لتُزهر حياتك

دعها تسافر... إن طلبت ذلك فاتركها ولا تتعنت، استمع إليها واجلس معها لتسألها عن الأسباب والمكان والأشخاص الذين ستسافر معهم، وفي حال ما اطمأن قلبك دعها تخوض التجربة. رجولة الزوج ليست باستعباد زوجته، فهو وليها وصديقها وحبيبها وشريكها في الحياة الزوجية، وعليها الاستئذان منه محبة واحترامًا مبدية أسبابها ورغبتها.
المرأة في فترة ما تشعر بأنها في حاجة ماسة إلى السلام النفسي وإلى رحلة للتعافي، بعيدًا عن ضغوط المعيشة اليومية والاستيقاظ المبكر والتحضير لنهار العائلة المتخم بالواجبات المنزلية والمهنية والاجتماعية، التي تستنزف كل طاقتها وحيويتها ونشاطها وابتسامتها، فتلتهم كل ما فيها من حياة، ليتجدد في اليوم التالي السيناريو نفسه، فيخبو بريقها شيئًا فشيئًا بعد عدد من السنين التي قضتها في تربية أبنائها ومباشرة زوجها ومنزلها وعائلتها ومحيطها الاجتماعي.
لذلك، فإن المرأة تحتاج إلى مساحتها الخاصة، والتقرب من الأخوات والصديقات يشعرها بالحنان ويذكرها بأيام الطفولة والمراهقة والتجمع مع بعضهن البعض، وبتلك المشاغبات الفتية، لتنعكس سعادتها لاحقًا على من حولها، وتعود بخبرة وسعادة وراحة نفسية واندفاع لتقديم المزيد من العطاء... وتتعلم فرق السفر مع الزوج عن الأخوات والصديقات، فلكل منهما نكهته.
وفي هذه الألفية ومع كثرة المسؤوليات والمشاغل اليومية، كلنا نحتاج إلى مساحة راحة... ولا أجمل من السفر لتجديد الهمة والنشاط، خاصة الآن... حيث أصبح السفر أسهل وأكثر أمانًا، وصار التواصل أقرب بلمسة واحدة، وغدا الوعي أكبر. فالسفر ليس بالضرورة أن يكون عابرًا للقارات وقاطعًا لمئات الأميال، فقد يكون داخل البلد ذاته ولمسافة بسيطة، لأن الهدف منه بقاء الزوجة بانفراد بعيدًا عن المسؤوليات الروتينية.
بإمكان المرأة السفر بكل سهولة ويسر متى ما تواجد عاملا الأمان والصحبة الصالحة، فضلاً عن توافر شروط أمن الطريق وسهولة التنقل ووجود حماية من شريك السفر، أو الحماية الأمنية التي تختص بها كل بلد حسب قوانينها، بالإضافة إلى وجود العمران وعدم انقطاع الناس خلال طريق السفر، وسهولة التنقل وركوب المواصلات، وغزارة وسائل التواصل الحديثة من اتصال عن طريق الهاتف وتطبيقاته العديدة.
ونحن... عندما نملك القرار بخصوص أشخاص آخرين، مثل الزوج أو الأبناء أو الإخوة والوالدين، فإننا نترك بعض الأشياء لله عز وجل، ولا نقبض عليهم بكف اليد فنخنقهم ونولد حالة من الامتعاض والفتور بالعلاقة.
كل منا مسؤول عن تصرفه... وبالنظر للفكرة عامة فهو موضوع جميل وإيجابي جدًا، دون تعنتٍ من أحد الأطراف. فلا مانع من سفر الزوجة من دون زوجها لفترة يومين أو أسبوع وحتى أكثر إذا توافرت العناصر سالفة الذكر، لتعود بعدها بسعادة وشوق كبيرين لممارسة حياتها وواجباتها الزوجية.
وفي النهاية، كلنا نود أن نرى أحباءنا بخير وسعادة.. فلا داعي للرفض والتشدد، بل على العكس فإن الدعم والتأييد يُكسبان الطرف الآخر التقدير والامتنان للموافقة ■