إسهام في بلورة نظريَّة سرديَّة عربيَّة تراثيَّة

التراث الأدبيُّ العربيُّ غنيٌّ بأنواع السَّرد الأدبيِّ ونصوصه، ما يثير سؤالًا هو: هل وضع النَّقد الأدبيُّ العربيُّ التراثيُّ نظريَّة سرديَّة؟ الجواب: لا.
لكنَّ الباحث، في هذا الشأن، يجد، في متون كتب ذلك النقد، شذرات نقديَّة متفرِّقة يمكن صوغ نظرية سرديَّة منها.
نحاول، في هذه المقالة القصيرة، أن نسهم في بلورة هذه النظريَّة، منطلقين من النصوص النقديَّة التراثيَّة التي رأت إلى السرد وقضاياه، فيضاف جهدنا المتواضع هذا إلى جهود كثير من الباحثين في هذا الموضوع، لا يتَّسع المجال للحديث عنهم، وعن إنجازاتهم، في هذه المقالة القصيرة.
ثلاث مسائل
نبدأ البحث بالإشارة إلى ثلاث مسائل هي:
1 - إبداع من دون تنظير
كان كتَّاب النُّصوص السرديَّة العربيَّة التراثيَّة ينشئون نصوصهم، كما كان الشعراء ينظمون شعرهم، غير أنَّ نقَّاد الشعر نظَّروا له، فوضع الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت.170هـ) علم العروض، في حين لم ينظِّر نقَّاد السرد له، واكتفوا بكتابة تلك الشذرات النقدية، «من دون أن يحوِّلوا إدراكهم الذاتيِّ للأنواع السرديَّة وخصائصها إلى تنظير نقديٍّ، يفضي إلى وضع نظريَّة سرديَّة».
2 - معرفة النقَّاد القدامى للمصطلح والتَّصنيف
نرى هذا، مع أنَّنا نلاحظ أنَّ هؤلاء النقاد كانوا يعرفون صفات المصطلح، ويدركون أهمِّيَّة استخدامه، فالجاحظ (159-255هـ) يقول، في «رسالة الجدِّ والهزل» على سبيل المثال: «ربَّت كلمة لا توضع إلا على معناها الذي جُعلت حظَّه، وصارت هي حقَّه والدَّالَّة عليه من دون غيره»، كما يقول، في «رسالة التربيع والتدوير»، في مثالٍ آخر: «إنَّ أعجب الألفاظ ما كان موقوفًا على معناه، ومقصورًا عليه، من دون سواه، لا فاضل، ولا مقصِّر، ولا مشترك، ولا مستغلق».
إن يكن هذا الأمر مُلاحَظًا، فإنَّ المُلاحَظ، أيضًا، هو استعمال الترادف المفضي إلى أن يفقد المصطلح خصوصيَّته، في كثير من الأحيان.
كما نلاحظ، كذلك، أنَّ هؤلاء النقَّاد اعتمدوا معيار التصنيف، في بناء مؤلَّفاتهم، فابن عبدربِّه
(ت.327هـ)، على سبيل المثال، قسَّم الأدب، في كتابه: «العقد الفريد»، إلى أجناس، وجعل لكلِّ جنسٍ كتابًا، وهذه الكتب هي: الأمثال، المواعظ، الخطب، الرسائل والتوقيعات، الفكاهات والمُلَح. وتحدَّث، في مقدمة الكتاب، عن أنواع أدبيَّة هي: نادرة شاردة ومثل سائر وخبر مستظرف وحديث.
3 - خطأ إسقاط التسميات السرديَّة الحديثة والمعاصرة على أنواع سرديَّة تراثيَّة
يطلق كثيرٌ، من الكتاب والنُّقَّاد المعاصرين، تسميات أنواع سرديَّة حديثة ومعاصرة على أنواع سرديَّة تراثيَّة، مثل قصة قصيرة وقصة قصيرة جدًّا وومضة...، وهذا خطأ، فكلُّ مرحلة تاريخيَّة تلد أنواعها الأدبية، المتميِّزة بخصائصها وتسمياتها، لتلبّي حاجاتها المجتمعيَّة.
أنواع سردية عربية تراثية
نعرف، من الأنواع السرديَّة العربيَّة التراثيَّة المقامة، والسيرة بمختلف أنواعها، والحكاية بمختلف أنواعها، والخرافة، وقصص الرحلة العجيبة إلى العالم الآخر، المتأثِّرة بقصة الإسراء والمعراج القرآنيَّة، والمتطوِّرة إلى قصص المعراج المتنوِّعة، والرسالة القصصية.
هذه الأنواع السردية كثُر الكلام عليها، وليس من داعٍ هنا، إلى إعادة هذا الكلام.
مرحلة تاريخية أنتجت أنواعها الأدبية
ما سوف نتحدَّث عنه هو أنواع أخرى سرديَّة قصيرة انتظمت في بنية نوعٍ أدبيٍّ تراثيِّ فريد هو حديث السمر، كان وليد مرحلة تاريخيَّة لم يعد فيها الشعر «ديوان العرب الأوَّل»؛ إذ نافسته أنواع أدبية أخرى، كالخطابة وأحاديث السَّمر والسرد، ومن الأدلَّة على ذلك شكوى كبار الشعراء ممَّا آلت إليه حالهم، فهذا ابن الرومي، على سبيل المثال، يقول: «ما أنت، في زمن المدى/ح، ولا الهجاء، ولا السماح/ فاشغل قريضك بالنسي/ ب، وبالفكاهة والمزاح»، ونقرأ للبحتري، في مثالٍ آخر، قوله: «أعيا عليَّ، فلا هيَّابةٌ فرقٌ/ يخشى الهجاء، ولا هشٌّ، فيُمتدح».
وهذا يفيد وجود تحوُّل إلى أدب جديد على مستويي الشعر والنثر، ومنه السرد بخاصة. والتفصيل، في هذا الموضوع، يحتاج إلى دراسة مستقلَّة.
حديث السَّمر
تتيح قراءة كتب حديث السَّمر، ومنها: «البيان والتبيين للجاحظ»، و«عيون الأخبار» لابن قتيبة، و«جمع الجواهر في الملح والنوادر»، و«زهر الاَداب وثمر الألباب» لإبراهيم الحصري، (ت.453هـ) و«نهاية الأرب في فنون الأدب» للنويري (ت. 733هـ)، و«المستطرف في كلِّ فنٍّ مستظرف» للأبشيهي (ت. ح852هـ)... إمكانية صوغ تعريف لهذا النوع الأدبي التراثيِّ هو:
حديث السَّمر نصٌّ أدبيٌّ تتشكَّل بنيته من عناصر أدبية يمكن تبيُّنها في ما يقوله الجاحظ عن قارئ كتابه: «... متى خرج من آي القرآن، صار إلى الأثر، ومتى خرج من الأثر صار إلى الخبر، ثم يخرج إلى شعر، ومن الشعر إلى نوادر، ومن النوادر إلى حكم عقليَّة ومقاييس سداد»، وفي ما يقوله الحصري عن كتابه «جمع الجواهر...»: «كتاب في جواهر النوادر، ولمع المُلَح، وفواكه الفكاهات، ومنازه المضحكات». هذه العناصر يتمُّ اختيارها ممَّا حسن لفظه ومعناه. يتراوح حجم هذا النص بين الفقرة والفصل، ينتظم في سياقه النثر، ومنه السرد، والشعر، لغته سهلة، تُبلغ دلالة واضحة وعميقة، ما يجعله نصًّا أدبيًا فريدًا يتَّصف بالجمالية الأدبية، من نحوٍ أوَّل، وبالسَّمر، أي بالإمتاع والمؤانسة، من نحوٍ ثانٍ.
وهذه هي الوظيفة المجتمعية التي كان يؤدِّيها هذا النوع الأدبي، في مجتمعٍ كان بأمسِّ الحاجة إليها، وكان كتَّابه يدركون هذه الحاجة، فيقول الحصري، على سبيل المثال: «وجعلته، بتنويع الكلام، كالمائدة الجامعة لفنون الطعام؛ إذ هِمَمُ الناس مفترِّقة، وأغراضهم غير متَّفقة».
أنواع سرديَّة تراثيَّة
تنتظم، في سياق حديث السَّمر، أو تأتي مفردةً، أنواع سرديَّة كثيرة، أهمُّها: الحديث والخبر والنادرة والنكتة والمُلحة والطُّرفة والأعجوبة والحكاية والقصة.
في ما يأتي، نحاول التعريف بكلِّ نوعٍ من هذه الأنواع، ملاحظين أنَّ المعيار البنيوي لازم، لكنَّه غير كافٍ، في هذا المقام؛ وذلك لأنَّ هذه الأنواع تشترك في كثير من خصائص أبنيتها السرديَّة، ما يقتضي اعتماد المعيار التداولي أيضًا.
الحديث: هو سرد ما يُتحدَّث به عن أحوال شخصية ما ظريفة وأقوالها وأفعالها المستظرفة. مرجعه شخصية حقيقيَّة، كأهل مرو والأصمعي، الذين يتحدث عنهم الجاحظ. و«الدلَّال» الذي يتحدث عنه كثيرون. والحديث هذا، كما يُستفاد من أقوال الجاحظ، يكون «حارًّا وباردًا» و«جَدًّا وهزلًا»، لهذا يقتضي إحكام بنائه، فنقرأ، في مقدمة كتاب «البخلاء»: «لأنَّ هاهنا أحاديث كثيرة...، وفي قَطْع ما بين عناصرها ومعانيها سَقْط نصف المُلحة وذهاب شطر النادرة»، ما يعني كذلك أنَّه يمكن أن يتضمَّن مُلحًا ونوادر.
الخبر: هو سردٌ يخبر عن وقوع حدث واقعي، سواء كان للجدّ أم للهزل، ويروي تفاصيله، ومن نماذجه كتاب «عيون الأخبار» لابن قتيبة، وما يذكره ابن المعتزِّ، في كتابه «طبقات الشعراء»، عندما يتحدَّث عن شاعر ما، تحت عنوان «أخبار فلان»، ما يعني أنَّ شخصيات الخبر واقعية. وقد تنتظم، في سياقه، نصوص أخرى. يقول النويري، في كتابه: «نهاية الأرب في فنون الأدب»، عن أشعب: «وله أخبار مستظرفة تتضمَّن شعرًا ونوادر».
النادرة: «ندر، لغويًّا، برز، وتفرَّد وقلَّ وجوده، واختلف، وأضحك...، وكلام نادر: غريب قليل الوجود». عرفه الأدب العربي منذ القرن الأوَّل الهجري، فنقرأ في كتب الأدب: «أشعب شيخٌ كثير النوادر». النادرة الأدبية هي سرد حدثٍ نادر الوقوع، يصدر عن الواقع الحقيقي، ويُسْنَد إلى أشخاص حقيقيين، لهذا يعدُّ السند مكوِّنًا أساسًا من مكوِّناته. الصفة الأساس في النادرة هي «الندور» الممتلك فاعلية الإمتاع والإضحاك والمعرفة كذلك، فابن المقفع، في مقدِّمة «كليلة ودمنة»، يرى أنَّ النوادر التي يقصدها هي بمعنى «سرد إحكام الحِيَل من الحيوان»، وابن عبدربه، يتحدَّث، في «العقد الفريد»، عن «نوادر من الحكمة» و«نوادر من الكلام» و«نوادر من النحو». ويبدو أنَّ «النادرة» غدت نوعًا أدبيًا معروف الخصائص، ما يدلُّ على ذلك أنَّ شهاب الدين الأبشيهي (ت. 850هـ)، في كتابه: «المستطرف في كلِّ فنٍّ مستظرف»، يخصِّص الباب السادس والسبعين منه للنوادر.
النكتة: أصلها «النقطة، وتعني نقطة، في الشيء، تخالف لونه»، أو تخالف مكوِّناته، فالأساس، في معناها، هو الاختلاف، لهذا فهي تطلق على المسألة الدقيقة في عناوين بعض العلوم كالفقه والنحو والصرف، كما تطلق كذلك على النصِّ السردي الصادر عن الواقع، أو المتخيَّل، المختلف، المثير للضحك، بسبب اختلاف مفاجئ عن السائد، لتناقض أو مفارقة، ما يفيد أنَّها نصٌّ سرديٌّ قصير يروي حدثًا واقعيًا، أو متخيّلًا، يُقصد به الإضحاك.
المُلحة: «الملحة، لغة، مشتقَّة من فعل مَلُح، ويفيد حَسُن، والمُلحة هي الكلمة المليحة، وتُطلق على النصِّ السردي الحسن». يعدُّها بعضهم مرادفة للنادرة، لكنَّها تُستخدم بمعانٍ أخرى، فيتحدَّث الجاحظ عن «مُلح العلم»، ويضع أبو حيَّان التوحيدي عنوانًا لنصٍّ له، في مقام الوعظ والتعليم، هو «الوصايا والمُلح». كما أنَّها ترد شعرًا، لهذا فإنَّ معناها محكوم بسياق الموضوع الذي ترد فيه.
الطُّرفة: «الطريف، لغويًا، هو الجديد، قليل الوجود»، ما يجعل الطُّرفة قريبة الدلالة من النادرة، غير أنَّ ما يميِّزها منها هو الجدّة، وأداء الحدث أيًّا كان نوعه، وتنوُّع نصوصها بين السرد والأنواع النثرية الأخرى والشعر.
الأعجوبة: ترد لفظة الأعاجيب، لدى الجاحظ، مضافة إلى جماعة البخلاء، أو إلى أحدهم. والأعجوبة هي، كما يرى، «كلُّ فعلٍ خرج من العادة». وتطلق كلمة «الأعاجيب» على كلِّ نصٍّ أدبيٍّ يتصف بهذه الصفة، كالرسالة والخطبة والنَّص السرديِّ.
الحكاية: هي «حَكْيُ» الأمر الذي يحدث. قال الجاحظ لأحدهم: «احك لي أمركم»، أي اسرد لي ما حدث لكم، وصف لي أحوالكم. ويمكن أن تتضمن الحكاية أنواعًا سردية قصيرة، مثل الخبر والنادرة والطُّرفة ونصوصًا نثرية وشعرية أخرى.
غدت الحكاية، في ما بعد، تعني النصَّ السرديَّ المتخيَّل الذي يحكي ما يحدث لشخصية ما، ويوهم بواقعية ما يحكي. من هذه الحكايات «حكاية أبي الحسن، علي بن هارون»، لأبي علي محمد بن الحسن المظفَّر الحاتمي (ت. 388هـ)، و«حكاية أبي القاسم البغدادي»، لمحمد بن أحمد، أبى المطهَّر الأزديّ (أواخر القرن الرابع الهجري).
يفيد ما اقتطعه الحصري من «حكاية أبي الحسن...» أنَّه جمع الروايات ونحلها شخصية الحكاية ورواها.
القصَّة: هي سرد يروي مجموعة من أخبار شخصية رئيسية واحدة ونوادرها واحتجاجاتها... يقول الجاحظ، في كتاب «البخلاء»: «فأمَّا ما سألت من احتجاجات الأشحَّاء ونوادر أحاديث البخلاء، فسأوجدك ذلك في قصصهم...». ولا يفوتنا أن نلاحظ، هنا، أنَّ قول الجاحظ هذا يفيد أنَّ النادرة هي حديث نادر الحدوث، وهو ما ذكرناه لدى تعريفنا بالنادرة.
المشترك والفروقات الدقيقة بين هذه الأنواع
يمكن القول: إن هذه إلا محاولة للإسهام في بلورة نظرية سرديَّة عربيَّة، لا تدَّعي التقصِّي، ولا القول الفصل، في هذا الشأن.
ويمكن للباحث، في هذا الموضوع، أن يلاحظ أمرين هما:
1ـ الترادف في تسميات ما ذكرنا من نصوص. 2ـ الخلط في ما بينها، ويعود ذلك إلى وجود كثير من المشتركات في خصائصها.
لكن الناقد المتأنِّي المدقِّق يستطيع تبيُّن الفروق الدقيقة بين هذا النصِّ وذاك، ما يمكِّنه من تعيين نوع النصِّ. وبغية بيان ذلك، نستشهد بنصَّين هما:
1ـ جاء، في كتاب «عيون الأخبار»، النصُّ الاَتي:
«حدَّثني محمد بن عمر، عن ابن كناسة، قال: قال بعض الطالبيِّين لأشعب: لو رويت الحديث، وتركت النوادر، كان أنبل لك. قال: والله، قد سمعت الحديث ورويته. قال: فحدِّثنا. قال: حدَّثني نافع، عن ابن عمران، أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: خلَّتان مَن كانتا فيه كان من خالصة الله. قال: هذا حديث حسن، فما هما؟ قال: نسي نافع واحدة، ونسيت أنا الأخرى».
يرد هذا النصُّ في «عيون الأخبار»، ما يعني أنَّ ابن قتيبة يصنِّفه خبرًا، وقراءته تفيد بأنَّه يتصف بما يأتي: 1 - نصٌّ سردي يصدر عن واقع ثقافي حقيقي. 2 - شخصيَّته الرئيسية حقيقيَّة. 3 - يتألَّف من سند حسن، ومتن. 4 - المتن ساخر ومضحك. 5 - الحدث نادر الحدوث...، هذا جميعه يفيد أنَّه نادرة، فكيف نوفِّق بين التصنيفين؟ ما يحلُّ الإشكال هو أنَّ ابن قتيبة يصنِّفه من «عيون الأخبار»، وليس أيَّ خبر، فعيون الأخبار يمكن أن تكون نوادر.
-2 جاء في كتاب «البخلاء» النص الآتي: زار أبو جعفر الطرسوسي «قومًا، فأكرموه، وطيَّبوه، وجعلوا، في شاربه وسبلته، غالية، فحكَّته شفته العليا، فأدخل إصبعه، فحكَّها من باطن الشفة، مخافة أن تأخذ إصبعه من الغالية شيئًا إذا حكَّها من فوق».
يتصف هذا النصِّ بما يأتي: 1 - سرد حدث نادر الوقوع. 2 - الشخصية في الحدث مسمَّاة. فهل يعني هذا أنَّه نادرة؟ الجواب: لا. لأنَّ هذا النصَّ يتصف، إضافة إلى ما سبق ذكره بما يأتي: 3 - المبالغة في ما فعله الطرسوسي؛ وذلك من أجل أداء قصدٍ ما، ما يشير إلى أنَّ الحدث متخيَّل/ موضوع بغية أداء قصدٍ ما،
4 - وصفُ الراوي العليم لأمر الشخصية وأحوالها. 5 - تدخُّل الراوي المتمثِّل بتفسير ما قام به الطرسوسي. 6 - القصد من تخيُّل الحدث هو بيان صفات هذا البخيل، ما يجعل النصَّ منتظمًا في سياق كتاب «البخلاء»، بغية أداء دلالة هذا الكتاب الكلِّيَّة، وهذا يجعلنا نصنِّف هذا النص حكاية، وفقًا لتعريفنا لها، في ما سبق.
وفي الختام، ينبغي القول: المهمُّ والأساس، في النقد الأدبي، هو الانطلاق من النصوص، وهذا ما حاولنا فعله، وهو قابلٌ للتداول والنقاش.
إشارتان: 1ـ لم أُحِل الاقتباسات إلى مصادرها في هوامش، لأنَّ هذا كان سيأخذ حيِّزًا من المساحة المتاحة لهذه المقالة.
2 - أفدت من كتاب: «فنّ النوادر، في التراث النثري» القيِّم، للدكتور مسعود الودرني، في فقرة: «أنواع سرديّة تراثية»، وعدت إلى مصادره واقتبست منها، ووضعت ما اقتبسته من ذلك الكتاب، ومن تلك المصادر بين مزدوجين ■