من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

لمحات من جديد العالم
طب
رصاصات سحريـة لاصطيـاد السرطـان

ظلت مشكلة المشاكل في علاج السرطان هي أن الأدوية المضادة للسرطان كـانت لا تميـز بين الخلايـا السليمة والأخرى المصابة، ومن ثم تقتل هـذه وتلك. لكن يبدو أن البحث العلمي قـد وصل إلى طريقة ناجعة لتمييز الخلايا المصابة عن الخلايا السليمة بدقة واضحة بل بصـور خـلابـة الألوان أيضاً، عبر تقنية لصنع الخلايا تسمى الصبغ الفلـوري الميكروسكوبي للجهاز المناعي (حيث الفلورية fluorescen هي إطلاق نور ناشئ عن امتصاص الإشعاع من مصدر آخر). وصاحبة الاكتشاف هي الدكتورة نانسي كيدرشا الباحثة البيولوجية التي تعمل ضمن فريق إحدى شركـات التكنولوجيا الحيوية العالمية. وقد توصلت إلى اكتشافها عبر بحثها عن علاج تجريبي للسرطان. وعندما استخدمت تقنية الصبغ الفلوري لعيناتها كانت النتائج باهرة حتى أنها كـانت تشبـه لوحـات تشكيليـة رائعة. لقد كـانت خطة البحث عن دواء جديد للسرطان تبـدأ بفهم آليات عمل الجهاز المناعي. ورأت الخلايا موسومة بالضـديات antigene التي تعتـبر توقيعات مميزة لهذه الخلايا لتمييز الغريب منها عن خلايا الجسم نفسه. ثم يفرز الجسم خلاياه المضادة التي تتوجه نحـو الضـديات، ومـا أن تمسكه كيميائيا بأهدافها حتى تصبح كـالرايات الواضحة للجهاز المناعي الذي يوجـه قواته من خلايا ملتهمة وبالغة نحو العدو. على هذا المنوال تمضي الصبغـة الفلـوريـة فتكشف عن خلايا السرطان في أنابيب الاختبار. فالأجسام المضادة مهندسة وراثيا لاحتواء الصبغة وإرسال ضـوء بأطوال موجيـة معينة. وبالملاحظة الدقيقة عبر الميكروسكـوب المهيأ لتمييز الأطوال الموجيـة للنور المنبعث يمكـن تحديد الخلايا السرطانية عبر الأجسام المضادة الملتصقة بها. وثمة دلائل على أن هناك ضديات محددة لكل خلية سرطانية فإذا أمكن تمييز الأجسام المضادة المرفرفة عليهـا لأمكن تمييز خلايا السرطان. وكانت هذه النظرية الأساس الذي أقامت عليه الباحثـة مكتبة لتصنيف أنوع السرطان المختلفـة. ومادام التحـديـد ممكنا فإن الغاية هي إنجـاز أدوية تكون "رصاصات سحرية" تصيب الخلايا المريضة وحدها دون إصـابـة الخلايـا السليمـة المجاورة. ولدقة تصويب هذه الأدوية الفعالة يتم تحميلها على الأجسام المضادة المعنية عوضاً عن الصبغة الفلورية.

وثمة تجارب فعليـة تجرى على عقار "الريسين" المشتق من نبـات زيت الخروع لعـلاج سرطان الغدد الليمفاوية وقد كان هذا الدواء شديد السمية للخلايا السليمة والمريضة على السواء ويجري الآن تحميله على الأجسام المضـادة لتحـديد أهـدافـه. وبـالإضـافـة إلى التصويب الدقيق على الخلايا السرطانيـة الذي يعـد به هـذا البحث، فإن آلياته ستكشف عن طـرق عمل الأدويـة المضادة للسرطان.

وعلى سبيل المثـال فإن طـريقـة الصبغ الفلوري كشفت عن أن عقار التوكسول المستخدم في علاج سرطان الثدي والمبيض يمارس تأثيره على تكـوينـات داخل الخلية السرطانيـة تشبه الخيوط وتسمى "القنيات الدقيقة" وهي ضرورية لانقسام الخلايا السرطانية ومن ثم فإن تدميرها يمنع الخلايا السرطـانية من التكاثر.

وعلى هذا النحو يعد البحث بالكشف عن مزيد من أسرار الخلايا السرطانية إضافـة لتحديدها، ومن ثم يغدو اصطيادها بدقة أملا ممكنا.

بيئة
الأمم المتحدة تزرع البحر

خمسون سنة تمر هـذا العام على قيام منظمة الأمم المتحدة. ومرور نصف قـرن لا يعني فقط أن العـالم تغير كثيرا بل يعني أيضـا أن أهداف هذه المنظمة الدولية الأكبر ينبغي أن تتغير. فـإذا كان قيامها عام 1945 محاولة دوليـة لإبعاد خطـر الحرب وفظائعها عن البشرية. فإن هذا الخطر وهـذه الفظائع باتت تأتي من مصادر أخرى تمامـا غير فـوهـات المدافع وقصف الطـائرات رغم أن وسـائل الحرب بـاتت أشمل وأفتك. فـالخطر المحـدق بـالبشريـة والفظـائع التي تتهددها صارت تنبع من ركام التعـامل الجائر مع البيئـة الأرضية ومن عليها. لهذا لم يعد مستغربا أن يشغل برنامج الأمم المتحـدة الإنمائي جـزءا مهما من نشاط هذه المنظمة الـدولية، وعلى حـد تعبير "جيمس ستاف سبيث" مدير هذا البرنامج "فإننا نعيش في عالم يتسم بوجود فجوة هائلة بين الواقع العالمي والإمكانية العالمية. فـالحرب الباردة انتهت، ويتيح لنا إنهاء الطابع العسكري فرصة غير مسبوقة لإعادة تركيز طاقاتنا ومواردنا عل التنمية" والتنمية المقصودة هي تنمية مستديمة، لا تولد نمواً اقتصادياً فحسب بل توزع أيضا فوائد هذا النمو توزيعاً منصفا. تنمية تعيد توليد البيئة ولا تدمرها، تمكن الناس ولا تهمشهم، وتعطي الأولوية للفقراء وتوسع نطاق خياراتهم وفرصهم.

كل هذه الإشارات الواردة على لسان مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي طيبة النوايا جداً، لكن هلا استطاعت نوايا المنظمة الدولية الطيبة أن تحول دون انفجـار الشرور الساحقة للبشر طوال نصف قرن مضى المحصلة تقول: ليس تماما. لكننا لا نستطيع إلا أن نأمل الخير في النصف القادم خاصة أن حرب البيئة والفقر وإن لم تكن مدوية القصف إلا أنها شاملة التأثير القـاتل لكـوكب الأرض وبشكل لا قبل للبشرية على تداركه إن لم تكف محن أنانيتها وتسيبها في التعامل مع الأرض ومن عليها. وعلى أية حال فإن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يشكل أكبر منظمة في العالم لتقديم المساعدة في شكل منح متعددة الأطراف لإعانة تنموية تشمل 175 بلدا ومن ملامح البرامج البيئية نذكر: تنظيم أنشطة المساعدة الدولية لإزالة الألغام في كمبوديا، ومشروع تربية دود القز لصالح مجتمعات البهيل التي ينهك أرضها الجفاف في الهند، وإنشاء محمية لإعادة التحريج في طواطي بوسط تونس، وحفر قنوات زراعية تمتد أكثر من 200 كيلـو متر وذلك لـري 1000 هكتـار من الأراضي الزراعية في جنوب الصومال، وإقامة مصنع لتجهيز الموالح تبلغ تكلفته 12 مليون دولار في الأراضـي الفلسطينيـة المحتلة.

باختصار، إنها جهود وليدة لتوجه جديد للأمم المتحدة لإنقاذ كوكب الأرض، ومن الطريف ذلك التعبير الوارد في البرنامج عن إعادة توليد البيئة، ومن أمثلتها استعادة خصـوبة الأراضي البـور بزراعتها مجددا، ليس فقط وإنما أيضاً- وهي تجربة حقيقية ضمن مشاريع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في شرق آسيا- زراعة البحر، حيث يقوم المشروع بـإنتاج وتجهيـز الأعشـاب البحرية لاستخدامها كوقود للإنسان وعلف للحيوان وبذلك يخلق فرص عمل جديدة لأبناء تلك المناطق التي يزحف عليها البحر في سواحل شرق آسيا.

الأمم المتحدة، إذن، تزرع البحر- بالمعنى الحرفي والرمزي للتعبير- ونرجو أن يكون حصاد النصف قرن القادم من عمرها المديد ليس كسابقه، حصاد هشيم، بل حصاد خيرات بحر لا حدود للخير فيه.

كمبيوتر
سبع وسـائل لامتـلاك العالم

حتى وقت قريب كان تبادل المعلومات عبر "الطريق الرقمي السريع"، أي عبر إمكانات الاتصال الدولية بالكمبيوتر، مجرد إمكانية محدودة نتيجة صعوبة قراءة الرسائل ومحدودية مصادر المعلومات وعدم تنوعها، لكن هذا قد تغير الآن كثيرا عبر إمكانات الشبكة العالمية للمعلومات (WWW) فعبر هذه الشبكة صار ممكنا أن تحصل على طائفة هائلة من المعلومات ومن أماكن مختلفة، فيمكنك قراءة طالعك عند فلكي في باريس، ومعرفة نتائج الأبحاث على القهوة من جامعة كمبريدج، ومعرفة برنامج احتفالات الأمم المتحدة في عامها الخمسين من نيويورك. وكل ما يتوجب عليك عمله هو الإشارة إلى مـربع تختـاره ضمن "موزاييك" البيانات الخاصة بالشبكة على شاشة الكمبيوتر مع ضغطة على "الفأرة" ثم تبحث عما تريد بسهولة فائقة، لتختار نصا أو شكلا أو صورة. فكل ذلك صار متاحا بغزارة وبوضوح شديد وبألوان متألقة أيضاً. والأدوات المطلوبـة لهذه السياحة المعلوماتية العالمية تتلـخص في سبعـة أشياء 1 - كمبيوتر 2 - مضمن (مودم) (لتحويل الإشارات الرقمية إلى إشارات سمعية يمكن إرسـالها واستقبالها بواسطة الحاسوب عبر شبكة التليفون) 3 - خط تليفون دولي 4 - برنامج لإرسال واستقبال البريد 5 - برنامج تحويل الملفات 6 ftp - برنامج قارئ نشرات 7 - دليل إحـدى شبكـات المعلومات العالمية (WWW). وهناك شركات توفر هذه البرامج الأربعة مقابل ثلاثين جنيها استرلينيا، وبمجرد انتهائك من وضع هذه البرامج يصبح العالم بكل ما يموج به من معلومات ملك يديك ورهن إشارة من أصابعك. فهل تفعل؟

غدا.. لا استقامة ولا انتظام

لوحة المفاتيح التقليدية في أجهزة الكمبيوتر تستعد للرحيل النهائي وإن ببطء.. وهذا الخـبر سيسعـد بلا شك ثلث مليون إنسان تعرضوا للتوتر المرضي نتيجة الضغط المتكـرر النـاتج عن تقييد حركـة الأصابع واليدين داخل لوحة المفاتيح التقليدية ولوحـة المفاتيح الجديدة تبدو مشـوهة، ملتـوية، وقـد تم تقسيم الأرقـام والأحـرف داخلها إلى ثلاثة أجزاء تتوزع على الشكل الأفعواني للوحة. والهدف من ذلـك أن يبقى المعصمان مستقيمين أثنـاء عمل أصـابـع اليـدين على مفاتيح اللـوحة. كـما توجـد مساحـات واسعـة لإراحة اليدين إضافة لإمكـان رفع اللوحة أو خفضها أو إمالتها.

أما عن راحة الأصابـع، فقد روعي لأجلها جعل مفاتيح الحروف والأرقام متقاربة لتوفر جهـد انتقـال الأصـابع من حرف إلى آخر وما يجري للوحة المفاتيح التقليدية من طقوس إحـالة وشيكـة إلى المعاش، يجري أيضـا للفأرة "Mice" فبدلا من شكلهـا الهندسي المنظم ستتحـول إلى كتلـة صغيرة لا انتظام للخطـوط أو الاست دارات فيها، إذ ستكون بها فجوات للأصابع وأقواس متحدرة تناسب ميل الأصابع وتتوفر في ألوان عديدة وحجوم وأشكـال تنـاسب جميع الأيادي، كـأيادي الأطفال، والأعاسر (مستخـدمي اليد اليسرى) على سبيل المثال.

إن الكمبيوتر الذي يغدو بسرعة جهاز الغد المعتاد دون منازع، يصبح شيئـا فشيئا مدججـا بكل أسلحـة غزو الحياة المعاصرة. وهي الجاذبية واليسر وإراحة الإنسان.

فن
الـرسم على الجسد أو.. البدائية الحديثة!

في مرسم خاص جـدا بمدينـة طوكيو يعيش "أستـاذ" الـوشم الشهير "يـوشيهيتـو نـاكـاتـو"، وهو يستغرق في رسم لوحـة واحدة بالوشم على جزء كبير من الجسـد حوالي سنتين، وهذه اللوحة تكلف (مقتنيها) حوالي خمسـة آلاف جنيـه استرليني. والظاهرة لا تتوقف على اليابان وحدها والتي أقيم فيها معرض كبير لعرض مثل هـذه اللوحـات الحيـة، ففي أوربـا تنتشر لوحـات الوشم على الظهـور والأقفيـة والصلعات والصدور إضافة للأذرع والأفخاذ. وفي أمريكا يطلقون على هذا (الفن) صفة "البدائية الحديثة".

فالرسم على الجسد فن قديم، لكن كانت له أسبابه، ففي غينيا الجديدة كان الناس يلونون أجسـادهم لتـدل على مـا يريدون قوله عن أحوالهم. واليانومانو في أمريكا الجنوبية كانوا يثقبون آذانهم للإشارة إلى البلوغ. وفي البنغال كـانوا يشمـون أطفـالهم ليمكنهم التعرف عليهم في العالم الآخر. وفي إفريقيا كـان ذلك للتمييز بين القبائل. وكان الـوشم في اليونان القـديمة دليل نبالة ورفعـة. ولقد حظر الوشم بمنطق مسيحي لأنه "تشويه لما خلقـه الـرب". ولكن في القرن 18 لاحظ الكابتن كوك أن سكـان جـزر بحـر الشمال كانوا يصنعون ألوان وشمهم من رماد بندق الأرض المحترق ويغرسونه بإبر من العظام. وفي عام 1881 بدأ انتشار الوشم في أوربا وكـان جورج يورشت يلقب بملك الوشم إذ رسم وشما للملـك جـورج الخامس والقيصر نيقـولاس الثاني بدقة تليق بالملوك.

لقـد تعقـدت أدوات الوشـم، وتعقدت مشاكله، ووسائل إزالته. فثمة آلات الكترونية لغرس الصبغة بدون ألم، لكن المخاوف من انتقال مـرض الإيدز أو الالتهـاب الكبدي الوبائي واردة، أما إزالة الوشم فهي تتم بوسائل تتراوح من جراحة إزالة وترقيع الجلد إلى إزالة ألوان الوشم بالليزر. وأنها لحالة من حالات انبعاث القديـم، في أيامنا المعاصرة لأسباب تتعلق بحب الظهور أو الرغبـة في إيلام النفس أو مناقضـة المجتمع وهـو انبعـاث ينطـوي على مجازفات غريبة، فقـد حدث أن عاشقـا أوربيا وشم على صدره بأكـبر خـط ممكن عبارة "أحبك يا نانا"، لكن نانا تركته بعد أسبوع وبقي هو حـائرا مع وشمـه. كما أن الوشم إذا غطى مساحة كبيرة من الجلد يمنع العرق ويجعل صاحبه يلهث كـالكلب في الأيام الحارة. ولله في خلقه شئون.

مسرح
مؤثرة وناجحة.. حتى على الخشبة

لا تـزال مسرحية "أوسمة السيد شولتز" التي عرضت للمرة الأولى في بـاريس سنـة 1989 تلقى نجـاحاً كبيراً في كل أنحـاء العـالم. فهنـاك 1500 دار عرض تتوزع على كل أنحاء فرنسا وخارجها، وزهاء مليون متفرج يشاهدونها. ولقد نالت هـذه المسرحية أربع جـوائز "مـوليير" (أشهـر الجوائز المسرحية الفرنسية) وجائزة جمعية الكتـاب المسرحيين، وجائزة أرلين، وجوائز أخرى كثيرة لمختلف العناصر المشكلة لهذا الغرض.

ومن الغريب أنه عند بداية تقـديم هـذه المسرحية في نوفمبر 1989 على مسـرح "الماتورينيين" في بـاريس لم يكن هناك من يتوقع لها مثل هذا النجاح الساحق، إذ إن اللقاء في القرن الماضي بين بيار وماري كوري، واكتشاف الراديوم من قبل هذين العالمين الكبيرين، لم يكن يبدو من المواضيع التي تجتذب جماهير المسرح. وقد عرضت المسرحية في الأسبـوعين الأولين أمـام مقاعد شاغرة، لكن إصرار مديـر المسرح على استمرار العرض أحـدث الانقلاب الكبير، فهذه القصة الأصيلة والطريفة من تاريـخ البشرية عولجت في المسرحية بأسلوب يجمع بين التسليـة والإثراء الثقافي ففرضت نجاحها الذي تحول إلى ظاهرة مسرحية لم تعد تتكرر كثيراً بينما مسارح العالم التقليدية توشك على إطفاء أضوائها.

لقـد قـدمت تفسيرات عديدة لهذا النجاح، منها أسلـوب الحوار المرح وحسن أداء الممثلين لدور بيير وماري كوري والممثل الكبير الذي لعب دور "السيد شولتز" مدير مدرسة الفيزياء الذي لا يكف عن الحلم بأوسمة المجمعيين الفارغة، وكذلك الديكور البارع الذي أقام مختبرا حقيقيا على خشبة المسرح. كل هذه العناصر كانت مهمة. لكن العنصر الأهم، لعله يكون في قدرة كاتب الحوار على إبراز العالمين كـاثنين بشريين من لحم ودم، لـديهما النبـوغ، وخفة الروح، ولهما أطفال، وصعوبات مادية، ودراجات هوائية، وليسا مجرد باحثين متنسكين متقشفين. وقـد كانت النتيجة مؤثرة فماري كوري التي نالت جائزة نوبل مرتين، ونالت حب وتأثر كل من طـالع قصـة كفاحهـا ونجاحها، استطاعت أن تنال الحب وتؤثر في المشاهدين لأصداء قصتها الآتية من وراء السنين لتقف بثراء وجمال، على خشبة المسرح.

رياضة
قمة القمـم.. نفسيـة!

دراسة حديثة في علم النفس الـريـاضي أثبتت أن الذي يحسم الفوز في التصفيات النهائية ليس قوة البدن والمهارة الرياضية، ولكن قوة العقل والنفس هي التي تحسم المنـافسـة. ففي المسابقة الأوليمبيـة للعدو 100 متر سنة 1992 كـان يقف عند خط البداية ثمانية رياضيين من النوع "السوبر" لياقة وتدريبا، وكانوا يشبهون زنبركات لولبية من الصلب، مشدودة وتنتظر الإطلاق. لكن واحـدا من بينهم هـو "لينفورد كـريستي" كـان يمتلك ميـزة لا يمتلكهـا الآخرون، وكانت هذه الميزة في عقلـه لا جسمـه. ولا يستطيع أحد ممن شاهدوا هذا السباق نسيان النظرة المدهشة لعيني كريستي نفسيا كان في القمة وكان قادرا على تحويل التوتر في داخلـه إلى طاقة تفوق. وقـد قال عن هذه اللحظة فيما بعد "كل ما كان علي أن أفعله هو التركيز".

وعلى العكس من كريستي كان العداء "ماثيو ياتيس" وفي الدورة الأولمبية نفسها، لكن في سبـاق 1500 متر فقد أدت مرحلـة الخوف النفسي عنده إلى فشل غير متوقع فهذا البطل الذي ظل فائزا تقليديا بهذا السباق في بطولات عديدة بدأ منحدرا فجأة وهو في قمة لياقته إذ جاء ترتيبه الأخير. ماذا حدث له؟ ياتيس نفسه كشف عن مـدى إخفاقه عندما قال: "كل حاصل على الميدالية الذهبية لا يمتلك أكثر مما أمتلكه من اللياقة والتـدريب، الشيء الـذي افتقـدته هـو الاستطاعـة العقلية".

ويعلق على هـذا البروفيسور "ليوهاردي" من قسم الصحة والأداء الإنساني بجـامعة (والـز) بقولـه: "الضغوط على رياضي اليوم شديدة فالرابح بميدالية ذهبية في أولمبيـاد اليـوم يمكن أن يتحول في لحظة إلى مليونير، بينما الخاسر لا ينال شيـئا". وبينما كـان خبراء علم النفس الرياضي مجرد عامل مساعد وثانوي في رياضات ما قبل دورة عام 1992 صاروا الآن مستشارين أساسيين.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




عالمة المناعة نانسي كيدرشا وخلفها صورة ضوئية





خلايا سرطان الميلانوما في حزمة وسط خلايا سليمة (باللون الأخضر)





أنوية خلايا سرطانية باللون الأزرق ومن حولها السيتوبلازما باللونين الأخضر والأحمر





من مشاريع برنامج الأمم المتحدة في مستنقعات شرق آسيا.. زراعة نباتات تحمل ملوحة المياه





كمبيوتر ومودم وخط هاتف دولي وأربعة برامج.. أنها مكونات تأشيرة الدخول إلى شبكة الحوار العالمي





لوحة مفاتيح الكمبيوتر القادمة.. استواء أقل وراحة أكثر





الرسم على الجلد بالوشم الملون صرعة عصرية تنبعث من الماضي البدائي





الرسم على الجلد بالوشم الملون صرعة عصرية تنبعث من الماضي البدائي





الرسم على الجلد بالوشم الملون صرعة عصرية تنبعث من الماضي البدائي





الرسم على الجلد بالوشم الملون صرعة عصرية تنبعث من الماضي البدائي





جانتا نوفانتا أخرجها التوتر من نهائيات فردي النساء عام 1993





فرق نيوزيلندا لكرة القدم يرقص رقصة الحرب للاحماء النفسي





كاسباروف بطل العالم شبه المطلق في لعبة الشطرنج جذب إليه علماء النفس