ما بعد الغروب أحمد محمد المعتوق

شعر

ولف الغروب التفات الطريق، وجاء المساء
كوقع السنابك ليلا على عتبات الشتاء
كما في الخريف ترامت حيارى وأهوت طيوف
النداء
تساقط شوق الغصون ومد جناح القماري
وجاء المساء
كقرع الطبول طبول المغول
يجيئون غرقى بعيد انطفاء الأصيل
تخطف أيديهم الكاسرات قلوب الصغار
فتنتحب الأنجم الراسيات
بأفق توارى حزينا وراء الحصار
وصوت ترامى
تكسر في قمقم الليل يدعو: الرحيل،
الرحيل
وماذا تبقى هنا في يد الكبرياء
بعيد المساء
سوى حفنة من تراب وذكرى غناء
وليلكة زغردت يومها حولنا
على نقرات المطر
عشية كنا نزف القمر
تراءت تلوح منديلها العسجدي إلى من
حضر
ويهتف في نشوة زهرها:
غداة يعود السفر
غداة يطيب الغناء لشادي السهارى ويعلو
السمر
وماذا تبقى بعيد الغروب!
سوى وحشة تستشف الدروب
بقايا رنين وبقيا وتر
وأنات ناي كئيب تلوى حزينا صداه على
المنحدر
وصوت الرياح، الرياح!
كنبح الكلاب وراء الطريق، وراء السحاب
كلون السهر
كوهج الظهيرة فوق الرمال وصمت الصقيع
بوادي الضجر
ألا تسمعين، ألا تسمعين!!
نداء الحرائر يا أخت في خيمة النازحين
تزاحم يا أخت في خيمة النازحين
دموع الصبايا ورجع الحنين.
قلوب توسد شوق التراب وذوب الضلوع
ونجوى اليقين
توسد حلم النسور تلوب وراء الغيوم
تنادي النجوم
نسافر فوق الذرى موجة ديمة ظلها
يلملم ضوء النهار ويجلو القدر
ألا تشهدين - رفيقة دربي - حنايا الطيور
تطاير مثل الشرار فتوري يبيس الشجر
تظلل رجع الغدير
وتهفو لليلكة زغردت ها هناك وراء الضفاف
على نقرات المطر
عشية كن نزف القمر
وتنتظر الصبح، هلا يعود الصباح الحبيب!
وهلا تردد يا أخت هذي الروابي رجيع القمر!
وأغنية طالما شاقها سمر
كحلم الشواطى وهمس الليالي
ونجوى السحر