وتريات

 وتريات

أحبك

أحبك لكني موقنٌ
بأني سأقتل قبل اللقاءْ
وأعرف أنكِ نوعٌ من المستحيلِ
وأنك في البعدِ فوق السماءْ
فلا تغضبي إن سمحت لنفسي
بتمزيق شعري وإحراق غرسي
ولا تغضبي إن سمحت لعَيْني ببعض البكاءْ
فالحب كالموت ليس يفرق بين الرجال وبين النساءْ

***

أحبك لكن درب المحبين وهمٌ طويلْ
طويلٌ طويلْ
كعمر السماءِ كعمرِ الرحيلْ

***

أحبك والحب لا يترك القلب إلا صريعًا
فكيف أفرُّ من العشقِ
والعشق كالضوء يجري سريعًا سريعًا

***

أحبك والشعر دونك يبقى
حزين التعابير والمفرداتْ
أخاف عليه فلا تتركيه
وحيدًا قتيلاً على الصفحاتْ
وضميه ليلاً إلى دفء صدركْ
فخارج صدركِ لا يعرف الشعر معنى الحياةْ

أحمد جمال علي عساف - سورية

قصائد قصيرة

(1)
كان ينتظرُ
الدقيقَ الأبيضَ الممتاز
والنِخالة القيِّمة
داخل السنابل
التي يرويها

(2)
أيها الطُحلُب الأخضر
أيها الكلاميدوموناس
أيها الضعيف
كيف تبعث في عالمِك
مملكةً من الحياة؟!

(3)
ليتني
ذلك الصغير
الذي يمازِحُ الصَدَى
ثم يحاولُ في براءةٍ
أن يدوسَ ظِلَّه

(4)
كلما تحدَّثَتْ
نَثَرَتْ في المَدَى
بريقاً له لذَّته

(5)
كلما تلكَّأت الساعة
أو كانت النتائج
غير مرضية
أسحبُ نايي المنزوي
وأبدأ موّالاً للصبر

(6)
قبرُهُ المنزوِي
خلف كل القبور
اخضرَّت صبارته
وتولَّدَت عنها
صبارات صغيرة

(7)
ظلَلَتُ طوال الطريق
أجادِلُه فلا يقتنع
أُعيدُ النهاية للمبتدأ
لعلَّنا عند تخوم الخلاف
نتَّفِق
ولما مَلَلتُ
من الثرثراتِ المُعَادة
قرَّرتُ أن أودِّعه
ومددتُ إليه يدي
فلم أجده

(8)
أهذه عُلبةُ الحُلِيّ الفارغة
أم أنها قلبي الذي
أضاع حُبَّه؟!

(9)
هذا صديقي الوحيد
الذي لازمني بإخلاصٍ
أطول فترة من عمري
هذا هو الحزن

عبده حسن الشنهوري - مصر

نشيج الخفقان

يقتفي ليلي رقاده
وكأنْ النوم في جفنيّ بدءٌ
لا انتهاء
هادئ الطيف دنا
كالسّنا، رافقه نجم السماء
فوق أحضان غيومٍ سائحاتٍ
حلّ فيها سكنا
جمعتني وبها ضمنًا رثاءات اللحاظ
ماكثٌ في وِجْدها أجهشني ما يُستزار
هي مأساتي رَبَتْ
فَصّلتُ عن محتواها
بَعُدَتْ نحو افتضاء
أوسعتني غلظةُ فاستثقلتْ
كالسّنا، يبرقني النجم اعتلا أدراجه
عاد للهجرة من حيث أتى
حسبما تأتي صباحًا ومساءً ومرارًا
جمعتني وبها شدهة همّ
إن خفى في البحر نسيًا
خلط الذكرى فألقتها مواسم
فتهاجر تنصب النعي ظنونًا
لا أخال البحر عند الحزن يروي عطشًا
عاد للهجرة من حيث أتى
هذه الكرّة تبقى رَهْبًا
بينما هُوَ
عبر التاريخ المؤجّج
ينتهي حاضره نحو مياده
أتراها ترتدُّ نحو الكهوف
أمنياتٌ
أتراها ترتدُّ
للصحو تلك السنوات
ما عساها نطقتْ
إنْ جانبًا منها هوى فامتضضا
نكستْ رأس الترقب
ظُللّ،
ما أراها مَثُلتْ
طَلَلٌ،
قبر يثير الغربات
وإلى الآن يراهن
إن في فكر الرؤى
تستفيق القطفات
ربما يلمح ذاك الأفق دربًا
يستجّى فيه وجه
يستزمْ العبرات
يتزاهى عنه حلم، وأكاليل خيال
بائنٌ مشهده خلف كواليس المنام
جزؤه مُحتَضرُ
فاحتوى أكمله صحو غضون الهيجان
ذاك غيبٌ
هَزُلتْ فيه الدنى فاصطخبت
فجأة أحزنها عنف الرزايا
تَركتْ جُرحًا على مرمى حداده
سكتتْ فيها صدوح العندليب
غربتْ عنها شُموس الصبر في قلب احتشاده
يا تواشيح الثغور
إبدئي مَعُي نشيدًا يتأوّه
ربما العمر اقتضى تنويهةً
أنْ يستجيب
فجأة يأتي رداه
يا تواشيح الثغورِ
ربما العمر قُضي
فتروّيْ
وإبدئي مَعي نشيج الخَفقان

فاضل مصطفى عبدالسلام - الكويت