاميرا تجنبًا لتشويه اللقطة فنيًا. فإذا كان الممثل قريبًا، وجب إيصال مكبر الصوت إليه لتعزيز الوضوح والسماع، وإذا كان بعيدًا وجب أن يكون مكبر الصوت في مكان مناسب أيضًا، كون الشخص الذي يقابل الكاميرا يجب أن يتحدث بنبرة صوتية مشابهة لذاك الذي يبدو بعيدًا أو مستقلاً أو مستديرًا أو متخذًا وقفة جانبية.

طفرة نوعية
لقد خلق الصوت طفرة نوعية في الفن السابع، باعتباره عاملاً مساهمًا في خلق التركيبة الجمالية للفيلم السينمائي، ولكونه مصدر رنين عاطفي عميق في القصة الفيلمية. فبواسطته يجسد المخرج العالم الخارجي ومجالاته المتنوعة: الضجيج، الكلام، الهمهمات، صخب البحر، هدير الوديان، زقزقة الطيور، أصوات الانفجارات، أصوات المحركات، وقع الأقدام والحركات...، وعن طريقه يتعمق في عوالم الروح الداخلية للإنسان، فيجسد إيقاع أحاسيسها وهمسات مشاعرها ويعبر عن أطياف الشخصية وأحلامها وخفقات وجدانها الشديدة الرهافة والرقة. وبهذا يمكن القول إن الصوت أسس لصورة سمعية أغنت الفضاء التخييلي للفيلم السينمائي، وزادت من جماليته ووتيرته الدرامية، وبالتالي أكسبته وظيفة فنية مميزة ساهمت في تحقيق لذة المشاهدة لدى المتلقي. كما أنه نقل الفيلم من عالم الصمت والسكون إلى عالم ناطق مفتوح، هيأ لنا فيه قياسًا جديدًا وواقعية لما نراه، من خلال الرصد الواقعي والعرض المباشر لتجارب الحياة المتنوعة.
والفيلم يتضمن ثلاثة أنواع من الأصوات:
-1 صوت داخل المجال: هو الذي يصاحب مصدر الصوت الذي نشاهده على الشاشة.
2 - صوت خارج المجال: صوت لا نرى مصدره والذي يظل خارج المجال، لكنه يعطي للمشهد إحساسًا قويًا بالصوت المحيطي، فالعالم مستمر فيما وراء الشخصيات التي يتم التركيز عليها.
3 - صوت خارجي: وهو نوعان: 
أـ صوت شخصية تعلق على الأحداث أثناء الاسترجاع الفني مثلاً.
 ب: صوت راو لا علاقة له بالأحداث، يرويها فقط.

عناصر أساسية
أما عن العناصر الأساسية التي تشكل لحمة الصوت ودعامته الأساسية في العمل السينمائي، والتي لا يستقيم الصوت الفيلمي إلا بوجودها فهي كالتالي: 
1 - الحوار: والمقصود منه هو اللغة أو الكلام الذي تتلفظ به الشخصيات في الفيلم السينمائي، سواء كان حوارًا خارجيًا مع طرف آخر، أو مناجاة داخلية مع أعماق الذات. فبعض المخرجين يراهنون على الحوار والكلام في أفلامهم من أجل شرح المواقف والتفصيل في الأحداث والتعبير عن المواقف والرؤى والخلفيات، في حين أن البعض الآخر يعطي الفرصة للقصة لتحكي نفسها بنفسها عن طريق التوالي الحكائي لمنطق الصور، مقابل تقليص حجم الحوار في مشاهد الفيلم.
2 - المؤثرات الصوتية: وهي أصوات مصطنعة تضاف لتعزيز المحتوى الفني أو المحتويات الأخرى للفيلم، والعامل الأساسي في توظيف هذه التقنية هو تعذر الاستخدام الفني للأصوات الطبيعية في الفيلم نظرًا لضعف الجودة أو بسبب عامل تقني أو طبيعي آخر، حال دون الحصول على صوت واضح يتصف بالشذة والصفاء والانسجام مع سياق الفيلم. ونلحظ حضور هذه المؤثرات في كثير من الأحداث الدرامية في الفيلم، خاصة إذا تعلق الأمر بالانفجارات والارتماءات وحوادث السير والحرائق ولقطات العنف والقتل وأصوات الرعب والخوف.
3 - الصمت: الصمت لغة كونية وأداة تواصل عالمية تخاطب أحاسيس المخاطب والمتلقي بتلقائية مستغنية عن اللغة وألفاظها، وقد وظف هذه الوسيلة كثير من المخرجين العالميين في أفلامهم كتعبير دلالي منهم على خاصية مشتركة توحد العالم رغم اختلاف مشاربه وبقاعه. أما من الناحية الفنية فإن الصمت يوحي بالتمفصلات الزمنية، التي تحدث أثناء الفيلم، ذات الإيحاء الكثيف والرمزية العميقة. إنها لحظات مسكوت عنها فنيًا تترك الفرصة للمشاهد من أجل القراءة والتفكير والتوغل في التأمل والتحليل، وهي شبيهة في ذلك بالوقفة الشعرية أو الوقفة الموسيقية، كونها تستلزم وقفًا لما سبق من أحداث وركونًا أمام لحظة عميقة تحتاج إلى كشف معطياتها الرمزية. وبالإضافة إلى الدور الجمالي الذي يلعبه الصمت، فإن له خاصية أخرى تتجلى في الوظيفة الدرامية التي يولدها في أحداث الفيلم، حيث يعتبر قوة إيجابية حينما يلعب دورًا كرمز للموت، وللغياب، وللخطر، وللقلق، وللعزلة.
وقد يكون الصمت أكثر تعبيرًا من الصوت، فحين يدمج الصوت في وعاء الصورة ويصمت في خضم الأحداث، يكون للصمت تأثير مع الدلالات الأخرى. حيث تدعم الصورة الصماء بهامش من حيوية الصوت المسموع، حتى لو كان صمتًا فهو يسمع سكوته على شكل صورة ذهنية، لكونه يجذب النظر إلى نفسه، ويحفز المتلقي إلى استلهامه.
4ـ الموسيقى: وموسيقى الفيلم هي إحدى الجماليات التي تتميز بها السينما من خلال لقطاتها المعتمدة على عنصر الموسيقى المكونة من مجموعة من النغمات، ومن دونها لا تكتمل القيمة الفنية للعمل السينمائي. ودورها الأساسي يكمن في خلق إيقاع نغمي ينسجم مع السياق العام للفيلم، إيقاع يساير كل تطور في الأحداث من حيث التوتر والانبساط، الصعود والاستقرار، الفوضى والسكون... كما أنها تمثل مصدر فيض للطاقة والمشاعر المرهفة بالنسبة للمتلقي، كونها قادرة على توليد الانفعالات لدى المستمع ومناجاة مشاعره.
ويمكن التمييز في الفيلم السينمائي بين نوعين من الموسيقى:
1 - الموسيقى الخارجية: والمقصود بها الموسيقى التصويرية المصاحبة للعمل الفيلمي، والتي يتكلف بتأليفها وإنجازها متخصصون في الموسيقى الفيلمية. والموسيقى التصويرية هي الألحان  التي نسمعها في الفيلم دون أن يكون لها مصدر في اللقطة.
2 - الموسيقى الداخلية: ونقصد بها مجموع الأغاني والقطع الموسيقية الحاضرة في عمق المشاهد السينمائية (داخل أحداث الفيلم)، وهي إما:
- مقاطع موسيقية مشهورة مقتبسة من أصلها ومجالها الموسيقي/ الغنائي.
- مقاطع موسيقية مؤلفة من طرف موسيقيين ومغنيين خصيصًا للعمل الفيلمي.
وعمومًا، فالصوت يكتسب أهمية كبرى في صلب تكوين الشريط السينمائي، وذلك راجع إلى عديد من العوامل والأسباب:
1 - الصوت يزيد الإحساس بالواقعية (أصوات الرياح، الرعد، المطر، الحيوانات...).
2 - الصوت يفسر الصورة.
3 - الصوت يربط بين الصور المتتابعة والمشاهد المتقطعة، فبينما يستطيع المشاهد أن ينقل عيناه بين أشياء مختلفة، فإن أذناه تسمع نفس الصوت. فإذا كانت عدسة التصوير تقوم بالتقطيع، فإن الميكروفون يقوم بالربط.
4 - الصوت يزود بالمعلومات التي قد تتخطى الإطار المحدود لموضوع الفيلم.
5 - الصوت يساعد الحدث، لا يعيق تطوره وتقدمه، ولا يبطئ من سرعته.
ويمكن توظيف هذه الأصوات مع بعضها أو مستقلة بشكل واقعي أو بكيفية تعبيرية. والنسخة الجاهزة من شريط الصوت هي نتاج لتفاعل الأشرطة السابقة مع بعضها البعض، وأهم هذه الأشرطة هو ذلك الذي يتم تسجيله بشكل آني مباشر، متناسق مع لحظة التصوير ومرافق لعدسة الكاميرا، مثل حوار الشخصيات، أو صداع آلة مشغلة في تلك اللحظة... إلخ. أما الموسيقى فهي تسجل قبل أو بعد عملية التصوير، وتلحق بالصورة ـــ بشكل متماهٍ ومتناسب مع طبيعة اللحظة الدرامية ــ عند مرحلة المونتاج. ومن المهم أن تتزامن الأصوات المدرجة في الشريط وتوافق مع الصورة السينمائية، أي أن يبدأ الصوت في نفس اللحظة التي تتولد فيها الحركة في الصورة/ اللقطة/ المشهد.
ينبثق الصوت في الفيلم السينمائي من مصادر متنوعة. فقد يكون خارجي المصدر، أو داخلي التركيب، فالصوت الداخلي صوت صادر من داخل مجال الفيلم كالحوار والضجيج والموسيقى الداخلية والمؤثرات الصوتية المتنوعة أثناء عملية التصوير والتقاط الكادرات المناسبة، بينما الصوت الخارجي مبثوث من خارج المجال، باعتباره مضافًا إلى المشهد المصور عبر تعليق راو خارجي أو نغمات موسيقية تصويرية أو أغان مسجلة تضاف إلى الشريط. ويكون في غالب الأحيان مرافقًا لوقائع القصة وتفاصيل الحدث، يحدث أثرًا دراميًا وتأثيرًا عاطفيًا لدى المشاهد عبر موجاته الصوتية التعبيرية.
فالمصدر الداخلي للصوت مرتبط بالبيئة المرافقة والمحيطة بأحداث الفيلم، أي تلك الأصوات المنبعثة من مجال المشهد المصور. بينما المصدر الخارجي يأتي مستقلاً عن نسيج الحيز الذي تلتقط فيه تفاصيل الحكاية الفيلمية، حيث يأتي منساقًا من خارجها، يمزج بالمشهد بهدف خلق تأثير فني وجمالي يواكب الصورة.
ويتشكل المكون الصوتي في الفيلم السينمائي، كذلك، من مؤثرات صوتية، تمثل دعامة أساسية تعكس كل ما يصدر في الواقع من أصوات: طرق الباب، هزيز الرياح، وقع الأقدام، طلاقات النار، صوت السيارات ووسائل النقل، هدير الأمواج، صفارات الإنذار، منبهات القطار والسفن، أصوات الحيوانات.
والمؤثرات السينمائية أصناف عديدة: منها ما يرتبط بالمؤثرات الميكانيكية التي تستعمل في الإنتاج الاصطناعي للضجيج والرياح وغيرها، ومنها ما يرتبط بالمؤثرات البصرية التي يتم إنجازها داخل مختبرات خاصة وليس أثناء التصوير، ومنها ما يرتبط بالمؤثرات الصوتية التي تتم أثناء التسجيل. كما يمكن أن تلتقط بعد التصوير، أو يتم إضافتها بعد تسجيل الفيلم بصفة صامتة، ثم هناك بعض المؤثرات الأخرى التي يتم إنجازها أثناء التصوير كالعرض الخلفي أو بواسطة الزجاج والمرايا، أما الخدع الإلكترونية الخاصة بالصورة فتتم في أغلب الأحيان أثناء التصوير.
ويحتاج تقني الصوت في توضيبه لهذا المكون إلى توظيف فني وبلاغي للمؤثرات عبر التلاعب أحيانا في مصادره وموجاته مثل تفخيم الأصوات الرقيقة وشحنها بإيحاءات متنوعة تخدم سياق الفيلم وجمالياته التعبيرية، على شاكلة ما نراه في اللحظات الحاسمة والمصيرية عند شخصية من الشخصيات، حينما نستمع إلى دقات قلبها وتناوب شهيقها وزفيرها بنبرة حادة وصخب قوي. فهذا الاستعمال الرمزي للمؤثرات يثير في الشريط بعدًا حسيًا معبرًا، بعد أن تنفك الأحداث من شبح الصمت، ليتفنن - تقني الصوت - في صنع لمحة إيقاعية معبرة، تعوض هذا الصمت وتعلن انطلاق جرس وضاح يخترق سمع المشاهد بتأثير بليغ.
يبقى أن نشير في الأخير إلى أن تقنيات الصوت عرفت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبح الصوت في السينما يعتمد على مجموعة من التقنيات العصرية التي تزيد من جودته، كما حل الحاسوب محل الإنسان في صنع الأصوات السينمائية وحقق السينمائيون بفضله إنجازات فنية ضخمة، وأعمالاً سينمائية كبرى فازت بالعديد من الجوائز العالمية ■