د. أحمد البغدادي.. التحريض على استخدام العقل

د. أحمد البغدادي.. التحريض على استخدام العقل

قبل أقل من ثلاثة شهور، وتحديدا في العاشر من أغسطس الماضي، رحل عن عالمنا المفكر الكويتي وأستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد البغدادي، مخلفا لدى محبيه الكثير من مرارة الفقد، والأسى، لما كان له من محبة في نفوسهم، كما خلف لدى الكثير من المثقفين العرب مرارة إحساسهم بفقد العقلانية العربية فارسا من فرسانها المخلصين، وهو ما جسدته عشرات من أفكاره التي نشرها متفرقة في الصحف الكويتية والعربية، وفي الفضائيات العربية، أو في كتبه العديدة التي جسد فيها نموذجا لمثقف عقلاني ليبرالي، مستنير، يهتم بإبراز دور العقل في حياة البشر، ونقد كل ما يتلقونه من معلومات بوضعها، أيا كان موضوعها، تحت مجهر العقل، والبحث، والتدبر. داعيا للديمقراطية والتسامح والحوار والشفافية، ونبذ التعصب والغلو ضد الآخر، كما تكشف لنا كتاباته، وكما تخبرنا خبرات المقربين ممن احتكوا به عن قرب ومن بينهم أبناؤه.

قدم الدكتور البغدادي تشريحا ثقافيا وفكريا لحال الثقافة العربية مؤصلا لما يعتري هذه الثقافة من جمود فكري، وتدهور في أوضاع التعليم، وانحسار لحقوق الإنسان، وشيوع لظاهرة الإرهاب، والاستبداد، وما أسفر عنه كل ذلك من ازدراء الغرب لصورة المسلم، وليس الإسلام.

لكنه لم يكن متطيرا متشائما، على الرغم من العديد من المثالب ونقاط الرجعية والتخلف الفكري التي أشار إليها في مقالاته، مؤكدا «أن التطور والتقدم لا يكونان، كما يتصور البعض، من خلال استيراد التقنيات المتطورة كالحاسوب وغيره، فكما أن السلاح لا يولد الشجاعة، والقانون لا يولد العدالة إلا بمقدار استخدام الإنسان لهما، فكذلك الأمر في تطور المجتمع الذي لا يمكن البدء به إلا من خلال الفكر، ثم بعد ذلك الانطلاق في المجالات الأخرى، وهذا بدوره لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال استخدام العقل استخداما حميدا ورشيدا».

أسس النهضة: الفكر والحوار والعلم

ومن يقرأ أعمال الدكتور البغدادي سيجد لغة فصيحة جميلة، وأفكارا بالغة الوضوح، أيا كانت القضية التي يناقشها، ومهما كان الموضوع الذي يتناوله معقدا، أو فلسفيا، أو فقهيا، أو سياسيا. يتوسل أسلوبا جميلا، ويمتلك قوة في عرض الفكرة، مدللا عليها بالكثير مما كتب حولها، كاشفا عن موسوعية وقراءة شاملة، خصوصا في الفلسفة والفكر الإسلامي الذي تخصص في دراسته، بالإضافة إلى المباشرة إلى ما يهدفه بلا لف أو دوران، مهما كانت حساسيته، متكئا على دور العقل رافضا إسباغ القداسة على البشر، وقانعا بهذا الدور في إحداث نهضة أي من الأمم، بما فيها الأمة الإسلامية حين قررت أن تصنع نهضتها بالفكر والحوار والعلم.

لذلك كان شديد اليقين بفكرة الحوار بين الأفراد، وبين الجماعات، والأضداد، بل وداعيا لحوار الأديان أيضا على اعتبار أنه مثل أي حوار «لا بد أن تكون له ثمار طيبة ليس أقلها التعرف على وجهة نظر الطرف الاخر، وتفهم مواقفه، والمفاهيم التي يتبناها» على اعتبار أن «رفض الحوار ظاهرة غير حضارية، ودليل عجز وضعف، وكره للسلام، وحب للعنف» مدللا على ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم، ظل يحاور المشركين مدة ثلاثة عشر عاما في مكة، وفي المدينة كان يحاور اليهود والمنافقين.

إن تبني الدكتور البغدادي قيمة العقل، والتفكير، واعتباره مسئولية تحتم على كل فرد أن يصبح ناقدا لما يقرأ، ولما استقر من معارف، لم تأت من فراغ، بل وراءها عمر من البحث والقراءة والتفكير والتدبر، في التراث العربي، وفي كتابات الفقهاء والعلماء العرب والمسلمين، وفي التاريخ العربي والإسلامي، وكذلك في التجارب السياسية والفكرية الغربية المعاصرة، وهو ما أتاح له تبين الخطوط الفاصلة بين الديني والسياسي، وبين استخدام الدين في السياسة، على امتداد التاريخ، وليس في الوقت المعاصر فقط. وقد كان ذلك أحد الخطوط العريضة في مشروعه الفكري.

العقل أساس التكليف

في كتابه «الفكر السياسي عند أبي الحسن الماوردي»، وهو في الوقت نفسه رسالة الدكتوراه التي أنجزها، يشير في معرض إشارته إلى مؤلفات الماوردي، قبل بحثها تفصيلا، أنه، أي الماوردي، «ابتدأ مناقشاته بالعقل الذي يعتبر أس الفضائل، ينبوع الآداب، أو أساس كل علم ومعرفة. فالعقل جعله الله للدين أصلا، وللدنيا عمادا، فأوجب التكليف بكماله، وجعل الدنيا مدبرة بأحكامه، وهو كذلك أساس التكليف، لأن التعبد مأخوذ من عقل متبوع وشرع مسموع. فالعقل متبوع فيما لا يمنع منه الشرع، والشرع مسموع فيما لا يمنع منه عقل، لأن الشرع لا يرد بما يمنع منه العقل، والعقل لا يتبع فيما يمنع منه الشرع».

الجانب الثاني مما ميز الماوردي، في مؤلفاته المبكرة «نصيحة الملوك»، «تسهيل النظر وتعجيل الظفر» وحتى في كتبه الأكثر شهرة مثل «أدب الدنيا والدين»، و«الأحكام السلطانية» الذي يعد إحدى الدراسات الأساسية في دراسة شكل الحكم في الإسلام، والذي اهتم به الباحثون شرقا وغربا، أقول إن السمة التي تميز الماوردي في هذه الكتابات أنه لم يقدم فيها نظرية إسلامية حول الحكومة الإسلامية والمباديء التي يجب أن تقوم عليها. ولكنه من خلال مناقشاته للمباديء والمثل الأخلاقية والأسس التي تحكم إدارة أحوال الناس ومعاملات البلاد يحاول الماوردي أن يشرح فن الحكم وفقا للمباديء الإسلامية ولكن من منظور الاعتماد على تراث الحضارات السابقة على الإسلام.

ويأتي كتاب الدكتور البغدادي عن الماوردي، الذي عاصر فترة الخلافة العباسية في مرحلة ضعفها (ولد في العام 974 ميلادية) في إطار اهتمامه الفكري بموضوع العلاقة بين الدين والسياسة في الدين الإسلامي، والتي كان يرى أنها ليست علاقة واضحة وقاطعة إذا ما قورنت مثلا بأحكام المواريث والحدود، وأن هذا اللاوضوح قد ساعد على توفير مساحة شاسعة من التحرك في نطاق الممارسة السياسية سواء للحكام أو أتباع المذاهب الدينية على اختلاف انواعها كالخوارج والشيعة والإباضية والزيدية وغيرهم.

بديهيات التجديد في الفكر

وهذا كله يصب في جوهر اهتمامه بقضية تجديد الفكر الديني، والتي كتب فيها كثيرا، مستشهدا بالآيات القرآنية وبالأحاديث، وبالتراث الإسلامي، وبعشرات من الوقائع التاريخية، من عصر النبي صلى الله عليه وسلم وعصر الخلفاء الراشدين، ومن بعدهم، يدلل بها على ضرورة التجديد في الفكر بشكل عام في أي مجتمع يرغب في النهضة، مشددا على أن بديهيات التطور تستلزم المرونة.

ويقول «كل قارئ ألف باء تاريخ المسلمين يعلم تمام العلم أن طبيعة الحياة الاجتماعية في العراق وبلاد الشام ومصر مختلفة تمام الاختلاف عن الحياة الاجتماعية لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، والكل يعرف الفروق بين مدرسة الرأي ومدرسة الحديث، وأن الشافعي غيّر بعض آرائه حين انتقل من العراق إلى مصر، وأن الفتوى تتغير باختلاف الأزمنة والأمكنة، والعادات والتقاليد، وهذا هو سر عظمة الإسلام، الثبات في الأصول والمرونة في الفروع». مؤكدا على أن العرب هم الأمة الوحيدة التي تميل لأن يحكم ماضيها حاضرها، بكل ما يعنيه ذلك من ميل للنقل على حساب إعمال العقل، وتفريط في فضيلة الاجتهاد التي مارسها كل أصحاب العقول المستنيرة في التاريخ والتراث العربي الإسلامي. إضافة لنقده العنيف للعنف والمصادرة الفكرية ولكل وسائل منع الرأي الحر والدعوة لقتل المفكرين وأصحاب الرأي من قبل المتشددين.

كما أولى الدكتور البغدادي اهتماما بدور المثقف في المجتمع، مشددا على ضرورة عدم انتمائه لأي تيار سياسي، حتى يحافظ على استقلالية رأيه في نقده للسلطة وللشعب على السواء، إضافة إلى ضرورة تسلحه بتكوين معرفي وثقافي متين يمكنه من نقد ما يراه، مناقشا المختلفين معه بالحجة والمنطق والمعرفة.

ويعد غزو الكويت من الأحداث التي أصابته بالأسى الشديد خصوصاً من موقف بعض الدول العربية التي ساندت الغزو، وكذلك من الحركات الأصولية الإسلامية التي وقفت ضد الحق حين أيّدت الغزو ولم تبال بالشعب الكويتي، وهو ما دعا الدكتور البغدادي لترجمة كتاب مهم في هذا السياق هو «الحركات الأصولية الإسلامية وأزمة الخليج» الذي حرّره جيمس بيسكاتورس وصدرت ترجمته العربية عن «دار الشراع»، وهو كتاب توثيقي مهم في مجال توثيق غزو العراق للكويت. وفي تقديم ذلك الكتاب، أكّد د.البغدادي أن هذه الحركات الأصولية الإسلامية تجاهلت الكويت موضوع الغزو لتجعل من قضية العراق والعروبة والإسلام وسيلة لمواجهة الغرب والإمبريالية والكفر.

حوارات الوالد الصديق

وقد كانت دعوته للحوار في كتاباته، عن قناعة كاملة يطبقها بين طلبته كأستاذ للعلوم السياسية في جامعة الكويت، ومع أصدقائه ممن تجمعه وإياهم جلسات الحوار والنقاش، بل وحتى لدى من يختلفون معه، وأيضا، كأب، كما يقول أكبر أبنائه أنور البغدادي موضحا أنه كان كثيرا ما يجلس مع أبنائه للحوار، يتناقش معهم في كل شئون حياتهم، وفي ما يودون مناقشته من موضوعات، داعيا إياهم للقراءة فيما يجد لديهم قصورا في الإحاطة به.

وأظن أن الدكتور أحمد البغدادي لم يكن مجرد أب لابنائه، فقد كان صديقا، مقربا، متفهما، وخسارته بالنسبة لعائلته هي خسارة تفوق أي مواساة، وهو ما شعرت به خلال الساعات الثلاث التي جمعتني بأنور البغدادي، الذي أسهب في الحديث عن والده كأنه كان يكتشف ذاكرته تجاهه، ويكتشف كلما تكلم كم كان الرجل عظيما، وهو ما تسبب في لحظات تأثر شديد، انقطع فيها الحوار لاختناق صوت أنور البغدادي.

على مدى جلستي مع أنور البغدادي، أحسست أنه كان يستدعي كل تلك الذكريات، ربما لأول مرة، ويكتشف بينما يتكلم أنه يتحدث عن والده بفعل الماضي، وكلما أدرك ذلك خنقته العبرات، لكنه رسم لي صورة بديعة لأب نادر في الطريقة التي كان يتعامل بها مع أبنائه، يحثهم على النقاش، ويدعوهم للبحث إذا أحس أن معارفهم فيما يتناقشون فيه قليلة، ويقترح عليهم كتبا ليكوّنوا رأيا بأنفسهم، ويحثهم على الصدق مع النفس، للدرجة التي كان يقول بها لابنه أنور: «مستعد أن أصدمك بسيارة لو تناهى لعلمي يوما أنك غششت»، على يقين بأن الغش امتهان لرجولة أي رجل حقيقي، وقد كان أكرم له أن يؤدي الابن بحثا دراسيا ضعيفا، أو تافها، من جهده الخاص، على أن يقدم بحثا مسروقا أو بلا جهد خاص. فقد كان لأنور حظ التعلم في فصل دراسي كان والده يقوم فيه بالتدريس، وعندما عرف الأب بوجود ابنه في فصله أوقفه وأعلن للجميع أن ابنه يدرس بينهم وأنه سيحاسبه بأغلظ طرق الحساب، درءا لشبهة المجاملة، وتأكيدا للقيم التي كان هو يؤمن بها عن الشفافية وعن ضرورة الجدية الشديدة في تحصيل العلم.

لكن المفارقة أن أيا من الأبناء (أنور، عبد الوهاب، نورا، زياد، وأسامة) لم يبد شغفا مماثلا لشغف أبيهم بالقراءة، ويرى أنور أن ذلك ربما يعود لتشدد الأب في أثناء طفولتهم في جو الرهبة والصمت الذي يفرض داخل البيت حين يعتزلهم للقراءة والكتابة.

وقد استمرت هذه الطقوس حتى نهاية حياته، حيث كان يعتزل في غرفة مكتبه ذات الباب الخشبي المصمت عازل الصوت، ليمارس فيها القراءة وكتابة مقالاته، وكتبه.

ليبرالي حقيقي

لكنه كرجل ليبرالي حقيقي لم يدفع أو يضغط على أبنائه ليفعلوا سوى ما يحبون مشددا على بعض القيم التي كان شديدا في التأكد من تحققها، وبينها العدل والحق، والالتزام بهما دون خوف من بطش أحد.

ويقول أنور:كان يشدد علينا في أهمية الالتزام بالطابور، والدور، في قضاء أي مصلحة، وكان هو أول الملتزمين بذلك، حريصا على أن يجري حوارات ودودة مع من يقف أمامه أو خلفه أيا كان،لأن هذا يخضع لفكرته عن العدل والحق، كما كان يدفعنا لمساعدة الناس، خصوصا الفقراء، ويؤكد علينا ألا نأخذ شيئا مقابل عمل لم نعمله. وفي البيت كان حريصا على أن نخدم أنفسنا بأنفسنا لا أن نلجأ للخدم في كل كبيرة وصغيرة.

وبالرغم من عدم حب أبنائه للقراءة، فقد كان حريصا على أنهم إذا قرأوا فهموا وتدبروا، وخصوصا لآيات القرآن الكريم، فهو لم يكن مهتما بأن يقرأوا القرآن الكريم لمجرد القراءة الآلية بلا فهم، وإنما بالتوقف والبحث والسؤال عما لم يفهموا ولو كان كلمة.

وبالإضافة للقراءة والكتابة والبحث كان الدكتور البغدادي محبا للموسيقى، يستمع للأغنيات العربية التي تجد هوى في نفسه مثل أغنيات أم كلثوم، وعبدالله الرويشد، وراشد الماجد في أغنياته ذات الإيقاعات الهادئة، وأصالة، كما كان يهوى الكثير من الأغنيات العراقية، وبينها أغنيات ناظم الغزالي، كما كان معجبا بصباح فخري وصوته القوي.

ويضيف أنور البغدادي أن والده كان محبا لمشاهدة الأفلام السينمائية، وكان لديه شغف خاص بأفلام الحركة المتقنة والمصنوعة جيدا، ويحث طلبته على مشاهدة السينما.

والحقيقة أن أنور قد أفاض عن والده مستعذبا سيرته، أبا وصديقا، بالمعنى الحقيقي لكلمة صديق، وكمفكر، وصاحب رأي، وكليبرالي لم يكن يفرق في بيته بين أبنائه وابنته، فكل له يومه وفق دورات الحياة من نجاح وزواج وميلاد ابن ،أو غيرها من مناسبات الحياة، كما أنهم جميعا أدوا دورهم ووقفوا بجواره في محنة سجنه، وكذلك في مرضه حيث استقال عبد الوهاب من عمله لكي يرافقه في المستشفى في أبو ظبي، كما رافقه زياد أيضا، ولحق بهم أنور حين سنحت ظروفه، وقام كل منهم بدوره في متابعة حالته مع الأطباء وبحث حالته على الإنترنت ومراسلة المستشفيات الكبرى، وفي الحوار معه ورفقته، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة رحمه الله.

مركز الحوار

وكان الدكتور البغدادي قد أسس مع مجموعة من المثقفين الكويتيين مركز الحوار الذي استهدف نشر الفكر الليبرالي، والتأكيد على قيمة الحوار، وبينهم طالب المولي الذي اعارني بعض كتب الدكتور البغدادي، كما دعاني للديوانية التي اعتاد المرحوم الدكتور البغدادي أن يجلس فيها، حيث تعرفت على صاحب الديوانية جمال البلوشي، بحضور فاخر السلطان ود.عزيز أشكناني وعبد الوهاب مسلم وأغلبهم من مؤسسي المركز.

يقول طالب المولي إنه على مدى علاقته بالدكتور البغدادي التصق به وتقرب إليه واقترب منه ومن عائلته، ويرى أن رحيله ترك فراغا ليس من السهل تعويضه لأنه كان قارئا جيدا في الفكر الديني، بينما أغلب المفكرين لديهم معرفة بالفكر الحديث، وهذا ما جعله موضع خصومة، لأنه كان قويا في طرحه، متصديا وجريئا، بسبب امتلاكه قوة الحجة. كما أنه لم يستغل قلمه في تمجيد أحد، بحث بإخلاص عن العلم والمعرفة، وكان لديه شعور حقيقي بالمسئولية تجاه مجتمعه.

ويوضح طالب المولي أن هناك ذكرى تأبين للبغدادي يتم الإعداد لها، في موعد الندوة السنوية للمركز، حيث يتم إعداد موقع شخصي باسم الدكتور البغدادي، سيضم جميع المقالات التي كتبها، كما ستنشر فيه قراءات عديدة في فكره من قبل الكتاب العرب والكويتيين، كما يتم الآن إعداد فيلم وثائقي عنه، لعرضه في تلك المناسبة وتأكيدا على استكمال مسيرته ومشروعه الإصلاحي المهم.

تبقى الإشارة إلى أن الدكتور أحمد البغدادي (1951 - 2010)، حصل على الليسانس في العلوم السياسية في عام 1974، وحصل على الماجستير في الفكر السياسي من جامعة كلارك في الولايات المتحدة في 1977، ثم حصل على دكتوراه في فلسفة الفكر الإسلامي من جامعة أدنبره في العام 1981.

له العديد من المؤلفات التي اهتم فيها ببحث وتعميق مفهوم الديمقراطية، ومفهوم الدولة الإسلامية، ومراجعة المفاهيم التاريخية والسياسية للدولة الإسلامية، والبحث عن الأسس الفكرية التي تعرضت لمفاهيم الدولة الدينية في التاريخ المعاصر بشكل عام. ومن بين هذه المؤلفات: «الفكر السياسي لأبي الحسن الماوردي»، «الديمقراطية.. معنى ومبنى»، «التصنيف السياسي», «انتخابات مجلس الأمة الكويتي 1999» لانتخابات مجلس الأمة بحث بالاشتراك مع الدكتور «فلاح المديرس» فلاح المديرس، «تجديد الفكر الديني دعوة لاستخدام العقل»، «حزب التحرير: دراسة في مفهوم الدولة الاسلامية». «الدولة الإسلامية بين الواقع التاريخي والتنظير الفقهي»، «الشيخ عبد الله السالم الصباح» عبد الله السالم، «إنسانًا ورجل دولة»، «الفكر الإسلامي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، «دراسات في فقه السياسة الشرعية» وغيرها.

وقد خاض الدكتور البغدادي معارك عدة مع المتشددين، الذين اختلفوا مع الكثير من آرائه كما هو شأن أغلب من التزموا بشجاعة الإعلان عن ضرورة إعمال العقل ورفع قيم الاستنارة والفكر قبل غيرها بوصفها قيما إنسانية ودينية أيضا.

ونتمنى أن تجد كتبه التي تمثل مكتبته الخاصة الطريق إلى الناس والراغبين في التعرف على أفكاره، أو على التراث المعرفي الذي كان ينهل منه، سبيلها في شكل مكتبة تحمل اسمه الذي سيظل رمزا للتنوير والليبرالية والثقافة الليبرالية العقلاينة في الكويت وخارجها.

 إبراهيم فرغلي 






 





 





 





 





الدكتور البغدادي أثناء دراسة الدكتوراه في بريطانيا





 





الدكتور البغدادي في صباه