ضغط الدم.. وطرائده

 

 
 



ضغط الدم.. وطرائده

يوجد ضغط إذن توجد حياة والعكس صحيح.. هكذا دون لف ولا مواربة والطبيب منا يقف شعر رأسه هلعاً ويتصبب عرقاً.. وتتسع حدقتاه ويجف ريقه إن لم يجد ضغطاً في المريض. ولكن ماذا إذا كان الضغط مرضيا?

الضغط وما لف لفه من الأمراض.. تختلط فيه عند المريض الحقائق بالأوهام والأغلاط.. وهو خليط يسأل عنه الأطباء بالدرجة الأولى، فهم أولو العلم، ومسئوليتهم تنقية السمين من الغث والمتين من الهش والجيد من العاطل، طلباً لفصل السم عن العسل،وذلك بالضبط ما نسعى إليه فيما نعرض هنا، وهدفنا أن نحمي مرضانا من أن يصبحوا ضحية للوعي المنقوص أو المخلوط، ونحن نعلم أنه سوف تبقى هناك دائماً فئة قليلة من المرضى تعاند أي إرشاد أو ترشيد، وتستبدل الذي هو رديء بما هو طيب، فتراها تنكر ما هو معلوم في الطب بالضرورة وتميل إلى دغدغة وعيها بأوهام تتعدد مصادرها وتتنوع، فمنهم من يستقي النصيحة من زميل العمل، أو من خالته أو من العطار أو من ساعي مكتبه، وكل واحد لا يعجبه إلا عقله.

المهم، أنه بعد الاتكال على الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، نقول إن ضغط الدم يعني الضغط الناشئ من سائل الدم على جدران الشرايين التي يسري داخلها وضغط الدم الطبيعي هو 140/90 وكل ما زاد على ذلك فإنه يصنف وطبقا لكتيب تشغيل الجسم على أنه (ضغط دم مرتفع).

تساؤلات وقلق

ولقد فكرت.. ولعلها تكون فكرة صائبة أن يكون مبنى هذا الموضوع الماثل أمامكم من واقع تساؤلات المرضى كما سمعتها منهم داخل العيادة خلال الأعوام الثلاثين الماضية، وبهذا المعنى وذلك الشكل، يصبح لا فضل لكاتب المقال على قارئه، ومن جملة هذه التساؤلات:

  • من أين جاءني هذا الضغط?
  • هل هو مرض شائع أم نادر?
  • هل يوجد أشخاص أكثر عرضة له من غيرهم?
  • هل الضغط أنواع أم هو صنف واحد?
  • هل يأتي يوم وأشفى منه أم أنني سوف أستمر على العلاج بقية عمري?
  • يقولون هناك أدوية (قوية) وبعضها الآخر (ضعيف)?!
  • سمعنا أن أدوية الضغط تسبب الضعف الجنسي?
  • نفترض أنني لم أتناول أي علاج للضغط، ماذا يمكن أن يحدث لي?
  • ما الصحيح عن (الثوم) الذي أصبح في عالم الضغط أشهر من (عادل إمام) في عالم الكوميديا?
  • أنا أخذت نصيحة بإقلال الملح.. فتطوعت من عندي بتقييد عموم التوابل ومعها الليمون بالمرة.. فما رأيك?
  • أحسن كلمة يجيدها الأطباء (الرياضة) ثم الرياضة.. ولكن تجدهم يا أخي لا يفصلون لك الكمية المناسبة منها فإذا بالمريض الملتزم يأخذ هذه التوصية الرياضية ويذهب للمشي بينما آخر أكثر التزاما يمارس الجري أما المتزمت الوسواس فيمكن أن يزايد ويذهب إلى رفع الأثقال ومنها إلى (عطاك عمره).. أمد الله في أعماركم جميعا.. إذن أين الحقيقة في موضوع الرياضة هذا?!
  • الوزن الزائد هل هو فاعل أصلي في جريمة الضغط أم لفقت له هذه التهمة زوراً وبهتاناً?
  • الدهون وما أدراك ما الدهون.. الإعلام الطبي بهدل كرامتها وكرامة جدها الأكبر (الكولسترول) ولم يبق إلا أن يضعوا علامة (الجمجمة والعظمتين) الشهيرة تحت كلمة (دهون) فهل هي حقاً شر صاف كما عمم عنها? أم ماذا?

الطب يجهل لماذا?وكيف ?

نشرع الآن في نسج المعلومات المختلفة عن موضوعنا من واقع التعرض لكل هذه التساؤلات.

فالدراسات تقول إن من بين كل عشرة أشخاص من جنس بني آدم، هناك شخص واحد به (ضغط) وفي الأمريكيين واحد من كل أربعة، ثم إن من بين كل عشرة مرضى بالضغط هناك مريض واحد فقط به سبب عضوي وجيه يفسر الأمر، أما التسعة الآخرون فالطب حتى الآن يجهل لماذا وكيف حدث لهم ما حدث.. والعلم عند علام الغيوب الذي لا يأتي منه إلا الخير، وعن الـ 10% الذين لديهم أسباب، أو أمراض تتسبب في رفع ضغطهم.. فمنها أمراض الكلى، والكليتان لهما علاقة شد وجذب عجيبة مع الضغط ـ فالكلية المريضة ترفع الضغط، وهو من جهته يجعل الكلية الطبيعية تعتل.

وقبل أن نغادر الكلية، فهناك الغدة التي ترقد فوقها (الفوق كلوية، أو الجار كلوية، أو الكظرية وهي الأسماء الرسمية لها كما هو وارد في سجل الجسم البشري) والتي هي في أحيان نادرة، تفقد وقارها وتوازنها، وتبدأ في الإتيان بعض التصرفات الصبيانية وتفرز كميات زائدة من هرمون الكورتيزون واسمه الرسمي كورتيزول وهذا (الكورتيزول) يتسبب في اختزان الماء ومن ثم يرتفع ضغط الدم.

ونفس هذه الغدة ـ على سبيل السهو أو اللهو أو اقل إنه إهمال جسيم في أداء الوظيفة ـ قد تنفث بخات من هرمون الاستنفار في الجسم وهو (نور ـ أدرينالين) وتابعه الأدرينالين وذلك دون أن يكون هناك وضع استنفار حقيقي فتأخذ آليات الجسم هذا الإنذار مأخذ الجد وتتوالى مجموعة من الاستجابات، أحدها رفع ضغط الدم.

وأحيانا ما يكون السبب هو التواء حادا وغير طبيعي في بداية الشريان الأورطي الهابط (طبعا هناك آخر صاعد) وهو شريان عظيم المكانة ينقل الدم النقي المؤكسج (أي المحمل بالأكسجين) من النبع مباشرة (القلب)، ذلك الألتواء الخلقي يؤدي إلى ضيق مفاجئ أمام سريان الدم ويتولد عن ذلك ارتفاع ضغط الدم في النصف العلوي من الجسم دون النصف السفلي منه.

الضغط وطرائده المفضلة

ثم نأتي على الحمل وهو حدث بلاشك سعيد، ولكنه في بعض الحوامل يتسبب في رفع الضغط الذي قد يعود لطبيعته بعد الولادة، أو أن تخرج الأم بعدها بالرضيع على ذراع والضغط في الأخرى.

وإن كان الحمل يتسبب في الضغط فإن المدهش أن منع الحمل يتسبب أىضا في الضغط (الحبوب) يعني السيد ضغط هذا يأتي مع الحمل ومع منع الحمل، أما قلنا من البداية (تتحدث الركبان بخبثه وسخافته).

نفس هذه السخافة يمارسها الضغط في علاقته مع الغدة الدرقية (في مقدم العنق) فتراه يصاحب الأشخاص الذين لديهم زيادة في نشاط هذه الغدة، وكذلك ـ وهنا العجب ـ أولئك الذين لديهم نقص في نشاط نفس الغدة، هكذا دون خجل منه أو حياء.

وأي مرض يصيب الإنسان تكون له طرائد مفضلة من أعضاء الجسم المختلفة، والضغط يتلذذ بمهاجمة شرايين كل من: المخ (شلل نصفي) ـ (العين) ـ (العمى) ـ (القلب) ـ (الجلطة القلبية) ـ (الكليتين) ـ (الفشل الكلوي) وأحيانا يعطب الكبد كعمل إضافي في أوقات فراغه.

قاعدة النصف.. والقاتل الصامت

هناك قاعدة تبلور مفارقة قد يكون للكشف عنها فائدة ما، وتسمى (قاعدة النصف) والمعنى أن نصف العدد الحقيقي لمرضى الضغط فقط يعلمون أنهم مرضى أما النصف الآخر فإنهم لا يدرون بما حدث لهم، ومن بين النصف الذين يعلمون فإن نصفهم يتلقى علاجاً، بينما النصف الآخر لا يتلقى أي علاج لأنه لا يريد أو لا يقدر، ومن بين النصف الذين يتلقون علاجاً، فإن نصفهم يستجيب أي يتحسن والنصف الاخر ليس كذلك.

ويتصل بقاعدة النصف تلك حقيقة تقول إن الضغط مرض بلا أعراض، والأعراض عطية من عطايا الكريم فهي الأجراس التي تدق ولوحة عدادات السيطرة بالجسم التي تؤشر عند وجود خلل ما وصاحبنا هذا يخرب في صمت عجيب، فلا أجراس تدق ولا مؤشرات تهتز، فالصداع والدوار والخفقان وغيرها من الأعراض التي يذكرها المرضى في العيادات هي جميعاً اعتباطات ليس لها محل من الحقيقة، والجرس الصحيح الذي يجب أن يعلق في رقبة هذا (الضغط) هو (قياس ضغط الدم) عند الطبيب، وهناك جدول للمتابعة نتمنى على الناس الالتزام به، لكن دون مزايدة أو تهوين، فهناك مجموعة صغيرة جدا ممن هم في خطورة شديدة يجب أن يتابعوا يومياً أو أسبوعيا وهناك مجموعة ينبغي أن تتابع بالقياس كل 3 أشهر ومجموعة أخرى كل 6 أشهر أو سنة أو خمس سنوات. وتحكم جدول المتابعة هذا ضوابط محددة للغاية تصدر عن الجمعيات العالمية الرصينة لمرضى ضغط الدم، ونأمل ألا يدخل عليه المرضى تعديلات من عندياتهم كأن يسوغ الحرص أن يذهبوا لقياس الضغط يومياً أو حتى أسبوعياً ولا حتى شهرياً، فإن في ذلك إساءة لاستعمال الخدمات الطبية، وكما هو معلوم بالضرورة فإن سوء الاستعمال يؤدي إلى إعطاب واستهلاك الجهاز الطبي فيما لا نفع فيه ويصبح المرضى أول المتضررين.. وآخرهم أىضاً.

تشكيل عصابي

وعن الـ 90% من مرضى الضغط الذين لا نعرف سببا وجيها لما حدث ويحدث لهم، فقد أثبتت الدراسات عدة عوامل مرتبطة ارتباطا فعالا بهم، وقائمة الاتهام تشمل: التدخين ـ الدهون المشبعة منخفضة الكثافة ـ زيادة الوزن ـ الكسل ـ التوتر النفسي ـ الوراثة. وهي جميعا تشكل تشكيلا عصابيا ينبغي عزله عن مجتمع الجسم البشري والمتهمان الأول والثاني تمت إدانتهما في جميع مستويات التقاضي باعتبارهما فاعلين أصليين في جريمة الضغط، أما بقية القائمة فقد تثبت عليهم تهمة التحريض.

ولكن.. نعم هناك (ولكن) صغيرة تفرضها كلمة حق، والحق أحق أن يتبع، ومن الحقائق الغائبة أن الإقلال (الشديد) من الدهون من شأنه أن يشمل ذلك الصنف من الدهون المفيدة والصديقة لبيئة الجسم، وهي الدهون غير المشبعة مرتفعة الكثافة والتي تعمل إلى جانب قلبك وتحميه ولذلك فإن التوصية الطبية الحديثة في هذا الخصوص هي ضرورة أن يحتوي غذاؤك على دهون نباتية بحيث لا تتجازو نسبة ما تمدك به من طاقة مقدار 30% من مجموعة الطاقة التي تحتاج إليها يوميا، ذلك (الدهن) الصديق الطيب يمكنك دعمه وتشجيعه بالانتظام في الرياضة وتناول بروتين الصويا وفيتامين ب (نياسين) كما أن حبوب علاج الدهون مثل (ذوكور) لها فائدة مزدوجة، أولها المعلوم للناس بأنها تخفض الدهون الضارة وثانيها غير المعلوم أنها تزيد من الدهون الصديقة، ولغة الأرقام لغة مستقيمة وصريحة وتخبرنا أن السيطرة على الدهون الضارة تخفض معدلات حدوث السكتة الدماغية والشلل النصفي بمعدل 28% والذبحة الصدرية بمعدل 26% والجلطة القلبية بمعدل 37% والإقامة داخل المستشفى بمعدل 26%.

كذلك حبوب هرمون (الاستروجين) التي تتناولها بعض السيدات بعد سن الخمسين لاستبقاء بعض من أنوثة الزمن الجميل، تلك الحبوب لها فائدة في دعم ذلك الدهن الطيب.

(الثوم) نجم النجوم

ملح الطعام (الصوديوم) وهو في هذا المقام من الأشرار، خطف الأضواء من ابن عمه (البوتاسيوم) وهو هنا من الأخيار، ونحن اليوم سوف نسلط على البوتاسيوم الضوء الذي يستحقه لأنه يحمي من الإصابة بالضغط فضلا عن إسهامه في تخفيضه إذا ارتفع، ومن المأكولات الغنية بالبوتاسيوم البطاطس والموز والبرتقال والشمام، وجسمك يرضى ويقنع تماما بما وزنه 2: 5،3 مليجرام يوميا منه، ولن نكل من التحذير من المزايدة، حيث إن المبالغة في تناول البوتاسيوم لا تخلو من الأخطار الجسيمة، ليس هنا مقالها ودعنا نبشر ولا ننفر.

ثم نأتي على (الثوم) نجم النجوم بلا منافس.. والمتصدر باقتدار لقائمة أفضل عشرة أدوية هذا الأسبوع وكل أسبوع وإلى الأبد حتى أن الثلاثين عاما التي أنفقتها في خدمة مرضاي لم تمكني من أن أحقق ولو ربع الجاذبية الساحرة التي يتمتع بها هذا (الثوم) عند المرضى، والبعض منهم يعتبرونه الرقم الصعب في معادلة العلاج أما بقية الأدوية والأطباء عندهم فهي أصفار على الشمال فهو الشافي من كل داء، فإن كان ذلك صحيحا في صلبه فإنه يكون من الجنون أن تهدر شركات الدواء كل هذه المليارات من الأموال على أي شيء غير (الثوم)، أما إذا كان غير صحيح فإنه الجنون بعينه أن يعطى صاحبنا هذه المكانة وذلك الاعتبار، ويكفيه رائحته الغنية عن التعريف والتي لا يستطيع هو نفسه إنكارها، ويكفيه أن الإكثار منه يتسبب في ازدياد القابلية للنزف، وإن كنت من جماعة (الثوم) فيمكنك اعتبار الفقرة السابقة كلها تنفيسا سيكولوجيا بعد أن يئست تماما من منافسته جماهيريا، على كل حال فإن الدراسات لم تنكر إسهاماته في علاج الضغط والسكر والقلب والجرعة المناسبة منه هي 4 جرامات طازجة يوميا.

بيت القصيد

درهم وقاية أفضل من قنطار علاج، كلام من ذهب قاله الأولون ولكن من يسمع ومن يجيب?!

توقف عن السجائر الآن وليس بعد ساعة، نعلم أنه أمر صعب ولكن أرنا البأس وأثبت لنفسك أنك تملكها وليست هي التي تملكك، ولا تكن مثل الظريف الذي قال: إن الإقلاع عن السجائر أمر سهل جدا، حتى أنني أقلعت عنها مائة مرة.

ـ قليل من الملح في طعامك، ولم نقل قليلا من التوابل أو الليمون، ودراسات رصينة متعددة أكدت الالتزام بما مقداره 4،2 جرام منه (ملء ملعقة شاي) في اليوم وتشجيعا لك سوف نضيف فوائد أخرى تجنيها من تقليل الملح مثل الحماية من هشاشة العظام في الكبر، وحصوات الكلية في كل عمر.

ـ قاطع كل ما به دهون مشبعة، وأكثر من تناول الدهون غير المشبعة عالية الكثافة، وهذا الكلام المبهم يمكنك فك طلاسمه إن أنت ذهبت إلى أحد مراكز علم التغذية، وسوف تجد قائمة من الأطعمة اللذيذة جدا والصديقة لبيئة جسمك.

ـ أنقص وزنك من خلال ذي اختصاص، الذي يمكنه أن يرشدك إلى أحدث وسيـلة للتعامل مع وزنك وهو (معامل كتلة الجسم) واعلم أن كل 6 أرطال فوق الوزن النموذجي تزيد من احتمالية الإصابة بالضغط بنسبة 12% وأن إنقاص 5 ـ 10 % من الوزن الزائد يسهم بشكل قاطع في تخفيض ضغطك.

ـ اجعل أساس الوجبة الغذائية من مادة الكربوهيدرات أي النشويات وهي موجودة في البقول والأرز والمعجنات وعليك بالفواكه والخضراوات الطازجة لغناها بالبوتاسيوم والمنجنيز والألياف وكلها مواد صديقة للشرايين والقلب.

ـ تحكم في نفسك، ولا تجعلها تتحكم فيك وتمتع بحياتك، كأنك تعيش أبدا وتزود للموقف العظيم كأنك تموت غدا، وأنت تعلم أن الكدر الشديد لن يمنع المقدر والمكتوب وإن رأيت كم يصب الحنق والضيق في دمك من مادتي (نور ـ أدرينالين) و(أدرينالين) اللتين تقبضان على شرايينك وترفعان ضغطك لأعطيت الضيق ظهرك ولركلت الحنق بقدمك.

ـ لا تتمش بل هرول، والهرولة تقف في منتصف المسافة بين المشي والجري الخفيف بحيث تقطع كيلو مترا كاملا كل 10 دقائق وساعة من الهرولة يوميا تصبح مثل السفر لها سبع فوائد أولها تخفيض الضغط وليس آخرها السيطرة على الدهون الضارة.

أما العلاج الدوائي فلنا عنه كلمة موجزة، لأننا نعتقد أن المكان الطبيعي للحديث عنه هو غرف العيادات، ونحن نرى أنه ليس هناك دواء (قوي) وآخر (ضعيف)، ذلك حديث إفك وليس كلام صدق، والحق أنه يوجد دواء مناسب وآخر غير مناسب وما كان منهما جيدا لك فقد لا يكون كذلك بالنسبة لشخص غيرك والعكس صحيح تماما.

ومسألة العلاج ينبغي ألا تبحث على قاعدة الأصالة والحداثة، ومنطق شراء الدواء يختلف عن اقتناء سيارة، ونحن في الدواء لا نبحث عن أحدث الموديلات والطرازات بغض النظر عما تروج له شركات الدواء، بل على المرضى والأطباء من قبلهم أن يطيعوا أحدث بروتوكول علاجي يصدر عن المراكز العلمية المختصة.

وقبل أن نترك فقرة العلاج فإن إحدى أحدث التوصيات تقول: إن تناول نوعين من الأدوية في جرعاتهما الدنيا، خير وأبقى من تناول دواء واحد في جرعته القصوى، نقول ذلك لأن أغلب مرضانا يعتقد ان إضافة دواء آخر إلى الدواء الأصلي مؤشر على تدهور الحالة والأمر ليس كذلك أبدا.

وهناك أدوية تفضل مصاحبة أو مرافقة أدوية معينة عن غيرها، لماذا? لا نعلم وقل إنه انسجام أو تناغم وظيفي. كما أننا نعترف ونحن بكامل قوانا العقلية بمسئولية عائلة أو اثنتين من الأدوية عن التسبب في الضعف الجنسي كتأثير جانبي قد يحدث أو لا يحدث والخبر الجيد في هذا الشأن أنه تأثير مرتجع، أي يختفي تماما خلال أسابيع محدودة بعد التوقف عن هذا الدواء والانتقال لغيره.

أخيرا استوصيك بألا تقبل إلا بالسيطرة الكاملة على الضغط، أي أن يصبح أقل من 140/90 حيث أثبتت الدراسات أن ضغط الدم (الطفيف) والذي أحيانا نرضى به على المدى الطويل، له ذات الأضرار التي يحدثها ضغط الدم الشديد، وعافاكم الله وحفظكم من كل مكروه.

 

ماجد رأفت

 
  




العين إحدى الطرائد





القلب.. أهم طرائده





الكليتان سبب ونتيجة





لحم + دسم = كولسترول