رقصة النار

مهداة إلى نار الكويت

شعر

ترفقي.. ترفقي

يا نارنا.. لا تحرقي

يا نار.. إنا واحد

مهما افترقنا..نلتقي

من كان منا حارقا

قد كان نفس المحرق

***

يا نار قد أتخمت من

مصابنا.. فأشفقي

أحرقت من أرحامنا

في الغيب من لم يخلق

جردتنا من رزقنا

كأننا لم نرزق

***

لكننا يا نار في

قلب الحريق المحدق

نلقى بقلب الهول

لسعا من لهيب المنطق

علمتنا أنا حشرنا

كلنا في الخندق

لم يبق فينا واحد

من أهلنا لم يشنق

***

خلصتنا من عهرنا

وكذبنا المزوق

وكيدنا.. وبغضنا

وقولنا المنمق

وليلنا في قلبنا

في ظل وجه مشرق

***

أرحامنا.. أنسابنا

أسماؤنا لم تصدق

لم يبق فينا مؤمن

من أصله لم يمرق

أو يبق فينا عاقل

في جهله لم يغرق

***

أسكنت في أعماقنا

فانسبت نحو الأعمق

حتى انغرسنا ألفة

في كنهها لم تسبق

علمت في نار الحنان

الحب من لم يعشق

والحب يا أخت

الشقاء وسادة للمرهق

لكنه سر.. ويفشي

السر من لم يصدق

فاستودعي أسرارنا

خلف الجدار المغلق

وكفكفي من دمعنا

وحاذري أن تغرقي

***

وإن سئلت مرة

عن عارنا لا تنطقي

وإن نطقت عنوة

فحاذري أن تشهقي

وحاوري.. وداوري

وناوري.. ولفقي

***

لا تتركي سوءاتنا

في ثوبنا الممزق

أنت التي عريتنا

فاستغفري.. ثم ارتقي

أنت التي قد أوغلت

تحت النسيج المطبق

أوغلت في أعماقنا

فسرقت ما لم يسرق

أنت التي أصغت إلى

صوت الجريح الموثق

***

لا تذكري أوجاعنا

لشامت لم يشفق

لا تذكري كيف انتهت

أيامنا للمأزق

ثم احتوانا سجننا

من ضيق لأضيق