عزيزي القارئ المحرر

عزيزي القارئ

الارتقاء.. ممكن

عزيزي القارئ...

العدد الماثل بين يديك ينفتح على شهرين لا شهر واحد، فهو عدد فبراير لكنه يتواكب مع مجيء شهر رمضان الكريم. وما بين الشهرين تتصاعد أصداء وأصداء، أصداء ما جرى وما يجري ببلاد المسلمين، فتمتلئ النفوس بأشجان وآمال. فشهر فبراير يستحضر ذكرى تحرير الكويت الرابعة من ربقة غزو واحتلال قام بهما- ويالحزن الذكرى- جار مسلم، ويتواكب مع احتفالات الكويت بذكرى العيد الوطني الرابع والثلاثين. وشهر رمضان يملأ الروح بنفحات من السمو والصفاء. ذكرى تطلب التسامي عن آلامها، ونفحات تسمو بنا برغم ملابسات الواقع الإسلامي في عمومه. والمطلب المشترك هو الارتقاء. فهل ارتقاء المسلمين ممكن؟. إنه سؤال كاد الواقع القريب لا يفسح له إجابة إلا بالنفي، لكن هذا العدد يصر على فتح باب الأمل بالإيجاب على السؤال بنعم . نعم، ارتقاء المسلمين ممكن، بكل ما تمنحه روح الدين الحنيف من امكانات للتسامي تبلورها فريضة الصوم، وبشعاع من الأمل يأتي به العدد من أقاصي القارة الإسلامية حيث يذهب بنا الاستطلاع إلى "ماليزيا" ليرصد باحتفاء تحفز نمر آسيوى للوثوب، والنمر الاقتصادي والتقني هذه المرة يتوثب من أرض المسلمين. فليس التخلف، والفقر والزحام، والعنف، قدرا ودالة على بلاد الاسلام - كما يشيع أو يتوهم البعض - فها هو بلد مسلم في أقاصي الأرض يمسك بخيط الارتقاء، فيزرع ويصنع ويعمر الأرض ويجملها حتى غدا قبلة للمستثمرين وللسائحين دون أن يتخلى عن جوهر روحه المسلم.

الارتقاء ممكن، وأصداء ما كان وما يكون في بلاد المسلمين تدلنا على السبيل الذي يسعى إلى تبين بعض من ملامحه هذا العدد. فإذا كانت الثقة بالنفس، والانفتاح الرصين، والدأب الإنسانى في الامساك بلغة العصر، ملامح للرقي توحي بها تجربة ماليزيا المسلمة، فإن كوامن شهـر الصوم توحي بالمزيد، حيث "رمضان يسر لا عسر" كما تقول مقالة الدكتور محمد سليم العوا، ورمضان مناسبة للفرح المادي والروحي كما تشير مقالة الدكتور محمد رجب النجار. التيسير والفرح شرطان عميقان للارتقاء، حيث لا ارتقاء في ظل الكآبة والعسر اللذين تتعلق بهما طائفة مغلقة العقول والنفوس في واقعنا الإسلامي. كما لا ارتقاء إذا لم نتخلص من أدران التباغض بين المسلم والمسلم جراء نزعات العدوان التي مثلها الغزو والاحتلال، وذيولها الأسر وإخفاء البشر، وهو موضوع الكويت الأول، وموضوع كل مسلم منصف، بل كل إنسان يؤمن بشرف الانسان الكائن في الحرية. وهذا ما يعالجه رئيس التحرير في افتتاحيته "أربع سنوات مريرة على أسرى الكويت. بشر لا أرقاء". نعم. بشر لا أرقاء، هذا هو القصد ليس في مطلب تحرير أسرى الكويت فقط، بل هو القصد إذا كنا نروم الارتقاء.

فدعونا نأمل في عتق أسرانا، وتحرير طاقة المسلمين، وشهر كريم مبارك

 

المحرر

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات